📎نصر وهزيمة(1)

Beginne am Anfang
                                    

وبالقرب من ساحة الحرب كانت تانيا أخيرا قد تمكّنت من التحدث مع لوتش والإطمئنان عليه ، ولكنها لم تخبر آرتيس بذلك حتى لا تضطر لإخبارها بشيء إن فشلوا بإنقاذ آريس ..

عادت للصخرة وغادرتا بسرعة لتلحقا بدنوا ، حتى وجدتاه يحاول تشتيت الحزام النفطي الأسود ، صعدتا على ظهره بعدما ربتتا عليه قليلا ، فانهالت عليهما مائيات الماوا بسعادة ، وتصكصكت المحّارات وكأنهن يتراقصن ، استمعن إليهن ليعرفا أن دنوا لم يستمع لأوامر التقدم ، أعادت آرتيس الصدف مكانه ، ونظرت لتانيا قائلة :

" وماذا بعد ذلك ؟ ، كيف سنجتاز هذا الحاجز ؟ "

" لا بد من وجود طريقة ما "

" هل تظنين أن هذه المنطقة من البحر قريبة من الجزيرة المخيفة ، الهيلبارك "

" ألست حورية بحر ، كيف لا تعرفي هذه المنطقة ، ثم إن خرافة الهيلبارك قديمة ، إنها جزيرة عادية "

" أنا من موزيريس كما تعلمين ، لم أتجوّل في محيط تشرا من قبل !"

" أما أنا فأعرف كل مسطح مائي ، ما عدا ما يحيط يأرض الجحيم ،كما تعلمين لا رغبة لي بأن أُسلق "

ضحكتا قليلا ولكنهما أطرقتا بعد ذلك تفكران في طريقة لاجتياز ذلك الشيء اللزج ، حتى خطر في بال تانيا تساؤل :

" ماذا لو كانت لفافة الأجناس تحوي الحل !؟ ، وكيف سنعرف ؟! ، سأحدث جبر فأنا أعلم مكانه "

وبالفعل أرسلت صوتها لتقتحم رأس جبر ، وقد كان في خضمّ المعركة :

" جبر .. جبر "

اعتقد جبر أنها آريس ، ولكنه لا يملك القدرة على إرسال صوته أيضا هو فقط يستمع بالرغم من احتدام الحرب ..

" جبر أنا تانيا ، هل لفافة الأجناس تملك حلا لحاجز لزج أسود في البحر "

استمرت تانيا بإرسال صوتها وجبر يشعر بالعجز لعدم القدرة على الرد ، كان تركيزه يضيع في الحرب ، حتى أوقفتها آرتيس قائلة :

" كفي عن هذا فجبر بشري هل نسيتِ؟ ، لا يمكنه إرسال صوته "

لتتوقف بيأس آملة أن يجد طريقة للتواصل معهما

لا تختلف الحروب الناعمة عن تلك المباشرة إن كان كلاهما يقتل على أيّة حال ، فها هي كديميس تشهد بالخفاء حروبا صغيرة أو استفزازات من نوع ما يمارسها بعضهم طمعا في السلطة والزعامة والمال ..

وقف بارتولوميو أمام مجمع مهندسو البناء ، ينظر لعبارته القديمة التي أهداها لصديقه جيفرسون ، المعلّقة في أعلاه :

"وأحيانا ليس من الضروري أن يعبأ العالم كلّه بنا حتى نستمرّ بفعل ما نحب "

دخل لمعمل جيفرسون وكان بعض الرّسامين ومهندسو البناء يرسمون تصميما والبعض يرتّب اللفافات في الرفوف الكثيرة ، وآخرون يزوّدون المحابر بالحبر ، وأحدهم يقدم مشروبا ساخنا ، أمّا جيفرسون فقد كان يمزّق تصميما ما ويرميه جانبا ، فينحني أحدهم ليضعه في القمامة ..

