أميري العاشق.

By Mrmr18970

201K 5K 2.7K

هل تؤمنون بهذا الشعور الساحر هل تؤمنون بألم الاشتياق هل تؤمنون بنار الغيرة علي حبيبكِ هل تؤمنون بمتعة ولذه... More

أجمل صدفة
هل نحب ؟؟!
ليلة خاصة
أول نبضة قلب
أول قبلة
المعبد السري
التاريخ يعيد نفسه
لن أتركك ابدا
حلمي تحقق
لن تستمر
انت عائلتي
انقذتيني يا أميرتي
هل تتزوجيني ؟!
رحلة الأحلام
مدينة العشاق.
أميرتي المدللة
أنني أتألم
إبقي بجانبي
أعتذر
هي ملكي
كنز حكايتي
أنتِ لي وحدي
بين أحضانه
العودة المؤلمة
الأتفاق الفاشل
تصالح صوري
اللحظة المنتظرة
العسل المسموم
ليلة إلى الماضي
لعبة القدر
حقائق تنكشف
أوقات خالدة
الأعتراف بالحب
قلبي يحتاجك
الفراق مستحيل
شمس الأمل
وقت السعادة
أميري الغامض
رياح من الجحيم
عرضاً مرفوضاً
العودة للذكريات
اللقاء الأول و الآخير
بقى القليل
ليلة إتحاد قلبين
حياة جديدة
عاشقة اليم
الزيارة المشؤومة
مرض الروح
ستصبح أباً
عفو بطعم الحياة
ليلة في منزل الطفولة
بين الثلوج
اخيراً تزوج
ذكرى الفراق
بطيخ !!
الأميرة الإبيليكيجية
إنفصال الروح
لن أسامح نفسي..!
صدمات متتالية..!
من حُسن الحظ أنك ولدت
رحلة إلى الخيال
أحداث سعيدة
العفو المأمول
تاريخ لا يُنسى
بداية الأبدية

روحي!

1.5K 39 10
By Mrmr18970

سنلتقي مجدداً يا حبيبي و سأخبرك
كم اشتقت إليك، كم اشتقت لعيونك الساحرة و لأنفاسك العطرة، و لهمساتك الدافئة و لأحاسيسك المترفة، حبيبي ها أنا أقف بين يديك و ها هي الأحاسيس تناجيك ، و ها هو القلب يناديك و المشاعر تسبح في محيط عينيك...ما أصدق دموع العيون المشتاقة
و نبض القلوب في جوف الحبيب ،
حبيبى أريدك أن تعلم إنك تسكن شلالات شرايني ، تسكن في قطرات دمي التي تسير في عروقي

دخلت غرفتها في منزل جدتها و أقتربت من سريرها تتابع ذاك السهل من الدموع على مخدتها و أثار الدموع الباقية على وجنتيه
فرفعت أطراف أصابعها الرقيقة تمسح دموعه العالقة على وجنتيه بإبتسامتها العذبة الجميلة حينئذٍ بدأت أعين السينيور تُفتح رويداً رويداً
و الإرهاق الشديد واضح فيهم وضوح الشمس في سماء أيام فصل الربيع و لكن ما أن رأها
حتى ظهرت إبتسامة عريضة فوق شفتيه السمراء
- Defne...Buradasınız..!
" دفنة...أنتِ هنا "
أقتربت شفتيها من وجنته و وضعت قُبلة صغيرة فوقها تزامناً مع إحتضانه لها بكل ما أوتي من قوة و كأنه يشبع روحه من وجودها الذي هو على علم تام أنه مؤقت و حين وقعت أسيرة إحضانه لم تتردد أبداً في إخباره كم تبدو الحياة قبيحة و مزرية من دونه و كم تشتاق لشخص كان وجوده بجانبها كافياً كي لا تخاف أو تتأذى قط
- أشتقت لك كثيراً...الحياة بدونك جارحة جداً
شهقت شهقة باكية مختنقة فزاد من أحتضنها حتى أعتصرها في أحضانه و ألمها و هو يحاول جاهداً نطق تلك الأحرف القاسية التي كانت بمثابة قطع زجاج في حلقه
- أشعر بالضعف المميت...العجز سيقتلني
همس بصوت باكي متألم قبل أن تشعر بدموعه تهبط على وجنته مرة أخرى فتكلمت و هي تمسح دموعه مجدداً راسمة إبتسامة حانية تدفئ القلوب
- سأنتظرك يا حبيبي...و لكن أرجوك أسرع
بعدها رمقته بعد ذلك بنظرة وداعية عاشقة أخيرة قبل أن تنهض من فوق الفراش لترحل لو لم تشعر بتلك اليد التي تشبثت بذراعها و نبرة صوته المنكسرة الراجية تمتم
- lütfen gitme...
" أرجوكِ لا تذهبي..."
و لكن للأسف الشديد كان رجائه عديم الفائدة لأن أميرته الحمراء تحركت نحو الباب لتفلت يده بسبب بُعد المسافة بينهما و بعدها إختفى ذاك الملاك من أمام أعينه

