الفصل الاربعون

516 38 21
                                    

أهلاً قرّائي الاعزاء
حبيت اعتذر عن التأخير المستمر في نشر الفصول
لكني مشغول بدراستي الجامعية في الوقت الحالي
اتمنى ان تعذروني و متقطعون دعمكم للرواية.

أترككم مع أطول فصل حتى الآن.
---------------

الثالث من مارس - المدينة
[ 2:00 مساءً ]

فُتِحَ الباب ، و دخلت الى الحجرة امرأة تحمل بين يديها ورقةً شفافة ، سارت بخطوات مسموعة لتضع الورقة داخل ملف اصفر اللون كان موضوعاً على دولابٍ صغير بجانب السرير.

و ما ان اعادت الملف الى مكانه فوق الدولاب حتى حدثت ردة فعل مفاجأة ممن كانَ راقداً على السرير ، تقلصت عضلاته و ضرب الدولاب بقوة فسقط و تناثرت معه الاوراق التي كانت في الملف.

" ابتعد عني! " قال صارخاً.

ارتعدت المرأة و تراجعت نحو الباب مطبقةً يديها على فمها من خوف ، عندها فَتَح عينيه.

جدران بيضاء صافية ، شاشة تعرض خطوطاً و ارقام غريبة ، دولاب ساقط و بجانبه اوراق مبعثرة ، و اخيراً امرأة ترتدي زياً ابيض.

- اين انا؟

-" انت في المستشفى " قالت الممرضة بعد ان تحولت ملامحها من الخوف الى الغضب.

اقتربت الممرضة مرةً اخرى و راحت تجمع الاوراق المبعثرة من الارض لتضعها في ملف التاريخ الطبي للمريض.

" هل أنا من فعلَ هذا؟ "

لم ترد عليه الممرضة التي كانت منهمكة في جمع الاوراق و التي كانت بضمنها تصوير لأشعة سينية لمنطقة الكتف و الرقبة.

" انا اسف حقاً " قال الذي يرقد في الفراش.

اعادت الدولاب و وضعت الملف في مكانه. 

" كنت اسمع خطواته و هو يسير نحوي ، بدى كابوساً حقيقياً " قال الشاب محاولاً تفسير ما جرى.

" على الأقل تأكدنا من انك غير مصاب بشلل رباعي " قالت الممرضة مشيرةً الى ان اطرافه تعمل على احسن ما يرام بعد الضربة التي سددها للدولاب ، ثم نطقت بإسمه " يا فؤاد " و هي تقرأ اول صفحة في ملفه الطبي.

" كنت اعتقد انني قد مُت " قال فؤاد مستغرباً.

اخذت الممرضة تقلب صفحات الملف لتطلّع على تفاصيل حالة فؤاد.

" صدمة و اغماء نتيجة استنشاق كمية من احادي اوكسيد الكاربون" قالت الممرضة " الكوابيس من الاعراض الروتينية للمرضى الذين يتعرضون لصدمة نفسية او حتى جسدية ، ستستمر هذا الكوابيس لفترة ليست بالقصيرة ، لذا حاول الاعتياد عليها " 

عندها تذكر سقوطه خلال الدرب الترابي نتيجة ارتطام شيءً ما بكتفه الايمن ، فراح يتفقد كتفه بالنظر عبر ملابس المشفى الفضفاضة ليجد نفسه ملفوفاً بالضمادات ، و بينما كان يشد لباسه لإلقاء نظرة عندها انتبهت الممرضة الى الدماء تسيل من يده.

لا يزالون احياءWhere stories live. Discover now