الفصل الاول

Start from the beginning
                                    

ووقفت دموعها حائرة على عتبة التساءل ، فمن كان منا المُخطىء يا تُرى ! إمراة منحت فرصة لرجلٍ ، أم رجل أحمق لم يستغلها ؟! من ذا الذي أغواك بالهجر عني ؟!بربك أخبرني ، رُبما أعلم أن المقابل مغري فألتمس لك ألف عُذرٍ!

بعلت صبار واقعها ورددت :
-أخشى أن أقضى نصف عمري أحبك ، والنصف الأخر أحاول فيه أن أنساك !

بمُجرد ما ختمت حيرتها أجابها البحر عندما التج بموجة شديدة الارتفاع تقاذفت تحت أقدامها ، كأنه أراد أن يوقظها من غفلتها أو غار عليها من التفكير بـ رجل غيره ! ما لبثت أن تأوهت معاتبة على قسوة البحر أيضًا ، فأردفت بحماس :
-قاسم !

فاقت من دوامة الحُلم على رصاصة الواقع عندما وجدت " فريد "يجلس بجوارها ويسألها بغيرة واضحة :
-قاسم مين ؟!

عبثت بأناملها في شعرها كعلامة واضحة عـ الارتباك وقالت:
-أبدًا بطل روايتي الجديدة بس !

وقف وأصدر إيماءة تصديق وأخذ يحوم كدبور حولها وسألها
-رسيل .. أنتِ مقتنعة بجو الروايات والكلام الهابط ده ؟!

تذوقت نبرة السخرية والاستخفاف بسؤاله وأردفت بفلسفة لم يدركها صغر عقله المُقيد بمربط الواقع العقيم :
-من يلوم البحر فـ عشق الصدف !

رأت معالم الجهل بوجهه ، فأسرعت موضحة له بنبرة شفقة على سطحيته :
-الكتابة والحروف غرقانين جوانا زي ما الصدف غرقان في البحر كدا ، بتجري في دمي .

ثم وثبت قائمة لتقف أمامه وترفع رأسها قليلًا لتتطلع بعيونه واتبعت بقوة :
-آكيد مش بتكرهه جزء جواك ، ومش بتحبه ، بس الحقيقة انك متقدرش تعيش من غيره .

بعفويتها مارست التمرد والقوة أمامه وختمت حديثها بجُملتها الأخيرة وهي تطالع البحر :
-لأننا ملناش غير بعض !

تعمد أن يقترب منها أكثر وقال بنبرة استبرأ منها الحب :
-وأنا ماليش غيرگ يا رسيل !

تلقت أول صفعة تعمدت تجاهل حقيقتها لفترة طويلة ثم تابعها بصفعة أقوى وهو يخبرها :
-أنا طلبت إيدك من عمي قنديل ، وهو وافق .

ثم قدم لها لؤلؤة نادرة احتفظ بها لأجلها وقال
-دي شبكتك .

أيقظ بداخلها وطنًا تبغضه ، وتبغض طريقها إليه ، وكل الطرق التي تأتي بظل رجل لبوابة حياتها ، لم تنجح ملامح وجهها في إخفاء سخطها ورفضها القاطع لمعشر الرجال بل تفصد الغضب من عيونها وهى تسأله :
-أنت ازاي تفاتح بابا في حاجة زي دي من غير ما تأخد رأيي أنا الأول !

أجابها بعنجهية مفرطة وهو يدافع عن كبريائه كرجل شرقي:
-و أنتِ هتلاقي فين أحسن مني يا رسيل ؟!

ضربت كف على الأخر تعجبًا من حماقته الزائدة وقالت :
-فريد ، أفهمني أحنا مش متشابهين في أي حاجة ، أنا وأنت مننفعش لبعض !

غوى بـ عصيانه قلبي ❤️‍🔥Where stories live. Discover now