الثامن عشر

15.5K 1.1K 170
                                    

الفصل الثامن عشر

(18)

"رسائل لن تصل لـ صاحبها "
أحبك بالقدر الذي يجعلني اتساءل بقلق المسلم
أحلال أنت أم حرام ؟!
ووحده الله يعلم أن عاطفتي نحوك
كانت طاهرة كخيال طفلة
فـ أكبر أمنياتي معك ، كانت أن اصافحك بحب !
دون الخوف من استقرار جمرة ما في كفي .

•••••••••
ثلاثة لا يمكن للمرء أن يقف أمامهم ، طوفان البحر أن غضب ، وطوفان القلب أن أحب ، وطوفان الأنانية أن طمعت الأنفس ، في تمام الرابعة فجرًا ، يستعد كُلٌ من رشيد ويونس للعودة إلى تجارهم وعملهم ، فـ عندما رحل المعلم قنديل المصري باتت الأمور صعبة وأهملوا الشباب شُغل أبيهم الذي تفاني في العمل كي يصبح من كبار صيادين البحر الأحمر ، وأشهر تجاري اللؤلؤ والقطع النفسية التي يحويها جوف البحر .

خرج رشيد بصُحبة يونس ، شابان في مقدمة العشرينات من العمر ، وارتدوا رداء الصيد مستعدين للعودة مرة آخرى ، والحفاظ على لقب قنديل المصري الذي ظل يسعى إليه والدهم طول عمره .

وصل الاثنان إلى الميناء ، و حشدوا الرجال ليتأهبوا برحلة جديدة ، وانطلاق سُفنهم في البحر وصيد مختلف أنواع الأسماك والحيتان العملاقة الذي تشتهر بها تجارتهم البحرية ..

بمجرد ما وصل تفقد رشيد توأم رسيل الميناء فوجده خاليًا من مراكب " المصري " إلا مركبة واحدة تصف جانب الميناء وتتبدل لافتتها بواسطة العمال ، ركض رشيد ثم اتبعه يونس بغضب عارم حتى وصل إليهم موبخًا :
-أنتَ بتعمل أيه يا جدع منك له ! وازاي بتنزلوا اسم قنديل المصري كده ! أنا هوديكم في داهية ! نزل إيدك يا جدع منك له عن اسم المعلم قنديل .

لم يرد عليه أحد العُمال لان صوت فريد سبقهم من الخلف قائلًا :
-مالك بس يا رشيد ! مين مزعلك !

دار إليه الأخوة بضيق ، حتى أجابه رشيد بضيقٍ :
-تعالى يا عم فريد شوف المصيبة دي ! دول بينزلوا اسم أبويا من على المركب ! أنت ازاي سمحت لهم !

لطم هواء البحر وجه فريد بقوة وهو يجيبه بشموخ :
-أنا اللي أمرت يا رشيد !

نظر الاثنان لبعضهم بغرابة حتى تفوه يونس مزمجرًا :
-يعني أيه أنت اللي أمرت ! أنت هتنسى نفسك يا فريد !

صاح فريد ليُفجر قنبلة جديدة :
-المعلم فريد ، صاحب كل المراكب اللي عليها اسم المصري !

تهجم رشيد عليه بانفعال شديد :
-لا دانت اتجننت رسمي !

تدخل أحد الرجال الذي انضموا إلى حزب فريد ، وباعوا معلمهم وأولاده ذوي الفضل عليهم دفاعًا عن فريد الذي تقهقر خطوتين للخلف وهو يفصح عن جريمته التي زيفها سرًا :
-أنا معايا ورق يثبت أن المعلم قنديل قبل ما يتوفي بـ٣ شهور باع لي كل المراكب دي ، يعني بالبلدي كده ! أنت مالكمش حاجة هنا ..

غوى بـ عصيانه قلبي ❤️‍🔥حيث تعيش القصص. اكتشف الآن