الفصل الحادي و الاربعون - جُثث 1

118 12 2
                                    

الثالث من مارس - جبل شيدا
[ 8:30 صباحاً ]

فَتحَ باب سيارته ، فاستقرت قدمه على ارض طينية مُبللة بسبب امطار ليلة البارحة. كان هذا الرجل هو الضابط آلند. الذي أخذ ينظر لبقايا الأشجار المتفحمة و التي تكسوا الجبل الأسود. الجبل الذي اصبح أكثر إسوِداداً من ذي قبل.

سار آلند عبر الممر الخالي من الاشجار و هو محاط بعدد من الضباط كما لو كان رئيس عصابةٍ ما. الفارق الوحيد هو الزي الرسمي و القفازات و الكمامات التي كان يرتديها هؤلاء الرجال ، بالإضافة الى كلب بوليسي أسود.

لم يمضِ كثيرٌ من الوقت حتى وصل رجال المباحث الى الكوخ ، الذي قد احترق جزءٌ كبيرٌ منه و انهار سقفه. أنقسمت المجموعة الى فرقتين ، الاولى اخذت تزيل الانقاض لفتح طريقٍ سالك الى داخل الكوخ ، و الفرقة الثانية أخذت تفتش محيط ذلك الكوخ.

و بعد انقضاء اكثر من نصف ساعة..

-" سيدي ، لقد أحضرناه " قالت الضابطة خوناف مخاطبةً آلند.

التفتَ آلند ليرى رجلاً بزيٍّ رسمي.

-" أنتَ رجل الأمن الذي عثرَ على المخطوفين؟ " استفسر آلند.

-" أجل سيدي " اجاب رجل الأمن " و لقد أرسلت لكم تقريراً مفصلاً الى مكتبكم صباح اليوم "

-" أستلمته "

استدار آلند ناحية الكوخ جاعلاً ظهره ناحية خوناف و رجل الأمن ، و واضعاً احدى يديه خلف ظهره ، بوضعية تفكير. و بعد برهة ، سأل رجل الأمن من دون ان يستدير نحوه.

-" كيف استطعتم العثور على المخطوفين وسط النيران؟ "

-" لقد انتبهت الى كون هذا الطريق خالٍ من النيران ، لهذا توجهنا نحوه و عثرنا عليهما " اجاب رجل الأمن بثقة.

-"لا لا ، لم تفهم قصدي" رد آلند "كيف علمت انهما وسط النيران بالتحديد؟ لا تقل لي انك اخذتَ هذه المخاطرة بناءً على حدس" استدار آلند برأسه نحوه.

تردد قليلاً رجل الأمن ، ثم قال:

-" لقد كان أخ المخطوف على معرفة بالمسعف لهذا كنا نملك رقم المخطوف ، و عندما اتصلنا به و فتح الخط دون ان يرد توقعنا انه لا يزال حي لكنه محاط بالنيران "
-"و كيف له أن يمتلك هاتفه و هو مخطوف كما تزعم ، كما أنك لم تذكر شيءً من هذا القبيل في التقرير الذي أرسلته لنا ، ما هذا الهراء! " رد آلند بنبرة غاضبة ثم خاطب خوناف " اتصلي لي بالمُسعف "

اتصل الضابط بالمُسعف و ناول الهاتف لآلند ، الذي سار مبتعداً نحو احدى الاشجار المتفحمة و اخذ يتبادل أطراف الحديث مع المسعف لبضع دقائق بعيداً عن البقية.

عندها عاد احد رجال فريق المباحث الجنائية يحمل أخباراً الى الضابط آلند ، و عندما اقترب منه سمع اخر كلمات المكالمة.

لا يزالون احياءDonde viven las historias. Descúbrelo ahora