هدنة السنين السبع ٥

Start from the beginning
                                    

" أنا مارلين سيّدة مارجريت، أحسست بحركة في المشغل ودخلت لأرى ما الذي يجري؟"

أطلقت مارجريت تنهيدة ارتياح وأزاحت سلاحها وضحكت، ثم قالت لها :

" لقد أرعبتني مارلين"

" أنا آسفة سيّدتي، ولكن ماذا تفعلين هنا؟! "

" أخبّئ القماش عن جنود هوجا، لا أحد يعلم ماذا سيفعلون بنا، ولكننا لسنا أصدقائهم بالطبع "

" هذا صحيح، سأساعدك إذا وسننتهي بسرعة"

" أرجو أن لا يتوقف المطر حتى ننتهي"

كان روبرت في هذه الأثناء يحضّر ثلاثة كؤوس من الشاي الدافئ لجوسيا وفيليب ولنفسه، كان المطعم فارغا لتأخر الوقت وشدة المطر وخوف البحّارة من بطش الجنود، حتى فتح الباب ودخل باتريك أخ ماري الصغير، أزاح فيليب عينه عنه واستدار متجهما نحو جوسيا، ليهمس له جوسيا :

"إنه مجرّد فتى صغير.. ما بك!؟ "

ثم اتجه باتريك نحو روبرت، وألقى عليه التحية وأخذ يساعده، نظر إليه روبرت فوجد تعابير وجهت مليئة بالحزن على غير العادة، فسأله :

" ما بك باتريك، تبدو يائسا؟!"

" نعم جئت هنا لأتحدث إليك"

" حضّرت لك كأسا إضافيا من الشاي، انتظرني حتى أقدّم هذين الكأسين للعم فيليب والعم جوسيا، ثم سنجلس وحدنا على تلك الطاولة"

وأشار إليها بيده، فحمل باتريك كأسيهما إليها، ثم جلسا سويا، كان باتريك يلتزم الصمت وروبرت ينتظر، ولكن الصمت لم يطل حتى انهمرت بعض الدموع من عيني باتريك، حاول مسحها بكم قميصه، فاستثار فضول روبرت الذي سأله بدوره :

" ما بك يا صديقي؟، هل أنت خائف مما يحصل، لا تخف نحن بجانب بعضنا البعض ولن.."

"لا لا، الأمر ليس كذلك، إنه أكبر مما تظن، لا أعرف هل من الجيّد أن أخبرك به أم ماذا!، ولكن صدري بات يضيق به"

"تكلّم باتريك، نحن أصدقاء"

" أختي ماري، تتعاون مع هوجا ضدّنا !"

وبينما كان باتريك منهمكا بالحديث مع صديقه روبرت، كانت روز قد استقبلت ماري بجناح خاص، وأعطتها وقتا لترتب أغراضها، أخذت ماري تضع ملابسها في مكانها وتجمع الأوراق جانبا حتى ترتبها، وتضعها في مكان آمن، وما إن بدأت ترتب الأوراق حتى لاحظت ضياع الأوراق التي سرقتها من السيّد مارتن والتي امتلكت بواسطتها الكثير من الأراضي والمحال التجارية دون علمه وبختمه الخاص، فجن جنونها، وظنت أن باتريك هو الذي فعل ذلك وعرف عنها أكثر مما يجب عليه معرفته، فشعرت بالاختناق وأن عليها أن تجد حلا لهذه الفوضى التي حصلت فجأة في حياتها، وفي نفس الوقت كانت تنظر للمطر وتتمنى أن يستمرّ حتى تعتذر عن الذهاب مع جنود هيدشا نحو المدينة..

آريس الحورية الهاربةWhere stories live. Discover now