96.девяносто шесть.

70 18 7
                                    


4

.حتى لا ننسى وكدا

شددت يدي على ڤيونا أكثر غير آبه بما تتفوه به من هراء لكنها آبت الإستسلام بل أعادت القول: «نواه، اشتقت إليكَ كثيرًا، اين اختفيت لقد سألت عمتي عليكَ كثيرًا وأخبرتني أنك مسافر»
قلبت عيناي في غضب هامسًا في أذن ڤيونا ان تنتظرني هُنا ريثما أبعد سالي عن هدوئنا.

بينما أنا قفزت من جانبها مرتعبًا أن أتركها لأفكارها فتتركني، اتجهت نحو سالي الذي تركتها صاحباتها وابتعدن حتى يتسن لها فرصة الحديث معي على انفراد لذا سحبتها بعيداً عن ڤيونا حتى لا تسمعرالسُم الذي ستطلقه سالي بعد دقائق ثم وقفت أمامها اهمس من بين أسناني غاضبًا: «بحق الرب ماذا تريدين ؟»

قابلت غضبي بصوت بطيئ: «إنقاذكَ من تلك المشعوذة ذات الشعر الأبيض» بينما يدها تمتد حتى تمسك طرف معطفي في محاولة حتى تهندمه لي لكني ابعدت يدها غاضبًا.

«افعلي خيرًا وانقذيني منكِ يا سالي»
رفعت حاحبها لي بينما تنظر إلى ڤيونا عندما سبقتها أنا في فهل ذلك، تتكور حول ذاتها حيث تضم ركبتيها نحو صدرها وتحيط ذراعيها حولهما وذقنها تتكئ على ركبتها، تنظر إلى الأفق شاردة.

«ما بالها تجلس هناك كما الدجاجة التي توشك على الموت»
ذممت شفتاي اصر على أسناني بقوة حتى شعرت بها تؤلمني عندما نطقت: «وما شأنكِ ؟، هي لا تفعل شيء لكِ حتى تعطيها مثل هذا الكره»

«هي تأخذك مني، لذا هي تستحق هذا الكره وربما أكثر»
كشرت وجهها وتحدثت بغضب، دقيقة أخرى وأشعر أني سأتصرف بشكل غير حضاري بالمرة.

«لقد ابتعدت عنكِ قبل مجيئها بعام كامل، هي ليست السبب في أي شيء بيننا، أنضجِ قليلاً»
صوتي أرتفع غضبًا وغيظًا من الموقف بأكمله.. نظري ينتقل بين ڤيونا ونظرات سريعة نحو سالي التي تخصرت ترفع حاجبها بقوة أكثر من قبل.

سالي فتاة جميلة...أعترف بذلك هي ليست كالمتنمرات في الأفلام الاجنبية بل ملامحها تبدو أصغر من سنها شعرها بني اللون غير مجعد، عيناها بنية وربما تكون حلم أي شاب حتى..... أي شاب غيري.

صمتت دقيقة تأملت بها ڤيونا التي لم تتحرك من موضعها بل أصبحت تهتز إلى الأمام وإلى الخلف...  توتري نحوها يزداد.

ثم قالت مبررة: «لازالت مخطئة، لولا وجودها لكانت فرصتي معكَ لازالت سانحة»

«اظهري بعض اللُطف هي للتو فقدت والدتها، بربكِ ألا تشعرين ؟»
انفعلت لترفع هي حاجبيها في دهشة وتكور شفتيها في دائرة تنطق :«أوه» بصوت خافت.

تركز بصري على ڤيونا التي رفعت يديها تزيح شعرها إلى الخلف ثم تحيط يد حول ركبيتها من جديد والأخرى اصبحت تعبث في شعرها بفوضوية.

«إذاً ؟» نطقت سالي بصوت عالِ جعلني أدير رأسي نحوها عاقدًا حاجباي لما تخطط له هذه المرة، أردفت: «لقد أصبحت فتاتكَ يتيمة الآن ؟!»
علا صوتها أكثر هذه المرة جاعلاً مني أوسع عيناي في تفاجؤ مما فعلته بينما اقبض كف يدي بقوة أحاول التحكم  في رد فعلي.

التفت إلى ڤيونا التي ترفع وجهها نحو السماء... تجاهلت وجود سالي وخطوت نحوها

«ڤي»

«قبل ان تبدأ اي حديث، لم أحزن أكثر من حديثها... هي محقة... يكفيني ما أنا به ليست كلمات هي ما ستجعلني حزينة يا نوح، لا داعي أن تبرر او تعتذر عن حديث أنت لا يد لكَ به وأعلم إنك ترفضه تمام الرفض»
قاطعتني مبررة بينما تغمض عيناها وتعيد فرد قدميها موجهة جسدها نحوي بحركة سريعة بينما تردف: «هلا أمسكت يدي ؟، شدد عليها كثيرًا يا نوح، اجعلني أصدق ما يحدث لأني...»
قاطعت حديثها المتلعثم بالتشبث بيدها ورسم دوائر وهمية عليها.

«تعلمين لا داعي للتبرير كما تعلمين»
ابتسمت نحوها ففعلت المثل، مع عيناها المغرورقة بالدموع

غُربة وَطن. Where stories live. Discover now