ولأنني امرأة مسرفة في مشاعرها ، أحببتك بقلبي كاملاً دون أن أدّخر منه شيئًا لأيام الحنين والغياب والاحتياج ، بتُ ملازمًا لقلبي كـ نبضه ، أحببتك في زمنٍ كذّبوا الحُب فيه، في وطنٍ يُعارض كُل شُعور، بين أُناسٍ يجهلون العاطفة، أَحببتك على أرضٍ جافّة، تحت...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
الفصل الرابع والثلاثون
(4) ج 2
من كتابها " خُلق القلب عصيًا " : -عندما ألتقيت بك شعرت أنك لم تكن مجرد شخصًا عابرًا بسُلم العمر ، وعندما تحول ظني ليقين عشقك خشيت المرحلة الزمنية التالية الخاوية منك ، التي تسمى بـالفراق ، تلك المرحلة التي يضطر فيها الميت أن يمثل دور الحي بجميع طقوسه .
"~ رسيـل المصري "
•••••••
" أكاد أتجمد بردًا وسقيعًا في صحراء قاحلة بعدما هبت بها رياح الغدر وعصفت بي وبكل ما تحويه جنتي ، اقف عاجزة حتى عن اختراع النار التي تبعث الدفء والسلام على روحي المُرتعدة "
تلك الجُملة التي توقف على أعتابها " عاصي " في نهاية الفصل الأول لقصتها ، قصتها التي تحوي الغموض والاضطراب ، تشعل بالرأس شيبًا لكثرة الأسئلة التي تدور حول " آسيل " بطلة روايتها و " رسيل " بطلة روايته !!
حاول أن يربط بين الشخصيتين حتى تمسك بحبل الحدوتة الذي يربط بينهن وهو الألم ، كل واحدة منهن تتضور وجعًا حول قصتها المؤلمة ، قفل عاصي الكتاب متنهدًا :
-يا ترى أيه قصتك المحيرة يا حياة ، أيه القصة اللي ربنا أنعم عليكي بنسيانها ! كُنت بتحاولي تهربي من حاجة ، وفعلًا هربتي منها ومن الدنيـا كلها ..
ثم سقطت عيناه على عنوانِ الكتاب وقرأه كأنها أول مرة : -خُلق القلب عصيًا ، مين عَصّىَ قلبـك عليكي ، مين اللي وصل لك للحالة اللي تبكي فيها بين السطور !
مر يومان منذ آخر مرة رأها ، عندما قذف قنبلته الموقوتة في حقل رأسها المُشعب ببترول الحيرة والتيـه حتى جاءت شرارة كلماته لتُفجر شخص رسيل الحقيقي ، الشخص الذي تفجرت منه جميع الحمم البركانية ..
( قبل يومين ) حير عقلها من ثقته الزائدة : -أنت ليه محسسني أنك صاحب فضل عليا ؟!
-ماهي دي الحقيقية ، مفيش راجل يقبل أن مراته يكون لها علاقة مع حد قبله ، وأنا طويت الصفحة دي ، صفحة إنك مش بنت مع أن كل بياناتك تقول أنك متخطبتيش قبل كده ، ومع ذلك مش هحاسبك على حاجة انتي مش فاكراها ...! وأنتِ كمان أغفري غلطتي الوحيدة معاكِ ااه كان لازم أكون أقوى من كده بسس ..