ولأنني امرأة مسرفة في مشاعرها ، أحببتك بقلبي كاملاً دون أن أدّخر منه شيئًا لأيام الحنين والغياب والاحتياج ، بتُ ملازمًا لقلبي كـ نبضه ، أحببتك في زمنٍ كذّبوا الحُب فيه، في وطنٍ يُعارض كُل شُعور، بين أُناسٍ يجهلون العاطفة، أَحببتك على أرضٍ جافّة، تحت...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
الفصل السـابع
" رسائـل لن تصل لـ صاحبها " (7)
أرى أن العاشق يتحول لكاتبٍ عندما يفترق عن روحٍ أحبهـا كثيرًا ، دائما يتعمد الكاتب أن يرش ذاكرته بمخدر الحروف لتخمد وتهدأ وينطفىء وهجها ، ولكن نادرًا ما تنصف الأقدار مُرادنا ! نحن نشتعل بدخان الحروف و الكلمات وتترسب دمائنا محملة بأوجاع فى صورة حبر يفترش الصُحف ، هكذا العاشق ، يتونس بظل الكتابة في حضرة الغياب ، ظنًا بأنها ستشغل رأسه عن التفكير قليـلا ولكن لا يعلم أنه لا يكتب إلا عمن ينتظر مجيئه حتى ولو كان زيارة خفيفة بحلم جميل ! الكتابة لا تشفى صاحبها ولكنها تصنع الآمال في العودة ! هي عكاز القلب العليل من سقم الرحيل !
#نهال_مصطفى ✨
•••••••••••
دموعها المترقرقة تدب الحياة بأوراق القش المنثور تحتها ، عندما ترش عليها ماء أحزانها وضعفها ، ضمت ساقيها إلى صدرها وأخذت تتجول المكان المظلم حولها بـ خوفٍ شديد ، أطبقت جفونها لتعتصر صبار الرعب من بينهم و أجهشت روحها بالبكاء وهي تشكو ظلام الليل حالها : -أنا أيه اللي عملته استاهل عليه الذل دا ،أنا أكتر حد في حاله !
فجأة تتكدر الحياة على بكرة أبيها ، وتفتح بوجهك أبواب لم يخطر ببالك أنها موجودة ، حينها يتوقف القلب والعقل والجسد كليًا عن استيعاب صاعق مفاجئاتها المباغتة التي تجهل عاقبتها أ خير أم كارثة !
تأكدت شمس من خلاء المكان حولها ، تسللت على أطراف أصابعها ناحية المطبخ بخفة وحذر شديد ، فتحت باب الثلاجة ثم أخذت قارورة الماء وعادت مرة آخرى تكتشف المكان حولها متعمدة ألا تحدث صخب يفسد مخططها ، ركضت سريعًا صوب باب الحديقة الخلفي متوارية خلف أحد الأعمدة الصلبة تتفقد ساحة المكان حولها بعيونها اللامعة بوميض الهلع ، فأي طريق عليها أن تسلكه لتصل لتلك الأسيرة ؟!
ما كادت أن تخطو خطوتها فتوقفت إثر نبرة صوت يسري المُفرعة : -قلت لك بلاش !
قفلت جفونها كي تهدأ من روعها قليلاً ثم دارت إليه مُعارضة : -هو أيه اللي بلاش !
دنى يسري منها وهو يقفل زر سترته وقال : -يعني تطلعي تنامي وملكيش دخل باللي بيحصل هنا !