الفصل الثامن عشر - المدينة 1

545 62 10
                                    


في بناية سكنية تقع غرب مدينة دهوك ، كان شاب يبلغ من العمر سبعة و عشرون عاماً يقف بإنتظار المصعد و هو يتمتم بكلمات اغنية قد علقت في ذهنه .

تقدم الى داخل المصعد بعد ان فُتحت بابُه ثم نقر على الزر الذي يحمل رقم الطابق الخامس ، ظل يحرك نظارته و هو يحدق في مرآة المصعد التي كشفت له اثار التعب على وجهه ، كان يبدو شعره الاسود غير مرتب اما قميصه فقد كان تحت بنطاله بشكلٍ جزئي.

-  أبدو كمـتشرّد

فُتح باب المصعد ، فأخذ يسير بخطواتٍ متعبة نحو الشقة رقم 505 ، اخرج المفاتيح من سترته التي كان يحملها على كتفه و فتح الباب.

دخل و خلع حذائه و هو ينظر الى غرفته المظلمة الهادئة ، ضغط على زر الاضاءة و في غضون لحظات زال الظلام ليكشف عن الكثير من الفوضى ، ملابس مبعثرة ، اوراق هنا و هناك ، كان هذا هو المنظر الروتيني لغرفته الذي اعتاد رؤيته كل يوم ، و ما إن تهاوى على كرسيه ليرتاح رأى عبارةً نقشها ليلة البارحة على الحائط المقابل لمكتبه الخشبي الصغير

خُلقتَ بلسمـاً فــلا تشــتكي.

ما ان رآها حتى انتفض على نفسه ، فرمى بسترته على كومة الملابس ثم وضع هاتفه الذكي على المكتب و شغل موسيقاه المفضلة لينسجم مع الحانها و هو يفتح صنابير الماء الدافئ على حوض الحمام معلناً ان الوقت حان كي يأخذ حماماً بخارياً ، و عندما بدأ بخلع ملابس العمل ، رن الهاتف.

- لعله الجد محمد يريد الاطمئنان عليّ

لكن عندما نظر الى اسم المتصل قال ببهجة.

- اخي!

-" الو ، مرحباً  " قال محمود
-" اهلا " قال فؤاد ببرود
-" لم تتصل بي منذ اشهر ، كيف هي حياتك اخي " قالها ضاحكاً
-" لا وقت للهراء ، احتاج مساعدتك ، ما الذي تعرفه عن مرض يدعى كورو او شيءٍ من هذا القبيل؟ "
-" لا داعي لأن تكون فضاً يا اخي الصغير ، اممم .. لم اسمع قط عن مثل هذا المرض لكن سابحث لك عنه في المكتبة الطبية إن كان ذلك يهمك "
-" اجل سأكون ممتناً لك "
-" حسناً سـأعاود الاتصال بك اذا علمت شيءً في هذا الخصوص "
-" بأنتظارك "

ثم اغلق فؤاد الهاتف قبل ان يقول محمود وداعاً ، اعاد محمود الهاتف الى مكتبه قائلا ً

- لم يتغير .

لا يزالون احياءWhere stories live. Discover now