الحلقة العشرون

Start from the beginning
                                    

وبعد شراء الشيبسي وغيره من المسليات جلسن أمام البيت بتبادلن الحديث، عدلت سديل من نقابها وقالت بتردد:
-بنات... عاوزه أحكيلكم موقف حصلي من شويه بس من غير تريقه
حدقن بها دون أن تنبس إحداهن بكلمة فأردفت سديل بنزق:
-متبصوليش كده بتوتر...
أشاحت فرح وجهها للإتجاه الأخر وقالت بسخرية:
-خلاص يا جماعه دوروا وشكم الناحيه التانيه عشان سديل هتتكلم
ضحكن فعقبت سديل:
-طيب مش هحكي طلما بتتريقوا من اولها
مسكت وسام يد سديل وقالت برجاء:
-لأ لا احكي خلاص بقا يا فرح اسكتي.. إحنا ما صدقنا ابو الهول نطق وهتتكلم معانا
أشاىت سديل لنفسها وقالت بتبرم وتعجب: أنا أبو الهول؟!
رحيل: بس بقا يا جماعه احكي يا دودو بجد محدش هيتريق
تنحنحت سديل وابتلعت ريقها لتبلل حلقها الجاف ثم قالت:
-فاكرين لما كنا في المطبخ وخلعت النقاب عشان مصدعه
ردتا وسام ورحيل بنفس الصوت:
-أيوه
سديل: طنط شاهيناز قالتلي مفيش رجاله ومحدش جاي وروحي طلعي الشاي والكنافه لمريم!
واكلت فرح شريحة من الشيبسي وقالت بضجر:
-وبعدين
تلعثمت سديل وأكملت:
-و... وأنا طلعت لأني مكنتش لاقيه النقاب
ابتلعت باقي الكلام وترددت أن تلفظه ران عليها الصمت فنظرن لها بتعجب وقالت فرح بنزق:
-بس كده!!!
سديل بارتباك:
-لأ... ما أنا لسه هكمل... طلعت لمريم وضـ ربت الجرس... وأنا من غير نقاب!
صمتت مجددًا ونظرن لها فأردفت:
-واحد فتحلي راجل يعني فصرخت ووقعت الأكل من إيدي 
عقدت وسام بين حاجبيها ومالت بجزعها العلوي نحوها ثم سألتها:
-واحد! واحد مين ده؟ نوح ولا فؤاد ولا مين؟
تلعثمت وقالت:
-هـ... هي قالتلي ده أحمد أخويا
شهقت وسام وقالت بذهول:
-أحمد! أحمد شافك؟
نهضت فرح واقفة قبالة سديل وقالت:
-لا استنوا أحمد مين؟
وسام: يا بت أحمد أخو محمود
فرح بتشدق:
-محمود ده إلي رحيل بتحبه صح؟
هبت رحيل واقفة وقالت بامتعاض:
-اتلمي يا فرح ايه إلي رحيل بتحبه ده؟!
ابتسمت فرح وقالت باستفزاز:
-هو أنا قولت حاجه غلط! ما إنتِ فعلًا بتحبيه!
وقفت رحيل ودبدبت إحدى قدميها بعصبية قائلة:
-تصدقوا أنا غلطانه.. والله ما أنا قاعده معاكم
ألقت الشيبسي بوجه وسام مردفة:
-وخدوا الشيبسي أهوه مش عايزه حاجه
وقفت وسام وأكلت واحده من الشيبسيوالخاص برحيل وهي تقول:
-الله وأنا مالي يا لمبي... بس الشيبسي بتاعها طعمه حلو
أكلت فرح واحده من الكيس وقالت: تصدقي فعلًا
رمقتهما سديل بنظرة جانبيه فوجدتهما يضيقان أعينهما ويحدقان بها فهبت واقفه وقالت بخوف مصطنع:
-إيه نظرة ريا وسكينه دي؟
نظرت لاختها التي تعدو مبتعدة عنهن وهرولت خلفها وهي تقول:
-لوتفي استنى يا لوتفي
انفـ جرتا وسام وفرح بالضحك وقالت فرح:
-قصة حب جديدة؟!
وسام:
-المنتقبه وال..... وال إيه؟
حكت فرح رأسها بتفكير وهي تقول:
-المنتقبه وال... والأحمد المنتقبه والأحمد
ضـ ربتا كفيهما ببعضهما بضحك ودخلتا للبيت مع أكياس الشيبسي...
_________________________
وفي الحديقه اجتمعت العائله تحت المظلة يجلسون على الأرض، يلتفون على شكل دائرة ويتبادلون الحديث
وكان أحمد يجلس مع مريم في ركنٍ بعيد نسبيًا، سألته مريم:
"إيه بقا حكاية قناتك على اليوتيوب!"
أخرج الهاتف من جيبه ووضعه نصب أعينها وهو يقول:
-استني هفرجك
وبعد جولة على تطبيق اليوتيوب هتفت مريم بإعجاب:
-الله يا أحمد روعه انا فخوره بيك أوي... إنت لازم تسجل القرآن كله...
-ناوي على كده إن شاء الله... عارفه العيال أصحابي شغالين شير يعني في يوم واحد القناه بقا فيها ١٠٠٠ مشترك والبيدج ١٥٠٠ متابع
-بدايه مبشره يا ميدو ربنا يوفقك
تنحنح أحمد وحك أنفه قائلًا بخبث:
-هاتي بقا موبايلك أعمل لنفسي لايكات والذي منه
-خد أنا هطلع أنام لأني مرهقه أوي وابقي اديه لنوح لما تخلص
-ماشي يا مريوم تصبحي على خير
استأذنت مريم من الجميع وانصرفت، وابتسم أحمد بمكر وهو يقلب بهاتفها حتى أخذ كل ما أراد، ناداه يوسف:
-قاعد لوحدك ليه يا شيخ أحمد تعالى هنا دا أنا فرحان بيك... مكنتش أعرف إنك موهوب كده
أقبل نحوهم وهو يقول:
-لعلمك بقا يا دكتور أنا موهوب قوي بس مش لاقي إلي ياخد بإيدي
نوح بابتسامة:
-صوتك جميل يا أحمد وقراءتك حلوه لو نعرف كده كنا خلناك تصلي بينا التراويح كامله مش بس الشفع والوتر
الجد: طيب إيه رأيك تيجي تصلي بينا بكره؟
أحمد بابتسامة: موافق طبعًا
الجد: خلاص يبقا تفطروا معانا بكره ونصلي التروايح وبعدين نشوف موضوع القاعده ده
محمود بإحراج: لأ مفيش داعي للفطار إحنا...
قاطعة الجد بإصرار: من غير اعتراض يا حضرة الظابط
ثم نظر ليوسف الذي يجلس مقابله وقال:
-إنت كمان يا دكتور يوسف تفطروا عندنا بكره
يوسف بمرح:
-طيب وفرح معزومه ولا مجيبهاش؟
شاهيناز بابتسامة:
-لأ دي مش محتاجه عزومه
نهض فؤاد واقفًا وقال:
-هجيب مايه وأجي
غادر فؤاد فرأى وسام وهي تدخل للبيت تتأبط ذراع فرح وعندما انتبهت له توقف وغمز لها قبل أن يدخل للبيت فابتسمت وتركت يد فرح مهرولة خلفه، مرت الليلة التي لم تخلو من نظرات مختلسة تشع حبًا، أما رحيل فلم يستطع محمود أن يتحدث معها فلا يريد احراجها بينهم بكفيه النظرات التي تروي الكثير...
________________________
في الواحدة صباحًا وقفت هبه في الشرفة تستند بيدها على سورها، ناظرة للسماء تتأمل هلال رمضان والنجوم المتناثرة من حوله وتسبح الله، تنفست بعمق وأغلقت جفونها لتستمتع بالهواء النقي وتفكر في آصف فقد أعطت قلبها مهلة حتى انتهاء شهر رمضان لتتقبله كزوج وحبيب، لكن لا تدري لمَ يردعها عقله عنه وبشدة إنها تخاف من لوعة الحب والتعلق فلو خُذل قلبها تلك المرة ستموت قهرًا، انتشلها من شرودها دوي صوت هاتفها، تجاهلته أكثر من مرة وعندما أصر الطالب، فتحت الخط ووضعته على أذنها دون أن تنبس بكلمة فتحدث:
-"أنا أيمن يا هبه ولو سمحتي اسمعيني متقفليش"
انتفضت وصاحت بحدة:
-إنت جبت رقمي منين وعايز مني إيه في الوقت ده؟
تحدث بنبرة رخيمة:
-اسمعيني يا هبه... الجوزاه التانيه مبتسعدش حد وأنا مش سعيد ولا إنت ولا حتى جوزك
أطلق تنهيدة طويلة وأردف:
-هبه أنا بحبك ومش قادر أشوفك مع  غيري ومتأكد انك بتحبيني... ارجعيلي يا هبه أنا مستنيكِ
لمعت عيناها بالدموع لكنها لن تستسلم له وتضعف أمام كلماته تلك، استجمعت شجاعتها وقالت بحدة:
-أنا ست متجوزه وبحب جوزي وقبل ما أكون بحبه فأنا بحفظ عرضه في السر قبل العلن... لو سمحت متكلمنيش تاني وإلا هقول لجوزي يتصرف معاك!
أغلقت الهاتف وقذفته جانبًا ثم هوت جالسة على الأريكة خلفها ووضعت كفيها على وجهها ثم شهقت باكية وهي تهز عنقها باستنكار وتحدث نفسها بصوت مسموع:
-مبقاش ينفع... اتأخرت... اتأخرت يا أيمن
كان آصف يتابعها ويستمع لكلامها مبتسمًا فكل يوم يزداد إعجابه بها ويدق قلبها هاتفًا بحبها، تردد كثيرًا أن يدخل للشرفة وحين سمع شهقاتها المكتومة هرع إليها انحنى أمامها وقال:
-حتى لو عايزه ترجعيله مش هسيبك تعملي في نفسك كده... دا ميستاهلش دمعه منك
وعلى حين غرة ارتمت بين أحضانه وحاوطت ظهره بذراعيها فشدد في ضمها، قالت من خلف شهقاتها:
-مبحبوش... مبحبوش والله بس صعبان عليا نفسي... صعبان عليا نفسي أوي
مسح على شعرها بحنو وهو يقول بعاطفة:
-أنا بحبك يا هبه... بحبك... والله بحبك
أخرجها من بين ذراعيه ومسح دموعها بأنامله ثم قال مطمئنًا:
-دموعك دي غاليه أوي... حبيبتي أنا جنبك خلاص مبقتش لوحدك صح؟
اومأت رأسها وهي تُطالع عينيه وسالته بترقب:
-صح يعني... إنت مش هتسيبني خالص!
-أسيبك! أسيبك مين دا أنا ما صدقت لقيتك... تحبي أمضيلك شيك على بياض عشان تتطمني
رسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها ونظرت لعمق عينيه وصارحته قائلة:
-أنا نفسي أحبك بس خايفه... خايفة تسيبني وخايفه متكونش بتحبني وبتحاول تسكن جرحك من فراق مراتك
-لا اطمني أنا بحبك... والله والله بحبك وبالنسبه لخوفك أكون بسكن جرحي فاطمني عشان حبك عالج جرحي يا هبه
كانت تتفرس ملامحه وتعبيرات وجهه لتتبين صدقه، فابتسم وأردف:
-سيبي نفسك وحبيني يا هبه متخافيش
اومأت رأسها بشرود وقالت:
-هحاول
غمز لها وابتسم قائلًا:
-اضحكي بقا ولا تحبي أغنيلك يا حلو صبح يا حلو طل
بدأ يغني فضحكت حين تذكرت ذاك اليوم متناسيه حالتها، وشاركها الضحكات فقالت:
-بص عشان منخسرش بعض متغنيش تاني عشان صوتك ده ميتسمعش
جلس جوارها وحاوط كتفيها بذراعه قائلًا:
-ليه بس الإحباط ده يا برتقالي وإن مراتي مسمعتنيش أروح بقا أدور على واحده تانيه تسمعني!
