86 восемьдесят шесть.

83 25 16
                                    


«ماذا يقول ؟ ولماذا يمسك يدكِ بهذه القوة ؟ ألا تعلمين إنني أغار وأنتِ حبيبتي ؟»
ظهر الضيق على وجه ماكس بينما يتحدث إلى ڤيونا باللغة الروسية حاسبًا أني لا أفهم ما يقول.

«خل يمكنكِ الذهاب معي إلى مكانٍ ما في الصباح الباكر ؟»
تحدثت بالعربية لتظهر ملامح الغضب عليه، أشعر إني حقير وذلك نوعًا ما غريب لأني لطالما كُنت الفتى المهذب اللبق في تعامله مع الجميع.... على اي حال لقد اومئت لي ڤيونا وهي تسحب يدها وتنسحب من الطاولة متحججة برؤية والدتها التي اشتاقت لها كثيراً... نوعًا ما ذلك جعلني سعيداً فهي ستبتعد عن ماكس.

«ما الذي تريده منها ؟»
سأل بحنق بعدما تابعها بنظره إلى أن خرجت من المطعم وفعلت المثل... لكنته الانجليزية التي يحادثني بها غريبة.

«مثل الذي تريده أنت بالضبط»
أثرت غضبه أكثر لتشتعل عيناه غضباً ويقول: «إنني حبيبها، أنت ماذا ؟»

«هي لم تثبت كونك حبيبها، كما لم تثبت أني العكس»
كان التحاذق هو لغتي معه... وكم أحببت ذلك حيث جعله يكاد يلكمني لكنه انتبه لنفسه فيغادر المطعم بينما أكملت أنا طعامي في شرود ثم طلبت بعض القهوة لي ووجبتين غداء لڤيونا ووالدتها ثم غادرت إلى غرفتها.

«شكرًا نوح.»
ابتسامة ممتنة كانت خاتمة لقاء اليوم بيننا ذلك بعد سؤالي: «أين سيمكث ماكس ؟»
«في غرفة في هذا الفندق لكنها في الطابق الأعلى»
اومئت بهدوء أشعر براحة تنتشر بين أضلعي وأنا اومئ لها

في الصباح أول ما فعلته -حتى قبل أن أغسل وجهي- كان الطرق على غرفتها المجاورة لي بحجة الاطمئنان على والدتها الاي وللمناسبة السعيدة هي من فتحت لي الباب، ذلك بالطب لم يمنعني من إخبارها بإيقاظ ڤيونا وتذكيرها بذهابنا إلى مكانٍ ما.

تعجبت من الأمر في البداية حيث.... حسناً الوقت لم يكن صباحًا بالمعنى الحرفي بل كان فجراً... ربما قبل الفجر بقليل... الرابعة فجراً بالتحديد، على كل حال لقد أخبرتها بما أنوي فعله لتطمئن وتسمح لي بأخذ ڤيونا.

كانت فقط نصف ساعة حتى أصبحت جاهزاً وفي انتظار ڤيونا... حتى إني أعددت بعض العصائر الطازجة، ليمون وبرتقال وبعض قطع الفراولة... حقيقي أني أستطيع إعداد بعض الأصناف من الطعام تجعلني فخوراً بذاتي

طرق خفيف على باب غرفتي لأعلم أنها هُنا وأخيراً، كان سؤالها الأول عند خروجنا من الفندق هو: «إلى أين سنذهب ؟، هل تنوي اختطافي ؟»

عيناها مغلقة ووجهها نصف نائم لذا ولأن الحذر واجب فلقد أمسكت يدها حتى لا تصطدم في أي شيء أمامها.

«سنمارس القليل من الرياضة ثم نتناول الإفطار ونتحدث قليلاً ونعود إلى المنزل »
سحبت يدها لتقف في صدمة واضحة فاغرة فاها تتوعدني بنظراتها.

مع أي أحد آخر كانت تلك الملامح الغاضبة ستجعلني على الأقل أشعر بالتوتر، أما ڤيونا فقد جعلتني أبتسم للطفها وأعود لآخذ يدها واستكمل السير بينما ابرر: «لن يكون الأمر متعبًا كما تتوقعين، كما إني أريد الابتعاد عن ماكس الذي يلتصق بكِ منذ الأمس، أليس ذلك حقي ؟»

اومئت بصمت مما جعلني ابتسم بهدوء؛ ابتسامة أوسع من الأولى لو كان ذلك ممكنًا.

كانت الخطة الرئيسية هي صعود التل تلذي سيستغرق من نصف ساعة إلى ساعة... ونظرًا لحال ڤيونا الآن يمكن ان يأخذ ساعة ونص.

.
.
.

«ڤيونا هيا»
صحت بغضب حيث وصلت إلى نصفه تقريباً بينما هي تقف مصدومة في الأسفل، لا زالت تفكر هل تسلق المرتفعات رياضة ام أني امازحها.

عدت ادراجي إلى الأسفل امسك يدها واسحبها خلفي لنصعد في ساعة تقريبا... ذلك جيد لأول مرة لها.

«والآن تمتعي بالشروق الأفضل على الإطلاق»
تحدثت فخوراً بما فعلته حيث وجهها عكس الكثير من السعادة.. عيناها تلمع تماماً كأول مرة شاهدت الشروق من الشاطئ.





فصل بلا هدف بس كنت هموت عشان أكتب المشهد دا... بالمناسبة كنت مخططة دا يكون المشهد الختامي للرواية وكدا بس اهو دا اللي صار 💚💚🍒

غُربة وَطن. Where stories live. Discover now