تحت الغِطاء الاسود - Under...

Minar_bg

6.2M 358K 120K

(⚠️الكتاب الأول من السلسلة المتألفة من كتابين فقط⚠️) ☆اخذت المركز الأول في فئة: - الفانتازيا✔ - الاكشن✔ - الخ... Еще

فاتحة
الفصل الاول CHAPTER 1
الفصل الثاني CHAPTER 2
الفصل الثالث CHAPTER 3
تكمِلت الفصل الثالث CHAPTER 3
الفصل الرابع CHAPTER 4
الفصل الخامس CHAPTER 5
الفصل السادس CHAPTER 6
الفصل السابع CHAPTER 7
الفصل الثامن CHAPTER 8
الفصل التاسع CHAPTER 9
الفصل العاشر CHAPTER 10
الفصل الحادي عشر CHAPTER 11
الفصل الثاني عشر CHAPTER 12
الفصل الثالث عشر CHAPTER 13
الفصل الرابع عشر CHAPTER 14
الفصل الخامس عشر CHAPTER 15
الفصل السادس عشر CHAPTER 16
الفصل السابع عشر CHAPTER 17
الفصل الثامن عشر CHAPTER 18
الفصل التاسع عشر CHAPTER 19
الفصل العشرون CHAPTER 20
الفصل الواحد و العشرون CHAPTER 21
الفصل الثاني و العشرون CHAPTER 22
الفصل الثالث و العشرون CHAPTER 23
الفصل الرابع و العشرون CHAPTER 24
الفصل الخامس و العشرون CHAPTER 25
الفصل السادس و العشرون CHAPTER 26
الفصل السابع و العشرون CHAPTER 27
الفصل الثامن عشر CHAPTER 28
الفصل التاسع و العشرون CHAPTER 29
الفصل الثلاثون CHAPTER 30
الفصل الواحد و الثلاثون CHAPTER 31
الفصل الثاني و الثلاثون CHAPTER 32
الفصل الثالث و الثلاثين CHAPTER 33
الفصل الرابع و الثلاثون CHAPTER 34
الفصل الخامس و الثلاثون CHAPTER 35
الفصل السادس و الثلاثون CHAPTER 36
الفصل السابع و الثلاثون CHAPTER 37
الفصل الثامن و الثلاثون CHAPTER 38
الفصل تاسع و الثلاثون CHAPTER 39
الفصل الاربعين CHAPTER 40
الفصل الواحد و الاربعين CHAPTER 41
الفصل الثاني و الاربعين CHAPTER 42
الفصل الثالث و الاربعون CHAPTER 43
الفصل الاربع و الاربعون CHAPTER 44
الفصل السادس و الاربعون CHAPTER 46
الفصل السابع و الاربعون CHAPTER 47
الفصل الثامن و الاربعون CHAPTER 48
الفصل التاسع و الاربعون CHAPTER 49
الفصل الخمسون CHAPTER 50
الفصل الواحد و الخمسون CHAPTER 51
الفصل الثاني و الخمسون CHAPTER 52
الفصل الثالث و الخمسون CHAPTER 53
الفصل الرابع و الخمسون CHAPTER 54
الفصل الخامس و الخمسون CHAPTER 55
الفصل السادس و الخمسون CHAPTER 56
الفصل السابع و الخمسون CHAPTER 57
الفصل الثامن و الخمسون CHAPTER 58
الفصل التاسع و الخمسون CHAPTER 59
الفصل الستون CHAPTER 60
الفصل الواحد و الستون CHAPTER 61
الفصل الأثنان و الستون CHAPTER 62
الفصل الثلاث و الستون CHAPTER 63
النهاية - THE END
(مهم) رواية جديدة!!! (مهم)

الفصل الخمسة و الاربعون CHAPTER 45

60.5K 4.4K 2.7K
Minar_bg

وصلنا الى ابواب القاعة و هناك توجد حِراسة مُشددة قد لم أرى مثلها في داخل القصر من قبل. عندما تقدمنا للأبواب العملاقة الذهبية، فُتِحَت بِبطء من اجل أن ندخل. خرج من داخل القاعة رجل قد رأيته من قبل، بِشعره البني القصير و وجهه الذي دوماً ما يبدو عليه التوتر، انه جيرو ذلك الرجل الذي دخل على غُرَف ريس و أخبرهُ عن الهجوم الذي حدث بالمدينة منذ اسابيع.انه يحمل بوق صغير بيده يكون نفسه الذي استخدمه هو بِحفل ميلاد ريس لكي يجذب أنتباه الجميع. أومئ جيرو لريس بِرأسه يبتسم لهُ ولكن يَتعرق.


" أهلاً بِعودتكَ جلالة الملك. " قال جيرو مازال مُنحَني.


" شكراً جيرو.....انه من الرائع العودة لهذه القاعة بعد سنين. " أجابه ريس يُشير بيده لكي يقف من الأنحِناء.


بعد أن فُتِحَت الأبواب على مصراعيها رأيتُ ما بالداخل و شعرتُ أن الهواء في صدري قد غادر بسبب شَهقتي العميقة.
إنَ القاعة من أجمل ما يكون.......الأرض مُمَدَدة بالبِساط الأحمر و الذهبي الطويل الذي يصل من أول القاعة و لأخرها. واسِعة بِسقف عاليٍ جداً، مُزينة بالأبيض و الورود اعتقد من اجل الترحيب بعودة ريس للعرش.

ورود جميلة زرقاء تُشِع بضوئها الناصِع على الأرض، و هناك.......في المقدمة، سلالم من كلتا الجهتين تصل للكرسي الذي لا يجلس عليه إلا الملك. عرش أحمر مَنحوت من الذهب الخام و فوقه توجد علامة العائلة الملكية كما توجد في أغلبية الغرف في القصر و حتى المملكة بِكل مكان.

قبل أن نبدأ الدخول، رفع جيرو البوق ليضعه على فمه ثم نفخ فيه يجذب أنتباه كل شخص موجود من حراس، خدم و عمال حتى الوزراء و المُساعدين في القاعة إلينا. شعرتُ بِالقليل من التوتر لوقوفي وراء ريس و أدلار امامه.
حدق الجميع بِنا و نحنُ بدأنا بالتقدم ندخل القاعة سوياً. فور وضع ريس قدمه بالداخل، اصطف الجميع على كِلا الطرفين يحنوا رؤوسهم للملك الذي يَخطوا خطوات ثقيلة تصدر اصواتاً فوق البِساط الأحمر يتجه نحوا العرش. لسببٍ ما شعرتُ بِتوتر و نفس الوقت بِفخر لكوني امشي معه أو ورائه و ليس اقف مع الجميع انتظر منه الى أن يجلس على العرش لكي يقف الكل بأستقامة.

وصلنا للعرش بعد أن تسلقنا السلالم الطويلة و انا أحسستُ بالتعب من الأن لِصعودي تلكَ السلالم الكثيرة. نَقرني أدلار بأصبعه على ذراعي يُشير لي باللحاق به. ذهبتُ مع أدلار الى مَدخل مُظلم بَعيداً عن ريس لِنَظهر من خلف كرسي العرش الذي يجلس عليه ريس. يمكنني الأن رؤية كل شيء في القاعة من جدرانها العظيمة البيضاء الى النوافذ العملاقة تَسمح لأشعة الشمس بالدخول و إنارة القاعة بأكملها.

يوجد الكثير من الجنيات في هذه اللحظة و أغلبيتهم من يقفوا أسفل السلالم يرتدون قُبعات عليها ريش يتحدثون بين بعضهم. صعد رجل يرتدي مثل الجميع لكن الوان مختلفة و على رأسه قبعة و عليها ريشة واحِدة بيضاء و سوداء، يحمل بيد قلم على شكل ريشة بيضاء و باليد الأخرى شيء كالورقة ليكتب عليها.


التَفَتُ قليلاً الى أدلار الذي يقف الأن بِجانبي قريباً من ريس ثم همستُ له بِتسائُل.
" من ذلك الرجل المُتجه الى ريس؟ "


حرك أدلار عينيه ينظر الى الرجل الذي اسأله عنه ثم أجابني
" انه من يأخذ موافقة و طلب الملك بعد سماع مطالب الشعب. سوف ترين ما سيحدث عند بدأهم بالعمل. "


أومأتُ له بالتفهم و أعدتُ تركيزي على الجميع في القاعة و بنفس الوقت أختلس نظرات على ريس الذي يجلس بكل هدوء و صبر على عرشه و بالطبع تاجه الثمين على رأسه الذي أرتداه قبل خروجنا من غرفه. انه يبدو أكثر قوة و صرامة و وسامة بالتاج.

بِجانبه يقف الأن الرجل صاحِب الريشة و معه رجُلان غيره يرتدون ملابس واحِد منهم رداء بني طويل يصل للأرض و على خصره حِزام فُضي من الألماس و الأخر بِنطال عسلي عريض و مِعطف بنفس اللون مُطرَز بالأسود و على خصره سيف.


" جلالتك قبل أن نبدأ اريد الترحيب بِك. " قال الرجل صاحِب الريشة ينحني لريس.


ريس رفع يده و قال له يبتسم.
" شكراً كيون، لم أكن اعلم كم هو الشعور جميل بالجلوس على العرش من جديد. "


أنحنى الرجل الذي يدعى كيون ثم قال له بِصوته الهادئ، انه نحيل البنية بِشعر أبيض طويل يصل للأكتاف و يملك شعر ذقن مع شوارب كثيفة.


" هل ندعهم يدخلون جلالتك؟ " سأله كيون.


أومئ ريس بِرأسه من دون أن يفتح فمه وبذلك رفع كيون ذراعه في الهواء و أشار للحراس بِفتح الأبواب و أدخال الذين ينتظرون في الخارج. أبقيتُ نفسي وافِقة أراقِب ما يحدث بِكل فُضول، هذه أول مرة لي أدخل قاعة ملك و اقف بِجانب ملك، انه لشعور و لحظة غريبة.
دخل فجأة رجل يُرافقه حارسنا من على جانبه الأيمن و الأيسر يَمشون على البساط الى أن وصلوا لأمام السلالم. وقف الرجل السَمين بِبشرة خضراء يرتدي ملابس مُزارع ثم أنحنى و وضع رُكبة على الأرض أحتراماً للملك امامه...... يحني رأسه قبل أن يرفعه بِما اننا فوق في الأعلى.

" جلالة الملك هذا أول شخص اليوم، انه مُزارع يريـ "


لم يُكمل كيون كلامه ليُقاطعه ريس بِرفع كف يده امامه و يقول بِصوت مُرتفع كافي لكي يسمعه الجميع و يصبح صدى في أرجاء القاعة الساكِنة.
" عَرِف عن نفسك! "


رفع رأسه الرجل السمين قليلاً ينظر إلينا لكنه ابعد نظره بِسرعة يُعيده للأرض.

" انا......سموك انا ادعى غابيل، مُزارع منذ قرون في أراضي هذه المملكة العظيمة صاحِب الجلالة و القوة. أرضي تُزرع و أحصُدها بأستمرار كل فَصل جديد في كل سنة. لكن منذُ أن توفت زوجتي و أولادي تركوني بَعد زواجهم، لم اعد املك القوة كما كنت لأزرع تلكَ الأراضي و انا بأمَس الحاجة لبعض المُساعدة و العُمال لكي تعود الأراضي كما كانت و أفضل. "
قال الرجل السمين اصلع الرأس يبدو لي بأواخر الثمانينيات.


عَم الصمت في المكان لا يوجد اية صوت غير الرياح التي تتراقص مع أوراق الشجر البيضاء الثلجية. ريس لم يتفوه بأي كلمة يَرد عليه أو يُعطي امراً. حركـتُ رأسي أطمَئِن انه مازال موجوداً لكني رايته ينظر للرجل بِعيون ناعِسة لا يوجد فيها ما يُمكنني قرأته و بالأخص انني اقف بِجانب الكرسي و خلفه قليلاً كل ما أراه هو جانبه الأيمن من وجهِه المِثالي.


