التاسع والعشرون ج ١

16K 1K 141
                                    

الفصـل التاسع والعشرون

" الجزء الأول من الفصل "

(29)

" رسائل لن تصل لـ صاحبها "
-حتى ولو جف حبر قلمي فلم يجف حُب قلبـي ، لن أعلن ظمأي لرؤياك لأن وجودك كان بالعمـر مُجرد سـراب ، ولكن ‏ذلك لا يمنع إعلان إلى أي درجة خذلتني ..
لأنك كُنت سبيلي الوحيد للنجاة ..
كُنت أذهب إليك كلما أردتُ العزلة، واتحدّث إليك عندما أود الصمت، و أحبك عندما لا أطيق الآخرين .. كُنت قمري المُستنير في ظُلمة أعوامي .. والآن بتُ أنا والنجوم نبحث عنك .
ماذا فعلت بـ ضي العُمر يا ليـل ؟!

نهال مصطفى.
•••••••••

" مصيبتي العظمى بالحيـاة أنني واجهتها بقلب سليـم ووجه واحد ، بينمـا الجميـع يمتلك وجوه كثيرة ومتلونـة "

حل المساء وما زالت " عاليـة " تنتظر قدومه على مراجل من نار ، كل ما بها يغلي كفقاقيـع المـاء ، لم تُفارق المرآة وهي تتفقد زينتها ، محو تفاصيلها الحزينة ، تأليف مائة " سيناريو " لإظهار قبولها له كزوجًا حقيقيًا ، رمت الفرشاة من يدها متأففـة :
-أيه الجنـان ده يا عاليـة ! فوقي لنفسـك ، أنت أغلى من كده .. لالا مستحيـل الهبـل ده يتم ، أنا لازم أغير هدومي بسرعـة ، زمانه على وصول .

كادت أن تحطم جدران مخططها ولكنهـا تراجعت إثر كل الأحاسيس المتدفقـة بقلبها ، تقلصـات الاعتراض توسطت بطنهـا وهي تتذكر رحيق أول قُبلة من ذلك الشخص الذي كانت تخشاه ، عطر الأمان المُعلق بظله ، معه يخشى الخوف أن يقترب منها ، ارتمت نظراتها الى ذلك الفراش الذي شهد على قبلة طويلة لاذعـة فضت بقلبها حيرة من المشاعر ، تناولت هاتفها وكلمته مرة ثانيـة ، رد عليـها وهو يقود سيارته :
-اتفضلي يا عاليـة .

ظهر الضياع بصوتها حتى استجمعت نفسها قائلة :
-أنا كُنت عايـزة اتكلم معاك في حاجة مهمة ، وأنت قلت جاي ومجتش و ..

-أسف يا عالية ، بس في مشكلة في فرع اسكندرية ولازم أحلها بنفسي ، واضطريت اطلع على هناك ، أنا حاليـا في الطريق .

أصدرت إيماءة خافتـة :
-تمـام ، هتتأخر ، قصدي هتقعد كام يوم ..؟

-يوم أو اتنين بالكتيـر ، المهم أنتِ خلى بالك من نفسك ، وانا هحاول أرجع على طول ..

لقد تعوّدت على  دفن جراحها العميقة ، والسير لكل شيء بخطواتٍ ثابتة وكأن لا شيء يهتز بداخلها ، ما عدا تلك المرة ؛ باتت محاطة بالتشتت والضياع أكثر من أي وقت آخر وباتت تفتش الأركان على ظله حتى ولو كلفها الأمر عذريـة روحهـا التائهة .. فاقت من شرودها على صوت ندائه ، فـ تمتمت :
-أنا كويسـة ..

ثم انتفضت من مكانها قائلة بقلقٍ :
-البـاب بيخبط .

-طيب شوفي مين قبل ما تفتحي ، وأنا معاكِ على التليفون .

غوى بـ عصيانه قلبي ❤️‍🔥Where stories live. Discover now