بدأ هاتف السينيور بالرنين مُعلناً تحطم ذلك الحلم الجميل و العودة إلى واقعه المرير الخالي تماماً من دفنته و حينما أدرك شاه السمر حقيقة أن ما عاشه للتو لم يكن سوى حلماً من نسج خياله إلتجأ إليه عقله المسكين ليهرب به من الواقع الأليم أخرج تنهيدة طويلة الأمد مُحملة بكل أشكال الألم و بعد ذلك ألتقط هاتفه ليلغي المكالمة الهاتفية الأتية من سنان و يرى أن الساعة الثامنة والنصف صباحاً فأغلق هاتفه و ألقى رأسه على وسادة سرير حبيبته القديم يتنفس هواء يخنقه...هوائه خالي من رائحة حبيبته العطرة و سريره خالي من دفئها و أذنه محرومة من صوتها و بالرغم من ذلك الغطاء السميك الذي يحاوط جسده أملاً في تدفئته فأن جسده مازال أسيراً لصقيع الوحدة
و بعد العديد من الثواني التي أستمر فيها على تلك الحالة المتدهورة كلياً بدأ يجمع شتات نفسه و يحاول بكل ما أوتي من مقدرة مدها بالقوة و الصلابة فلقد قضى ليلة كاملة مكبل اليدين و هذا وقتاً كافياً جداً يجب عليه أن يستعيد توازنه حالاً...و لكن كيف ؟...هل إستعادها ؟...هل يعلم أين هي حتى ؟ لا
إذاً كيف يستعيد توازنه و صلابته و هو لم يُعيد ما أفقده توازنه برحيله ؟ كيف يتظاهر بالقوة و قلبه العليل يتداعى حتى كاد المرض يقتله ؟ فحتى إذا كان يستطيع تصنع الصرامة في أحلك الظروف فخسارة دفنة أمراً مغايراً كلياً...أمراً لا يتحمله قلبه ولا تستطيع أقنعة الجمود التصدي له
أغمض عينيه يرجو من عقله الصمت و أزاح الغطاء لتلامس قدميه الأرض الخاصة بغرفة دفنته في منزل توركان و من ثم بدأت أقدامه تتحرك بخطوات بطيئة نحو الخارج فقلبه المسكين لا يرغب البتة في مفارقة مكاناً يحتوي على دفنة...ولو حتى القليل جداً منها
و لكنه إضطر أسفاً إغلاق باب الغرفة ورائه و الهبوط إلى الطابق السفلي حيثما كانت تقف توركان في المطبخ و تسكب الحساء الساخن في الأطباق
- Günaydın Turkan teyze...
" صباح الخير خالتي توركان..."
ألقى الرجل تحية الصباح و هو ينتهى من درجات السلم و يذهب إلى حيث تقف و قبل أن يسترسل حديثه معتذراً عن مبيته ليلة البارحة و يستأذن بالرحيل تكلمت المرأة العجوز و هي تحمل طبقين و تتجه نحو الطاولة
- صباح الخير يا بني...لقد أحضرت لنا الفطور تعالى لنأكل معاً
وضعت اطباق الحساء الساخن فوق الطاولة بجانب أطباق الجبن و الخضراوات المقطعة و الزيتون و أكواب الشاي الساخنة و بعد ذلك أبعدت كرسيه قليلاً لتدعوه للجلوس مما أضطره للذهاب و الجلوس بجانبها على الطاولة و لكن هذا لم يمنعه من الإفصاح عن عدم رغبته في تناول الطعام بشكل مهذب
- ellerinize sağlık Gerçekten Türkan teyze, ama hiç iştahım yok
" سلمت يداكِ حقاً خالتي توركان و لكن ليست لدي شهية أبداً "
كان صوته الذي يغيم عليه الكآبة و الحزن صادقاً تماماً في أنه لا يريد تناول الطعام و لكن هل يعقل أن يتجادل أحد مع توركان في أمر الطعام ؟! هذا يستحيل حدوثه كإستحالة ظهور الكائنات الفضائية الآن في منزلها
- لا يمكن يا عمر...لم تشرب الشاي معي ليلة البارحة ولا ترغب في تناول الفطور الآن...ألا ترى وجهك يا بني...؟ الإرهاق الشديد بات ونسياً عينيك و وجهك شاحب كالموتى...أنت تخيفني حيال سبب تلك الحالة التي أصبحت فيها
لم يجيبها...لم يفصح عن الألامه...كالمعتاد إنعقد لسانه و تبخرت أحرف اللغة التركية من عقله...ينظر إلى عينيها الخائفتان...يفكر في ملايين الأسباب التي تمنعه من البوح...
ماذا سيحدث لتلك العجوز المريضة بضغط الدم و السكري حين يخبرها إن حفيدتها اختطفت ؟ لن تتحمل الصدمة...إذا كان هو لا يتحملها و ينسج أحلاماً وردية ليدواي قلبه العليل المتحطم...ماذا ستقول ؟ ماذا ستفعل؟ و الأسوأ ماذا إذا وقفت هي أيضاً ضده ؟
ماذا إذا أتهمته بالتقصير هي أيضاً ؟
و من جهة أخرى فهو في أمس الحاجة ليشعر بالدعم...يريد أن يطمئن أن هناك أحد يفهم ما يمر به في عدم وجودها...أنه يحتاجها...أن يفهم مدى حبه لها و مدى خوفه عليها...كفاه لوم و إتهامات فلو يعلمون ما يفعله عقله به من لوم و قلبه الذي يحرقه من الإشتياق و الخوف لرأفوا به بحق
و لم يستعيد وعيه إلا مع إحساسه بتلك اليد العجوز التى إحتضنت يده بحنو يريح العقل
و تحدثت مبتسمة إبتسامة حانية
- هل تعلم أنك مثل دفنة تماماً ؟...كانت حينما يشغل بالها أمراً محزناً تلوذ بالصمت و تعبث بطعامها بشرود كما تفعل أنت الآن تماماً...عمر يا بني صدقني الصمت سيحرقك أكثر...أنا أعلم جيداً منذ لحظة مجيئك هنا ليلة البارحة أن هناك أمراً ما يؤذيك...لقد كانت عينيك يحدقان بي بضعف شديد لم أعاهده منك
و عندما طلبت مني البقاء في غرفة دفنة
تأكدت من ظنوني...هناك أمر متعلق بدفنة يحزنك...كن صادقاً معي يا صغيري هل تشاجرتما ؟...أنت بمثابة سرادار يا عمر و رؤيتك بهذا الحال يؤلم قلبي...أرجوك يسرني أن تعتبرني في مكانة السيدة أمينة و تخبرني
صمت صمتاً طويل تلاه خروج شهقة خافتة و كأنه لم يكن راغباً في خروجها من الأصل
هناك أمر متعلق بدفنة يحزنه ؟ لا يوجد أمر متعلق بدفنة يحزنه...بل يحرقه حياً...يهشم عظامه...يجعل الأكسجين النافذ من رئتيه عبء ثقيل جداً عليه...الكلام عن دفنة أو حتى مجرد التفكير بها يذكره بعجزه الشديد و رعونته في حمايتها من جهة و من جهة أخرى يخاف عليها كما لم يخاف قط
هل هي بخير ؟...كيف تأكل ؟...و ماذا عن أدويتها ؟... هل يأذونها ؟ هل تطاول عليها أحد ؟ و إذا كان هو الحر الطليق قضى ليلته في قعر جهنم فكيف كانت ليلتها و هي حبيسة في مكان مجهول مع أناس لا يفقون في الرحمة شيئاً ؟ ماذا تشعر تجاهه الآن ؟
هل غاضبة منه ؟ هل تلومه على ما هي فيه ؟
أم أنها تشتاق إليه و تحتاجه مثلما يحدث معه؟
- أرجوك كفى...سأحترق
غمغم بصوت خافت محدثاً أفكار عقله المتصارعة و التي ستؤدي بحياته في أي لحظة إن لم تتوقف
و لكن الشئ الذي لم يكن السينيور على دراية به هو أن غمغمته كانت مسموعة للمرأة العجوز التي سرعان ما نهضت من على طاولة الطعام ممسكة بيده متوجهة نحو الأريكة
لتجلس و تجلسه بجانبها و من دون سابق إنذار أمتدت يدها لتضمه إليها بحنان أم تحتضن أطفالها الصغار
- أنت كإبني يا عمر...و أنا لا أحب رؤية أولادي تعساء...أفضي بما في داخلك فأنا أعرف تمام المعرفة أنك لست بخير إطلاقاً
ما بك يا عمر ؟ ماذا يُخفي صمتك هذا ؟
كلما ذكرت أسم دفنة أرى الدموع تتجمع في عينيك و يختنق صوتك...كما أنني عندما صعدت إليك ليلاً لأراك رأيت أثار الدموع في عينيك و على الوسادة... ما الذي حدث بينك وبين دفنة...؟ فحتى إذا أقسمت لي فلن أصدق أن العشاق تشاجروا... إذاً ماذا حدث ؟
لقد كنت تمتم بأسمها طوال الليل حقاً أخفتني
و قد كانت كلمات توركان تريحه حقاً و تشجعه على الكلام و إحتياجه الشديد لمن يقف في صفه يمنعه من الصمت فخرجت شهقاته المختنقة تباعاً و بعدها نطق أخيراً
- دفنة...لقد إختطفت...أخذوها مني في لحظة...لقد ذهبت لمقابلة إيسو البارحة صباحاً و بعدما خرجت من المقهى...إختطفوها
إزدادت حدة شهقاته و إزدادت قوة إحتضانها له و بدأت هي الأخرى في البكاء المكتوم
- ماذا تقول ؟ كيف ؟...إبنتي...يا إلهي ما الذي تعيشه الآن...؟ من الذي إختطفها ؟ و لما ؟ ستعيدها إليّ أليس كذلك ؟
سألت و سألت و سألت و لم تعرف التوقف عن الأسئلة الأشبه بالهذيان ولا عن البكاء الذي تزداد حدته مع كل لحظة تمر و بالرغم من هذا لم تتوقف يدها عن المسح على شعر شاه السمر برفق و كأنها تواسيه
- سأعيدها أقسم لكِ...
إبتعد عن أحضانها الدافئة و رفع شفتيه مقبلاً رأسها مودعاً إياها قبل أن يستجمع قواه و يبدأ في النهوض و الترجل إلى الباب قبل أن تستوقفه توركان متمسكة بذراعه بلطف لتديره إليها و تعانقه بهدوء
- Herşey iyi olacak..
- كل شيء سيكون بخير ..."
إيماءة بسيطة متززعة الثقة كانت إجابة السينيور على تلك الجملة التشجيعية و بادل الجدة العناق بهدوء و من ثم تحرك إلى خارج المنزل إلا أن توركان أوقفته مجدداً و هي تسأله بصوتها الحزين الخائف
- ستعيدها يا عمر أليس كذلك ؟
سمع سؤالها فعاد أدارجه حيثما تقف و قبل ظهر يدها بإبتسامة هادئة ممزوجة بالثقة المستمدة من اللامكان
- سأعيدها أعدكِ بهذا خالتي توركان
و كانت تلك الجملة نهاية لقائهما حيث عادت توركان إلى منزلها و إتجه السينيور إلى باسونيس متمنياً أن تختطفه مهام عمله من أفكاره المتألمة الخائفة و مشاعره المحطمة
........................................................................