نظرت له بأعين متسعة مررت سبابتها على رقبتها وقالت: عشان أدبـ. ـحك
ابتسم لها قائلًا: عمري ما أبص بره خلاص انتهى
________________________
جلس فؤاد جوارها في الردهه فلم يناما طوال الليل وهما يتحدثان، وياكلان تارة فاكهة وتارة وجبة كاملة، حاول فؤاد إقناعها أن يكون فرحهما بعد العيد، انكمشت ملامحها عندما تخيلت أنه سيرى جسدها المشوه وقالت بحزم:
-لأ طبعًا أنا مش جاهزه خالص وكمان عندي امتحانات
-امتحانات ايه وهما إلي ذاكروا خدوا إيه! يا حببتي أنا مبقتش قادر أستحمل بُعدك
استدارت للإتجاه الأخر وعدلت نظارتها وهي تقول بارتباك:
-بُعد إيه دا إحنا عايشين مع بعض في شقه واحده!
-حتى لو مع بعض في شقه واحده فاحنا لسه بعيد عن بعض.. لسه بينا مسافات وحواجز مش هتختفى إلا لما نتجوز بجد وتبقي في بيتي
استدارت إليه وهزت رأسها بعنـ ف قائلة:
-لا... لا يا فؤاد أنا مش مستعده نفسيًا ولا جسديًا
-إنتِ خايفه من إيه بس؟ صارحيني...
-اصبر عليا يا فؤاد أنا لسه من يومين كنت بقولك إنت زي أخويا!
-طيب يلا نتسحر وننام شويه قبل الفجر ولينا كلام بعدين
أكلت قضمة من الموز بيدها وقالت:
-هو إحنا لسه هنتسحر اعتقد إننا خلصنا الأكل إلي في البيت
هز رأسه نافيًا وقال:
-لا أنا لسه جعان ورايا على المطبخ
اومأت رأسها ودخلا للمطبخ لياكلان فسمعا صوت وهيبة:
-استنى بس يا زيكو إيه إلي طلعك من الأوضه تعالى متخافش مني دا أنا حبيبتك
التفت فؤاد لوسام عاقدًا حاجبيه ومال على أءنها ليسألها:
-هي ستك صاحبه وبتكلم مين دلوقتي؟
خرجا من المطبخ فرآها تنحني وتنظر أسفل الأريكة: 
-يا زيكو أخرج من تحت الكنبه ضهري واجعني
فردت ظهرها متأوهه، حين خرج الفأر من أسفل الأريكة وبدأ يركض بأرجاء البيت لحقت به تحاول إدخاله لغرفتها، مسكت وسام ذراع فؤاد وقالت بهلع:
-فـــــار يا فؤاد
ركض فؤاد ليأخذ عصا تنفيض السجاد وقبل أن ينقص على الفأر، لطمت وهيبه وجهها وقالت:
-لأ! متحرمنيش من أكتر واحد بحبه وبيحبني!
دخل الفأر لغرفتها مجددًا فتنفست بارتياح ودخلت خلفه مغلقة الباب بوجههما، نظر فؤاد لوسام التي فغرت فاها بدهشه وقال:
-نفسي أعرف ستك بينها وبين الفئران ايه!