تقدّم إليه بارتولوميو يحيّيه :

" هيه جيفري ، كيف حالك يا عبقري البناء !"

لم يتوقع جيفرسون الذي يناديه جميع من يعمل لديه بسيّدي ، أن يسمع أحدا يناديه جيفري ، فرفع عينيه ، ويرفع يده ليثبّت العدسة الدائريّة ذات السلسلة على عينه وينظر بتمعن للذي أمامه ، وعندما عرفه اعتدل واقفا وبدا عليه السرور والتعجّب :

" هيه بارتو ! هذا غير ممكن ، اشتقت إليك يا رجل "

" وأنا أيضا يا صديقي الرّسّام المبتدئ "

" هه ما الذي تقوله !؟، لقد كنت مبتدأ بالفعل ولكنني اليوم محنّك "

" أوه جيفري اشتقت إليك حقا ولجنونك في تصميم المنازل ورسمها ، هات لأرى كم أصبحت مبدعا كما تقول "

أخذ جيفرسون يتباها برسوماته التي بناها حتى وصل لإحداهن قائلا :

" وهذه لابنة عائلة مارتن ، لقد كان أسرع بناء يتم تنفيذه على الإطلاق ، أنظر هنا كيف استثمرت ميلان الجبل للخلف لأصنع قصرا يُطلّ على المدينة ويتوسّط طريقا للمزارع الخلفية ويطلّ على طريق العربات .."

استمرّ جيفرسون بشرح المخطط ، ولكن بارتولوميو كان ينظر لتصميم القصر بدقة ، حتى تأكد من وجود غرف أسفل القصر ، كالقبو ربما أو كالسجون ، فأراد التأكد متسائلا :

" ما هذه في الأسفل ؟ ،غُرف دون منافذ ! "

" لا ، لا يا صديقي ، هذه زنزانة ، وهنا تمتدّ المداخل السريّة ، أنظر لهذا التصميم ، ألست مبدعا "

" هذا شيء مذهل ! ، ولكن لا أعلم لماذا يرغب أحدهم بكل ذلك في منزله "

" قصره يا عزيزي قصره ، أصحاب الثروات يعانون من الخوف من فقدانها دائما ، فيحاولون حماية أنفسهم من كل من حولهم من الناس "

تحدثا قليلا ، وشربا مع بعضهما بعض الشاي ، ثم استأذن بارتو وأراد الخروج ، وقد حفظ في ذهنه مخطط الأبواب السريّة كاملة ، وتأكد من إمكانية كون روز خطفت مارلين ..

أراد جيفرسون النداء على بارتولوميو لأمر آخر ، ولكنه تراجع في ذلك، وقرر أن يبعث له رسالة بالأمر تلافيا لمواجهة غضبه إن غضب ..

وفي هذه الأثناء كانت ماري ترفع عن الجدار آخر إطار للصور يخصّها ، تنظر بتمعّن للصورة ، هي ووالديها وأخيها الصغير ، تقلّب بصرها في أرجاء البيت الفارغ ، ثم تمسك بيد أخيها وتخرج تغلق المنزل وتضع إطار الصور بين الأغراض وتنطلق لمنزلها الجديد ، وهي تحدّث نفسها :

" سيكون انتقامي من عائلة مارتن والجميع بلا استثناء وخيما ، سأنتقم لكما يا والديّ ! .. "

ثم نادت بصوت مرتفع على السائق المرافق لها :

" أسرع يا هذا ، ما اسمك ؟ "

" جاك سيدتي "

كان جاك قد أثار اهتمام ماري منذ أن بدأ يرافقها بأمر من روز ، ولكنها لا يمكنها أن تظهر ذلك أبدا حتى لا تخسر روز فهي الأهم الآن ..

يتــــــــــبع

آراؤكم الجميلة🌸 وتصويتكم💛

آريس الحورية الهاربةWo Geschichten leben. Entdecke jetzt