وبالقرب من ساحة الحرب كانت تانيا أخيرا قد تمكّنت من التحدث مع لوتش والإطمئنان عليه ، ولكنها لم تخبر آرتيس بذلك حتى لا تضطر لإخبارها بشيء إن فشلوا بإنقاذ آريس ..
عادت للصخرة وغادرتا بسرعة لتلحقا بدنوا ، حتى وجدتاه يحاول تشتيت الحزام النفطي الأسود ، صعدتا على ظهره بعدما ربتتا عليه قليلا ، فانهالت عليهما مائيات الماوا بسعادة ، وتصكصكت المحّارات وكأنهن يتراقصن ، استمعن إليهن ليعرفا أن دنوا لم يستمع لأوامر التقدم ، أعادت آرتيس الصدف مكانه ، ونظرت لتانيا قائلة :
" وماذا بعد ذلك ؟ ، كيف سنجتاز هذا الحاجز ؟ "
" لا بد من وجود طريقة ما "
" هل تظنين أن هذه المنطقة من البحر قريبة من الجزيرة المخيفة ، الهيلبارك "
" ألست حورية بحر ، كيف لا تعرفي هذه المنطقة ، ثم إن خرافة الهيلبارك قديمة ، إنها جزيرة عادية "
" أنا من موزيريس كما تعلمين ، لم أتجوّل في محيط تشرا من قبل !"
" أما أنا فأعرف كل مسطح مائي ، ما عدا ما يحيط يأرض الجحيم ،كما تعلمين لا رغبة لي بأن أُسلق "
ضحكتا قليلا ولكنهما أطرقتا بعد ذلك تفكران في طريقة لاجتياز ذلك الشيء اللزج ، حتى خطر في بال تانيا تساؤل :
" ماذا لو كانت لفافة الأجناس تحوي الحل !؟ ، وكيف سنعرف ؟! ، سأحدث جبر فأنا أعلم مكانه "
وبالفعل أرسلت صوتها لتقتحم رأس جبر ، وقد كان في خضمّ المعركة :
" جبر .. جبر "
اعتقد جبر أنها آريس ، ولكنه لا يملك القدرة على إرسال صوته أيضا هو فقط يستمع بالرغم من احتدام الحرب ..
" جبر أنا تانيا ، هل لفافة الأجناس تملك حلا لحاجز لزج أسود في البحر "
استمرت تانيا بإرسال صوتها وجبر يشعر بالعجز لعدم القدرة على الرد ، كان تركيزه يضيع في الحرب ، حتى أوقفتها آرتيس قائلة :
" كفي عن هذا فجبر بشري هل نسيتِ؟ ، لا يمكنه إرسال صوته "
لتتوقف بيأس آملة أن يجد طريقة للتواصل معهما
لا تختلف الحروب الناعمة عن تلك المباشرة إن كان كلاهما يقتل على أيّة حال ، فها هي كديميس تشهد بالخفاء حروبا صغيرة أو استفزازات من نوع ما يمارسها بعضهم طمعا في السلطة والزعامة والمال ..
وقف بارتولوميو أمام مجمع مهندسو البناء ، ينظر لعبارته القديمة التي أهداها لصديقه جيفرسون ، المعلّقة في أعلاه :
"وأحيانا ليس من الضروري أن يعبأ العالم كلّه بنا حتى نستمرّ بفعل ما نحب "
دخل لمعمل جيفرسون وكان بعض الرّسامين ومهندسو البناء يرسمون تصميما والبعض يرتّب اللفافات في الرفوف الكثيرة ، وآخرون يزوّدون المحابر بالحبر ، وأحدهم يقدم مشروبا ساخنا ، أمّا جيفرسون فقد كان يمزّق تصميما ما ويرميه جانبا ، فينحني أحدهم ليضعه في القمامة ..
تقدّم إليه بارتولوميو يحيّيه :
" هيه جيفري ، كيف حالك يا عبقري البناء !"