" هل انجَبتَ أولادك لكي يُشاهدوك من منازلهم تعمل لوحدك؟ " فجأة سأل ريس بِنفس النبرة التي استخدمها مع أعضاء الملجس و الذي على ما يبدو انها نبرته المَلكية.


رفع المُزارع رأسه يحدق بِملكه بِصدمة ثم هزة رأسه بِقوة يتلعثم بِكلماته.
" بالط.......بالطبع لا جلالتك. لكنهم متزوجون و يملكون عائلتهم الخاصة الأن و ايضاً لديهم أعاملهم المختلفة لهذا لم أقدر على أجبارهم بالعمل معي في حَرث و زراعة الأرض. "


" جلالتك، أقترح أن تشتري اللأرض من هذا الرجل لأنه من المستحيل إيجاد عُمال له بِتلكَ السهولة. " أقترح كيون على ريس يَهمِس له كي لا يسمعه المُزارع.


اخذ ريس يُفكر بالذي أخبره به ثم فتح فمه و سأل
" هل تُفكر ببيعها غابيل؟ " 


" لا جلالتك، انا أحِب أرضي و اريدها أن تكون لأبنائي عند موتي و لأحفاد أحفادي ايضاً. "


هَمهَم ريس قليلاً يُدير كلام المُزارع برأسه ثم قال
" حسناً، سوف نُرسل إليكَ بعضاً من العُمال لكي يساعدوك، لكن...........يجب أن تعثر على غيرهم بأسرع وقت و كيون هو من سوف يُعطيك الوقت الذي سوف يبقوا العُمال معك الى أن تَجِد غيرهم. "


رفع المُزارع رأسه ينظر لريس من جديد لكن هذه المرة بعيون تملئها الدموع مِما جعل من قلبي ينكسر على شكله و بدأ هو بِشُكر ريس من كل قلبه ينحني له كل حين و أخر.
بعده دَخل رجل غيره نَحيل بِشوارب طويلة و مُكورة من على الأطراف، أرجوانية بنفس لون شعره القصير، يرتدي ملابس أنيقة و الحارس الذي بِجانبه يحمل صندوقاً كبيراً بيده.


أنحنى هذا الرجل بشكل مُختلف ثم امسك يديه امامه ينظر لريس من دون خوف كما كان ظاهر على وجه الرجل العجوز الأول.
" جلالة الملك و عظمتك، انا ادعى لوزا، املك مَصنع نبيذ قد فتحته منذ ايام. لكن قبل البدأ بِبيع النبيذ الفاخِر الجديد أردتُ اخذ رأيك أولاً بِه لكي لا اقع بالمشاكل لاحقاً. "


أشار ريس بيده لكي يُكمل كلامه أو الذي يريد أن يفعله بذلك الصندوق الذي وضعه الأن الحارس على الأرض. أقترب الرجل الذي يسمى بِلوزا من الصندوق و فتحه ليظهر ما بداخله من زجاجات نبيذ بدا لي غريباً جداً بلونها الأرجواني الداكِن.


" انه أفخر ما صنعته و لا يمكنني بيعه إلا إذا اخذتُ أذنك طبعاً و ها انا هُنا امام عظمتك لن اخذ خطوة الى أن تُعطيني ما تأمره به. " 
أخبره لوزا يُشير للحارس لكي يأخذ الزُجاجة من يده و يعطيها لريس.


اخذ ريس الزجاجة الشفافة يَتمعن بِها ثم أعطاها للرجل الذي يرتدي رِداء بني.

" تذوقه و اخبرني رأيك. " امره ريس يُعطيه الزُجاجة.


اخذها الرجل مِنه ثم امسك بِكأس قد أعطاه إياه أدلار لم انتبه انه مُمسِكاً به ثم فتح الزجاجة و سكب القليل منه ليأخذ رشفة يتذوق الطعم و يُهَمهِم كأنه يُفكر إن ما يعجبه أو لا.


" انهُ غير مَسموم جلالتك. " أخبره الرجل بعد دقيقة من تلكَ الرشفة.


" انه فقط لكي يتأكد انه غير مسموم. فعادتاً يأتيه أشخاص تعرض عليه إما الطعام أو الشَراب و هو لكي لا يتهور أو يؤذي نفسه، يدع أحداً مِن مُساعديه بِفعل ذلك عنه. " أخبرني أدلار يَهمس قريباً مِن أذني لأنه انتبه لنظراتي عليهم.


تذوق ريس النبيذ بكأسِه الخاص ثُم أومئ بِخفة يُعيد الكأس للرجل و ينظر الى صاحِب الشعر الأرجواني الذي ينتظر بِفارغ الصبر.


" انه لذيذ جداً و بما انه اعجبني، مسموح لك ببيعه، لكن بشرط..........ما تربح فيه تُرسل خمسة عشر بالمئة منه للقصر الملكي. " قال له ريس لا يَهتز صوته، ثابِت كالصَخرة.


" انه لشرفٌ لي جلالتك. " قال الرجل ينحني لريس و يغلق الصندوق.


رأيتُ كيون يكتب كل كلمة و أمر يخرج من فم ريس على تلكَ الورقة السَميكة بيده و بسرعة قسوى كأنه يتوقع ما سوف يقوله ريس. هكذا مَر وقتاً طويلاً جداً من شخص يدخل للقاعة لديه مطالبه المختلفة الى شخص يَخرج إما سعيد بأمر الملك أو حزين و خائب الـأمل بسبب عدم موافقته على مطالبه. لم يوافق ريس على كل شيء لأنه يعرف جيداً متى يوافق و إن ما كانت مطالب الجميع مُناسبة للمملكة و لشعبها.

