نضطر أحيانا لننتظر الضغوط حتى تدفعنا لما يجب علينا أن نقوم به ، بل لما نرغب به ولكننا لم نكن لنملك الجرأة قبل ذلك ..
ترتفع أصوات الأصدقاء الثلاثة في المطعم بعد عودة بارتو إليه من زقاق الصنّاع ، فيتلقى اتهاما ساذجا من فيليب بأنه يخفي شيئا ما ، فيما يحاول جوسيا تهدأتهما يخرج بارتولوميو عن هدوئه المعتاد ليصرخ بوجهه :
" أنا منذ أن اختفت مارلين وأنا أشعر بالمسؤولية كاملة عن اختفائها ، وأعدك يا فيليب بأنني سأعيدها إليك، فلا يأخذك حزنك وغضبك على كرهنا واتهامنا جميعا "
عندها هدأ فيليب منهارا ودارت بينهم حوارات صغيرة بين كلمات تعاضد وأمل وتربيت ..
حتى جاء روبرت من الخارج ، بيده مكنسة وبالأخرى ظرف دفعه للعم بارتو ، كان أحد الذين يعملون في مجمع البناء قد أعطاه له ثم غادر ، تفاجأ بارتو من أن المُرسل جيفرسون ، ألم يكونا معا منذ قليل ، فتح الرسالة ، وأثناء قراءتها كانت ملامح وجهه تتغير ليستشيط غضبا ، فانطلق لمنارته مكانه المفضل ليحصل على بعض الهدوء ، ليفكر ، كانت الجدة قد وصلت قبله وكانت قد أضاءت المنارة ، لترى وجهه متكدرا فتسأله :
" لأوّل مرّة أرى وجهك بهذا السوء ، ما الذي حدث لك بني "
" أرسل لي جيفرسون رسالة ، يخبرني بها بأنه سيخطب مارجريت ، وأنه أرسل الرسالة من باب الأدب لأنه صديقي "
" الجميع يعرف رغبته بذلك ، وماذا في الأمر !؟ "
" حتى مارجريت !؟ "
" بالطبع ! "
" ولكن .. "
قالت له وهي تهم بالمغادرة :
" هيّا قم وادفن رأسك بين تلك الكلمات والأحرف الغريبة واترك الآخرين يقبلون على الحياة .. ليس لي رغبة بالحديث بعد اختفاء مارلين "
" ولكن أمي ، هل خالتي موافقة على ذلك أيضا ، أمي!؟ "
كان صوت نزولها على الدرج يبتعد عن مسمعه ، ولكن صوت مارجريت كان يتعاظم برأسه ، صورتها وهي واقفة أمام البحر ، ذلك النسيم ، شعرها .. ثم جيفرسون ، لا لا ليس جيفرسون ، صاح بصوت مرتفع كالمجنون وحده ، ليرى تلك العبارة في آخر الرسالة :
" أنتظر منك الرد ليوم غد فقط "
وفي تلك الأثناء كانت روز تجلس في منتصف طاولة العشاء ، المكان الذي يجب أن يجلس فيه كبير العائلة ، ولكنها بدت متفاخرة بما تفعله ، حيث وضعت زوجها ووالديه على جانبي الطاولة ، دون أن يجرؤ أحد على منعها ، فهي بالنهاية تملك كل شيء ، ولكن ذلك الهدوء على الطاولة لم يدم ، إذ خرقه صراخ وتخبّط جعل روز ترتبك ، سمعت والدة داني صوت الفتاة القادم من الأسفل ولكنها التزمت الصمت ، وبعد أن ذهب كل لغرفته متجاهلا ما حدث ، ذهبت روز خفية بعد أن نام داني ، ولكن فجأة وجدت ظلا قرب الدرج المؤدي للأسفل ، تجمّدت عروقها واختبأت خلف أحد الأعمدة ، وما إن التفت الظل حتى تبيّن لروز أنها والدة زوجها ، فأسرعت إليها توبخها ودقّات قلبها المتسارعة بدأت بالهدوء :
YOU ARE READING
آريس الحورية الهاربة
Fantasyدائما ما كان يحدث نفسه بها إنها شغفه كانت ولم تزل حتى إذا اعتادت مطاردته لها شعرت بالحنين وما بينه وبين البحر احتارت حتى اختارت العودة للهروب ولكنها ارتبطت في الغربة بشيء من نوع آخر فهل تعود؟