الفصل السابع عشر

540 73 3
                                    

الثاني من مارس - كهف جبل عرفين

في تلك الاثناء و بينما كانت الطيور تحلق عالياً تملئ السماء كجزء من نشاطاتها الموسمية ، كانت  تولين لا تزال تروي احداث قصتها.

- كاد يتوقف قلبي عندما شعرت بكفه الضخمة تمسك قدمي عندها فتحت عيني وسط ظلمة الليل الذي بالكاد استطعت خلاله رؤية وجهه البشع و هو ينحني داخل الخيمة ، لا أعلم ماذا حصل بالضبط بعدها لكن الخوف الذي كان ينتباني تحول الى طاقة ، ربما كانت..

الطاقة التي تبقينا على قيد الحياة عنـدما نصـــارع الموت.

استجمعتُ تلك الطاقة و ركلته في وجهه مباشرةً! فســقط ارضــاً و تناثرت بضــع اغراضٍ منه ، التقطت منها القوس و حقيبة السهام ثم جريت بإتجاه الغابة بأقصى سرعتي.

و أنا اجري نــظرت الــى الخلف كان لا يزال ساقطاً ارضاً دون حراك ، ثـم القيت نظرة خاطفة حولي كان يبدو كما لو ان آدم لم يكن في الجوار ، لم اكن متأكدة لكن هذا لا يهم الآن كان يجب عليّ ان اسعى في طلب النجدة بكل وسيلة ممكنة ، حينها تذكرت الكوخ الذي كانا يتحدثان عنه.

لقد كانت الغابة موحشةً حقاً ، كدت ان افقد الأمل وسط عتمة الليل و اصوات الصراصير و بعد ان تلقيت الكثير من الكدمات بواسطة اغصان الاشجار المتشابكة وجدت كوخك في الصباح ، و حينما عاد أملي بطلب النجدة ظهر ذلك اللعين مجددا و اطلق النار!

- هـذا يفسر الكثير .. لكن من الغريب ان اصدقائكِ لم يقاوموا.
ترددت تولين بالاجابة قليلا ًثم اتسعت عيناها فجأة
- الطــعام !
- بالضبط لا بد ان دانيال وضع شيءً ما في لحم الغزال مما اثقل نوم صديقيكِ.
- من حسنِ حظي انني لم اتناوله.
- و عندما تحدثا عن كوخي توقعتي انني ضحيتهم القادمة.
- اجــل!
اخرجت تولين القوس من الحقيبة و بقيت تحدق فيه ثم قالت بتذمر " انني حتى لا اعلم كيفية استخدامه"
نهضتُ بسرعة و خطفتُه من يدها قائلا ً
" لكنني اعلم "
ثم اردفتُ قائلا ًو انا احدق بالقوس
" لا زال هنالك شيءٌ يشغل تفكيري"

أخرجتُ هاتفي المحمول من نوع نوكيا قديم الطراز كانت واجهـــــته باللون الاســــــود و الابيض و كان يحتوي على شريحة تمكني من اجـــــــراء المكالمات المحلية عند الحاجة ، كان هذا الهــاتف هدية قدمها لي اخي قبل مغادرته الغابة نهائياً ، كان اخـــــي في بادئ الامر يتصل اسبوعياً لكن شيءً فشيءً اصبــح نادراً ما يتصل بي كما انني لم ابادر بالاتصل بــــــــه قـط لم تكن علاقتنا على ما يرام ، جلُّ اتصالاتــــــي كانت مع تجار الاثاث الخشبي وغيرهم ممن تفـرض عليَّ مهنتي التواصل معهم.

اتصل بالشرطة!

قالت تولين بنبرة تملؤها السعادة بعدما رأتني قد اخرجت الهاتف من جيبي ، نظرت اليها بحيرة و قلت
- " ليس لدي رقم النجدة "
- "و لمَ لا تمتلكه ! "
- " اها و الآن تحاولين القاء اللوم عليّ ، لماذا لا تمتلكينه انتِ آنستي؟ "
-" هاتفي يحوي على كل ارقام الطوارئ .. لكن نفذ الشحن من البطارية فتركته في السيارة "
-" لا يهم "
-" اذاً بمن ســتتصل؟ "
-" محمود ، اخي "

امسـكتُ الهاتف متردداً و انا انظر لرقم أخي
-" ماذا بك؟ " قالت تولين
-" لقد مضى وقت طويل منذ اخر اتصالٍ بيننا لم اعد اشعر اننا اخوة "
-" اين يعيش اخوك؟ "
-" انه يقطن في المدينة ، لقد تخرج من كلية الطب قبل بضع سنوات و الآن يعمل كطبيب في مستشفى ازادي "
- " فقط اخبره ان يتصل بالشرطة ارجوك! "
-" لا فائدة لن يصل اولائك الملاعين قبل صباح الغد فأقرب مركز للشرطة يبعد الكثير عن هنا "
-" تباً ، لا يكمنني البقاء هنا مكتوفة اليدين حتى الغد ، فؤاد يجب عليّ ان انقذ سولاف و فينوار بأي وسيلة ممكنة"
-" اهدئي ، اعلم ذلك لكن يجب علينا ان نتصرف بذكاء " قلت ذلك و انا انقر على زر الاتصال "سنحتاج مساعدة اخي للخروج من هذه الورطة"

لا يزالون احياءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن