الفصل السادس و الثلاثون

226 25 2
                                    

الثاني من مارس - جبل شيدا
[ 10:24 مساءً ]

اندفع فؤاد صوب آدم بسكينه كالمنجنيق ، لكن آدم و بخفة حنى جانبه الايمن الى الخلف قليلاً و خطى خطوةً سريعة الى اليسار ، خدشت السكين كتفه و مرّت بجانبه دون ان تلامسه ، حتى وصلت بمستوى خصره فاصطدمت السكين برزمة مفاتيح مُعلقة بحزامه ، انفصلت المفاتيح عن الحزام و حلقت ناحية الدلو مرتطمةً بهِ دون ان يشعر آدم.

رُميَ فؤاد في الهواء بواسطة آدم ، فأخذ فؤاد يزحف ناحية الدلو محاولاً ركله صوب آدم و لكن في اللحظة التي اصبحت المسافة بينه و بين الدلو نصف مترٍ فقط ، لاحظ سطوع معدن المفاتيح نتيجة انعكاس ضوء النار عليه.

ركزّ فؤاد على الرزمة التي بجوار الدلو بدلاً من الدلو نفسه ، سحب قدمه الى الخلف و ركلة الحزمة بكل ما يملك من قوة ناحية القفص الحديدي حيث تقبع سولاف.

و بينما كانت سولاف في حالة ذعر تنظر الى ما يحدث ، سمعت صوت ارتطام شيءٍ بقفصها ، في بادئ الامر ظنت انها حصاةٌ صغيرة ارتطمت بالقضبان الحديدية ، و لكن ايعقل ان ذلك الشاب الذي كان عند زنزانتها قبل قليل و الذي اخبرها عن معرفته بتولين قد ركل تلك الحصاة عن عمد؟

همّت سولاف بحثاً عن تلك الحصاة التي تخيلتها وسط الظلام ، و بعد اكثر من دقيقة من البحث ، ما وجدته لم يكن حصاةً بل رزمة تحوي على خمس مفاتيح على بعد بضع سنتمراتٍ خلف القفص الحديدي.

كانت ثلاثةٌ من المفاتيح متشابهة تماماً ، اما الاثنان الاخران كانا مختلفان ، فأخذت و هي في حالة هلع تحاول فتح القفل على عجل ، فجربت المفاتيح كلها دون ان تتمكن من فتح القفل.

و هي في هذه الحال ، تذكرت ان الاقفاص ثلاثة و عدد المفاتيح المتشابهة ثلاثة.

لا بد ان أحدها يفتح هذا القفل ..!

راحت تحاول تجربتها من جديد ، فدورّت المفتاح داخل القفل و لكن هذه المرة بتأني اكثر حتى اصدر القفل صوت نقرة و فُتح اخيراً.

و في تلك الاثناء ، اندفع آدم بالقبس المشتعل صوب فؤاد الذي تصدى له بواسطة سكين النحت ، و ما ان خرجت سولاف من القفص ، القت نظرة سريعة على ما يحدث حيث رأت انهما لا يزالان يتصارعان لكنها تجاهلت ما يحدث و همّت بالهرب صوب الاشجار المجاورة للقفص.

و ما ان دخلت وسط الاشجار حتى تعثرت بصخرة جبلية اسقطتها ارضاً و مع سقوطها سمعت صوت فؤاد بعد ان اصطدم بآدم و سقط ارضاً ، كان يجب عليها ان تساعده كما ساعدها لكنها كانت أجبن من ان تفعل ذلك.

لكنها و في لحظة تفكير ادركت أن هروبها بلا معنى ، لن تتمكن من الابتعاد كثيراً و سينتهي بها الامر اما بين قبضتهم من جديد او الموت جوعاً بين اوراق الاشجار.

ثم تذكرت نفسها عندما كانت بين قضبان القفص و تحت الغطاء الذي جعل القفص يبدو كما لو كان تابوتاً معتماً ، تذكرت عندما تعالت اصوات فينوار طلباً للرحمة فأسترقت النظر من تحت الغطاء لتراه مضرجاً بالدماء و يتم سحبه الى مكانٍ ما بعيداً عن القفص.

لا يزالون احياءWhere stories live. Discover now