بجسده المنهك و أنفاسه المرهقة و وجهه الشاحب دخل السينيور إبيلكيجي باسونيس النابضة بالحياة و من دون التفوه بكلمة واحدة دخل مكتبه يحدق في الأوراق المطلوب منه إنجازها و لكن وإن كان هذا هو المفترض حدوثه فأن الواقع كان مغايراً كلياً
فأعين السينيور تعلقت بتلك الغرفة المجاورة لمكتبه...تلك الغرفة التي لطالما كانت تسكنها أميرة ذات شعر أحمر ...أميرة لطالما كانت بمثابة النبض لقلبه...يتذكر نظراتهم الولهانة لبعضهم البعض من النافذة...إنهماكها في التصميم لدرجة شبكها لشعرها الأحمر بأقلام التلوين...و تظاهرها بالتصميم حينما يحدق بها و تتوتر... يسمع صوتها يناديه بدلال قاتل
أغمض عينيه و رفع يديه يفك ربطة عنقه قليلاً بحثاً عن الهواء الذي سرقته منه تلك القطة الحمراء الصغيرة و فرت مبتعدة
إنغلاق عينيه فتح ممر آمن لأفكار عقل مات شوقاً و حنيناً لمعشوقته فحين أغلق عينيه أحس بدفء آثار أصابعها الحنونة التي جاست ذات يوم فوق ملامحه و هدأت فوق وجنتيه تتحسس حرارة شفتيه فتحرقها و تجذبها لخاصتها كالمغناطيس و حين أستنشق الكم القليل من الهواء الموجود في الغرفة لم يستنشق أنفاسه بل إسترجع ما تبقى من أنفاس حبيبته العالقةً فوق جدار رئتيه
عقله و كل خلايا جسده تشتعل إشتياقاً لذكراها...لطيف رائحتها...لنظرة من عينيها
تشتعل و تشتعل و تشتعل علّها تستعيد ذاك الشعور الدافئ ، ذاك الإحساس الهادئ حين كان حبيبته تضمّه بين ذراعيها و يضمّها بين ذراعيه
تنهد بحرارة تنم عن حالة الإحتراق الداخلي التي آكلته حتى بات رفاتاً و مع الأسف الشديد فأن عقل السينيور متمرداً على القوانين و عاصياً للأوامر فبالرغم من رجاء الشاب المستمر لعقله بالتوقف عن التفكير بها الذي يُعد كالبنزين على النار و لكنه و كالمعتاد حين تغيب عنه حتى ولو لعدة ثواني فقط
يشتاق اليها و يعجز عقله عن التفكير بغيرها ولا يدري لماذا ؟ هل لأنها تعني له كل شيء فبذكرها لا يُعد لأي شيء سواها قيمة
أم لأن إفتقادها يجعل العالم يبدو خالياً من الحياة ؟...أم لكلاهما ؟
و بما أن يستلزم وجود نتائج مريرة لنشوب الحريق فأن حريق قلبه لم يشذ عن القاعدة
فتجمعت الدموع في عينيه و أختنقت أنفاسه
فخرج خوفه عليها و شوقه لها على هيئة شهقات خافتة كتمانها كان كخنجر يشق الصدور و لكن صوت طرقات الباب حرمته حتى من هذا الحق الصغير و أجبرته على إرتداء قناع الصمود
- أدخل...
- مرحباً عمر
لم يكن هذا الصوت غريباً على السينيور بل كان يعرفه حق المعرفة فقد كان صدى ذاك الصوت و كلماته الجارحة التي هزت كيان الأسمر يتردد على مسامعه طوال ليلة البارحة
إنه هو إسماعيل صديق زوجته الصدوق
و في الحقيقة لم يكن وجوده مرحباً به بالنسبة لشاه السمر أبداً فهو لا يتحمل ذرة لوم أخرى من أي شخص كان
- ماذا تريد يا إسماعيل ؟ لماذا أنت هنا ؟
سأل بصوته المكئتب الضعيف و من دون إبعاد عينيه عن غرفتها و كأنه ينتظر ظهورها من العدم أو كأنه غريق يحدق في البحر الواسع منتظر ظهور قارب النجاة
- Özur dilerim...
" أنا آسف..."
تكلم إسماعيل مجيباً أسئلته بإجابة لم يتوقعها قطعاً فأدار رأسه من غرفتها إلى إيسو دون التفوه بحرف واحد فأستكمل إسماعيل حديثه موضحاً سبب عاصفته المجنونة التي هبت في وجه عمر ليلة البارحة
- لم يكن عليّ فعل هذا و لكن كان جارحاً جداً تصديق فكرة إختطاف دفنة بهذا الشكل ...كلما تذكرت تلك اللحظة أشعر بالعجز...نعم ذاك الوغد الذي إختطفها فعل ذلك إنتقاماً منك أنت...و لكن كان يجب عليّ تحكيم عقلي لعدة ثواني فأنا رأيت مدى حبكما و دفنة تكلمت حيال ذلك كثيراً حين تقابلنا...صدقني كانوا أسرع مني فأنا لن أتوانى عن إنقاذ ديفو لثانية واحدة لو كان بإمكاني هذا...و كذلك أنت...دعنا نتصالح يا عمر و نتحد فلن يفيدنا الشجار في شيء كلانا أرواحنا محطمة...دعنا نجمع حطام أرواحنا من خلال بعضنا البعض...لنعد كما كنا يا صديقي
إبتسامة هادئة و أعين مترقبة كانت ختامية ذلك الإعتذار الذي تفوه به إسماعيل
و بقى يحدق في تعبيرات وجهه عله يترجم منها قبول إعتذاره أما عمر فقد كان ينظر ببرود تام و كأنه منفصل عن عالمنا
فقط يحدق طويلاً في غرفة فارغة و أقلام مهجورة و أوراق خالية من الرسومات
مكتبها الخاوي الكئيب و الوحيد كان مماثل تماماً له بدونها...مماثل كالمرآة
فقط ضغطة زر من أصبعها لتنير المكتب و تنتهى تلك السحابة السوداء و ينتعش هذا المكان كوردة زارها فصل الربيع...تماماً مثل حياته إذا ظهرت حبيبته الآن سيعود ذاك الرجل الضائع المكتئب إلى الحياة مجدداً...ستتلون دنياه بالوردي مجدداً... سيتنفس مجدداً...سيعيش مجدداً...فقط حين تظهر ذات الشعر الأحمر
و بعد ثواني من الصمت و التحديق دون أن يرف له جفن ألقى زفيراً يأساً و أعاد عقله التفكير في إعتذار إسماعيل
إذا كان يريد إستراردها فلا يمكن أبداً أن يتشاجر مع إسماعيل...أليس هو أيضاً مسؤول عما حدث...؟ هل يلومه على عدم حمايتها في يوماً واحداً ؟ و لما لم يفعل هو طوال خمسة أشهر ؟ ألم يكن يعرف أنها مهددة ؟
كلاهما حاول حمايتها و كلاهما خائف عليها كالمجنون...إذا ما الفائدة من إلقاء اللوم و الإتهامات على بعضهم ؟...ما الفائدة من الهروب بدلاً من المواجهة ؟ لطالما كان إلقاء اللوم و الهرب شيمة الضعفاء و السينيور لم يكن ضعيفاً يوماً...بالإضافة إلى إحتياجه إلى دفن تلك الكلمات الجارحة التي هزت كيانه و المضي قدماً نحو إعادة السندريلا إلى القصر
فأستقام شاه السمر بطوله الفارع و إختصر تلك المسافة الفاصلة بينهما في عدة خطوات ليضم إسماعيل بهدوء و ينطق بكلمات خافتة
- و أنا أيضاً آسف يا إيسو...رحيلها كان قاسياً جداً عليّ...لنتصالح يا أخي...شجار الأخوة لا يليق بنا
ربت إيسو على ظهر عمر برفق عدة ثواني قبل أن تطل رأس سنان من الباب متفاجئاً
- لم أصدق أذناي عندما أخبرتني داريا بأنك هنا..! لما لم ترتاح في منزلك اليوم ؟
فتح سنان ما تبقى من الباب و دلف إلى الداخل و عندما وجد عمر و إسماعيل متعانقين ظهرت إبتسامة راضية فوق شفتيها قبل أن يحطمها الشاب الأسمر بإجابته بعد إبتعاده عن إسماعيل
- لم تطأ قدمي المنزل ليلة البارحة...لم أطيق دخول المنزل بشكل منفرد...طوال سنة كانت هناك... بجانبي... أراها في كل جهة أدير وجهي إليها.. أشعر بأنفاسها تضرب رقبتي طوال الليل مسببة لي قشعريرة تنعش القلب
أتنفس أوكسجين مخلوطاً برائحة الياسمين التي تخبرني كم الحياة جميلة و كل شيء على ما يرام مهما حدث... مجرد وجودها حولي أو سماع صوتها كان يكفيني لأشعر بأقصى درجات السعادة الحقيقية
فكيفَ لي أن أتحمل عبء دخول المنزل الذي هو مفرغ من كل هذا ؟
ضغط صاحب الشعر البُني سنان على يد صديقه محاولاً التخفيف من ألمه و لم يتردد إسماعيل في التربيت على ظهره بهدوء
أغمض عينيه المرهقتان لا يشعر بأي تحسن ولو بسيط...ليس هذا ما يحتاجه...ليس هؤلاء
صدح رنين هاتف الأمير الأسمر مُبلغاً عن وجود إتصال هاتفي من رقم غير مستحب إطلاقاً
- vay vay Ömer beyçım...Haberler nedir ?
" فاي فاي عزيزي السيد عمر...ما أخبارك ؟ "
تأفف عمر من ذاك الرجل الحقير الذي لم يكن لديه المقدرة لسماعه أبداً في تلك اللحظة