لم افهم طريقته كثيراً لكنني اعلم أن لديه حِكمة و خُطط تجول رأسه عن الجميع. بدا لي مَلِكاً بِمعنى الكلمة لا يخاف و كلمته لا تُعاد مرة أخرى. أحسستُ بِأرهاقه من عندي و طيلة الوقت ظل يطلب المياه و يمسح جبينه بِكف يده من العرق المُستمر.
انا في الجهة الأخرى مَن تُعيد و تُجلِب له منديلاً لكي يمسح عرقه بدلاً من استخدام يده أو اكمام ملابسه. أدلار لم يجعل الوضع أفضل، بل ظل يُقَهقِه عَليّ لِذهابي و إيابي في كل مرة لكي أحضر إما كأس المياه أو منديلاً جديداً.


" عندما تكون مُستعد سوف ندخل أخِر شخص جلالتك. " أخبره كيون يُريه الورقة التي بيده ينتظر جواباً من ريس.


"حسناً، أدخله و دعنا ننتهي من الأمر. " قال ريس يتنهد و يجلس بأستقامة.


تَرَدَد كيون قبل أن يُشير بيده لكي يُدخِلوا الشخص الأخير و على وجهه علامات كالخوف قد جعلني مُتسائلة لماذا تغيرت ملامح وجهه من المُملة و المُرهقة من الوقوف لساعات الى الخائِفة و المترددة.
دخل رجل أزرق البشرة بِشفاه صَفراء يملك جسد عادي ليس نحيلاً أو سميناً بِشعر أسود طويل يصل لمنتصف الظهر، ناعم حريري جميلة. يرتدي بِنطال يَصل لأسفل الركبة و حذاء من القماش يبدو مصنوعاً يدوياً، لكنه لا يرتدي اية شيء يُغطي الجزء العلوي من جسده.

حركتُ أنظاري لأرى ريس يتحرك بِكرسيه، عينيه لا تدع الرجل و لو لثانية واحِدة. هل مِن خطب ما؟ ام أنَ هذا الرجل مُسبِباً لِتوتر كبير في الأجواء.

انه من أصحاب البشرة الزرقاء الخَبيثة. انهم أسليريين لكنهم معروفون بِخباثتهم و مُكرَهُم حتى انهم لا يملكون أحتراماً لأحد غير انفسهم و يُحبون أن يوقعوا البشر بالمشاكل و كادو يوماً أن يفعلوا ذلك بي عندما كنتُ بِحفلة لوثر في منزله و كدتُ أن أكُل فراولة ذهبية خاصة بالجنيات فقط مُغطاة بالشوكولاه قد أرسلوها مع نادل ظننتُ انها غير قاتلة للبشر و بالطبع كانت أخت لوثر من انقذتني بأخر لحظة.
أنحنى الرجل واضِعاً ركبة واحدة على الأرض و كوع يده اليمنى على ركبته.


" عرف عن نفسك و مطالبك. " قال له ريس بِصوت مختلف عن الباقي، أكثر صرامة.


" انا ادعى سايا جلالة الملك، لقد أتيتُ إليكَ اليوم بطلب مهم جداً و أرجوا أن تفكر به كثيراً قبل الأجابة. " أجابه الرجل بصوت فيه بَحة و خافِت كأنه حية تتكلم جعل من قشعريرة تكسو كامِل جسدي.


" ما هو طلبك؟ " سأله ريس.


رفع سايا رأسه ينظر بِريس مُضَيّق العينين ثم فتح فمه و قال
" انا و بعضاً من عَشيرتي أكتشفنا مَنجماً للياقوت في منطقة في جبال مملكتنا على الأطراف. انه صغير لكنه مَليئ بالياقوت الأخضر. المُشكلة أن الحَرس الملكي أكتشفوا ذلك و منعونا من اخذ ما بداخله، هل لكَ أن تعيدهم الى مكانهم ليدعونا نكمل عملنا بِسلام جلالتك. "


طريقة تكلمه مع ريس قد تكون عادية جداً، لكن مافي نبرته كان كالتهديد بعض الشيء، انه لا يسأل كما يجب، بل يُهَدِد بِطريقة غير مباشرة و انا شعرت بِأدلار يتحرك بِمكانه بِتفاجئ من كلامه و ريس في كرسيه يبدو عليه عَدم الراحة بوجود ذلك الرجل ابداً.


" انتَ تعرف جيداً أن كل منجم مُلك للعائلة الملكية لأنها في أسليرا و ليست خارجها. لكن لِسياسة والدي المتوفي منذ قرون، لدى من يكتشف اية منجم أن يأخذ حقه منه و الباقي للمملكة. " قال له ريس بِمرة واحِدة من دون أن يتوقف ليأخذ نفساً حتى.


ظهرت أبتسامة جانبية على شفتي سايا كأنه على وشك قول شيء خطير.
" صحيح جلالتك، لكن انتَ تعلم جيداً انه يوجد قانون من صنع والدك الملك السابق أيكسا انه من يجده أولاً يمتلكه. "


" ما الذي تعينه بذلك؟ " سأله كيون قبل أن يقول ريس شيئاً. لأنني أرى انه يبدو غاضِباً من تعقيدة حواجبه و بلع ريقه.


" بِكُل بساطة، انني من وجدت ذلك المنجم و انا من سوف أتحكم بِما يدخله و يخرج منه. بِكل تأكيد لكم حق بأخذ الكنز، لكن انا من سوف أقرر الكمية. "


نعم.....انه و بكل تأكيد يأمُر بطريقة توجيه كلامه لريس و النظر إليه حتى. في عيونه الخضراء المُكر يَسيل كالأنهار، نظراته مرعبة ايضاً لا اعلم كيف ريس مازال يتحمله أو هكذا اعتقدت.
فور تَحريك عيوني الى ريس، رأيتُ يديه على شكل قَبضات فوق مَسانِد الكرسي من الجهتين، انه يَعض على شفتيه بشكل غير مُلاحظ لولا قُرابتي منه، يمكنني تخيله يفكر بيديه حول رقبة الرجل الأزرق و يَخنُقه لأنني انا في الحقيقة من أتخيل نفسي افعل ذلك.


" هل أخرِجُه من هنا و نَرفُض طلبه جلالتك؟ "
سأله كيون يُحاول تهدِئة الأجواء و لكن على ما يبدو انه قد فشل لأن ريس لم يُنصِت له و لم يُعيره اية أهتمام. 