لم يتوقع جيفرسون الذي يناديه جميع من يعمل لديه بسيّدي ، أن يسمع أحدا يناديه جيفري ، فرفع عينيه ، ويرفع يده ليثبّت العدسة الدائريّة ذات السلسلة على عينه وينظر بتمعن للذي أمامه ، وعندما عرفه اعتدل واقفا وبدا عليه السرور والتعجّب :
" هيه بارتو ! هذا غير ممكن ، اشتقت إليك يا رجل "
" وأنا أيضا يا صديقي الرّسّام المبتدئ "
" هه ما الذي تقوله !؟، لقد كنت مبتدأ بالفعل ولكنني اليوم محنّك "
" أوه جيفري اشتقت إليك حقا ولجنونك في تصميم المنازل ورسمها ، هات لأرى كم أصبحت مبدعا كما تقول "
أخذ جيفرسون يتباها برسوماته التي بناها حتى وصل لإحداهن قائلا :
" وهذه لابنة عائلة مارتن ، لقد كان أسرع بناء يتم تنفيذه على الإطلاق ، أنظر هنا كيف استثمرت ميلان الجبل للخلف لأصنع قصرا يُطلّ على المدينة ويتوسّط طريقا للمزارع الخلفية ويطلّ على طريق العربات .."
استمرّ جيفرسون بشرح المخطط ، ولكن بارتولوميو كان ينظر لتصميم القصر بدقة ، حتى تأكد من وجود غرف أسفل القصر ، كالقبو ربما أو كالسجون ، فأراد التأكد متسائلا :
" ما هذه في الأسفل ؟ ،غُرف دون منافذ ! "
" لا ، لا يا صديقي ، هذه زنزانة ، وهنا تمتدّ المداخل السريّة ، أنظر لهذا التصميم ، ألست مبدعا "
" هذا شيء مذهل ! ، ولكن لا أعلم لماذا يرغب أحدهم بكل ذلك في منزله "
" قصره يا عزيزي قصره ، أصحاب الثروات يعانون من الخوف من فقدانها دائما ، فيحاولون حماية أنفسهم من كل من حولهم من الناس "
تحدثا قليلا ، وشربا مع بعضهما بعض الشاي ، ثم استأذن بارتو وأراد الخروج ، وقد حفظ في ذهنه مخطط الأبواب السريّة كاملة ، وتأكد من إمكانية كون روز خطفت مارلين ..
أراد جيفرسون النداء على بارتولوميو لأمر آخر ، ولكنه تراجع في ذلك، وقرر أن يبعث له رسالة بالأمر تلافيا لمواجهة غضبه إن غضب ..
وفي هذه الأثناء كانت ماري ترفع عن الجدار آخر إطار للصور يخصّها ، تنظر بتمعّن للصورة ، هي ووالديها وأخيها الصغير ، تقلّب بصرها في أرجاء البيت الفارغ ، ثم تمسك بيد أخيها وتخرج تغلق المنزل وتضع إطار الصور بين الأغراض وتنطلق لمنزلها الجديد ، وهي تحدّث نفسها :
" سيكون انتقامي من عائلة مارتن والجميع بلا استثناء وخيما ، سأنتقم لكما يا والديّ ! .. "
ثم نادت بصوت مرتفع على السائق المرافق لها :
" أسرع يا هذا ، ما اسمك ؟ "
" جاك سيدتي "
كان جاك قد أثار اهتمام ماري منذ أن بدأ يرافقها بأمر من روز ، ولكنها لا يمكنها أن تظهر ذلك أبدا حتى لا تخسر روز فهي الأهم الآن ..
يتــــــــــبع
آراؤكم الجميلة🌸 وتصويتكم💛
![](https://img.wattpad.com/cover/136081539-288-k655580.jpg)
DU LIEST GERADE
آريس الحورية الهاربة
Fantasyدائما ما كان يحدث نفسه بها إنها شغفه كانت ولم تزل حتى إذا اعتادت مطاردته لها شعرت بالحنين وما بينه وبين البحر احتارت حتى اختارت العودة للهروب ولكنها ارتبطت في الغربة بشيء من نوع آخر فهل تعود؟
📎نصر وهزيمة(1)
Beginne am Anfang