- ne istiyorsun Deniz ?
" ماذا تريد يا دينيز ؟ "
تعالت ضحكات دينيز الشريرة المنتصرة حين سمع صوت شاه السمر المتعب الضعيف و شعر بنشوة النصر و السعادة تعتليه و تغمره من رأسه لأخمس قدميه
- إتصلتُ لأطمئن عليك...أليس من حقي ؟
سؤال دينيز و نبرته المستفزة أثارت جنون عمر ففي تلك الحالة المزرية التي هو فيها لا يتحمل دينيز و هذيانه الفارغ فأندفع صارخاً فيه ليفرغ به كل غضبه الكائن في قلبه
- دينيز، لست في مزاج لسماع هذيانك السخيف عديم الفائدة لذا سيكون من الأفضل أن تغلق الخط و تلتفت لعملك قليلاً
إزدادت حدة ضحكاته و قهقاته الفرحة بروح السينيور المحطمة كلياً و من ثم تسائل بإستفزاز
- لماذا ؟ ما الذي أفسد مزاجك ؟ هل إختطف أحدهما زوجتك الحامل ؟ هل تحققت رسائل التهديد بخسارتها التي كانت تزور هاتفك بين الفينة و الأخرى و لم تعيرها إهتماماً ؟
يسعدني جداً إخبارك أن هذا الشخص الذي حطم قواك و أخذ روحك و الذي سيقتل زوجتك و إبنتك الصغيرة التي لم تولد بعد هو أنا يا عمر...دفنة معي الآن بين قبضتي... تلك المثيرة ذات الجمال الأصهب ملكي...أتلاعب بها كما أشاء يا عزيزي...أتلذذ برؤية أنهار الدموع فوق وجنتيها...كما أستمتع بحالك المثير للشفقة الآن
أنفجرت براكين الغضب داخل ذلك الشاب الأسمر و برزت عروق رقبته و يده حتى كاد يتحطم الهاتف المسكين و فوراً تغيرت نبرة صوته إلى صوت مرعباً يهز الجبال و ينذر بكارثة قاتلة و هو يصرخ به بأعلى صوته
- إياك و المساس بها سأحيل حياتك للجحيم و لن يكفيني... ستتعرف على هميجتي الغير رحيمة إطلاقاً...أنت لازلت لا تعلم ما الذي يخفيه ذاك الوجه المتحضر يا دينيز
أصبح تنفس الشاب الأسمر سريعاً جداً و أخذ يجوب الغرفة ذهاباً و إياباً كالنمر المسجون
و كلما زادت قهقات دينيز المستفزة زادت سرعة أنفاسه أضعافاً و أحترق فؤاده من الغضب و الخوف و بعد مدة قصيرة من الصمت الذي يكسره ضحكات شريرة وخبيثة و الذي كان دينيز على علم تام بأنها تحرق أعصاب الرجل الأسمر تكلم بذات الإستفزاز
- لا داعي لكل تلك التهديدات عديمة القيمة يا عمر فأنا من أملك إيذائك و ليس العكس...كل تهديداتك تلك ستتحول إلى هبائاً منثوراً بعيار ناري واحد في قلب تلك الجميلة الحمراء القابعة بين يداي...أنا من يملك قتل طفلتك المسكينة التي لا ذنب لها سوى أنها إبنتك
كلمات دينيز إخترقت كل حصون عمر الزائفة و طعنت قلبه الآلاف الطعنات
زوجته و إبنته مهددان بالقتل...بفضله
أحسنت يا عمر أحسنت!
و بالرغم من قواه التي تفتت أرباً أرباً فأن غضبه الشديد لم يتلاشى بل تضاعف مئات الأضعاف و كاد يصرخ على ذاك الحقير لو لم يسبقه دينيز متداعياً التأثر
- و لكن كما تعلم فأنا رجل مرهف الحس و أكره شكل الدماء و نوبات البكاء و ما شابه لذا سأعرض عليك إتفاق لم أعرضه على أحد قبلك... لتعلم كم أحبك...
- تحدث بإختصار شديد دينيز
هتف عمر بعصبية جارفة فهو بالكاد يتحمل سماع صوته لعله يجد فيه أولى خطوات رِحلة إعادة أميرته إلى القصر و ليس كي يستفزه هذا الوغد
- إهدأ قليلاً يا حد الطباع...أم أن أحدهما سلب مهدئك ؟ على أي حال سأقص عليك عرضي الكريم...أنت جنيت الكثير في حياتك و هذا غير عادلاً البتة وقد قررت أنا تحقيق العدل...لذا عليك الإختيار بين أن تتنازل عن باسونيس و تعلن رسمياً إنتهاء شيء يدعى باسونيس...أو أن تحتفظ بعملك و شركتك و تنسى تلك الصهباء المشاكسة للأبد... معك حتى صباح الغد فكر جيداً و أخبرني...فقط
أربعة وعشرون ساعة و بعدها لا تسألني عن زوجتك أو طفلتك يا عزيزي...أهتم بنفسك.. إلى اللقاء
ألقى بالهاتف فوق المكتب بعصبية شديدة و بدأ وصلة سباب نادراً ما تزور لسان السينيور
- حقير...وغد...غبي...يبتزني الملعون
أزاح عمر كل الموجود على المكتب ليسقط على الأرضية و يصدح في المكان صوت تحطم الزجاج و سقطت العديد من قطرات الدماء من يديه ليتجسد نزيفه الداخلي و إنهيار روحه الكلي في الكثير من الدماء و قطع الزجاج
- يا إلهي، ماذا حدث يا عمر ؟ من المتصل ؟
و ماذا قال ؟...لنذهب لأي مشفى يا أخي فيدك تنزف بغزارة
هرع كلاً من إسماعيل و سنان إلى الأسمر صاحب العيون متوهجة غضباً يحاولون تقطيب يده و فهم سبب تلك العصبية الجنونية التي حلت به فجأة
- عرض مرعب...لا يعقل...لا يعقل أبداً...
دينيز يبتزني أم أن أعلن نهاية باسونيس أو سيقتل دفنة...هذا هو المخرج الوحيد.. بالطبع إذا تسمى هذا مخرجاً... أمامي أربعة وعشرون ساعة لأقرر
همس عمر همساً ضائعاً و عاد ليستند بجسده على الحائط ليمنع نفسه من الإنهيار تاركاً يده المصابة ملطخة بالدماء دون إكتراث
بصوت رصين و هادئ تكلم إيسو و هو يحمل يد عمر ليدوايها و يمسح الدماء بهدوء
- أنت لا تفكر في التخلي عن أياً منهما أليس كذلك ؟
هز عمر رأسه نافياً و هو يمد يده ليساعد إسماعيل في مداوة جرحه
- بالطبع لا، و لكن أنا مشوش للغاية...بالطبع
لا أستطيع التخلي عن دفنة...لا معنى لحياتي بدون دفنة...إنها روحي! فهل يتخلى المرء عن روحه ؟...لقد أخذت روحي بغيابها عني منذ تلك الليلة السوداء فكيف سأتحمل فقدانها هي و إبنتي للأبد ؟ أن مجرد التفكير في الأمر يصيبني بالإختناق
صمت الرجل الأسمر عندما خنق البكاء المكتوم صوته و ترقرقت الدموع في عينيه و هو يحدق بلافتة "Passions" المعلقة على الحائط و شريط ذكريات يجري أمام عينيه
دراسة التصميم في إيطاليا...عودته إلى إسطنبول و سعيه لبناء شركته الخاصة... ولادة ذلك الكيان...نشأته...كل إخفقاته و كيف بذل جهود تفوق طاقته لينهض به من جديد...أسمه الذي كتبه بأحرف من الذهب...لمعة عينيه بعد كل حفل إصدار تحقق فيه باسونيس نجاحاً باهراً...حتى لقائه بحبه الوحيد كانت باسونيس شاهدة عليه
قكيف له أن يكتب نهاية هذا الفصل بهذا الشكل...؟ ليس هو من يطأطأ رأسه منكسراً لطلب مختل لعين مثل دينيز
- و لكن لا يمكنني التخلي عن باسونيس أيضاً
لطالما كان التصميم شغفي اللامتناهي...لا يمكنني تخيل حياتي من دون باسونيس
...ليس بعد كل ما حققته...لا يمكنني البدء من البداية مرة أخرى و ترك أمجاد باسونيس لدينيز.... لقد أخذت باسونيس كل جهدي و شغفي...لا أتخيل نفسي أرسم لشركة أخرى
بقيت الأفكار تتصارع و تتخبط في رأسه
يقف بين نارين ولا يعرف أيهما أهون على قلبه الضائع الحزين...عقله مشوشاً جداً كالطفل التائه عن والدته في بلد غريب
صداع شديد يكاد يؤدي بحياته من شدة التفكير...و من دون جدوى
و من بين أفكاره المشتتة و عقله المتعب لمعت عيناه بفكرة تكاد تكون بمثابة الخلاص لهذا العذاب المميت فألتقط هاتفه و هتف بحماس موجهاً حديثه إلى إسماعيل
- مازالت محتفظاً بتلك الورقة أليس كذلك ؟
أومئ موافقاً ليخرج الورقة المطوية من جيب معطفه ليمدها إلى عمر مستفهماً
- كنت سأرميها ليلة البارحة و لكنني تراجعت، و لكن أنت ماذا ستفعل بها ؟
ألتقطها عمر بسعادة و أنحنى ليأخذ هاتفه المحمول من فوق مكتبه و أخذ يخطو خطوات سريعة إلى الخارج قبل أن يجيب بصوت يملأه القوة و الشجاعة
- كفانا وقوفاً كالأصنام...سأنقذها يا إسماعيل
........................................................................

