٦٠ج١

14K 1K 95
                                    



✨ الفصـل الســـتون ✨

لا أعـرف من أين يمكن أن أبدأ وكيـف ؟!!
من تلك النهـايـة التي جنيت فيها ثمار صبري !!
أم من ذلك الجرح الغائر الذي ما زال يستقطب إليه نعيـم كل أيامي ويمررها !
أبدا من عينيـه التي أستهللت عندها وانطفأت !!
أم من الأمان الذي طوق قلبي بصحبته !!
أم بصبره علىّ وتحمله مخاوفي وسعيه الدائم لهدمهـا !!

أم من شكوى مرارة الحيـرة التي ما زلت أعاني منها وأكبرها
معاناة وقوفي الدائم بالمنتصف .. من حملي لرومانة الميزان حائرة بين كفتي العقل والقلب ، اجهاد كي أعدل بينهم ورغم رُجحان كفـه العقل واتزانها إلا أن كفة القلب خُلقت مائلة عن الأعراف والمتاح والمُمكن وهذا هو سـر عنائي المستمر .. أنني أميـل دائمًا إليهـا .... إلى قلبي الذي لم يُخلق إلا عاصيًا . 
•••••••

" قبـل ست سنوات "

تأرجحت وتراقصت أفاعي الانتقام أمام الغرفة التي ترقد بداخلها " مهـا " التي فارقت غُرفـة العنايـة للتو ، تتمدد وتتطلع إلى السقف تستوعب حقيقـة كونها ما زالت على قيـد الحيـاة .. صحة هروبهـا من الموت بأعجوبة!!
تتذكر كيف صارعت المـوت بكل قوتها !!
وكيف نجت من براثنه الطائلة بمعجزة إلهيـة ، أو بدعوة صادقة عانقت أبواب السماء ، فاستجاب لها القدر !!
تنفست بارتياح وهي تتصالح مع الحيـاة التي ابتسمت لها من جديد بعد ثلاثة أعوام من المعاناة ؟!!
كيف منحتها فرصة آخرى لتنعم بحياة هادئة مع حبيب أيامها وبناته !! تخيلت كيف سيكون لون الليالٍ برفقتهم يا ترى ! هل مثلمـا تمنت أم أعظم بكثيرٍ !!

دخلت جيهان وعبلة عليها الغرفـة تاركين هدير تلهـو عاصي بالأسفـل ، عيون انتقاميـة يملؤها لهيب الثأر والحقد غمرت الغرفة .. تململت مها في فراشها بوهنٍ :

-فين بناتي ؟! وعاصى كمان ، قال لي هيخلص حسـاب المستشفى وجاي .. اتأخر ليـه ؟!

ألتوى ثغر الحيـة بضحكة شريرة :
-بردو اتحدتيني وعملتِ اللي في دماغك ؟!!

انكمشت ملامح مهـا التي تفهم جيدًا مغرى الشر من وراء كلمات عبلة الخبيثـة .. حاولت أن تنهض ولكن بطنها المجروحة ألمتها كثيرًا ، تأوهت متوجعة وهي تكرر بحدة :

-فين عاصي ؟! أنا عايزة جوزي ..

مالت عبلة إليها وقالت :
-أنتِ فاكرة لما تتحديني كده هتكسبي ؟!! أنا سبتك تتجوزي ابني بمزاجي ، لأنه صمم عليكِ ، كنت فاكرة الموضوع شهرين وقرشين وتروحي في ستين داهيـة !! بس أنتِ اتمسكنتي لحد ما اتمكنتي  ..

غمضت مهـا جفـونها بصرامة وضيق :
-أنا عايزة عاصي .. مش طايقة أبص في وشك ..سيبيني في حالي بقى .

قهقهت الساحرة الشريرة فوق أذانها وأكملت بنبرة تشبه فحيح الأفعى وهي تداعب خصلات شعرها:

غوى بـ عصيانه قلبي ❤️‍🔥Where stories live. Discover now