السابع والعشرون

18.7K 1.1K 286
                                    

الفصل السابع والعشرون

(27)

" رسائل لن تصل لـ صاحبها "

-السلام عليك وعلى قلبك الجافي الذي لم يلن بهدير حبي ..
بتاريخ العشرون من أيار للعام الذي صفعتني بـحقيقة رحيلك الأبدي ،  أما بعد السلام ، وبُعد الانتظار . وما بعد الشوق؛
أنا افتقدك كثيرًا ، وألقاك في أحلامي كثيرًا ، واتودد للأيام أن تجمعنا بصدفة لا يعقبها فراق ، صدفة تأتي بك إلى هنا ، فلا جدوى من صُدفٍ تملأني بك في ثانية أو اثنين إن طال الأمر ويعقب خلفها الغياب الطويل والحب العليل الذي لا يداويه سوى قربك ..
ولكن
دعنا من صياح القلب .. فـ العقل ضَب حقائبه ..
حان الآن موعد انسحاب قلبي من ساحة حربك التي لم تخط فيها خطوة واحدة لأجلي ، لم أعد أكتب لك مرة أخرى ، ولم اعد انتظرك ، ولم أسلك طريقي عنوة باحثة عنك .. ذلك عقاب تمردك السخيف ورحيلك المبهم! سأتوقف عن كل هذا أعدك بذلك ..
ولكن
لن اتوقف عن حبك أبدًا ... ♥️

نهال مصطفى
من رواية ( الحرب لأجلك سلام)

••••••••

لم يكن يعلم أن ظلها ما يُخفف عليه ثقل الليالي ، ويؤنس روحه التي اعتادت على سنوات عمره البربرية ، لأول مرة يستشعر صقيع الوحدة ، ونيران العجز ، لا يعرف ما مصدر تلك الأحاسيس التي نشبت بداخله عند لحظة خروجه من الحمام فـ وجد المكان خاليًا من وجودها ولن يخلو بعد من رائحتها ، أحس بحِمل جبل انهار على عاتقيه حتى أثرت بالخمول على خطواته التي استسلمت لرحيلها ما دام بإرادتها ، لذا ارتمى على الفراش كي يهرب من كابوس يومه ربما يقابلها ولو صدفة في عالم الحُلم .

غرد عصفور الصباح فوق قلبها الثائر والعاجز على أخذ القرار ، أخذت تُطالع عش الطيور من خلف النافذة وتتذكر تلك اللحظة التي وقفت فيها أمام الباب لتُغادر ولم تفعل ، ولم تدرك سبب ترددها في ما سعت إليه ، بعد ما قفلت الباب بخفة ثم توجهت إلى أبعد رُكن في الصالة وقضت ليلها في صمت إن نطقت به لدوى بصرخة تُحيي القلب المـيت ..

تقوست " عالية " حول نفسها وهي تتذكر تلك القُبلة التي سلبها منها على سهوة والمرحلة المتدهورة التي وصلت إليه تحت يديه ، أن ترى نفسها بهذا الكم من الضعف ! واللعنة الكُبري في أنها أحبت ضعفها لأول مرة حتى أفصح قلبها صراحة " يا هناء قلبي تحت مظلة خيمتك " ، مسحت على رأسها متنهدة لتطرد تلك الأفكار السوداوية من رأسها مستعيذة بالله من الشيطان الرجيم وقالت لنفسها:

-لا مش هينفع كده يا عاليـة ، وبعدين أن قلبي بيدق بسرعة كده ليه ، يا رب ساعدني .

انتعلت خُفها الجلدي ولملمت شعرها وتأهبت للذهاب نحو المرحاض ، وما أن وصلت إلى مقدمة الممر الذي تؤدي نهايته إلى غُرفته تسمرت أقدامها وتفاقمت ضربات قلبها الذي لا يُريد الحب بل يُريد أن يطمئن ، تمنى ألا يعود لمغارة الخوف من جديد !

غوى بـ عصيانه قلبي ❤️‍🔥Donde viven las historias. Descúbrelo ahora