في مكان يحكمه الغل و الكراهية و غرفة يحكمها السواد الكاحل كسواد تلك الأرواح التي تعيش في ذلك البيت و التي جائت بها إلى هنا
تكورت ذات الشعر الأحمر حول نفسها تضم ركبتيها إلى صدرها و تبكي بحرقة من دون إنقطاع ولا يعرف لسانها سوى أسم عمر الذي يخرج بين الشهقة و الأخرى
و لكن صوت إنفتاح قفل الباب و الذي كان يعني مجيئ دينيز إلى غرفتها أجبرها على كتمان بكائها و حزنها داخل صدرها و تصنع القوة و الحزم
- عزيزتي دفنة،هل مازالت تبكين ؟ ألا تملين؟
أقترب ليجلس قرفصاء أمامها حاملاً بيديه شريحة من الخيار و أرتفعت يده لتمسح دموعها أو بالأحرى لتحسس وجهها بقذراة
الشيء الذي لم يعجب البرتقالية البتة فدفعت يده بعيداً عنها
- أبعد يدك القذرة تلك عني يا دينيز
هتفت بصرامة و كأنها تملك إيذائه إذا لم يتراجع مثلاً و لكنه لم يبالي بغضبها هذا و تكلم بعصبية من قوتها التي تستفزه
- و ماذا ستفعلين إن لم أبتعد عنك أيها المتمردة الحمراء ؟...بالإضافة إلى أنك تغضبيني بإمتناعك عن الطعام فأنا أريدك أن تكونين في وعيك غداً لنرى من سيفضل السينيور هل عائلته أم باسونيس ؟ بمن سيضحى يا ترى في رأيك ؟
فرغت شفتيها بدهشة على يساومه على حرية دفنة مقابل باسونيس...ياله من حقير
و بالرغم من غضبها الشديد منه و حزنها الشديد على حبيبها إبتسمت بسخرية لاذعة لتثير أعصابه.
- يا لك من ضعيف يا دينيز حالك بات مثيراً للشفقة...ألهذه الدرجة أصبحت باسونيس و عمر أشباحاً تبدد لياليك ؟
و لسوء حظها نجحت في أثارة أعصابه فجاءت إجابته بأن قبض بكل قواه على رقبتها ليبدأ الأكسجين بالهروب من رئتيها قبل أن يصرخ بها بإِحْتِدام و غيظ
- إياك و محاولة إستفزازي بذكر أسمه أمامي
لولا إحتياجي لبقائك حية حتى الغد لكنت شددت قبضتي على رقبتك بعض الشيء و أخرستك للأبد
أغمضت عينيها بألم شديد و أنهمرت بعض الدموع منهما و حاولت التكلم بصوتها المتقطع الضعيف
- أتر...أتركني
و لكن رجائها كانت نتيجته عكسية فبدلاً من تركها كما طلبت ضغطت قبضته بشدة أكثر و لمعت عيناه بنشوة الإنتصار
- تبدين جميلة جداً و أنت تبكين و ترجوني حقاً أرضيت غروري يا صغيرة...كفاكِ تمرداً و أعترفي أنك خائفة يا طفلتي فقوتك الزائفة تلك لا تنطلي علي
همس دينيز بجانب أذنها تزامناً مع إحمرار وجهها من الإختناق فأبعد يديه و رفعها ليلامس وجنتها بهدوء ماسحاً دموعها متداعياً الحنان
- لا تتعبي عينيكِ الجمليتين بالبكاء...فقط تمني أن يضحي السينيور بعمله في مقابلك... أترين كم الأمر سهلاً ؟
كلمات دينيز جعلت البرتقالية تنتفض واقفة لتصرخ في وجهه - بعد تنظيم أنفاسها - و هي تستشيط غضباً
- لست خائفة منك...فأنا لا أخاف الحشرات
و فور خروج تلك الجملة التي جرحت كبريائه تلقت منه صفعة قوية تركت آثارها في احمرار خدها و إنهمار دموعها المصحوبة بتأوه قوي و لكن للأسف الشديد تلك الصفعة
لم تكن سوى البداية لموجة شديدة من الغضب فدفعها بكلتا يديه بكل مقدرته و غضبه لتصطدم إصطداماً قوياً بأرضية الغرفة
و تخرج صرختها المتألمة إلى العالم و كأنها تحاول الوصول إلى عاشقها لعله يسمعها و ينجدها قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة
و لكن و بكل أسى لم تصل تلك الصرخة إلا لذاك الرجل الواقف يستمتع بصراخها كل الإستمتاع و لتزداد لذته بدأت آهات الألم تهربض تباعاً من شفتيها فهمس دينيز متلذذاً
- نعم هذا هو يا جميلة...هذا ما أريد سماعه
رفعت عينيه المتلألئة بالدموع لتواجه إبتسامته الشيطانية و بعدها مال عليها راسماً الحزن في نظراته لها و لبطنها المنتفخ ليبدأ في المسح عليه مردفاً بحنان و حزن مصطنعين
- لا تغضيبني أيتها الصهباء فأنتِ لا تريدين خسارة طفلتك أليس كذلك ؟
هزت رأسها نافية عدة مرات و هي تحتضن بطنها بكلتا يديها و كأنها تحميها و لكن سؤاله زرع الشك في قلبها حول آهاتها المتتابعة...
هل هذه الآهات إشارة لأن ستفقد طفلتها ؟
هل ذهبت أحلامها الوردية أدارج الرياح ؟
لن تحتضن طفلتها...لن تشمها...لن تقبلها
و عندما رأى دينيز نظرات الرعب من فقدان الجنين في عينيها إستغل الفرصة أسوأ إستغلال فتقرب ليهمس بأذنها
- هل ترين ماذا فعل السينيور بكِ ؟ لولاه لمَ كنتِ هنا ؟
و لكن من الواضح أنه لم يحقق مراده من فعلته تلك فتلك الوسوسة الخبيثة التي أراد بها غرس الشك و الكراهية في قلب ذات الشعر الأحمر أشلعت براكين الكراهية تجاهه هو
- لا تلصق حقارتك بعمر...لولا جنونك و حقدك
لمَ كنت هنا
وقد كان شعرها الناري هو الضحية هذه المرة فيد دينيز جذبت شعرها بقوة حتى كاد ينفصل شعرها عن رأسها حتى أن بعض الشعيرات علقت بين أصابعه
- تأدبي دفنة هانم فأنت لم تري غضبي بعد
و بعد ذلك إستقام و بدأ في الخروج متجاهلاً تماماً آهات ألم تلك المسكينة
و ما أن سمعت صوت إغلاق قفل الباب علت أصوات بكائها و تأوهاتها و أخذت تربت على بطنها بتوسل
- جابهي أمينتي جابهي...أرجوكِ كوني بخير
.....................................................................

