الفصل التاسع

Start from the beginning
                                    

ثم توقفت خطواتها عن الدوران و أكملت :
-واحدة ضامنينها ، وضامنين شغلها لازم نكسبها ! ثانيًا عمامك رصاصهم طايش ، ومش أنا اللي هقولك هما مستنين موتك أزاي عشان يورثوا الإمبراطورية دي كلها ، لازم تفكر في وريث شرعي للعيلة .. مش ابن زنا زي تميم أخوك !

واصلت ألتفافها حوله حتى وقفت أمامه وقالت بترنح :
-بناتك محتاجين اللي ياخد باله منهم ، وهنلاقي فين أكتر من هدير عشان نستأمنها عليهم ..

ثم رفعت نبرة صوتها فجاة كالرعد وأشارت نحو الباب :
-مش جايب لي واحدة من الشارع ،نذوة و غلطة ليلة وعايز تنسب لابنها اسم زي اسم دويدار ! انسى يا عاصي ! حفيدي مش هيبقي ابن حرام ! خططتك متدخلش دماغ طفل صغير ، مش علي عبلة المحلاوي ؟! دانا جيباها من تحت أوي يا ابن شهاب !

توارت يديه خلف ظهره بعد ما سردت كلماتها على اذانه وبنبرة أشبه بالسخرية مغلفة بالعناد :
-وأن قلت لا ؟!

-يبقي تنسى اني اتنازل عن نصيبي ! إن شاء الله تتهد على الكل .
كانت نبرتها قوية كـ الزئير ثم تحولت لفحيحٍ وأتبعت بتخابث وهي تراقص اصبعها بوجهه :
-مش قدامك غير خمس أيام ! ومجلس الإدارة الأجنبي هيشرف ، ويبقى له الكلمة الأولى والأخيرة ، وسيادتك مجرد برواز !

ثم نصبت عودها متنهدة :
-فكر واحسبها صح ! أنت بزنس مان شاطر وهتمشي ورا المصلحة ..

كادت أن تخطو لتنصرف ولكنها توقفت كمن تذكر شيء :
-ااه قبل ما أنسى ، متشلش هم البتاعة اللي فوق ، هخلصك من حوار حملها وكأنها لم تكن .

•••••••••••

-الحمد لله درجة الحرارة انخفضت .

أردفت شمس جُملتها الأخيرة وهي تشد الغطاء فوق تلك الصغيرة النائمة بعد ما تناولت جرعة لا بأس بها من الإبر والأدوية الشراب ثم أكملت :
-هتابعها طول الليل ، ولو رجعت سخنت تاني يبقي لازم تروح المستشفى .

تنهدت عالية وحياة بارتياح وكل منها يربت على جسد تلك المسكينة بحنان وشفقة ، لاحظت " حياة " بتقوس توأمها بأحد أركان الغرفة فتسللتت نحوها وجلست أرضًا بجوارها وربتت على ظهرها :
-متقلقيش هي هتبقى كويسة !

جففت الصغيرة دموعها بكفوفها الناعمة وقالت شاهقة بحرقة :
-خايفة تسيبني وتمشي هي كمان ! أنا مش هعرف أعيش لوحدي ، كلهم سايبنا لوحدنا ، بس هي دايما معايا .. هي هتبقى كويسة مش كدا وهترجع تلعب معايا تاني ؟

تأزمت حالة قلبها من فرط ما روته تلك الصغيرة ، ضمتها إلى صدرها وقبلت رأسها وقائلة بحنان :
-متعيطيش ، هي هتبقى زي الفل ، وهتلعبوا سوا كمان ، خليكي قوية .

اقتربت منها عالية وهي تتفحص تلك الشخصية الجديدة التي انتسبت لأخيها وقالت بتردد :
-تقدري ترجعي أوضتك أنا هبات معاهم .

غوى بـ عصيانه قلبي ❤️‍🔥Where stories live. Discover now