الثاني من مارس - كهف جبل عرفين
بـدأت اشـعة الشمس تبـتعد عن الكهـف مشيرةً الى انقضـاء وقت الظهيـرة بينما كانت تولين لا تزال تروي احـداث يوم امس ، كل ما كنت اعـرفه ان الامور لم تكــن على ما يـرام و انها تملك قـوساً و حقيبة سـهام ، لِمَ قد تحمل طالبةٌ جامعية قوساً و هي ذاهبـة في رحلـة تخييم؟ ذلك ما اثار قلقي نوعـاً ما ، لم اكن اريد ان اكـون انا الفريسة في نهاية المطاف حتى ولو كان في ظاهر الامر انها هي من انقذني.
كـنت اراقب ابـسط حركاتها و هي تتحدث ، كانت تسحب خصيلاتٍ من شعرها الى الخلف من اذنها عندما تحاول تـذكر شيء ما ، كانت تنظر الـى الارض كلما تـحدثت عن سولاف و كأنها تتحدث عن شقيقتها بالـدم ، كانت من شـدة التعب تفرك عينيها بين فترة و اخـرى دون ان تنـظر في عيني مباشرةً ، و كـنت اصغي لكل كلمةٍ تقولها محاولا ًفهم ما يجـري.
تولين: " كنا جالسين نستمع الى حـديث آدم و نأكل المارشميلو بينما كـان دانيال يـشوي لحـم الغزال على النـار و في تلك الاثناء شـعرتُ بألمٍ شديـد في المعدة ، اعتـذرت من الجميع و ذهبت الى ضفة النهر على مسـافةٍ من المخيـم ، احسست بحمى خفيفة فغسلت وجهي عدةَ مرات و لكن بالمقابل ازداد الم معدتي ، بقيت ممسكةً ببطني لفترة من الوقت و انا احدق بإنعكاس وجهي على مـاء النهر تحت ضوء القمر و اذا بي فـجأة احسست برغبة شديدة بالتقيؤ ، لقد تقيأتُ حتى افرغت ما في معدتي من طـعام "
قاطعتها قائلاً: " و هل انتِ بخيرٍ الآن؟ "
قالت: " أفضل ، شكراً على السؤال .. بعد ان تقيأت شعرتُ ان ألم معدتي قد زال و عـدت الى نار المخيم حيث يجلس الجميع ، وقتها كانوا بالفعل قد بدؤوا بتناول الطعام ... "
YOU ARE READING
لا يزالون احياء
Mystery / Thrillerاحياناً قد نجد انفسنا في خضام تجربة مريرة ، قد تصنع منا اناساً جدد او قد تسلبنا كل ما نملك بما في ذلك ارواحنا .. اترككم مع احداث حكاية تسردها لنا اعماق غابة دهوك و مرتفعاتها الموحشة حين يلتقي ثلاث طلبة جامعيين بسيّاح غامضين اثناء رحلة تخييمية بعيداً...