عرس وحرب (3)

Start from the beginning
                                    

رمقت مارلين طرف الفستان وابتسمت بمكر تحدث نفسها :

" كلما تحركتِ أكثر ، أصبح الأمر أسهل "

كانت مارجريت و جولي وباقي العاملات قد وصلن للتو ، تقدّمت سيدة راقية من مارجريت من زبوناتها القديمات لتذكرها بنفسها ، بينما تابعت جولي حتى وصلت لمارلين هامسة :

" هل كل شيء على ما يرام "

" لا تقلقي ، هل علمت الباقيات بالخطة "

" لا بد من ذلك ، حتى إن حدث خطأ ما وحدنا موقفنا "

" لا بأس ، جيد"

وبعد مدة قصيرة غابت الشمس ووازداد جمال المكان بإضاءاته ، وبالنسبة لعائلة تبيع السكر فقد امتدت الحلويات على محيط الساحة بجميع أشكالها ، وأنواع العصائر ، البعض استمر بالجلوس والمشاهدة ،والبعض شارك بالرقص على موسيقى هادئة ، وخاصة بعد أن وصلت باقي كبار الشخصيات المهمة من المدعويين في المدن الأخرى للحفل ، أنهت والدة داني رقصة مع زوجها بعدما أجبرته على أدائها معه لتتماشى مع ما يفعله الجميع ، وجلست لتلتقط أنفاسها المتسارعة بسبب ضغط ملابسها على نفسها ، تجلس والدة روز على ذات الطاولة مكفهرّة الوجه ، ثم نظرت لوالدة داني بعين الاحتقار للبحّارة المدعويين للحفل :

" أنظريِ لأولئلك البحّارة المقرفين ، لماذا دعونا الجميع للحفل، واكتفينا بأصدقائنا المهمين فقط ، كان بإمكاننا إبعادهم ليكون الحفل أجمل "

لم تشأ والدة داني أن تعارض ما قالته والدة روز لها ولكنها ردت عليها بارتباك :

"معك حق ، ولكننا لا نستطيع أن نفعل هذا الآن لربما في حفلات قادمة لدار الأوبرا هذه ، فهم للتو انتهوا من بنائها ، وهم أصحاب الشاطئ ولا نريد أن تحدث المشكلات أو أن يفسد أحدهم العرس ، ولكنهم سينسون هذا مع الوقت "

نظرت إليها والدة روز مطوّلا وكأن الكلام برمتّه لم يعجبها ،ثم أشاحت بنظرها ولم تتفوه بكلمة ..

انضمت ماري لصديقتها بعد مدة واقتربتا من مكان وجود مارلين تتهامسان أثناء تمايلهما وتضحكان بصوت مرتفع وتنظران لمارلين باحتقار ، اقتربت طفلة أثناء ذلك بجانب مارلين والتقطت قطعة حلوى ، ووقفت تأكلها بنهم ، استغلت مارلين ذلك وأخذ تتكلم مع جولي بصوت مسموع لتلك الطفلة :

" أوه جولي ، أنظري لروز تلك المسكينة ، ستفقد حجرا ثمينا من فستانها ، يتدلّى منه يكاد يقع "

" هل هذه الحجارة ثمينة لهذه الدرجة "

" بالتأكيد عزيزتي جولي ، تستطيعين شراء جبال من الحلوى بثمن ذلك الحجر "

سمعت الطفلة كلامهما ، وتوجهت من بين المتواجدين ، وأمسكت بذلك الحجر المتدلي نهاية الفستان والمثبّت بعقدة خيط متينة ، ولكن الخيط  كان ينسلّ من الفستان بسرعه ، ويمرّ بجميع الأحجار المثبتة عليه ، جذبت الطفلة الحجر واستدارت مسرعة  ، عندها بدأت الأحجار بالتساقط واحدا تلو الآخر ،وسرعان ما علم الأطفال الآخرين من صديقتهم بجبال الحلوى التي يستطيعون شراءاها بحجارة الفستان ، لم يكن أحد انتبه على شيء ، حتى تحركت هي برقصتها لمنتصف الساحة ، وعندها تناثرت أحجارها الثمينة كحبات البرد على الأرض ، وانكبّ الأطفال يحمعونها ويشدون الخيط أكثر ، هجم داني عليهم يضربهم فتنبهت والداتهم ونزلن يدافعن عن أطفالهن ، وكاد الرجال أن يتدخلوا لتحدث مشكلة كبيرة إلا أن الفستان بعد أن استل الأطفال منه الخيط ، وقع من جزءه العلوي على الأرض وبقي رداؤها الطويل البيتي ، عندها ساد الجميع صمت محرج ، وضع الرجال قبعاتهم على وجوههم وابتعدوا ، وسحبت النساء أطفالهن والتحقن برجالهن ، بينما صدمة سادت روز ، تجمد وجهها وبدأ صوتها يرتجف كبداية للبكاء ،  وقف داني كالأبله لا يعرف ماذا يفعل ، وقام بتصرف غبي جدا ، فخلع معطفه على مهل حتى يغطي به روز وكأنه الوقت المناسب ليثبت رومانسيته ، ولكن ماري بادرت بسرعة ورفعت الجزء الذي سقط من الفستان وأمسكت خادماتها بالفستان حتى وصلن للعربة ودخلن إليها ، وتركن داني واقف مع معطفه ..

آريس الحورية الهاربةWhere stories live. Discover now