ظهرت بسمة صغيرة مُزيفة على شفتيه و وجه الكلام للرجل في الأسفل.
" لديكَ كامل الحق بأخذ المنجم، لكني لا أبخل عليكِ بِشيء، إنما اقول انني أتَبِع قوانين المملكة و هي أن البلاط الملكي من سوفَ يكون المَسؤول عن المنجم أما بالنسبة للياقوت الذي بداخله فالنسبة الأكبر تذهب إليك و لعشيرتك أما الباقي للقصر. "


هزة سايا رأسه كأنه لا يوافق و لم يُحِب الأقتراح مع انه ليس أقتراحاً بَل امراً من الملك و على ما أظن أن كل حرف قد غادر فمه ليس له أهمية لدى ذلك الرجل المُخيف و المزعج بِحق.


" أتمنى لو يمكن فعل ذلك، لكني رجل فقير و عشيرتي كبيرة، اريد كل قطعة تُغادر جدران المنجم و لا يمكن مُشاركة شيء واحِد معكم. " قال سايا لا يُحرك جفناً، يرفض الأستسلام على ما يخبره الملك و يتناقش معه كأن ريس هو من أتى إليه يَطلب منه و ليس العَكس.


شعرتُ فجأة بِحرارة قوية تطفوا من حولنا كأن نيران بدأت بالأشتعال و انا حركتُ رأسي أنظر الى أدلار لأراه يُحدق بِريس بعيون مُتبحلقة كأنه رأى وحشاً و انا بعد أن دار الأمر بِرأسي أستدرتُ بِسرعة الى ريس انظر له يَعض على اسنانه، يتنفس بِسرعة يجعل من صدره يتحرك للخارج و الداخل محاولاً التحكم بتنفسه و يبدو انه بلا جدوى.
أنتبهت على ما جعل من عيون أدلار تتبحلق كأنها سوف تَخرُج من مكانها و هي ظِلال ريس تتحرك للأعلى أسفل قَميصه حتى تصل لرقبته قليلاً و نفس التحرك يحدث على يده، الظلال تظهر من أسفل اكمامه و على يديه تَسبح.

انا من دون اية سابق أنذار أو المزيد من التحديق، تحركت بِسرعة لجانبه تماماً مُمسِكة بيده اليمنى بأحكام اضغط عليها بعض الشيء أخبره انني هُنا و أدع من قدرتي توقف الظلال من الظهور أكثر لأنه هنا في القاعة امام الجميع و لا يجب على اية مخلوق أو كائن حي رؤية ما يخفيه عن العالم.
رأيتُ ريس ينتَفِض من امساكي ليده فجأة، لكنني أحسستُ بِأرتخاء جسده و توقفه عن التحرك بِغضب. لكي يخبرني انه بخير، اعاد لي الضَغطة على يدي بِخفة يتركني امسك بيده الدافِئة لأعيد ظلاله الى مكانها أسفل ملابسه. الرجل الذي يدعى بِ كيون رمقني نظرة فيها تَسائل لا يفهم ما الذي يحدث، يُحرك عينيه على يدي التي فوق يد ريس ثم يُعيد نظراته لي بِحواجب معقدة.

لم أكثَرِث له و حدقت لأمامي بالأخص على الرجل الذي يُثير من أعصاب الجميع في القاعة و ليس ريس فحسب. على وجه سايا بسمة اريد لكمها من على وجهه المُزعج، لكني أبقيتُ غضبي لنفسي و ركزت على ريس.


" جلالتك، انتَ تعلم اننا بأمس الحاجة للنقود و الطعام لأن الحَرب على الأبواب و لا يمكننا أن نضمن البقاء بِسلامة إلا إذا-- "


" انا لن أدع بهذه الحرب التي تتكلم عنها بالحدوث! سوف أوقفها قبل أن تبدأ! لهذا لا تقلق، سلامتك و نقودك حتى طعامك سوف يكونوا بخير عندما تراني امسك بِرأس غادان. "
قال ريس بكل ثقة و بصوت مرتفع يوصل كل حرف لكل شخص موجود معنا. 


قد يكون الجميع سعيدون بكلامه و فخورين لكن ذلك الرجل سايا، لن يدعه و شأنه و لن يدع اية كلمة تَمُر بِسلاسة.


" كيفَ لكَ أن تضمن فوزنا جلالتك و هذه أول حرب تخوضها من دون والدك العزيز؟ "
سأل سايا لا يتوقف عن الأبتسامة بِمُكر و حقارة يجعل من دمائي تَغلي بِعروقي.


ضغط ريس بقوة على يدي من دون أن يعلم لأشعر بعظامي تُلامس بعضها، انه مؤلم، لكنني تجاهُلت ذلك و تركته يفرغ غضبه بهذه الطريقة أفضل من أخرى.


" كيف تَجرُئ! " قال له ريس و انا قفزت من قوة صوته.


توسعت عيني سايا لأدراكِه بِخطأه ثم أنحنى أكثر على الأرض بأعتذار قائِلاً
" انا اعتذر جلالتك! انا أستحق العِقاب سوف افعل ما تأمر به لكن أرجوك دع المنجم لي و لعشيرتي. "


أقترب كيون من ريس يَهمس بأذنه لكن كفاية لأسمع حديثهم.
" سموك، مناجم الياقوت مُهمة لأبقاء المملكة بأفضل أحوالها و بالطبع لدينا الأولية بكل ما يَخرج من أرض أسليرا، لهذا لا تُنصِت إليه و خذ المنجم لكن اعطيه ما يحتاجه. "


هزة ريس برأسه يغلق عينيه و انا تمنيت لو اخذه خارجاً ابقيه بعيداً عن هذا الحِمل الثقيل و مسؤوليته التي كالجبال لا تهتز و لن تتركه.

" انتَ تعرف انني لن أقبل بالذي تطلبه، لكن..........لديك شهر واحِد لأخذ ما تستطيع منه من الياقوت في المنجم و الى ذلك الحين سوف أرسل الحراس لأخذه. "


و بذلك وقف ريس من عرشه مازال مُمسكاً بيدي ثم التَفت و غادرنا المكان نأخذ طريقاً اخراً من خلف العرش لم أراه من قبل الى أن وصلنا لرُدهة صغيرة ظلمة و الى باب أحمر يؤدي الى خارج القاعة.


بعد أن وصلنا الى الطابق الملكي قال أدلار قلقاً يَمشي خلفنا.
" هل انتَ بخير ريس؟ "


لم يجبه فوراً لكنه بعد فترة من المشي فتح فمه و أجابه
" نعم انا بخير، ذلك الرجل كان يتقصد أغضابي. لكني بخير. "

قال أخِر جُملة ينظر إليّ بِطرف عينه يُكمل مشيه نحو أبواب غُرَفِه.


" ما الذي كنتَ سَتتوقع من عشيرة بيلافي؟ انهم حقيرين بمعنى الكلمة، نتركهم يعيشون بيننا و يصبحون منا ليفاجئونا بِعدم أحترامهم لنا.........ناكرين الجميل. " تمتم أدلار بِغضب.


وصلنا لِغُرَف ريس ليقفوا كِلا الحارسين بِمكانهم و أدلار يودعنا ليُكمل عمله اليومي. باللحظة التي خطونا داخل الغرف جُنَ جنون ريس، اخذ يمشي بسرعة الى منتصف الغرفة يُمسك بِرأسه و يتنفس بسرعة كأنه رَكض لأميال ثم بدأ بِالتحدث مع نفسه يَلعَن تحتَ انفاسه و يتحرك بمكانه في كل مكان.
قد كان يَمنع من اخراج غضبه امام أحد و يُمسك نفسه الى أن نصل لمكان مُغلق لا أحد معه، على ما اعتقد انه نَسي انني مازلت موجودة انظر إليه من دون اصدار صوت انتظره الى أن يَهدئ.

انه غاضب فقط، الأمر لا يتعلق بالظلال التي على جسمه لكنني اعرف انه إن بَقي على هذه الحالة، فَسوف يتحول الوضع للأسوأ كالكابوس الحي و لا اعلم إن ما بأمكاني إقافه أو فعل اية شيء له.


" من كان يظن نفسه؟!! ألِهَ؟! ملك! أمير، وزير، صاحِب سُلطة؟! " صَرخ هو يمسك بِصينية عليها كؤوس يرميها على الـأرض لِتتكسر و تتناثر بالأرجاء.


اخذتُ خطوة له لكني توقفت بسرعة أعيد التفكير، أنَ الرجال ليسوا كالنساء........انهم لا يحتاجون من يخبرهم أن يهدئوا أو يتوقفوا بَل يحتاجون الوقت حتى يُفرغوا عن غضبهم بنفسهم الى أن يهدئوا وحدهم لأن هذا ما كنتُ افعله مع اخي عندما كان يَغضب كالطائِش لا يرى أحداً حتى لو كان بِغرفة مَليئة بالبشر، إلا انه عند نفاذ الأعصاب يتحول لِمخلوق مُفترس.


" سوف يندم على كل كلمة بَسَقها في وجهي، عندما اقتل غادان و أنهي الحرب قبل بدأها!! "
صَرخ من جديد مُمسكاً بِأحدى الكراسي الخاصة بِمكتبه ليرميها بأقوة ما لديه في الهواء. 


لحظي التعيس انا من كنتُ اقف في طريق الكرسي. رأيتُ كل شيء يَحدث بالحركة البطيئة......هو يمسك بالكرسي و يرميه بأتجاهي، انا أحدق به يَطير نحوي و قبل أن يُلامس وجهي توقف كل شيء......

لم اعد اسمع اية صوت و لا اية حركة تَحدث. اعتقد انه أغمى عَليّ أو شيء من هذا القبيل، لكني عندما فتحتُ عيوني رأيتُ الكرسي مُعلق في الهواء امامي تماماً.

لم أكن اعرف انني حَبستُ انفاسي الى هذه اللحظة. شَهِقت كمية كبيرة من الهواء مَصعوقة أملئ صدري به، حركتُ عيناي على الشخص الذي يقف خلف الكرسي رافِع يده امامه لأنه هو من اوقف الكرسي قبل أن يضربني، في عيونه المُتبخلقة النَدم واضِح.
حرك ريس يده ليبتعد الكرسي من امامي و يسقط على الأرض يصدر صوتاً عالياً. لم اعرف ماذا افعل أو ماذا اقول فقط أحدق بِريس كألتي تَراه يَمتلك رؤوساً على جسد واحِد، نبض قوي بدأ بالنمو بِدماغي يُماثل نبض قلبي.


" تالـ.......تاليا يا الهي انا اسف. " قال ريس يَتجه نحوي مُسرِعاً و قبل أن أنطُق بِحرف عانقني بقوة يغطي جسدي الصغير بجسده، يَلُف ذراعيه حول خصري و رأسه على المَنطقة بين كتفي و رقبتي.


شعرتُ بِدمائي تتوقف عن التحرك في عروقي، لم أعد اعرف كيف أتنفس أو كيف اتحكم بِأعضاء جسدي كأنني نسيتُ كيف يستخدم الأنسان يديه، ساقيه، فمه حتى عينيه. انه دافئ جداً يَزيد مِن حرارة جسمي حتى جُمجمتي التي بداخلها عقلي مُشوش لا يعرف بِماذا يفكر أولاً.......اللحظة التي رأيتُ الكرسي يَطير نحوي؟ أم اللحظة التي رأيت ريس يوقفه بِقوته لأول مرة؟
أم اللحظة التي عانقني لأول مرة؟

أنَ ريس لا يتوقف عن الأعتذار و فمه يُلامس جلدي في كل حرف ينطقه. لا يتوقف عن الرجف قليلاً فوق جسدي و انا أجهل ما يجب فعله تماماً.
اعني انها ليس أول مرة أعانق رجلاً أو المس رجلاً حتى، تباً لقد قبلت رجلاً أكثر من مرة في حياتي و لم اشعر بِتوتر أو خوف مثل الأن.


أنَ هذا الرجل.............اللعنة لا اعلم!
سمعته يَنشُق و أكتافه تهتز بِخفة........هل هو......هل هو       يَبكي؟


رفعتُ ذراعيي من دون المزيد من التَخمين و لفَفتُهُم حوله أيضاً أعيد مُعانقته و أشتَم رائحته من الافِندار و هواء الليل حتى أيقيها بي و احفظها لكي لا أنساها ابداً. مرت دقائق و نحنُ نقف هكذا في وسط الغرفة من دون أن يتحرك اية منا أو يبتعد عن الأخر.
اعني اريد البقاء قليلاً بنفس الوضعية لكنه قد يكون غير مُرتاح لهذا قررت كَسر العِناق أولاً، تحركتُ ابتعد عنه حتى دِفئُه تركني، لكنه رفض و اعاد عِناقي أكثر يُتَمتِم على جلد كتفي.

" قليلاً بعد........فقط للحظة أخرى. "


و أنصت لهُ. تركته يأخذ ما يُريد من راحة لأنني اعلم انه يُهدئ نفسه و يُبعد ألَمُه بِملسه لجلدي لكي يجعل من ظلاله بالتوقف و الأختفاء.


" انا لم أكن اقصد......لم أراكِ " فجأة قال هو يأخذ أول خطوة بعيداً عني لكنه لا يُقابل عيناي.


شعري التَسَق بِوجهه بعد أن ابتعد عني و انا أبتسمتُ لأنه يُكافِح بأبعاده عن وجهه بِرقة لكي لا يَسحَب خُصلة من جذورها.
انه لطيف.....


" اعلم انكَ لم تقصد.....و توقف عن التأسف فَلديك حق. ذلك الرجل سافِل كبير لم يَحترمك كَملك. "
انا اخبرته أحاول مشاركته بِغضبه.


حدق بي و أخيراً بعينين مَليئة بالأمتنان و مُضَيّقة يُحاول قرأتي ثم أرتفعت زاوية من شفتيه لترتسم أبتسامة صغيرة جداً.
" انا لا اعتذر عن غضبي، بل عن معاملتي معكِ. لولا لحاقي بالكرسي، لكان قد حطم رأسك و شيء أخر....."


توقف هو عن التكلم و أقترب مني من جديد يُمسك بيدي بِكل حذر يُحاول أن لا يلمس جلدي، ينظر لها من الأمام و الخلف و على جوانبها يُغرقني بالحيرة.


" ما الذي تفعله؟ " انا سألته أرفع حاجِباً عليه لكنه لم يراني لأنه مشغول بالتمعن بيدي.


" لقد تذكرت انني ضَغطت عليها بِشدة عندما كنا في القاعة أحسستُ بِعظامك ترتطم بِبعضها. لم أنتبه لنفسي أو على خسارتي لِصبري بِتلك الثانية، هل هي بخير؟ هل تؤلمك؟ " اخبرني هو يُبرر لي ما يقصده و انا من دون قصد اخرجتُ صوتاً من فَمي اضحك لكن اضع يدي على فمي لكي اوقف نفسي قبل أن انفجر.



في كل مرة اقول انه لطيف الشكل و تصرفاته أتضحت انها الطف، يالهُ من طفل صغير و وقور لا يُحِب إيذاء نملة. سحبتُ يدي من يده و اعدتها الى جانبي أبتسم له بِدفئ.


" انها بخير لا تقلق. مازلت استعملها و انظر-- " رفعتُ يدي امام وجهه أحركها بِطريقة مُضحكة لكي أؤكِد له انها بِكامل قوتها.


" انها حية و أقوى من قبل لا تقلق. "
أكملت جملتي.


أومئ لي هو ثم التفت و ذهب الى سريره يجلس عليه لكي يستلقي يَفرِد ذراعيه في كل جهة مُغلقاً العينين. يبدو أن ذلك العِناق لم يجعله يفقد توازنه و عقله بل كان مجرد..........عِناق.
هززتُ رأسي أرمي تلكَ الأفكار السَخيفة من رأسي و أستبدلتها بغيرها.


هو مَلِك و انتِ خادمة
هو مَلِك و انتِ خادمة
انتِ بشرية و هو جني
انتِ بشرية و هو جني



" هذه أول مرة أراكَ تستخدم قوتك.......هل لديكَ الوقت للشرح عن الباقي؟ " انا سألته أسَلي نفسي بِموضوع أخر اذهب الى كرسي مَكتبه و اجلس عليه اضع ساق فوق الأخر.


ظهرَ القليل من أفخادي، حاولت تغطيتها لكن لا يُجدي نفعاً لهذا تَجاهلتُ الأمر و ركزت على ريس الذي مازال مستلقي يحدق الأن بالسقف.



" لدي ثلاث قوات. الأولى هي هذه التي رأيتها، و هي التحكم بالأشياء هذا يعني يُمكنني تحريك ما اريده بالهواء أو على الأرض. ثاني قوة و هي المُشكلة الكُبرى و هي النار. "
أجابني هو يجلس من جديد على سريره يُدير رأسه ليَنظُر إليّ.



" النار؟ واو هذا رائع......لكن لماذا دعوتها بالمشكلة الكُبرى؟ "


تنهد هو بِقوة ينظر للسقف مرة أخرى ثم أجاب
" لأنها الأقوة و أحياناً عند غضبي يَصعُب عَليّ التحكم بها و ابقائها بداخلي. صحيح انها تبقيني دافئاً بما أن الظلام الذي على جسدي بارد كالثلج و النار التي بداخلي هي من تبقيني من التجمد إلا انها أوقعتني بِمشاكل كثيرة سابقاً. "


رفعتُ حواجبي بِفضول ثم سألته أتحَمَس للمعرفة عن هذه القوات أكثر.
" مثل ماذا؟ "


" ذات مَرى كنتُ قد فقدتُ السيطرة على غضبي و الوحش بداخلي، لهذا النيران خرجت من يدي لتحرق أريكة بيتر المفضلة عندما كنتُ معه في المكتبة و بنفس الوقت أحرقت ملابسي امام الجميع هناك. "


تقدمتُ بِجسدي للأمام أرمش بسرعة.
" حرقت أريكة بيتر المفضلة؟ "


حرك رأسه لي ينظر إليّ كأنني مَجنونة ثم ضَحِك بصوت مرتفع على سؤالي.
" هذا ما أدهشكِ؟ أريكة بيتر المفضلة؟ "


أومأت له اشاركُه الضحك ثم أجبته
" نعم هذا مُهم، لأن بيتر حساس جداً عندما يتعلق الأمر بِأشيائه المفضلة و الخاصة به. انا مرة كنتُ في المكتبة معه و أوقعتُ كتابه الذي يُحبه كثيراً و اعتقد أن بعض الأوراق قد تمزقت من الزواية لكن لم يتأثر الكلام عليها و مع ذلك رأيته يَرتَجِف مُمسِكاً به كأن طفله الذي وقع و ليس مجرد كتاباً. "



عاد ريس يَضحك مُجدداً مِما جعل من دغدغة في قلبي تظهر، عرفت انني أحِبُ رأيته يضحك، يبدو في تلك الضِحكات يَنسى هُموم هذا العالم.

" نعم، يالهُ من رجل غريب الأطوار. المهم.......قوتي الأخيرة و هي تكون التحول. "


" التحول؟ تعني انه يمكنكَ التحول لأية شيء؟ "
انا سألته يُزيد من فضولي بِكثرة هذه الفترة.


حرك رأسه يُحدق بي كأنه لم يفهم كلامي ثم هزة هو بِ لا بعدها أجابني يشرح لي مالم أفهَمُه جيداً.
" لا يُمكنني التحول لِخزانة أو عربة أحصِنة. لكن يمكنني التحول لأية كائن حي اريده. "


" تعني كالحيوانات و البشر و الجنيات؟ " انا سألته أحاول أستوعاب كلامه.


هزة رأسه من جديد يبتسم، لاحظت انه رأى فخدي المَكشوف و بِلمح البصر ابعد عينيه ينظر الى شيء أخر امامه.
" لا استطيع التحول لأية بَشري أو جني، أما بالنسبة للحيوانات مُختلفة الأنواع، فَذلك ليس مُستحيلاً. "


أومأتُ أهَمهِم على ما اعرفه الأن. مَعروف أنَ العائلة الملكية تملك أكثر من قوة و بالأخص الملوك و الأمَراء، و ريس لديه ثلاث، التحكم بالأشياء، النار و أخيراً التحول.


" هل تناولتي الغداء بعد؟ " سأل ريس يُخرجني من فقاعة أفكاري.


هززتُ بِ لا ثم أجبته
" لم تَسنح لي الفرصة، سوف اتناوله مع تيلار لاحِقاً. "


هَمهَم هو قليلاً يُفكر بِكلامي ثم وقف على ساقيه الطويلتين يضع يديه في جيوب بنطاله الأسود.
" إذاً، ما رأيكِ بهذا الأقتراح.......اريد تناول الغداء على الشرفة اليوم، لما لا تنضمين لي و تيلار معنا؟ "


" هواء اليوم بارد جداً، اعني قد اتجمد قبل أن تَصِل المِلعَقة لفمي. " انا قلت له أمزح.


أبتسم هو أكثر يُظهِر اسنانه الؤلؤية ثم قال
" لا بأس لدي كامِل النيران لِخَلق حرارة تُدفئنا جميعاً، هذا ليسَ بِعائِق. إلا إذا لا تريدين البَقا--"


وقفتُ على ساقاي ايضاً أقاطِعُه عن الأكمال
" اريد ذلك، و سوف أخبر تيلار ايضاً فَهي لم تراك منذ مدة و اعتقد أنَ اليوم هو يوم سعدها. "



أومئ هو بالموافقة ينظر بِعيناي لثواني قبل أن يتحرك من مكانه و يَسحَب نفس الحبل الذهبي المُعلق بِجانب و فوق سريره حتى بعد دقيقة دخلت خادِمة تبدو بالثلاثينيات من عُمرها تنحني لريس.
" أحضِروا الطعام للشرفة مع كرسي أخر، فَضيفة سوف تنتضم إليّ على الغداء. "



أومأت الخادمة من دون أن تتفوه بِكلمة ثم غادرت الغرفة بِهدوء.   


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

عناق صغير لكن لطيف من يوافق؟؟

لا تنسوا الضغط على النجمة للتقييم 🌟

و اكتبوا رأيكم في خانة التعليقات عن هذا البارت
😊❤💬

سؤال اليوم هو:

ماذا تفضلون في الروايات؟؟ 🤔

و إذا انتهيت من هذه الرواية مانوع الرواية القادمة التي تريدون مني كتابتها؟ 😉😏

لا تنسوا متابعة صفحتي 💖

Продолжить чтение

Вам также понравится

Drifters in time Cold snow

Научная фантастика

96.8K 8.6K 35
في الماضي السحيق حيث البشر البدائيين يعيشون حياتهم بأريحية فلا نفاق ولا تكبر الجميع يداً واحدة للنجاة من أي خطر ! وهنالك عاش ذاك الفتى ذو العزيمة الص...
160K 3.5K 138
💎مكتملة💎 #قصة_دينية بعنوان : #تُبْتُ على يديه ⁦✍️⁩ بقلم : ايمان العماري لا شك أننا أصبحنا في زمن مليء بالفتن والمل...
3.8K 130 23
꧁تاࢪيخ البداية 19/09/2023꧂ قصة جزائرية واقعية بإمتياز
73.3K 4.8K 13
غجريةٌ ثائرةٌ .. هي، غجَرِيَّةٌ ثائِرَّةٌ تهوى الرقصَ أسفلَ قطراتِ المطرِ ! ... هو، سائِحٌ غريبٌ وقعَ في عِشقِ تمايُلِ خصرِها ! ...... للقدرِ طريقة...