وعلى مسافة قريبة من كوخ جبر يتبجّح هيدشا بقوّته وجنوده ورجاله، ويتمايل وكأنه ذاهب لذبح عنز لغدائه، والمدينة كلّها مرعوبة مما يبدو أنه سيحدث، هيدشا لا بد وأنه قاتل جبر، النساء بدأت تصيح وتنوح على أسطح البيوت، بعض الرجال دخلوا بمواجهة مباشرة مع الجنود ولكن كثرتهم وإحكامهم لمنع أحد ما بالتدخل شلّت حركة الجميع..

وصل هيدشا إلى الشاطئ وواصل طريقه ليقتحم كوخ جبر..

بدأ الضباب الأسود ينقشع والغيوم السوداء تبتعد قليلا أمام عين الشمس لتنير بقعة تمتد من باب كوخ جبر حتى هيدشا، وكأن الأمر مرتب لذلك، مما زاد من تعجّب الجميع من هذا المنظر ، ولكن ما أذهلهم ذلك الشيء الذي خرج من الكوخ، رجلٌ ضخم مغطى بدرع فولاذيّ أسود لامع، يحمل صولجانا ضخما أيضا، بدا لامعا جدا ومخيفا تحت ضوء الشمس..

تقدم بهدوء نحو هيدشا الذي تراجع خطوتين إلى الوراء، مع أن جبر لم يقترب منه بعد مسافة يشعر فيها بالتهديد، ولكنه كان مخيفا جدا، هذا ما قاله باتريك هامسا لصديقه روبرت، وكلاهما كانت عيناه مثبتتان على الحدث..

همست آريس برأس جبر فجأة :

" تبدو وسيما بدرع سكّان أرض الجحيم وصولجان توما"

ضحك باقتضاب وقال :

" سألهو قليلا.. كوني فخورة بي بعدها !"

"إني كذلك دائما"

تجمد هيدشا بعدما كان يتبختر منذ وقت قليل، وبدأ جبر بالاستهزاء به وتدوير الصولجان بيده اليمنى..
ثم رماه للأعلى، كان الارتفاع الذي وصله الصولجان شاهقا، وعندما سقط أمسكه جبر ورسم دائرة عميقة  في الأرض استثار عندها الغبار في المكان كله، واستغل تشويش الرؤية التي افتعلها وركض نحو هيدشا بسرعة خاطفة ..

شعر هيدشا بالخوف يتسلل لنفسه وبخاصة بعدما استثار الغبار والأتربه، ولكنه تذكّر عدد الجنود الذين يحيطون به فاستعاد رباطة جأشه ونظر حوله جيدا، ليظهر ظلٌ يتجه نحوه لينقضّ عليه، ولكنه تمكّن من تجنّبها وتوجيه ضرب لظل جبر، ولكن دونما جدوى فدرعه المتين مصمم لقتال أقوى وأعنف من هذا..

وفجأة تنقلب الساعة الرملية لتصدر صريرا عاليا من جراء الأتربة التي تجمعت في مفاصلها، جعل هذا الصوت هيدشا أكثر رعبا فأخذ يركض بعيدا عن الشاطئ حتى الدرج للأعلى، نظر إليه جنوده ليشعر في نفسه بالإهانة، مما اضطره للعودة لساحة القتال التي جائها بقدميه..

وعندها رفع جبر صولجانه وحفر في الأرض دائرة أخرى ليملأ المكان بالغبار من جديد، ثم تقاتلا حتى أُنهك هيدشا، بينما كان جبر يخيفه حتى يهرب، لم يشأ أن يقتله، ولكنه لم يهرب بل شعر بأن جبر لم يستطع قتله فأخذ يضربه مرارا وتكرارا بسيفه دون جدوى، وعندها توقف جبر عن القتال وأمسكه من ثيابه ورفعه، ومضى به أعلى المدينة قليلا حتى اتضحا للجميع ، كان شكل هيدشا مهينا جدا أمام جيشه وهذا ما اضطره للصراخ بهم حتى يتحركوا ليقاتلوا جبر..

آريس الحورية الهاربةHikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin