الفصل السادس

Start from the beginning
                                    

أحس عاصي بأنه سقط في ساحة حرب نسائية لا مفر منها ، كاد أن يوقف تشاحنهم ولكن سبقته هدير قائلة :
-ليكِ حق تضايقي بس ..

وبنظرة أحد من السيف قاطعتها " حياة " بسخرية وعدم اهتمام وقالت :
-مش مجبرة تبرري ، خديه يا حبيبتي ، كدا كدا مايلزمنيش .

رصاصتها تعرف في أي رأس تود أن تنغمس ، وخرجت جملتها مستهدفة أكاذيب رجل خلى باتفاقه معها ، و واطمئنان قلب حية تتلوى حول مقصدها ، بمجرد أن قالت جملتها وأحس بكشف خطته ، جذبها من ذراعها إليه بقوة جعلتها تتأوه ، وجهر بوجه هدير آمرًا :
-هدير امشي دلوقتِ !

شردت هدير في جملة حياة الأخيرة متعجبة من أمر فتاة تعلن تخليها عن رجل مثله ! رغم انتسابها وحملها لاسمه ! فاقت من دوامتها الشديدة على تكرار جملة عاصي ولكن بنرة أحد ، أومات بتيه ثم خرجت من غرفته وهى ترج الأمر برأسها ربما تصل لحلٍ .

سحب عاصي حياة من ذراعها بقوة نحو الباب وهى تتلوى وجعًا واعتراضًا على تمسكه بها بهذه القسوة ، وما أن قفل الباب خلف هدير بقوة حرر رسغها أخيرًا وهو يدفعها للوراء :
-انت اكيد اتجننتي ! أنت ناسية انك المفروض مراتي !

اجابته بسخرية بحتة :
-أنت تكذب الكذبة ومطلوب مني أصدقها ! أنت مجنون !

جنت حبوب غضبه حتى أصبح يتطاير كـ حبات الفشار واقترب بخطوة إليها لاصقًا ظهرها بالحائط ، وبكلا كفيه لزقت معصميها بالحائط وما أن تعثر بأهدابها الكثيفة التى وخزت شيء ما بقلبه لا يدركه ، ولا يعلم مصدره ، تقهقرت نبرة جنونه وتحولت لنصحٍ :
-مش لازم كل شوية أفكرك أنك قدام عاصي دويدار ! يعني الكلام معايا بحساب .

التقطت صورة فوتوغرافية لملامحه الحادة التي ينبت من بين ثناياه الشوك ، وقالت بأنفاس متعالية بلوم :
-أنت ازاي تغير اتفاقنا !

طاب له القُرب فلـم يجره الغضب بعيدًا عنها ، وانكمشت حواجبه وهو يسألها:
- أي اتفاق !

حاولت التملص من قبضته القوية ولكنها فشلت ، فتنهدت بفشلٍ وطالعته بشموخٍ :
-كمان ! أنت ازاي تقول إني مراتك !

ارتخت ملامحه تدريجيًا و رد عليها بهدوء :
-ماهو دا الاتفاق !

عارضته بعنـٰف
-لا ، دا مش اتفاقنا ؟ الاتفاق كان أننا مخطوبين ، مش مراتك ! أيه اللي حصل !

-اه ، دا الاتفاق القديم !
-هو في اتفاق قديم واتفاق جديد ؟!
رفع حاجبه مستمتعًا بحوارها :
-طبعا ، قبل ما تمشي كان اتفاق ، ولما رجعتي ووافقتي على كلامي كنت غيرت الاتفاق !

زفرت بضيق :
-دا اسمه لعب عيال ! طيب ليه ما قولتش !

رد بسماجة :
-وليه مسألتِش !

غاصت فـ عتمة عناده و حيله وقالت بنفاذ صبر :
-وأنا المفروض أنجم عشان أعرف سيادتك غيرت الاتفاق ولا لا .. وبعدين أي حامل دي ؟! أنت ازاي تقول عليا كدا !

غوى بـ عصيانه قلبي ❤️‍🔥Where stories live. Discover now