حكت وسام رأسها وانفـ جرت ضاحكة وهي تقول:
-قصة حب..
شاركها الضحك ثم قال:
-اهل الحب صحيح مجانين
_____________________
اعتادت سديل ألا تنام ليل رمضان، تصلي وتقرا القرآن وتذكر الله، فتحت رسائل الماسنجر "تطبيق للتواصل الاجتماعي" فوجدت رساله من فتاة غير موجوده في قائمة أصدقائها، اسمها "رضوى محمد" محتواها: السلام عليكم أنا شوفتك في جروبات دينيه كتير ومن بوستاتك المحترمه نفسي أتعرف عليكِ ونكون أصدقاء ولو عاوزه تتأكدي اني بنت هبعتلك ريكورد نفسي ألاقي حد ياخد بإيدي للطاعه يارب تردي نفسي نكون صحبة صالحة.
ابتسمت وعلى الفور قبلت إضافتها وراسلتها، أرسلت لها الفتاه ريكورد بصوتها وارسلت صورتها وتعارفتا، ظلت سديل تكلمها ما يقرب من ساعاتين وحكت لها تفاصيل كثيره عن حياتها وعن عمها وعن الجلسة العرفية التي ستُقام في الغد، فكتبت سديل:
-القعده دي نتيجتها معروفه هما احتمالين ملهمش تالت أولهم إنهم هيشتمونا وممكن يمدوا أيديهم علينا ويحصل مشكله وخناقه... والتاني إنهم يسكتوا وبعدين ياخدوا حقهم مننا بطريقتهم والله أعلم هيعملوا ايه!
-لا إن شاء الله مش هيحصل كده تفائلي بالخير
-دعواتك... أكيد عاوزه ريكورد بصوتي وصورتي
فراسلتها رضوى بسرعه:
-لأ إوعي تبعتي حاجه
تعجبت سديل لكن زال تعجبها عندما كتبت رضوى:
-أصل أنا أخويا بيمسك موبايلي أخاف يشوفك وإنتِ منتقبه.
اومأت سديل رأسها بتفهم وقبل أن تكتب شيء سألتها رضوى:
-إيه أكتر أنشوده بتحبيها يا ديلا... وتسمحيلي أقولك ديلا عشان متأكده إن محدش هيناديكِ كده غيري
ابتسمت سديل وكتبت:
-جميل أوي اسم ديلا أنا حبيتك والله
الأنشوده إلي بحبها "سبيل الدموع سبيل مريح"
رضوى:
-هسمعها أصل نفسي في أسمع أنشودة تشدني..
ظلا يتحدثان حتى وقت السحور وأغلقت سديل معها على وعد بالكلام.
_____________________
وفي اليوم التالي وقبل الإفطار بما يقرب من نصف ساعة، كان النساء أمام فرن في غرفة بزاوية خلف الحديقة، كان وقوده القش والخشب، يتبادلن الحديث أثناء إعداد الخبز التي تفوح رائحة الطازجة بالأرجاء، نظرت شاهيناز للبنات وقالت:
-قوموا يا بنات حضروا الفطار الوقت سرقنا والقرآن قرأ
نهضن "فرح ووسام ورحيل" وظلت سديل تساعدهن، وقبيل الانتهاء أمرتها شاهيناز:
-قومي يا سديل ساعديهم وخدي العيش ده معاكِ
-حاضر يا طنط
-يحضرلك الخير كله يا عين طنط
ابتسمت سديل وأسدلت نقابها دون تغطية عينيها ثم غادرت تحمل بين يديها صنية من الخبز وثيابها السوداء تخللتها ذرات الدقيق الأبيض.
*********
"سبيل الدموع سبيل مريح تنهد أيا صاح كي تستريح وبث الدعاء الخفي الصريح يسعك الفضاء الرحيب الفسيح"

رواية وسام الفؤاد لـ آيه شاكر Where stories live. Discover now