الثامن والعشرون ج ١

15.3K 1K 116
                                    

الفصل الثامن والعشرون

" الجزء الأول من الفصل "

(28)

"رسائل لن تصل لـ صاحبها "

‏- وأعترف رغم كل هذا الحب الذي كنّا نعيشه ، و رغم كل الوعود بالثبات كنت أعرف أنني سأمضي في الطريق وحدي وسأجيب على كل الأسئلة بمفردي وسأحلم من جديد بدونك ،  كنت أعرف أنك ستفلت قلبي ويدي معًا ومع ذلك لم أفرّط في لحظة حب واحدة معك..

••••••

الوقت غير مناسب كي أعرفك، أنت شخص رائع على مايبدو، وأنا متهالكة ، أو في حياة متهالكة ، أعيش بعالم لا انتمي إليه ،  لا أدري و لكني أشفق عليك مني ، رُبما لو تقابلنا بزمان آخر لكان هناك فرصة جديدة للحياة معًا .

تنزهت أصابعها فوق سياج صدره الصلب بتردد ، بمحاولة فاشلة منها لتذكر أي ريح أتت بها إلى هنا ! أغتنمت نظرة طويلة من ملامحه النائمة ، وأنامله المُتغلغلة بشعرها كمن يهدأ من قلق صغيرته ويحسسها بوجوده ، كانت أنفاسه خارجة بارتياح شخص حقق مقاصده حتى خلد في نومه أمنًا .

فزعت "عالية" كالملدوغة من جوار ذلك الجسد الذي لم يفصله الهواء وهى ترجع شعرها المُبعثر للخلف ، نهض " مراد " إثر حركتها الغريبة عكس الهدوء الذي كانت عليه بقربه ، ما أن تفتحت جفونه بثقلٍ :
-صباح الخير !

-أي خير ده ! أنا بعمل أيه هنا !
كانت ملامحها مُغلفة بالتيـه ، والشرود ، تصمت للحظات بين كل جُملة والثانية ، تبدلت نبرتها لأعلى :
-هو أيه اللي حصل أنا مش فاكرة أي حاجة !

اعتدل " مراد " من نومته بضيق :
-ممكن تهدي طيب ، وانا هفهمك ، أنتِ مكبرة الموضوع ليه ، أهدي ممكن !

-أنت استغليت الحالة اللي أنا كنت فيها امبارح ، وقلت .... قلت أما ..
ثم صرخت جازعة :
-أنتَ ازاي تعمل كده ، وازاي سمحت لنفسك تقرب مني وأنا مش في وعيي !

كتم سيل الاتهامات المتدفق من شدقها بأصابع كفه المُلتصقة ببعضهم ، وبرقت عيونها التي لم تكف عن العتاب ، اطلق زفيرًا قويًا كي يتخلص من الشحنات السلبية التي شُحن بها وأشار بعينه ثم تفوه متسائلًا :
-أنتِ أيه مزعلك دلوقتِ ! أنا عملت أي حرام ولا غلط للعصبية دي كلها ؟! هاه !

ثم رفع كفه عن ثغرها كي تتحدث ، أحست بالقلق قبل أن تسرد أوهام رأسها الغريبة :
-استغلتني ! استغليت الحالة اللي كُنت فيها ، ويا عالم ايه اللي حصل بعد كده !

هز رأسه مشفقًا على الحالة التي وصلت إليها حيث أردف بحنو مجبرًا ألا يثير رياح غضبها أكثر :
-استغليت أيه بس ! شوفي هو ياما أنتِ حلمتي بحاجات محصلتش أصلًا ، أو لسه نايمة وده كله تخاريف !

-كمان ! قصدك تقول إني اتجننت !

ربت على كتفها كي يفض تلك الحملة التي شنت عليه فجأة :
-لا أنتِ عاقلة وست البنات ، بس أنا مش عارف أنتِ مكبرة الموضوع ليه ؟

غوى بـ عصيانه قلبي ❤️‍🔥Where stories live. Discover now