٦٠ ج٢

9.9K 713 66
                                    

✨ الفصـل الأخيـر ✨

(30)ج2

الإنسانُ بغيرِ أنيسٍ تأكله الغربةُ ، يهزمُه طولُ الطريقِ
تغلبُه أهونُ المخاوفِ حتى تقبضَ يدٌ أخرى على يديه ، فيطمئن ، ويواجهُ ، ويرى العالمَ من جديد ...
دومًا ما يتكرر أمامي جُملة " ومن الحُب ما قتل "
لِمَ لم يُقال  " ومن الحب ما يُحيي " ، " مـا ينعش القلب الهالك ؟؟"
مثلمـا أُنقذَ قلبي بحبك فلم أعرف معنى الانتصارَ على جيش الحياة إلا عندما أحبَبتني ..
حبـك حيـاة ...
كلا ؛ بل أحيا بحبـك ..... ♥️

~خلق القلب عصيـًا ..

••••••••
-سر !! سر أيه يا سيدة .

-بخصوص ست مهـا ..
ثم رفعت عينيها المذعورة وأكملت :
-ست مهـا اتقتلت ، مش موتة ربنا  .

‏لم ير إلا عتمـة سوداء تُشبه فَراغ روحه وظله المفقود .. عقـد حاجبيـه مشدوهًا :
-يعني أيه ؟! ازاي .. مها ماتت لأنها كانت تعبانة ..

ردت على الفور بأسف :
-محصلش ..

-وأيه اللي حصـل يا سيدة ؟!

-هحكي لك .. بس الأول لازم تعرف إني والله سكتت من خوفي عليك وعلى أهلى ، كنت هتجنن أكمل واسكت ولا أمشي واستنى مصيري ..

بلهفة لسماع الحقيقة قال :
-ادخلي في الموضوع يا سيدة....

شرعت سيدة في سـرد ما رأتـه قبل ست سنوات بارتباك يتقاذف من بين كلماتهـا .. والنبش في مقبرة ذكرتها الأليمة مع سيدات المحلاوي ذواتا المكانة المرموقة بالمجتمع ..

بالزاويـة الأخرى لملتقى عاصي وسيدة ، يقف مُراد مع عاليـة يتبادلن الحديث الهامس بينهم وهي تسأله :
-عشان كده نزلت ؟!

رد بنبرة يملأها الاضطرار :
-خالتي يـا عاليـة ..

بلعت غصة قسوتها الثقيلة على قلبها :
-طيب هي فين ؟! أنا عايزة أشوفها .. يمكن تتكلم ولا تقول حاجة يا مراد ..

رد بأسف وهو يتلقى بإبهام العبرة المنبثقة من طرف عينيها :
-مش هتستفيدي حاجة يا عاليـة .. دي مكنتش عارفاني ولا فاكرة هي مين ..

ثم زفـر ليتخلص من نار الحزن :
-الحادثـة أثرت على عقلهـا ..

فاقترب من زوجتـه خطوة إضافيـة وهو يمسح على شعرها مواسيًا :
-وعد أول ما تتحسن هاخدك ونروح لهـا ..

استندت برأسها على صدره حيث ملجأها ومأمنهـا الوحيدة بالحيـاة التي جردتها من كل معالم العائلة .. همست بخفوت :
-أحنا مش هنرجع بيتـنا وكفايـة كده عند طنط سـوزان !

~عودة لعاصي وسيدة ~

دلو مثلج انسكب فوق رأسه وهو يتلقى بحقيقة جريمة آخرى لعبلة التي كان يثق بها يومًا ما ثقة عميـاء .. ‏كل الجروح تطيب وتندمل ولها آخر وموعد مع الزمان لتنتهي إلّا جرح واحد مهما هربت منه يلحقك أينمـا ذهبت ، فلا مفر من الهرب وتضطر حتمًا لمواجهته ، مواجهة قلب لسيف قاتل ، تعرف أنها حرب ليست عادلة ولكن تلك هي ساحة الحياة الحقيقية يا عزيزي .. ويستمر القتال بينهما فلم يكُف نصل السيف عن تمزقه ولم يُنبت لقلبك درعًا واقيًا ليحميه من تلك التسديدات المؤلمة ، ويبقى الحال مثل ما هو إلى أجلٍ غير معلومٍ .

غوى بـ عصيانه قلبي ❤️‍🔥حيث تعيش القصص. اكتشف الآن