٤٤

12.3K 860 79
                                    

الفصل الرابع و الأربعون
"الجزء الأول من الفصل "

(14) ج 2

-خُلق القلب عصيـًا
" لو أنها ورقةً لمزقتها ، لو أنها زجاجةٍ لكسرتها
لو أنهُ جداراً لهدمته .. لكنهُ قلبي. "

•••••••

أن يقف القلب داميًا بالحب والجرح في أنٍ واحد ، أن يقف الماضي بقسوته كالغصة في حلقك ، أن تتحول فراشاتك وأحلامك البكرية إلى طير ذبيح مع أول تجربة طيران له !! أي وسام سيُمنح ؟! الغفـران أم الإنتقام ؟! أي منهما سيشفي الروح المعتلة والمحتلة بجيوش الغدر ؟! أي منهما سيهدي النسيان للأبد ؟! أي منهما الصواب ؟!

كانت نظراتها ثابتـة ، تدرك هدفها جيدًا ، انسكب دلـو الأعوام السابقة فوق رأسهـا ، أخذت تتأمله مُكبلًا مقيدًا .. يعلو وجهه كدمات الإهانـة التي سبق ونثرها طمعـًا على جسدها متواريـًا خلف ستار الحُب المزيف .. بللت حلقهـا وتذكرت وعد سابق بينهم ..

#flash_back .

"-ماقولتليش ، أيه أول حاجة هتعملها لما يبقى معاك فلوس كتيـر ؟"

ليقترب منها ويطوق خصرها من الخلف ويسرح بخياله وأكاذيبه معها قائلًا :
"-هشتري يخت ، ونعيش عليـه أحنا الاتنين سوا ، نعيش بعيد عن دوشـة العالم .. عشان محدش يزعجنـا."

فأجابته هائمة بسُكر خِداعه :
"-كده كده وأنا معاك مش بكون شايفة ولا سامعـة حد غيـرك ."

فاقت من شهد ذكرياتها على واقع حقيقتها المؤلمـة وهى تسقط كالطائر الذبيح بين يديـه وفي فخه الإجرامي ، أغمضت جفونها فاعتصر منها دموع القهر وهي تقترب منه شيئًا فشيئًا ، محاولة استجماع شتات نفسها وقوتها كرسيل المصري .

وقفت أمامه وهي ترمقه بسهام الخسـة والتحقيـر وقالت بعتب :
-أنا ازاي اتخدعت فيك ؟! أزاي ما شوفتش إنك بني آدم حقيـر ولا تسوى ، أزاي مصدقتش بابا !!

ثم صاحت بصرخة عالية :
-أنتَ أزاي تتجرأ و تعمل فيـا كده !!

برر قاسم قائلًا :
-رسيـل ، انسي اللي حصل .. أنا بعترف بغلطي ، أنا لسـه بحبك .. تعالي نبدأ من أول وجديد ..

-زال سحرك ياقاسـم بيـه ، أنا أول مرة أشوفك على حقيقتك ، حقيقة دنيـئة .

ثم ألقى نظرة ناحية عاصي يحتشد بها الخوف :
-بلاش يغريكي بفلوسـه !! محدش هيحبك أدي .. رسيل فوقي .

ابتلع بقيـة أكاذيبـه بصفعة قوية من كفها كانت من نصيب وجنته جعلته يجلس على ركبتيه من شدتها .. ونهرته قائلة :

-أنت أي ؟! لسـه هتكذب تاني !! مش كفاية كذب وخداع بقا ؟! يعني وصلت لي عشان توصل لقنديل المصـري وتكون دراعه اليمين .. مش كفاية قطعت الأيد اللي اتمدت لك !!

أخذ يترجاها:
-رسيل اسمعيني .. كانت ساعة شيطان ، أنا كنت شارب وقتها ومكنتش متخيل أن أبوكي يرفضني .. أنا عملت كده من حبي ليكي ، رسيل !

غوى بـ عصيانه قلبي ❤️‍🔥Where stories live. Discover now