الفصل الثالث و الاربعون - الاستجواب 3

200 18 3
                                    

الثالث من مارس
[مركز شرطة دهوك]
[9:45 مساءً]

امام زنزانة مُعتمة تحوي العديد من السجناء ، وقفَ ضابط شرطة ضخم البُنية ذو كتفين واسعين ، و صرخ بهم قائلاً:

" فؤاد ، أيكم السجين فؤاد حسين علي؟ "

تحرّك فؤاد من بين زُحام السجناء و اقترب من القضبان مجيباً على نداء الضابط.

" مُدّ يديك من هنا " اشار الضابط على مساحة شاغره وسط القضبان تستخدم لكي يتم وضع الاصفاد على راحة يدي السجين قبل اخراجه من زنزانته.

سار فؤاد في ممر طويل ذو اضاءة سيئة ، و هو محاط بضابطين يفوقانه حجماً و يقتادانه الى نهاية الممر.

-" الى أين تأخذونني؟" استفسر فؤاد.

-" هدوء " قالت خوناف التي كانت تسير خلفهم.

أدخَلَ الضابطان فؤاداً الى غرفة مُظلمة ذات زجاج عاكس و كامرة مراقبة ، و يتوسط الغرفة منضدة مُسلط عليها مصباحٌ منضدي ساطع. أُجبر فؤاد على الجلوس على الكرسي المقابل لها.

كانت المنضدة تحوي قدح ماءٍ قد تم الارتشاف منه ، كما توجد آثار تشير الى ان هناك من سَبَقَهُ في الجلوس هنا.
--------------------------------------------------------------
- مشهد سابق من الفصل السابع (استجواب 1) -

سـكب الضابط ماءً في القدح الذي على الطاولة و قدمه لسولاف التي بدت مضطربة.
--------------------------------------------------------------

جلس فؤاد وحيداً في الغرفة ، و هو ينظر الى قطرات العرق تتساقط من جبينه ناحية الأرض. رغم الوضع الذي هو فيه لكن بدى الجلوس هنا كنُزهة مقارنةً بالزنزانة التي كانت تخنقه قبل بضع دقائق.

فُتحت الباب ليدخل الضابط آلند بجسده البدين و صلعته البارزة ، ثم يجلس قُبالة فؤاد. و بحركة غير متوقعة ، مد الضابط يده ليصافح فؤاد ، الأمر الذي بدى غريباً بعد كل المعاملة السيئة التي تعرض لها منذ اللحظة التي تم القبض عليه في مستشفى ازادي.

مدّ فؤاد يده المحاطة بالاصفاد بتردد ليصافح آلند لكنه ظلّ محاولاً تجنب النظرات المباشرة معه. و عندما اطبقت يد آلند على يد فؤاد حتى صافحه ضاغطاً على يده بقوة ، قائلاً:

-" اتمنى ان تكون متعاوناً أكثر من صديقتك "

اتسعت عينا فؤاد.

صديقتي؟

-" لماذا جأتم بتولين الى هنا ايضاً؟ لا علاقة لها بأيٍّ مما حدث! "
-" في الحقيقة لم يأتي دورها بعد ، كنت اتحدث عن الآنسة الشابة سولاف ، لكن معلومة جيدة ، ما الذي لا علاقة لها بحدوثه؟ "

اخذ فؤاد نفساً عميقاً و هو يفرك عينه المُتعبة ثم ارخى ظهره على مسند الكرسي دون ان يرد على سؤال آلند.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Mar 12, 2021 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

لا يزالون احياءWhere stories live. Discover now