دخل الأسمر بطوله الفارع و طلته الجذابة إلى قسم الشرطة محملاً بالأدلة و البراهين هذه المرة و من أن تلاقى مع ضابط الشرطة القابع خلف مكتبه و يمعن النظر في أمراً ما حتى تنحنح ليجذب الإنتباه
- سيدي، أنا عمر إبيليكيجي...جئت هنا ليلة أمس لتقديم بلاغ بإختطاف زوجتي و لكن حضراتكم رفضتم إستكمال البلاغ بحجة عدم مرور ثمانية وأربعين ساعة على إختفائها...لقد علمت الخاطف و معي الأدلة الكافية لأثبات كلامي...هل ستساعدني في الوصول إلى زوجتي الآن ؟
و بالرغم من تلك اللهجة الحادة التي تكلم بها السينيور فأن رد الضابط كان غاية في البرود
- سنطلع على الأدلة أولاً و إذا كانت كافية سنتحرك
روى الأسمر كل ما حدث في تلك المكالمة الهاتفية التي أتته من دينيز و رسائل التهديد الذي زارت هاتفه عدة مرات على مدار خمسة أشهر و في النهاية وضع تلك الورقة بين كفيه
و على أثر ذلك طلب الضابط هاتف شاه السمر
و همهم و هو يعبث بالهاتف بتركيز تام
- سنستخدم سلطتنا القانونية و نقوم بتسجيل المكالمة الهاتفية فهي دليلنا القاطع...و بعدها سنبدأ القيام بعملنا واضعين نصب أعيننا سلامة زوجتك فلا تقلق
أومئ الزوج شاكراً ليبدأ خطواته نحو الخارج بهدوء متبوعاً بإسماعيل الذي سأل بصوت هادئ لا يخلو من آثار القلق
- ماذا سنفعل الآن ؟
- لا أعرف...ولا أحب الوقوف مكتوف الأيدي
أجاب بصوت يملأه الضياع و إتضح تشوش في عينيه التائهة المحملقة في الطريق أمامه
أما عقله و قلبه فكان يجريان حديثاً مع تلك الحورية الحمراء الكامنة في أعماق قلبه و مع ذلك فإن سحرها يتحكم بكل خلاياه بطريقة لا تصدق مبطلة تماماً تأثير أي شيء آخر
و قلبه فرحاً بهذا التأثير فكما يُقال المُحب لمن يُحب مطيعاً فهو عاشقاً لبريق عينيه فور أن يمر على مسامعه أسم دفنة.
عاشقاً لذلك السحر الذي يُمارس عليه فور حضورها فتتلاشى الوجوه ولا يبصر سواها
لهذا الدفء الجميل الذي يثوى في قلبه بمجرد أن تضمه تلك الحورية
و الملايين و الملايين من التفاصيل التي يقف أفصح الشعراء و أبلغ أبيات الشعر متقاعسين أمام وصفها وصفاً يليق بها
- أين ذهبت يا عمر...؟ أنا أحادثك
أعلن صوت إسماعيل هبوط طائرة الأحلام الخاصة بالسينيور إلى الأراضي التركية و إنتهاء تلك المحادثة السرية
- لا شيء...كنت أبحث عن أي جزء من السلام الذي كنت أشعر به بجانبها...في خيالي...ربما يفيدني هذا بشيء
إجابة مكتئبة ، صوت خافت ، شجن يعتلي صدره ، حالة يرثى لها إِعْتَرَت الإبيليكيجي و كأن الكآبة و الحزن أصبحان جزء من روحه ولا يستطيع التخلص منهما أبداً
- حسناً ، تعالى معي لنتجول على الساحل..
الهواء الطلق سيحسن من حالك كثيراً
........................................................................

