أفعى البلاء

327 46 6
                                    

قد تكون عاديٌّ للغاية، وفجأة يتغيّر بك الحال بين ليلة وضحاها لتقود اثنين من أقوى وأعتى الجيوش قوّة، وعندها تفرض سيطرتك قوانينك وشروطك أنت..
وبعد أن اجتمعت الجيوش، جبر وجلير ولوتش، عرض جبر على الأعداء بعضا من الوقت لمن يريد الانسحاب أن ينسحب رأفة بهم، ولكنهم أبوا أن يغادر منهم أحد، ولكنهم طلبوا من جبر هدنة بتوجيه من ماري فوافق عليها، كانت الهدنة ضرورية لكلا الفريقين حتى ينظّموا أنفسهم، ولكنها كانت من جانب ماري مدروسة جدا وبالتحديد عندما اتضحت الرؤية في الأجواء بعد هطول المطر ولمحت مارلين وهي تتجه وحيدة لمنزلها فأسرّت في نفسها أنها تستطيع كسب الحرب الآن على طريقتها الخاصة..

وبالفعل استعانت بأحد رجال يوتنهايم الضخام ليرافقها حتى تثبت لهم حسن نيّتها بأنها لا تخدعهم وللتسلل بين بيوت المدينة حتى تصل لبيت والد مارلين..

ولكن آريس وتانيا انتبها بعد الهدنة وسكون الجيشين لحركتهما، لتهمس آريس لتانيا :

" تلك الأفعى، لماذا تتجه لمنزل مارلين؟، لا بد وأنها تخطط لشيء ما"

تانيا :

" ما هي الأفعى؟!، ومن تلك التي تتجه لمنزل صديقتك؟"

"إنها أسوأ امرأة رأيتها في حياتي إلى الآن، لا بد وأن مارلين في خطر ويجب علينا أن نساعدها"

وفجأة وجدت جبر يقترب منها، فارتعد قلبها بشدة، فقال لها معاتبا :

" وتتركينني هكذا دونما وداع، وتتركين صغيرتك دون رعاية؟ كل تلك السنين! "

فطأطأت رأسها قليلا ثم همست برأسه قائلة :

" بل وضعت كلٌّ في بيئته لينمو بشكل طبيعيّ، جيرون أجبرني على المغادرة! "

"ومن هو جيرون!"

وفجأة ظهر جيرون يقترب من والدته، فاتسعت عينا جبر ودمعتا في الوقت ذاته، فقد لاحظ الشبه الشديد بينهما وكأنه هو ولكن بجسد حوري، فقالت له :

"هذا ابنك جيرون"

"أرى ذلك! "

قالها وهو ممعن النظر لابنه الذي اقترب منه هو الآخر وعلامات تعجب على وجهه، أخيرا وبعد كل ذلك الوقت تعرفا على بعضهما، احتضن ابنه للمرة الأولى، وشعر بشعور غريب بأنه أكثر قوّة بسبب وجوده من ذي قبل..

قالت له آريس :

"إنه يحتاجك الآن، لا يتقن التخاطر مثلنا، يحتاج ليتعلم الكلام كالبشر"

"هذا يعني أن على إيديليا أن تتعلم التخاطر هي أيضا"

" أشتاق لرؤيتها"

" سنجتمع سويا بعد الحرب، وستبقين معنا أليس كذلك آريس؟"

ارتبكت آريس قليلا فقالت له :

آريس الحورية الهاربةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن