الثلاثون

25.7K 1.2K 262
                                    

الفصل الثلاثون

(30)

"رسائل وصلـت لـ صاحبها "

-أعلم أن الدستور يُكفـل حقي في الحيـاة ..
ولكني لم أكن أعلم بأن دستورك يعطيك حق قتـل مواطنك وأنت الوطن ...
فـما حاجتي لوطن وأنا سأقتـل به؟!
وما فائدة قلبي حين يعشقك ، وأنتَ أكبر منه !
ما ذنبي حين أضع حبًا فوق حب لاشتري قلبك الذي لا يحب ..!
ما أغباني حين أضحي بحيـاتي ، لأجل حياة لا ترغبني !
ينص دستورك بأن لي ولك حق الرحيل في أي وقت .
لذا قررت ألا انتظر تطبيق قوانينك القاسيـة على قلبٍ أكبر مصائبه بالحياة أنه أحبك ..
وهـا أنا الآن ؛ المتمردة على حبي وقوانينك ، بتُ إمراة بلا قلب ، إمراة بلا وطن !

•••••••••

مالت شمس اليوم الثامن إلى الغروب ، حركة مُربكة بالقصـر حيث يستعد الجميع لإعداد التجهيـزات الخاصة بحفل يوم ميلاد عبلة المحلاوي لإتمامها السابع والخمسون من العمـر ، تُراقب حيـاة تلك الضجـة من أعلى ، حركة العمالة والطباخين وإعداد حفل أسطوري لا يليق بـتلك المناسبة الشخصية ، ولكن ما أدركتـه من عاصي أنه في مثل هذا اليـوم يتم عقد الكثيـر من الاتفاقات والمهام .

ضمت كفوفها كوب القهوة الدافئ بعد ما ارتشفت رشفة صغيرة منـه أحست بصخب بصدرها يحتاج لسيف قلمهـا كي يهدأ .. تركت الكوب على المنضـدة ثم ركضت بخفـة لتحضـر دفتر كتاباتها السـري ثم اتجهت لتجلس على الأريكـة التي لم تفتقد النوم عليـها بعد ..

فتحت دفتـرها وكتبت بأول الصفحة :
اليـوم الأول من تشـرين الأول لعامي الأول ..

أخذت نفسـًا طويلًا ثم أرسلت نظرة إلى مخدعــه الذي جمعهـم لأيام متتاليـة :
" لقد مضى ثمانية أيام على ذلك اليـوم الذي أصدر فيه فرمان عقـابي ، فما ذلك العقـاب الذي لم يزدني منه إلا قُربـًا ، كان يقضي يومـه عاصيـًا لقلبـه وكل ما يظهر وجهه الحقيقي ، وعندما يحل المساء وينغلق باب اليوم لينفـرد بي كحيـاته الخاصة من فوضى حياته العـامة ، تلك الحيـاة التي يهرب منها إلى حُضن حيـاة .. توالت الليالي وكنت أعد ساعات اليوم منتظرة روايته الجديدة عن ماضٍ لا يقلب في صفحاته إلا وهو مُستلقيًا بجواري ، أول مهمة كنت أفعلها صباحًا هي تدوين حديثًا ليلة أمس ، كان حضوره يدب الشهوة في قلب قلمي كي يكتب عنه بدون ملل .. لم أنكر إعجابي الشديد بشخصه الذي يُرافقني ظُلمة الليل ، وأيضـا لن أتبرأ من شوقي له الذي ينافس درجة حرارة الشمس نهـارًا  .. اعترف انه حولني إلي شخصيـة لم أعرفها ولا أملك السيطرة عليها في حضرته ، والمخيف بالأمر أنني أحببت ما أنا عليه ولا أود التخلص منه حتى ولو فاتني العالم .. "

استريح قلمها كي تتخذ نفسًا عميقًا ثم ارتسمت ابتسامة خفيفة على وجهها إثر تذكرها أمر ما ، عادت تلك المرة بحماس أكثر لتكتب :

غوى بـ عصيانه قلبي ❤️‍🔥Where stories live. Discover now