جالس بكل طغيانه فوق كرسيه الهزاز ينفث دخان سيجارته بكل برود و يقهقه بين الفينة والأخرى كلما مر على مسامعه صوت آهات و نحيب دفنة عندما كان في غرفتها
و لكن صوت طرقات قوية على باب مكتبه أوقف ضحكاته و أجاب بصوت حاد متضايق و كأنه قطع عليه إحدى لحظاته الثمينة
- أدخل
دلف ذاك الحارس الضخم ببدلته الرسمية السوداء إلى الغرفة و علامات الإنزعاج و الضيق باديان على وجهه قبل أن يتكلم بصوت حانق منفعل
- لم أعاهدك تخالف وعودك يا سيدي
- تعرف أنك يمكنك الدخول في الموضوع مباشرةً دون مقدمات سخيفة يا هذا أليس كذلك ؟ إذاً لماذا تصيبني بالصداع بمقدمة مملة
رد دينيز ببرود شديد دون أن يتكبد العناء لإدارة وجهه و مقابلة ذلك الحارس وجهاً لوجه متجاهلاً تماماً إحتدام ذاك الرجل الماثل أمامه مما ضاعف غيظه و رفع طبقة صوته لأعلى مستويات الغضب
- ألم تقل أن إختطاف زوجة إبليكيجي يقابله أي مكافأة نطلبها...؟ و ها هي من المحتمل رحيلها غداً و لم نأخذ قرشاً واحداً...بالرغم من يقينك التام أنني أنا من أتى بها إلى هنا
هل تعتقد أنك كنت ستستطيع فعل ذلك وحدك ؟ بالطبع لا فلقد قضيت خمسة أشهر تركض ورائها و لم تصل لشيء...من الأفضل لنا جميعاً أن تعطيني مكافأة مالية أستحقها
و بعد تلك الجملة مباشرةً أبدى دينيز ردة فعل و لكنها كانت مخالفة لجميع التوقعات فهو لم يرضخ لطلبات الرجل بل أخرج مسدسه من جيبه و لم يتردد أبداً في تصويبه تجاه الحارس بدم بارد ثم تداعى عدم السمع
- عذراً، ماذا كنت تقول ؟ هل تهددني ؟ و إن لم أفعل..! أتعلم كم أشتاق لإطلاق الرصاص من ذلك المسدس..؟ لا أستطيع أن أصف لك!
أتريد مكافأة ؟..لك هذا...و لكنها مختلفة بعض الشيء فأنا لن أعطيك المال...بل سأعطيك ما لم لأعطيه لأياً من حراسي من قبل...حرية الإختيار...أما أن تعلن أسفك الشديد على تلك الحماقات التي تفوهت بها للتو و تنسى تماماً أمر المال أو تسكن تلك الطلقة القاتلة منتصف رأسك
لم يتأثر ذاك الرجل قوي البنية بذلك التهديد بالقتل مطلقاً و لكن لمعت في عقله فكرة جعلته يتصنع الفزع الرهيب لدرجة التعلثم في الكلام
- لـ...لا...لـ...لا تفعل ذلك يا س‍...سيدي أرجوك أنا آسف...لا أريد شيئاً سوى رضاك أقسم لك
بالكثير من دموع التماسيح و نبرة صوت مرتجفة خدع الرجل سيده ليعود بالمسدس إلى جيبه و لكنه لم يتراجع أبداً عن إرسال بعض كلمات التهديد المخيفة كي لا يتكرر الأمر مجدداً
- لو لم تكن من الحراس المفضلين عندي لكنت جثة هامدة الآن...تذكر هذا
- بـ...بالطبع يا س‍...سيدي، شكراً جزيلاً لك... أقس‍...أقسم لك أنني لم أعد أريد شيئاً
أبدى الحارس سعادته البالغة بهذا العفو المأمول كمن جاءه الإعفاء قبل أن لحظات من إلفاف المشنقة حول رقبته و بعدها ترك الغرفة بخطوات واسعة خافياً إبتسامته الشيطانية عن أنظار سيده
و بعد هذا نزل بخطوات ثابتة إلى تلك الغرفة الضيقة السوداء التي كان يحكمها حاكم واحد فقط
هو يصبح شعور قاتل إن تملكنا بكل شيء
هو الموت الذي يمتد معك طوال حياتك
هو تلك السكين الحاد الذي يطعن قلبك
هو ذلك الشعور المميت الذي إذا أحتلك ينبض بدلاً من القلب إنه الخوف...الخوف من المجهول...الخوف من الفقدان...الخوف على من نحب...
الالاف من الأسباب دقت أبواب الخوف في قلب ذات الشعر البرتقالي و أظهرت العديد و العديد من الدموع في عينيها الجميلتين و حملت قلبها بأطنان من الحزن و الأسى فضغطت بيدها على قلبها تستشعر نبضاته الخائفة بألم و يتلفظ لسانها بغمغمات باكية.
- ليتك هنا الآن يا عمر...كم أشتاق لرائحتك و دفء أحضانك..! أحتاج الى أن تخبرني أن كل شيء بخير فهي تصبح صادقة جداً عندما تخرج من شفتيك...أحتاج إلى أن تبتسم لي فتذهب كل همومي ذريعة الرياح...أحتاجك عمر...أحتاجك بشدة يا حبيبي
و لأنها كانت على علم تام بأن رجائها
لن يصل أبداً إزدادت حدة بكائها و تألمها و خاصةً حين بدأ ذاك الألم الحاد أسفل بطنها يداهمها من جديد
- أمينة...أبنتي، تحملي أرجوك...سنتجاوزها سوياً...أعدك
و لكن تلك الطفلة المسكينة لم تستمع لأوامر والدتها الباكية بل زادت حدة الألم ليرتفع صوت تأوهاتها الممزوجة بالذعر وهي تصبب عرقاً
- تحملي يا روحي...بقى القليل...سيجدنا
بعد عدة لحظات هدأ الألم قليلاً و بدأت أنفاس الحمراء تنتظم و إنخفض أنينها
في ذات الوقت الذي أستقبلت فيه غرفتها ذلك الحارس ذو الوجه البارد متسائلاً بكل هدوء كمن يسأل عن أحوال الطقس
- كم ستدفعين ثمناً لحريتك إذا أتيحت لك ؟
وقعت كلماته على قلبها وقوع السيول الشتوية على صحراء قاحلة جرداء لترويها حتى الإكتفاء...كبزوغ شمس نهار جديد بعد ليلة طويلة من اليأس...كالرجل الذي نبض قلبه بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من الموت...كطير سجين أُطلق سراحه للتو
إتسعت حدقة عينيها من الدهشة و أذرفت قنواتها الدمعية القليل من الدموع بإبتهاج مردفة بسرعة و كأنها تخاف تراجعه عن هذا العرض الكريم
- ما ستطلبه..!
تقرب الرجل منها بضع خطوات حتى وصل إليها و من ثم أفصح عن نواياه بكل صراحة
- أنا لا يهمني أبداً زوجة من أنت...ولا يهمني بقائك هنا من رحيلك...لقد جئت بك إلى هنا طمعاً في المال...و لكنني لم أحصل عليه...لذا أضع لك فرصة رحيلك على طبق من ذهب
سترحلين من هنا مقابل نصف مليون ليرة
و لم تنتظر البرتقالة الحامل أن يكمل وعيده بماذا سيحدث لها إذا رفضت ذلك العرض لأنها قاطعته بموافقتها المستميتة.
- Anlaştık...
" أتفقنا..."
هتفت مسرعة فأنحنى هامساً في أذنها بهمس يدب الرعب في أوصالها
- أياك و محاولة الإيقاع بي أقسم أنني سأقتل جنينك و أتركك تتعذبين
أحاط بطنها بيديها تحاوط إبنتها و كأنها تُخبئها حتى لا يراها الوحش و يأكلها
- لن أفعل...صدقني
و لأنه إستشعر الصدق في صوتها بالإضافة إلى يقينه المطلق بعدم قدرتها و طمعه في النصف مليون ليرة...كل تلك الأسباب دفعته إلى تصديقها و البدء في تنفيذ خطته
- أعطني رقم هاتفي لشخصاً تثقين به لأرسل له عنوانك و سأساعده في الدخول...أما الباقي فهو له
و بسرعة البرق كانت البرتقالة تملي عليه أرقام هاتف أكثر شخصاً أحبته في هذه الحياة و عينيها تتلألأ فرحاً...فهي على بُعد إنشات قليلة جداً من الخلاص
........................................................................

دفع باب منزله الأحمر برفق ليدخل إلى غرفة المعيشة و هو بالكاد يستطيع الوقوف و بعد ذلك دخل بخطوات بطيئة جداً إلى المطبخ
يشعر بالخمول في جميع أطرافه
يقف أمام ماكينة القهوة يترقب بهدوء إستكمال صناعة ذلك الكوب ربما يحسن ذلك من حاله و في الوقت نفسه يحدق في يده المجروحة المحاطة بالشاش الطبي الذي إتخذته جميع جروحه الداخلية بوابة للخروج
يتنفس ببطء يرمي نفس صعب ليأخذ نفس أصعب بكثير
أغمض عينيه السوداء يتذكر ملمس يداها الناعمة حول خصره حين تعانقه...يكاد يقسم إنه يشعر بها تناديه...يستنشق رائحتها العطرة و كأنها بجانبه
- إهدأ قليلاً يا عمر...ستفقد عقلك هكذا
همس حانقاً على حالته المتردية فهو حقاً سيفقد عقله إذا إستمر على هذا المنوال
و بينما هو على هذا الحال إذ بهاتفه يهتز بسبب وصول رسالة حملت بين طياتها كل معاني الخلاص و النجاة...رسالة منتظرة لتزيح غمة الكآبة من فوق قلوب العشاق
رسالة أضاءت قلب الإبليكيجي بعد عتمة الليل...رسالة وضعت حداً لأسوأ كابوس في حياته
" زوجتك تستحق أكثر من نصف مليون ليرة أليس كذلك ؟ إذا كنت توافقني الرأي و مستعد للتضحية بنصف مليون ليرة من أجلها فهي قاطنة في منزل عائلة ترامبا القديم في شارع تشيني بمنطقة بي أوغلو بإسطنبول تعال و خذها "
قرأ عمر الرسالة بأعين متلألأة و قلبه ينبض كالمجنون من الحماس...أنفاسه باتت سريعة بجنون...النهاية السعيدة تقترب أخيراً
ظهرت إبتسامة عريضة آملة فوق شفتيه بعدما ألتقط الهاتف و بدأ يكتب أرقام هاتف إسماعيل بحماس شديد أفشاه صوته المبتهج
- وجدتها يا إسماعيل...وجدتها
هتف عمر بسعادة غامرة لم يتذوقها منذ أيام و ليالي و لم ينتظر سماع صوت إسماعيل ليتكلم مستكملًا حديثه و لكن بهدوء و جدية. هذه المرة
- سأُبلغ الشرطة و أبدأ بالتحرك...ليس لدينا وقتاً لنخسره
ثقة تامة و شجاعة كبيرة و إستعداد تام للمواجهة مع أصعب المخاطر... هذا هو السينيور و تلك هي صفاته التي لطالما كانت جزء لا يتجزأ منه دبت فيه مجدداً حينما تعلق الأمر بعودة دفنته إليه
و لكن إستوقفه أسئلة إسماعيل المندهشة و المستفهمة التي لم تفهم كيف يتصل و يخبره بأنه وجدها و سيبدأ بالتحرك وقد كان معه منذ عدة ثوان فقط يجري على الساحل ليخمد براكين الغضب الثائرة بداخله
- ماذا تعني بأنك وجدتها ؟...كيف ؟ هل تخليت عن باسونيس ؟
نفى شاه السمر تخليه عن باسونيس مكتفياً
بذلك كإجابة نموذجية على أستفهامته
- لا، لم أتخلى عن شيء...و لكن سأوافيك بكل شيء لاحقاً...عليّ الذهاب الآن
حينما سمع إيسو تلك الجمل القصيرة المختصرة أدرك مدى إصرار شاه السمر على إنهاء المكالمة و المضي في رحلته الشاقة فقرر ألا يعيقه و أن يؤجل إستفساراته فيما بعد
- حظاً وفيراً يا صديقي...أرجوك كن حذراً
- أعتقد أن هذا أكثر ما سأحتاجه الآن
همس بصوت خفيف و أغلق الخط بعدها متوجهاً نحو قسم الشرطة
...............................................................

