الفصل الثاني

1.6K 125 12
                                    

بعد نصف ساعة من التـسـمر امــام أشعــة الشمـس المنبعـثة من نافذة الكوخ ذهبت كي اعـد طعام الفطور .

وضعت الفطـور على منضدتي الخشبية في وسط كوخي الصغير الذي لم تكن مساحته تتجاوز الـ 30 متراً مربعاً ، لقد كـان طعام الفطور مكون من قدح حليب و اناء يحتوي على الجبن و بجانبه رغيف خبز ، نعم هذا هو فطوري المميز و الذي اتناوله على مدار السنـة!

ما ان ارتشفت قليلا ًمن قدح الحليب حتى فزعـت بطــرقٍ شديدٍ على الباب كاد يجعلني اختنق بالحليب الذي ارتشفته لتوي ، في تلك اللحظة لم اكن اعلــم كم كـان الله رحيماً بـي فكلُّ ما شغل تفكيــري هو من قد يأتي لزيارتي في هــذه الغابـة الموحشة؟

-" اهدأ ! انا قادم " قلتُ بتذمر
-" أركـــض !!! " قالها ذلك الشخص الذي يقف خلف الباب صــارخـًا

ما الذي يجـري؟ اركض؟؟ لم آخذ كلامه على محمـل الجــد ، و ماذا بشأن هذا الصوت أهو لصبـيٍ ام لامرأة ؟ كل هــذه التسـاءلات لن اجد لها جواباً ما لـم افتح البـاب.

في اللحظة التي نهضت فيها ، رصــاصة اختـرقت زجاج النافذة مــارةً امـامَ عيـنيَّ ، لم ادرك الا منظر الزجاج المحطم و هو يتناثر على المنضدة و ارضية الخشـب.

اللعنــــة!

قلت ذلك و انـا اقفــز بعيــداً عن نطاق النافــــذة المحطمة.
انـا بخطرٍ شديد ، فهنالك من يحاول قتلي بسلاحٍ عن بعد ، ذلك كان كل مـا علمته في تلك اللحظة!
مالذي يجب عليَ فعـله ؟
اذا بقيت في مكانـي هذا دون حراك فليسـت سوى مسألة وقت قبل ان تطلق رصاصة اخرى و تصيبني هذه المرة ، كانت أذنيَّ لا تزالان تطـنان من وقع صوت الرصاصة التي كانت على بعد سنتيمتراتٍ قليلة من ملامسةِ وجهي ، انتابني نفس الشعور الغريب الذي راودني مرةً في الماضي ، نعم انــه
شعور الخوف من.. من الـ...

من الموت.

" يا اللهــي! هـل انت بخيــر؟ " قالـت بصوتٍ مرعوب و هي تقـف خلف الباب

تـحرك جسدي مسـرعاً بلا شعور نحو قبضة الباب بعد ان التقطت هاتفي المحمول من على الطاولة و قبل ان ادرك ذلك كنت قد فتحت الباب فإذا بي ارى فتـاة شـابة ذات شـعر اسـود طويــل و عيـنينِ بُنيتينِ ، كــانت تحمـل قوساً و حقيبة ســهامٍ على ظـهرها ، لـقد كانت تلهث كمن كان يركض لساعات متواصلة و جبينها متسخ بالتراب الذي اختلط بعرقها.

قبل ان اتلفظ بـبنت شفة، امسكت بيـدي و سحبتني بقوة لتنطلق راكضةً بأتجــاه اشجــار الغابة الكثيفة، لـقد كنت اتبعـها خلال الاشجار من غير ان انطـق بكلمةٍ واحدة.

و في تلك الاثناء و بينما كنا نجري ، سمعـنا صوت اطلاقٍ ناريٍ آخر قــادم من جهة جبل شِيـدا احد الجبلين اللذان يحيطان بالغابة.

كل ما اردتُه هو الهروب من هذه الغابـة اللعينة! هذا المكـان الـذي كــرهته لسنيـن طِـوال...

لا يزالون احياءWhere stories live. Discover now