ولأنني امرأة مسرفة في مشاعرها ، أحببتك بقلبي كاملاً دون أن أدّخر منه شيئًا لأيام الحنين والغياب والاحتياج ، بتُ ملازمًا لقلبي كـ نبضه ، أحببتك في زمنٍ كذّبوا الحُب فيه، في وطنٍ يُعارض كُل شُعور، بين أُناسٍ يجهلون العاطفة، أَحببتك على أرضٍ جافّة، تحت...
عقدت ذراعيها أمام صدرها بسعادة وشموخ : -رفعت عنك حرج الانتقام من الست الوالدة !
نهرها بلوم : -بس دا مش اتفاقنا !
بفظاظة إمراة تحدث القرآن الكريم عن كيدها قالت جملتها الأخيرة بنفس نبرته من قبل : -منا غيرت الاتفاق .
افتعلت سجيتها وطيبتها المُبطنة بالانتقام أمامه متجاهله نظراته الشـرسة التي يمضغها بينهما ، اتخذت من وضع الإعياء كـ صِنارة نجاة لسمكة تاهت بين مستنقع الحيتان انقذتها في آخر لحظة .
أمسكت برأسها التي اعتراها الصداع وقالت بمكر أنثوي مُجيبة على سؤال الضابط : -ينفع بكرة نقفل المحضر ! حضرتك زي ما شايف لسه راجعة من المستشفى ومش قادر أقف .
صرخت عبلة بوجهه معترضة : -اتصرف يا عاصي أنا مش هبات ليلة في الحبس !
في تلك اللحظة غادر الضابط برفقة العساكر وعبلة التي تنوح وتتمرد على الذهاب متوعدة لـ " حياة " بأشد التهديدات ، بصمت مريب يحاصره الانتقام والمعاقبة من كل الاتجاهات ،أشاحت نظرها بعيدًا كي لا ترى عيناه وهي تتحدث فتصاب بأسهم الخوف ، استندت على " شمس " محتجة بالإغماء طالبة منها : -ممكن توصليني لفوق ، تعبانة مش قادرة أقف !
هنا تدخلت جيهان بلوم ووقفت أمام عاصي وأخذت توبخه وتبَكتهُ بحدة : -أنت هتسيب أمك تتحبس عشان دي ! يا خسارة تربيتها فيك !