الفصل الرابع و الثلاثون

320 31 1
                                    

[احداث الفصل ستروى من منظور الراوي]

الثاني من مارس ليلاً - النهر الجاف

كان الجسر الخشبي الذي يربط بين جانبي النهر جاف مقوساً لأعلى بحيث كلما اقتربت اكثر من منتصفه كلما ازداد ارتفاعك عن مستوى الماء في الاسفل.

و في منتصف الجسر نهضت تولين بعد ان شاهدت شخصاً و هو يسير نحوها من جهة الحقل ، شخصاً بدى من بعيد بنفس قامة فؤاد.

فؤاد ؟!

بقيت تولين تراقب بينما كان الشخص يقترب اكثر و اكثر ناحيتها ، كانت المسافة تقل و معها كان هذا الظل المتحرك يتضح اكثر و اكثر.

انه فؤاد فعلاً ، لكن لماذا عاد وحده !

سارت تولين ناحية فؤاد حتى التقيا امام الجسر.

سارت تولين نحو فؤاد بخطواتٍ متسارعة حتى التقيا امام الجسر.

-" لم اتأخر كما وعدتكِ "

-" اين مُفتي؟ "

بقي صامتاً لبرهة ، ثم استدار الى الخلف ناحية السيارة قائلاً

-" لقد وجدته يقوم بسحب وقود السيارة "

-" و ؟ "

-" لقد وقفت اشاهده فحسب حتى انتهى من التعبئة ، ثم قال لي انه لم يعد بحاجة الى الاستمرار معنا و ذهب سيراً نحو سيارته التي نفذ وقودها "

-" أسيتركنا عائداً بعد كل هذه المسافة التي قطعناها معاً ! " قالت متعجبةً

-" معاً ؟ لقد التقينا به قبل اقل من ساعة .. "  قال متهكماً

سكت فؤاد لبرهة ثم اردف قائلاً:

-"لا اعرف ما خطبكِ تولين ، ماذا يهمك فيه؟ "

-" فؤاد ، أنسيتَ كيف انقض على الذئب عندما كنا في الغابة؟ " ثم اردفت قائلةً "بالتأكيد نحن بحاجة اليه"

-" ببساطة لأنه انقذكِ " ثم همس قائلاً "أنقذكِ حين لم استطع فعل ذلك"

-" ليس هذا المغزى من كلا.. " و قبل ان تكمل قاطعها قائلاً :

-" سأكمل الطريق نحو الجبل ، يمكنكِ البقاء هنا إنْ كنتِ خائفةً من المضي دونه " قال ببرود و هو يجتازها بإتجاه الجسر.

صُدمت تولين بعد سماعها لتلك الكلمات ، لم تكن تتخيل ان الجدال الذي دار بينهما للتو سيأخذ هذا المنحى في نهاية المطاف.

لا يجب ان يحصل هذا الخصام السخيف ، ليس في هذا التوقيت السيء!

ركضت تولين خلف فؤاد ، فوطئت قدمها الجسر الخشبي حتى اصبحت خلفه مباشرةً و امسكت بقبضة يده.

" انا حقاً لم أقصد ذلـ.."

و بينما كانت تحاول الاعتذار لحل النزاع ، احست تولين بشيءٍ من الرطوبة في قبضة يده ، فسحبت يدها كردِّ فعلٍ سريع و نظرت اليها.

لا يزالون احياءWhere stories live. Discover now