أخذ يخطو خطوات تملؤها الثقة بالنفس إلى أن وصل لمكتب ذلك الشرطي الذي بات مسئولاً عن أمر إعادتها و على الفور تكلم مبتسماً
- وصلتني رسالة بمكانها يا سيدي
ظهرت إبتسامة طفيفة فوق ثغر ذلك الشرطي العجوز و أمتدت يده ليأخذ الهاتف من الشاب و يقرأ الرسالة بصوت مرتفع بعض الشيء قبل أن يتحدث بصوت عملي للغاية
- لن ندفع فدية لأحد...سنرسل معك بعض القوات...فبالتأكيد ستتعرض للأذي عند إمتناعك عن دفع الفدية...بالإضافة إلى دينيز هذا يجب أن يقدم للعدالة...و سأملي على باقي الضباط أوامري بأن يستكملوا عملهم و كأن شيئاً لم يكن فربما تكون تلك الرسالة خدعة لإستدراجك
و بعدها بدأ يراسل القادة العسكريين ليجمع الكثير من القوات إلى أن أصبح العدد ملائماً لما قد يواجهونه ثم بدأت القوات المتبوعة بشاه السمر مسيرتها نحو ذلك المكان الذي يتبلع الحمراء بداخله
وقد كان عمر في أمامية تلك القافلة يقود سيارته السوداء بسرعة فائقة و كأن نبضات قلبه المتسارعة تعمل كبزين للسيارة
و في هذه الحالة الحماسية التي هيمنت عليه عادت أحداث اليومان الفائتان تجري أمام عينيه ليعتصروا قلبه ألماً و صوت حوريته في ذلك الحلم يتكرر مراراً و تكراراً بداخله.
"أشتقت إليك كثيراً...الحياة بدونك جارحة جداً..سأنتظرك يا حبيبي و لكن أرجوك أسرع"
كلماتها ، رغبته المُلحة في إستعادتها ، خوفه عليها ، إشتياقه إليها ، غضبه الجارف من دينيز
و لومه لنفسه كالمجنون...كل تلك الأسباب جعلته يضغط بكل قوة على بدالة البنزين حتى أعلنت السيارة دخول السرعة في مرحلة الخطر و أطلقت صافرة الإنذار علّها توقف جنون ذلك السائق المتهور و لكن هيهات...لم و لن يتوقف
وطأت السيارة الخاصة به ذاك العنوان المقصود في غصون دقائق قليلة رغم بُعد المسافة و تبعته سيارات الشرطة بعدها
و فور خروجه من السيارة أوقفه الضابط متحدثاً بصوت غاضب نسيباً
- لما تصرفت بهذا التهور ؟ كدت أن تموت إذاً تلفت إحدى إطارات السيارة...هل أنت مدرك لهذا ؟
- أعلم، و أعلم أيضاً أننا فقدنا وقتاً بما يكفي لن أتصرف بشكل منطقي و زوجتي مختطفة هنا
نظر الضابط نظرة طويلة لوجه عمر الغاضب و تكلم بعدها ليملي أوامره على سائر الضباط
بجدية تامة
- طبقاً لتلك الرسالة فأن الباب الخلفي سيكون مُأمن لعبور السيد عمر...و لكن طبقاً لتلك الرسالة أيضاً فهو مُأمن لعبور السيد عمر فقط
ولا نعرف ماذا ممكن أن يحدث إذا تدخلت الشرطة لذا سيتوجه السيد عمر منفرداً إلى الباب و سنبقى بالقرب منه - إلى حداً ما - لحمايته إذا تعرض للغدر و في أثناء معرفة السيد عمر بمكان زوجته سنبدأ نحن بالتسلل من المداخل الأخرى للمنزل و بعد ذلك سنداهم غرفة السيدة دفنة و ننقذها... يجب أن نسرع قدر المستطاع حتى لا تتأذى
أومئ الجميع بتفهم و بدأ عمر بالتحرك نحو الباب و نبضات قلبه تتسارع كالطبل إلى أن وصل لباب صغير يقف على حافته من الداخل رجل مفتول العضلات ببدلة رسمية سوداء
و فور أن لمح عمر أبتسم بتصنع
- أنت زوج تلك الحمراء أليس كذلك ؟ أين مكافأتي ؟
تسائل الحارس همساً و هو يدفع السينيور ليخرجه من المنزل إلا أن يد الرجل الأسمر منعته من هذا و دلف إلى الداخل غاضباً
- أريد رؤيتها أولاً...
تبعه الحارس بل سبق خطواته بالمعنى الأصح و بدأ يدخله من باب و يخرجه من الآخر و حين إستشعر قربهم من الهدف تمتم محذراً
- ينتهي هذا السلم أمام باب غرفتها..سأمنحك بضع دقائق فقط لرؤيتها قبل أن تعطيني المال و ترحل من هنا...و من الأفضل لك عدم التفكير في خيانتي...فأنت الآن في عقر دارنا و أشار بسبابته إلى سلم متهالك ينتهي أمام غرفة صغيرة جداً ذات باب خشبي و يقف أمام ثلاثة من الحراس الذين تنحوا جانباً بعد إشارة من صديقهم
أومئ عمر بهدوء و بدأت تباشير إبتسامة تشرق فوق شفتيه حينما لاحظ عبور بعض الضباط من الباب الخلفي الذي بقى مفتوحاً
و من ثم أسرع في الصعود إلى تلك الغرفة التي تبتلع روحه في جوفها
دفع الباب بأصابع مرتجفة و دخل إلى تلك الغرفة الصغيرة المظلمة لتقع عينيه على تلك الفتاة الباكية المتكورة على نفسها و تبكي بحرقة
بكاء دمر كل قوة زوجها الواقف على باب الغرفة حتى تمنى أن يركع على الأرض و يحتضنها متأسفاً الالاف المرات عما حل بها بسببه و في الحقيقة لا يعرف كيف خرجت أحرف أسمها من شفتيه
- دفنة...حبيبتي
هي لا تحلم!!...هذا ليس حلماً!!...إنه هو... إنه هنا...يناديها بصوته الحنون...ستخرج من هنا أخيراً...ستصدق كل وعودها مع إبنتها...إبنتها
أنها تنزف بشدة!! يجب عليها الإسراع.
رفعت رأسها لتكشف عن شحوب وجهها و عينيها المنتفخة من البكاء و حبات العرق متناثرة فوق جبينها و خديها المحمر من أثر صفعات دينيز و شفتيها المجروحة و جبينها المتورم الدال على معاناتها في هذا المكان
- عمر...كنت أثق أنك ستأتي
همست بصوتها الباكي الضعيف و إبتسامتها المتعبة متجلية فوق شفتيها
فبدأت أقدامه تركض تجاه حبيبته ليعانقها
و لكن أصوات الطلقات النارية التي دوت في مكان قريب جداً منهم أوقفتهم بل جمدت الدم في عروقهم خاصةً عند سماع مصدر ذلك الصوت
- Merhaba Ömer, seni tekrar gördüğüme sevindim...
"مرحباً عمر، سررت برؤيتك مجدداً..."
أدار ظهره برعب فهو تأكد من صعوبة خروجهم الآن أما دفنة فأطلقت صرخة خائفة و وضعت كفيها فوق شفتيها خصوصاً حينما رأت بركة الدماء المحيطة بالأربع الجثث الخاصة بالحراس و قبل أن يبدي عمر أي ردة فعل إستكمل دينيز حديثه و هو يحملق في جثث الحراس بإستحقار
- كنت أعلم أنه سيأتي بك إلى هنا منذ تلك اللحظة التي أخبرته فيها بعدم وجود أي مقابل مادي لإختطاف زوجتك… على أي حال فقد دفع ثمن غبائه بالإضافة إلى أنني كنت قد أشتقت كثيراً لإستخدام مسدسي
صوب  المسدس نحو قمة رأس عمر و تسائل بسخرية
- هل تريد الموت في أحضان زوجتك..؟ صدقني ستكون نهاية ملحمية لقصة حبكم الإعجازية العظيمة تلك
شهقت البرتقالية بفزع و بدأت تمسك بأطراف أصابع يد عمر و كأنها طفلة صغيرة تستنجد بأبيها من خطر محتم و لكن السينيور كان على النقيض تماماً فهو أكتفى بالأبتسام
- ما رأيك أن ينتهي هذا اللقاء بدخولك السجن مدى الحياة ؟ ألن يكون مؤثراً جداً ؟
قهقه دينيز ساخراً على برود الأسمر رغم المسدس المصوب نحوه فألقى المسدس أرضاً و كاد يتكلم لو لم تكن تلك هي الإشارة ليتهجم الشاب على ذلك الوغد الذي تطاول على أميرته و يبدأ في تسديد اللكمات المتتالية يفرغ به كل غضبه و خوفه الذي حطموا قواه طوال يومين و بين هذا و ذلك تفادى دينيز أحدى تلك اللكمات ليردها إليه دينيز أشد حتى خرج الدماء من شفتيه على أثرها
و لكن تحطيم الباب و دخول قوات الشرطة وضع حداً لهذا الشجار الناشب بينهما و لكن ليس دينيز من يستلسم هكذا فرمى حجر محترق داخل قلب الزوج بكلماته المخيفة
- لم ينتهي هنا يا عمر …إيذائي لم ينتهي هنا
و لكن الشاب لم يهتم في هذه اللحظة سوى بحمرائه القابعة على الأرض ترتجف بخوف
و ما أن أقترب منها حتى إختبئت بين أحضانه تناشد السلام و الراحة اللتان لا تجدهما سوى في حضنه
و بينما هي على هذا الحال مرت كلمات دينيز على مسامعها
" أنتِ نقطة ضعف السينيور الوحيدة…أنت الكنز الذي لا يفنى بالنسبة لكل أعدائه …قبل زواجه منك لم يكن هناك نقطة ضعف واحدة له…تمني فقط أن يتخلى عن باسونيس من أجلك…"
نزيف شفتيه و جرح يده و وجهه الشاحب
كل هذا و ربما أكثر بسببها هي..أنها تؤلمه جداً التفكير بهذا الشكل جلب الكثير من الدموع إلى عينيها و تمتمت معتذرة  كمن إرتكب ذنباً عظيماً
- آسفة…آسفة…آسفة…على كل شيء
و فوراً شرعت في وصلة طويلة من البكاء و ذراعيها تضمه بكل الطاقة الباقية لديها
و تستنشق تلك الرائحة التي غابت عنها مطولاً…تستعيد بها أمان فقدته و راحة غابت طويلاً
- لا تتأسفين على أي شيء فأنا حقاً من يجب عليه الإعتذار كل هذا بسببي أنا…أنا آسف يا حبي…سامحيني
إبتسمت بهدوء و أطلقت تنهيدة طويلة مرتاحة فور شعورها بأنامله السمراء تلامس شعرها بحنان و مع الأسف هذا الشعور لم يدم طويلاً لأن أحدى كفيه زحفت لترتاح تحت فخذيها و في الثانية التي تليها مباشرة كانت أميرته بين أحضانه كلياً مرفوعة تماماً عن الأرض و لكن حينها فقط أدرك كارثة أخرى لم يكن على دارية بها مسبقاً فشحب وجهه و همس بصوت متقطع مرتعب
- د…دفنة أن‍…أنتِ…تنز…تنزفين
و في الحقيقة تكفل شخصاً آخر غير زوجته بالتحدث هذه المرة و هو الطبيب التابع لذلك الشيطان فأجابه بصوت هادئ حد البرود
- نعم…و إذا كنت تريد إستشارتي الطبية فأنتم في حاجة ماسة للذهاب إلى مشفى…بشكل عاجل و من الأفضل لها بقائها مستيقظة حتى ذلك الحين
كلمات ضربت قلب الرجل كالصاعقة و أخافته بحق و لكن بالرغم من هذا أومئ بهدوء تام و بعد ذلك بدأ يخرج من ذلك المنزل الملعون بخطوات واسعة و حذرة إلى أن خرج إلى العالم مجدداً
- إبنتي يا عمر…ماذا سيحدث لها ؟
سمع همسها الخائف المتألم فأنحنى مقبلاً جبينها يحاول بث الطمأنينة في نفسه من خلالها
- Bitti Defnem, her şey her zamankinden daha iyi..!
"إنتهى يا دفنتي، كل شيء بخير بعد الآن.. !"
إقتربت أناملها البيضاء لتمسح دماء شفتيه الجريحة بأسى و عيون يفيض الندم منهما و كأنها هي من أصابته و قبل تتكلم قاطعها الضابط و بجانبه أحدى المسعفين
- لقد أستدعيت سيارة إسعاف لنقل زوجتك…في الأساس توجد مستشفى قريبة نسبياً من هنا…بالسلامة مجدداً
أحتضن زوجته الحمراء إلى صدره أكثر ولم يفكر مرتين في أمر الصعود معها فأستلقت هي على ذلك الفراش الصغير و جلس بجانبها يتابع وجهها الجميل الممتزج بالشحوب و الإرهاق بعينين آسفتان يعتذرون الالاف المرات في الثانية الواحدة و لكن ما أفزعه حقاً هو إنغلاق عينيها لفترات طويلة بين الفينة و الأخرى و كأنها تحارب للبقاء مستيقظة و عند هذه النقطة تحديداً بهت وجه شاه السمر و ضاع صوته  ليخرج مترجياً بعد عناء.
- أرجوكِ دفنة أبقي مستيقظة…„أرجوكِ يا حبيبتي لا تستسلمي…فكري بي…بإمينة…طفلتك الصغيرة…حاربي من أجلها
و لكنها لم تفعل…لم تستطع…هي تحملق فيه و لكنها ليست معه…ليست واعية
فلم يفد رجائه بشيء بل زادت الأمور سوءً فطالت مدة إنغلاقها لعينيها و قلت المسافة الزمنية بين المرة و الأخرى حتى…غابت أميرته عن الوعي تماماً
بقى الزوج الأسمر يحدق في زوجته النائمة برعب و عقله يفكر بملايين الأفكار السيئة إلى أن همس بخفوت
- دفنة حباً بالله أفيقي…لا تفعلي هذا بي
سكون تام…لا يوجد أي إستجابة من طرفها
تراخت أعضاء جسمها و ذهبت إلى عالم آخر
هدوئها يرمي بزوجها في حمم بركانية
و لم ينجده شيئاً سوى صوت السائق يعلن وصولهم إلى المستشفى ليأخذها بين أحضانه مجدداً و يهبط من السيارة مطالباً بطبيب بشكل عاجل و بالرغم من عدم إنتظاره لوقت طويل البتة فأن غضب السينيور جعله لا يطيق أي تكاسل من أي نوع
و فور وصول الطبيب و طاقم التمريض صاح الطبيب  بخوف على تلك الحامل المسكينة و طفلها
- أنها تنزف سنحتاج عملية جراحية فوراً
و بعد ذلك تحركت الممرضات دافعين ذلك السرير المتحرك نحو غرفة العمليات و عمر يتحرك بجانبه بوجهٍ مرتعب و دموعٍ تتزاحم في عينيه إلى أن وصل إلى غرفة العمليات حينها أوقفته الممرضة دافعة إياه إلى الخلف
- عذراً يا سيدي…لا يمكنك الدخول
و لم تنتظر ثانية واحدة آخرى فقد أغلقت أبواب الغرفة فور إنتهائها من التحدث
أختفت حبيبته عن أنظاره لحظتها و بقى عمر يحدق في باب غرفة العمليات بعدما أصبحت أقدامه عاجزة عن حمله فأستند على الحائط
يحاول البقاء صامداً و لكن هذا أشبه بالمستحيل
و أثناء ذلك حدثت جلبة داخل المستشفى بسبب وصول إيسو و عائلة دفنة و سنان
فعمر كان قد راسل إيسو بكل التفاصيل فور  إنقاذها و تولى إيسو مهمة إخبار البقية
- كيف حال إبنتي يا عمر ؟
تسائلت توركان الباكية بمجرد رؤيتها له فنظر للجميع الذين كانت أسئلتهم من نفس السياق ليجيب الجميع بجملة قصيرة مخيبة للآمال
- دخلت غرفة العمليات للتو…لا أعرف شيئاً آخر
و عندما سمع إسماعيل القسم الأول من الإجابة لم يتردد أبداً في إبداء تعجبه من وجود السينيور بينهما زوجته في غرفة العمليات
- و ماذا تفعل أنت هنا ؟ أدخل و كن بجانب زوجتك و طفلتك!
لم تتحرك أعين صاحب الشعر الأسود من باب غرفة العمليات و كأنه يخاف الإبتعاد عن ظلها حتى…يسمع صوتها حوله…يتذكر ملمس يداها …يشعر بعينيها تحدق به ببراءة توقعه في غرامها مرة أخرى!
- لم يسمحوا لي…
ثلاث كلمات نطقها عمر كانت بمثابة النهاية لتلك الأحاديث القلقة
و بعد إنتظار طويل مر كأنه دهراً كاملاً من العذاب المميت خرج الطبيب من غرفة العمليات منهكاً و يمكن ترجمة تعابير وجهه بأنها تنذر بكارثة…اسوأ كارثة على الإطلاق
- سيد عمر أنا آسف جداً حيال ذلك و لكن
…………………………………………………………

Continue Reading

You'll Also Like

23.7K 730 24
فتاه ملاكمه تعتني بشاب كفيف وغير قادر علي الحركه دعونا نعرف ما هي القصه
4.3K 374 27
أما مللتَ الأنتظار أما مللتَ النظر من بعيد على كل شئ يذكرك بي أما مللتَ حياتك ببعدي عنك اذ لم تفعل أنت فأنا سأمتُ الحياة بأسرها سأمتُ العيش والتنفس...
2.9M 71.6K 16
ادهم رجل الأعمال المشهور يقع في حب خادمته من ليله واحده ليتزوج بها رهف الفتاة التي فقدت عائلتها وفقدت كل شيء تذهب للعمل في قصره عن طريق صديقتها لتقع...
141K 3.3K 10
الجميع ينتظر إشارة منها وكأنها ملكة تفرح بتجمعهم ولكنها لا تنحني لهم وكأنهم عبيد لديها ،عنيدةولا يدق قلبها لأحدهم وكأن السلطة جعلتها متصلبة ذات قوة...