91.девяносто один.

74 21 25
                                    


10

.

أبتسامة جانبية مرتسمة على وجهي، حاجبان مرفوعان ويداي تمسك السور العريض بينما استند عليه بكامل يداي وجسدي.

ماكس لازال يجلس كما هو... لم يرف له جفن ولم يتحرك انش واحد من مكانه بل ظل يتأمل النجوم حتى اختفت وحل محل ستار الليل الأسود سماء زرقاء غامقة.

بدأ الشروق! وللتو ألاحظ إني مكثت ثلاث ساعات أقف على قدمي تأخذني الأفكار وتعيدني بلا أي نتيجة مرجوة، لم أستطع كبح عقلي من التساؤلات التي يطرحها بلا إجابة معقولة أو حتى منطقية.

نعم... والدتها تركتها معي لكنها أخبرتني بضرورة سفرها لإتمام الإجراءات التي لم يتسنى لها اكمالها خوفًا على ڤيونا من اعمامها وأعمالهم... كان ذلك عذر جيد لترك ڤيونا مع غريب مثلي... نعم وقتها كُنتُ غريب رغم العام الذي مر وتعرفت على والدة ڤيونا به بشكل جيد وڤيونا أيضًا.

أشعر ان جميع ما مررنا به في العام الماضي مجرد كذب او قصة اختلقتها والدة ڤيونا لتفعل ما فعلته... ورغم ذلك هي ليست مخطئة لقد أرادت الحفاظ على ابنتها وعدم جعلها حزينة على والدتها لكنها فعلت ذلك بالطريقة الخاطئة بشكل مريع، مع ذلك أنا شاكر لها عندما جعلتني أقترب لذلك الحد من ڤيونا... وللمرة المائة اليوم أشعر بالأنانية.

«هي تعافت منه صحيح ؟»
سؤال جاء عقلي منذ ثانية واحدة ونطقه لساني في الثانية التي تليها... والثانية الثالثة انقبض بها قلبي عندما أجاب ماكس: «هي لم تفعل»
«إذاً لماذا عادت ؟»
اندفعت سائلاً ليجيب مستهجنًا: «لتودع ابنتها! »

«لتحرق قلب ابنتها فترة أطول قبل رحيلها وبعده»
غضبت وعلا صوتي ورد فعله لم يختلف كثيرًا عني حيث صاح فاقدًا أعصابه:

«أرادت رؤيتها لمراتٍ أخيرة قبل رحيلها»
لم أجبه... سببي الأول كان عدم خلق مشاجرة من العدم وبلا سبب واضح حيث أعصابي التالفة ويأسي وعدم نومي هما من يتحكمان بي.. والثاني كان لأني أعلم أن والدة ڤيونا ليست بالمخطئة.

لو كان الخيار بيدها لما أرادت الإصابة بتلك اللعنة المسماة بالسرطان لذا هي لا تستحق غضبي عليها بهذا الشكل... في الوجه الآخر من المرآة هُناك تقف ڤيونا... أراه من مكاني هذا تبكي رحيل والدتها وتتذكر هذه الأيام القليلة الني ستقضيها مع والدتها.

«ولماذا رحلت ؟!»

«ألم أخبرك ؟، لأنها خافت على ڤيونا... لم تُرد ان تقاسي مرارة مقاومة هذا المرض مع والدتها... يكفيها ما هي به وما -حسب قول والدتها- جعَلَتها تشعر به، لم تضع على كاهلها ثقل آخر، وثقت بك للدرجة التي جعلتها تستأمنك على حياة أبنتها... بربك يا رجل لقد كانت تخبرني عنك أكثر مما تحدثني عن ڤيونا»
ثرثر ماكس مجيبًا ما سألته عنه وما لم اسأله، ثرثرة جعلتني أطلق قهقهة خالية من الفكاهة والتقط نفس عميق مستديرًا وقائلًا: «سأعود إلى ڤيونا، ستكون استيقظت بحلول الآن.»
اومئ وتركته يفعل ما يشاء وخطوت متجهاً نحو السلالم ليوقفني صوته: «أعتقد أن خالتي وضعت ثقتها في محل يستحق هذه الثقة»

ابتسمت جانبيًا ورفعت صوتي حتى يصل له قائلاً: «أعتقد ذلك أنا أيضًا.»

لم آخذ الكثير من الوقت في الهبوط حيث كنت اقفز السلالم قفزًا، لو رأتني ڤيونا الآن لكانت تموت ذعرًا لطريقتي المتهورة.

دلفت إلى غرفتي كالسارق حتى لا اوقظها إن كانت نائمة وذلك احتمال ضعيف بالمناسبة لذا نعم لم أجدها نائمة... ولم أجدها في دررة المياه أيضًا!

«ڤيونا.»
دعوت بصوت معتدل أملاً أن تجيب لكنها لم تفعل بل ظللت أسمع الصمت بدلاً عن ذلك، كررت اسمها بنبرات صوت أعلى لكن نفس الاستجابة ألا وهي عدم الاستجابة من الأساس.

غُربة وَطن. Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon