الفصل الحادي و العشرون

608 73 10
                                    

مضت 15 دقيقة منذ مغادرتي الكهف..

تقدمتُ ناحية الجبل مهرولا ًو انا انظر صوب الكهف ، احسست بشعور غير مريح ، جالت بمخيلتي العديد من السيناريوهات فجأة كما لو انني ارى المستقبل ، كان احدها ان اعود الى الكهف فلا اجد تلك الفتاة و الأسوء من ذلك ان اجد ادم بإنتظاري !

كلا مستحيل

ابطأت خطواتي قليلا ًكي اجمع بعض الاغصان ، لكن قلبي أخذ ينبض أسرع الى حدٍ ما ، انا اعلم جيداً ان هذه الاحاسيس لا طائل منها فهي ليست سوى مخاوف نابعة من نسيج مخيلتي ، أليس كذلك؟

عندها سَمِعتُ صوتَ اطلاقٍ ناريّ وسط الغابة!

سارعت لأقف مباشرةً امام الصخور التي تقودني الى فتحة الكهف ، ناديت قائلا ً" تولين .. لقد عدت " لكنني لم احضى بإجابة ، تسلقت الصخور واحدةً تلو الاخرى و عند وصولي الى الكهف لم اجدها ، عندها بدأ قلبي يدق بسرعةٍ اكبر.

أقتربت اكثر و أمعنت النظر وسط الظلام الذي يسود عُمق الكهف فوجدتها مستلقيةً على الارض و هي تغط في النوم ، لا عجب في ذلك .

انا مستغرب اشد الاستغراب فبعد كل ما حصل اليوم و البارحة بقيت متماسكة الى هذا الحد ، يا لكِ من فتاة قوية يا تولين ..

لإعداد العشاء استعملت قداحةً لإشعال الاغصان و كذلك سكين والدي التي احملها معي دائما ، ظللت أفكر بالإطلاق الناري الذي سمعته منذ برهة لكني لم اكن لأعرف ماذا يحدث الآن في اعماق الغابة كما لا يجدر بي اخبار تولين و اخافتها اكثر من ذلك.

بعد مرور ما يقارب الساعة منذ احضاري الفريسة انتهيت من اعداد الطعام ، احتلت الرائحة الزكية كافة انحاء الكهف الرطبة.

" يبدو الطعامُ شهيا ً" قالت تولين

فزعتُ قليلا ًلسماع صوتها فَلَم انتبه لإستيقاظها ، يبدو ان الرائحة الشهية جعلت معدتها تنتصر على رغبتها في النوم.

اقتسمتُ اللحم معها قائلا ً
- "اتمنى ان ينال إعجابكِ" مع ابتسامةٍ رقيقة
- "لا يمكنني تناول شيء دون صحنٍ و ملعقة" قالت متذمرةً
- "بلى يمكنك اذا كنتِ ترغبين بالبقاء على قيد الحياة"

فكرتْ بكلامي لبرهة ، ثم انهالت على اللحم تأكله بشراهة كما لو انها لم تتذوق طعاماً من قبل ، لقد كانت تتضور جوعاً ، ليس من السهل على هؤلاء الذين اعتادوا رفاهية المدن ان يعيشوا يوماً واحد في البريّة.

- "يبدو ان مذاقه اعجبكِ"
- اومأت برأسها إثباتاً
- "لا تزالين تبدين مرتبكة"
- "انا فقط .. خائفة قليلاً على رفاقي"
- " فيما يخص هذين الرجلين فهما في غالب الامر ليسا سوى لصيّن جاءا حديثاً الى هذه الغابة هرباً من الشرطة و لسوء حظكم يبدو انكم كنتم فريسة سهلة للسرقة "
- "لقد اختطفا سولاف و فينوار! ثم حاول احدهما قتلك! اي نوع من اللصوص هؤلاء!! "
- "انظري .. انا اعلم ان كونهما مجرد لصوص امر مستبعد و لكن لا يمكننا الجزم بأي شيء ما دمنا جالسين هنا لذلك سننطلق بعد غروب الشمس صوب مخيمكم للبحث عن ادلة "
- "حسناً"

لا يزالون احياءWhere stories live. Discover now