الفصل الثالث و الثلاثون

336 40 9
                                    

الثالث من مارس - مركز الشرطة

اخرجت خوناف من جيبها الصور الثلاث التي عرضها آلند على سولاف في الاستجواب ، و ألقت نظرة سريعة على محتوياتها ، ثم انتهت اخيراً بقراءة السطور على ظهر الصورة الثالثة و التي كتبت بخطٍ رديء الى حدٍ ما.

الضحية قُتلت على بعد 40 متراً من النهر الجاف.

إكتُشِفَ موقع الجريمة بواسطة الضابط آران في صباح الثالث من مارس.

المعلومات الشخصية للضحية.
السكن: دهوك
العمر: اربعة و عشرون عاماً
المهنة: سائق أجرة
الاسم: مُفتي وائل احمد

بعدها وضعت الصور الثلاث في درج المكتب بجانب سكين النحت و حاجيات أخرى تم جمعها من مكان الحادثة.

فجأة دخل احدهم للغرفة على عجالة ، فاستدارت خوناف صوبه كردِ فعلٍ سريع على تلك الحركة المفاجأة.

- الضابط آلند ؟

" هل وضعتي الصور في مكانها؟ " قال آلند و هو يلتقط مفاتيح السيارة من فوق المكتب المقابل لمكتبه في تلك الغرفة

" اجل ، كنت أظنك غادرت المبنى " قالت خوناف

" عدت لأني نسيت مفاتيح السيارة " قال آلند ، ثم اردف قائلا ً " انا على عجلة من امري ، سوف اغادر الآن ، لا تنسي إطفاء المصابيح قبل ان تغادري "

" حاضر " اجابت خوناف

خرج آلند من الغرفة و هو يسير بخطوات سريعة تاركاً خوناف وحدها.

أغلقت خوناف الدُرج ثم اطفأت الانوار و اخذت تسير نحو باب المغادرة ، عندها رن هاتفها مجدداً.

Mom (أمها)

فتحت خوناف الخط لثانيتين قالت فيهما :

" انا في طريقي "

ثم اغلقت الخط و وضعت الهاتف على الوضع الصامت ، لم يكن تصرفها هذا ناتجاً عن مزاجٍ سيء ، بل كان طبعها لعدة سنوات خصوصا بعد انخراطها في الشرطة و البحث الجنائي.

غادرت خوناف مبنى مركز الشرطة متجهةً نحو منزلها القاطن على بعد شارعين عن المركز.

كان الشارع مزدحماً بالسيارات ، كما كان الرصيف صاخباً بأحاديث المُشاة التي امتزجت بصوت صافرات السيارات المُزعجة ، مما دفع خوناف لدخول احد الشوارع الفرعية الهادئة ، و مع كل خطوة تخطوها في عمق الشارع كلما كان يقل الصوت الصاخب القادم من الشارع الرئيسي و معه استرخت اعصاب خوناف اكثر.

لا يزالون احياءWhere stories live. Discover now