89.восемьдесят девять.

79 23 69
                                    


«نوح»
استيقظ فجراً على صياح ڤيونا وطرق بطريقة هستيرية على باب غرفتي.... لم تمر الست ساعات منذ تركتها تتحدث مع والدتها بعدما ألقيت التحية واستأذنت الرجيل لتركهم والنوم!

خرجت ركضًا نحو الباب وفتحته لأجدها تقف مستندة على حافة الباب يستريح عليه لذا عندها فتحته وقعت يدها بجانبها بقوة وظلت تتأرجح جاذبة نظري نحوها... نظري الذي عندما رفعته لرؤيتي دمعة تسقط على الأرض أمامها وجدت عيناها تفيض بالدموع.

جسدها منحني يكاد ينكسر وتقبض يدها بقوة لتستطيع التماسك... ثم بياض عيناها الذي تحول للأحمر لكثرة ما بكت... جميع ذلك جعلني اهمس في فزع وعيون متسعة: «ماذا حدث ؟»

شهقت كمن لا يستطيع النجاة من غرق لازلت اجدق في وجهها منتظراً منها أن تشرح أي شيء لكنها فقط تزداد بكاءًا وأنا ازداد قلقاً وفزعًا لها.

إلى أن ظهر ماكس من خلفها... وللمرة الأولى وأتمنى ان تكون الأخيرة فلقد نظرت له مترجيًا إجابة واحدة تستطيع طمأنة قلبي... نظري ينتقل إلى ڤيونا التي تنظر لي وبين ماكس الذي عندما نطق حرفه الأول والذي كان : «هي بـ..» انفجرت باكية على بكائها اضعافًا.

أسرع ماكس نحونا يريد احتضانها لكنها اتنفضت صارخة به أن يبتعد وتبتعد هي بدورها لتتشبث بي... واللعنة ما الذي حدث!

«يونا هي بخير... اقسم لقد أعطيتها دوائها وهي بخير.»
تحدث ماكس يحاول الاقتراب منها مجددًا لكنها فقط تبتعد مقتربًة مني حتى جعلتنا نخطو داخل غرفتي لعنفوان تشبثها بجسدي محتضنة إياه.

«أبتعد ماكس»
العقدة بين حاجباي تزداد لشعوري بالضيق والقلق والخوف مجتمعين... وما زادهم وجعلمي أرفع صوتي قائلاً: «فقط حتى تهدأ يا رجل، ألا ترى هي تمر بإنهيار!»
هو ماكس الذي نظر لي شرزًا عندما رفعت يدي اليمنى أضعها على ظهر ڤيونا حتى تهدأ بينما اليمنى لازلت اقبض بها الباب محاولاً التماسك.

ازداد الغضب على وجهه لكنه وكما يظهر فقد نجح في كظمه والعودة إلى غرفة ڤيونا!!

«ڤي ؟، هل فعل بكِ هذا اللعين شيء ؟»
لم أستطع كبح سؤالي الذي صارع للخروج.... كان هناك عشرات الاسئلة في عقلي وجاء هذا التساؤل الأحد عشر ولم أستطع منعه من الخروج.

هزت رأسها رافضة مما جعلني اتنفس الصعداء ثم اقترحت:«هل مذهب إلى الداخل ؟، ربما أعد لكي شيئًا حتى تهدأي ونستطيع التحدث.»

انكمشت أكثر نحوي جسدي ليخفق قلبي فيريد إضعافي اضعافًا.

«ربما أيضاً نجلس بدون فعل أي شيء... ولا حتى التحدث فقط سنجلس بهدوء»
عدلت اقتراحي لتهز رأسها موافقة.... لازالت شهقاتها تزداد حين بعد حين... لا تستطيع أخذ أنفاسها بالشكل الصحيح وجسدها بدأ في الارتجاف بخفة، وجهها لا تريد رفعه حتى أراه بوضوح.... رغم كوني حاولت رفع ذقنها والنظر به لكنها أبعدت وجهها عني واتخذت خطوات بطيئة ومتعثرة لداخل غرفتي، أغلقت الباب جزئياً وذهبت خلفها تحسباً إذا أوشكت على السقوط، جلست بصمت تنحني لتضع كفيها على وجهها وتكمل بكائها في صمت.

لم أجد ما يمكنني فعله سوى الجلوس بجانبها وتوجيه جسدي نحوها في انتظار ان تهدأ.. عندما لم تفعل اقتربت منها جالسًا أمامها مستندًا على ركبتي أحاول النظر إلى وجهها الذي تخفيه... لمست يدها بخفة لترفع وجهها نحوي وتهمس بصوت خافت مختفي: «أمي مصابة بالسرطان»

عقدت حاجباي شعور لا أستطيع ادراكه ضربني فجأة جاعلاً مني في حالة صدمة تفوق صدمتها.

«كيف عرفتي ؟»
سألت لكنها فقط أخذت تهز رأسها بقوة رفضاً للإجابة... تنتحب بصوت عالي بينما تزداد ضربات قلبي وعقلي يكاد ينفجر محاولاً إيجاد طريقة لتهدأتها وتهدأة ما أشعر به.

والدة ڤيونا ليست شخص عابر في حياتي.... هي بداية كل شيء...وانا اعنيها بشكل حرفي بداية كل شيء.




---------------


جماعة.... الفصل ال 89 يا جماعة.... أنا بودع أحلى بناتي حد حاسس بيا ؟
الموضوع مش عاجبني حاسة بفراغ من دلوقتي وأنا لسة بفكر في آخر أحداث وازاي هقفلها.... انا مش عاوزة اقفلها بجد.... ومحدش يقولي طوليها عشان مضربوش









غُربة وَطن. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن