سياج السانيت

ابدأ من البداية
                                    

"من هم أولئك السانيت أيضا ؟! هل هم بتلك الخطورة ؟! "

يسمون كارهي الشمس إذ يتواجدون على أطراف العوالم ليمنعوا تداخلها بعيدا عن أيٍّ من الشموس لأي عالم ، أو ليمنعوا أي كائن للتسلل تاركا عالمه لعالم آخر حتى يمنعوا الحروب من أجل الأرض ، وهم موجودين منذ زمن بعيد ، لهم قرون طويلة إلى الخلف ورؤوس كالسمك ولكن جسمها يشبه الحوريات وجلدها يشبه التماسيح ، هنّ سريعاتٌ جدا ، وقويات أيضا ، ويستخدمن حيتان المكانس ، وهي حيتان كبيرة ، لديها أفواه واسعة مفتوحة على الدوام ، تبتلع كل ما يسبح في طريقها ،وهذا ما سيجعل عبورنا أكثر صعوبة "

" هل جميعهن إناث ؟!"

" نعم إنهن كذلك ، فمنذ زمن طويل لم تقع أي حرب مع السانيت ، وعندما تشعر أنثى السانيت بالأمان فإنها تنجب إناثا أكثر ، والآن بات لديهم قليل من الذكور ويقومون بحمايتهم على الدوام حتى لا يتعرض جنسهم للفناء ، ويقومون بإفتعال المشكلات أحيانا أخرى حتى يتمكنوا من عودة الحروب اللتي ستحافظ على نوعهم بإنجاب الذكور !"

" ولكن كيف يقمن بكل ذلك ، ألا يعتنين بأطفالهن ؟"

ماذا !!؟، أطفال! ، لا يا عزيزي ، في البحر لا يوجد أطفال ، إنهم صغار فقط ، وهم لا يحتاجون عناية ورعاية ، فلديهم الغريزة ، فبعد ولادتهم بأسابيع قليلة يمكنهم التعامل مع الخطر والهرب منه ، ويمكنهم تدبر أمورهم بأنفسهم "

"كيف سنقاتلهن إذا ؟! ، ليس لديّ أيُّ سلاح الآن "

" ومن قال لك أننا سنقاتلهن إنهن جيوش كبيرة، سأقوم بتضليلهن كالعادة إن أحسسن بوجودنا عند عبورنا في الممر السري، إنهن يعلمن ذلك ، فهن يكرهننا نحن الحوريات ، فبإمكاننا إرسال أصواتنا لأي مكان بالمحيط ونحن في أماكننا ، فيصعب عليهن تحديد مكاننا ويصبحن يتحركن بعشوائية وجنون "

" أين ذلك الممر السري ؟"

" إنه بين كتل الجليد المفككة تلك ، ثم يقودنا لممر تحت البحر ، تحت الكتلة الجليدية الممتدة ، ليسحبنا تيّار سريع لمدة ثلاثة أيام ، لنصل إلى محيطات المياه العذبة ، ثم يتبقى علينا القليل لنصل "

ثم ضحك جبر وهو يخفي خوفا خالط قلبه :-

" ماذا ؟! ، أنت لم تفهميني جيدا ، أريد خوض المغامرة حيا لا أن أصل ميتا ! "

" لا عليك ، حتى أنا لا يمكنني الصمود تحت الماء كباقي الحوريات لمدة ثلاثة أيام ، ولكنني تدبرت أمري "

" كيف ؟"

اتجهت آريس نحو الصدفة ، وأخرجت كرتين خضراوين ، ورمت بإحداها لجبر ، وأكملت طريقة استعمالها قائلة :-

" هذه نباتات خاملة تتغذى على ثاني أكسيد الكربون ، ونحصل نحن على الأكسجين منها حتى في منتصف البحر ، ولكن عليك تقريبها لوجهك عندها ستتجه لنفسك وتحدد مصدر غذائها ، سيضايقك ذلك قليلا فسوف تلتحم بوجهك كبقعة حبر لزجة وقد تشعر بالإختناق ، وقد يغمى عليك قبل أن تبدأ النبتة بعملها جيدا ، لذلك يجب عليك أن تتنفس بعمق قبل وضعها "

آريس الحورية الهاربةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن