تصالح صوري

1.9K 67 91
                                    

ركب عمر سيارته وأتجه إلى الشركة ولكن عقله مازال شارداً في حديث تولين هل تعتقد حقاً أن من يريد الصلح يقول سأعطيك المال مقابل تصالحها مع إبنتها... لما يفكرون الناس يشكل أناني هكذا تعتقد أنها بدفع مبلغ مالي سوف تصالح إبنتها وتوقف نزيف داخلي دام لسنوات مسح على وجه بتعب وجلس على كرسيه وبدأ بالعمل ولكن دخل سنان المكتب
- مرحباااا لقد عدنا
- مرحباً أخي كيف كانت الرحلة ؟!
- رائعة ....استمتعنا
- وتركت كل الشركة فوق رأسي.. لست أنا من أهرب الآن
- عمر إيها البارد كنت أستمتع
- حسناً هيا بالخير
- وماذا عنكم عصافير الحب؟!
- من الواضح أن الحياة تعارض هدوء حياتنا
- ماذا يحدث؟!
- لا نخرج من المشاكل ابداً باي شكل
- الحياة لا تعطي أحد شيء بسهولة
- أعلم هذا جيداً ولكن دفنه تتعب كثيراً حقاً
- أنتم أقوياء سوياً عمر.. ستمر... لا تقلق
إبتسم عمر بهدوء
- ستمر..... بالطبع ستمر
ثم أكمل مازحاً
- هل سنري أخي يتزوج قريباً يا ترى
- نعم قريباً جداً فقط مازلت أفكر في الطريقة
- يمكنك أخذها إلى المالديف لأنها تحب البحر وأطلب منها الزواج على ضوء الشموع مثلاً
- اوووه السينيور داهية حتى في الرومانسية
غمز عمر بعينه وإبتسم ثم أكمل سنان
- أكمل الأمر إلى نهايته
- لم أفهم
- أعطني مثالاً
-  هكذا 

 بالطبع ستمرثم أكمل مازحاً - هل سنري أخي يتزوج قريباً يا ترى - نعم قريباً جداً فقط مازلت أفكر في الطريقة- يمكنك أخذها إلى المالديف لأنها تحب البحر وأطلب منها الزواج على ضوء الشموع مثلاً - اوووه السينيور داهية حتى في الرومانسية غمز عمر بعينه وإبتسم...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

نظر سنان إلى الصورة بإعجاب
أنه رائع جداً... ساحر...... شكراً لك أخي
- لا شكر بيننا... أنت أخي ...أتمنى لكم السعادة
عانق سنان عمر وربت على ظهره
- أحبك أخي
.................
ذهبت تولين إلى توركان وبعد أن أدخلتها توركان وجلست على الأريكة
- أمي أحتاج مساعدتكِ حاجة ماسة
- خيراً ...... ماذا حدث؟!
- دفنه لا تريد رؤية وجهي ابداً ...ساعديني
- بالطبع سأفعل ....لكن كيف؟!
-حاولي التحدث معها..... ولكن أرجوكِ لا يكون بالغصب.... أريدها أن تريد مصالحتي من داخلها وليس إرضاء لأحد... أرجوكِ
- حسناً إبنتي حسناً سأحاول... لا تقلقي
- حسناً أمي يجب أن أذهب الآن
خرجت تولين وتوجهت إلى مانو حيث تعمل إيما وجلست على أحدي الطاولات حتى أنتبهت لها إيما وتوجهت نحوها
- مرحباً...هل القيت نظرة على قائمة الطعام؟!
- لا أنا أعلم ماذا أطلب
- تفضلي سيدتي
- أريدكِ أنتِ
- ماذا!!!! 
أدارت ظهرها كي ترحل ولكن تولين أمسكت معصمها
- أنا السيدة تولين توبال... والدة دفنه
التفتت إيما إليها وهي تفتح فمها بدهشة
- من؟!!!!
- أم دفنه... وأريد التحدث معكِ أرجوكِ
جلست إيما على الكرسي المقابل لها
- أسمعكِ
- دفنه إبنتي لا تريد التحدث معي او رؤيتي
- وماذا أفعل لكِ؟!
- حاولي إقناعها في النهاية أنا أمها ربما أخطأتُ في الرحيل ولكن أهذا ذنب لا يغتفر؟
- لقد تعبت في حياتها كثيراً وعانت بمفردها طويلاً سيدة تولين طبعا لن تسامحك بسهولة 
- أنا أحترق شوقاً وندماً وهي لا تهتم
- حسناً سأحاول ولكن لا أعدكِ بالنجاح سيدة تولين
- حسناً إبنتي شكراً جزيلاً لكِ
...............
كانت دفنه تنهي بعض الأعمال في مكتبها عندما سمعت رنين هاتفها معلناً وجود متصل
رفعت دفنه الهاتف إلى وجهها ونظرت له وأجابت
- مرحباً إيمي... أخيراً تذكرتني...كيف حالكِ؟!
- مرحباً ديفو ... بخير حبي.... أريد رؤيتكِ
- حسناً أمامي نصف ساعة وأنهي عملي
- تمام سأمر إليكِ بعد نصف ساعة
- حسناً إيمي أنتظركِ
بعد نصف ساعة كانت إيما ودفنه جالسون في مكتب دفنه وبعد تفكير طويل نظفت إيما حلقها
- ديفو أريد أن أتحدث معكِ في شيء
- أفضي بما في داخلك إيمي
- والدتكِ....  جائت إلى مانو وتحدث معي
- وما شأني؟  أنا لا يهمني أمرها
- تحدثت معي بشأنكِ
- كم هذا جميل وذهبت إلى أصدقائي أيضاً
- دفنه من فضلك هي نادمة وتترجاك أن تغفرين لها أخطائها
- إيما لا أريد الحديث هذا الأمر خاص بي
- دفنه أنا صديقتكِ..همي همك وحزني حزنك
- حزنك حزني..... إذاً هي تحزنني وكثيراً جداً - دفنه تراجعي قليلاً ولو من أجلي أنا
- حسناً ....هل هناك شيء آخر؟!
- لا..... ولكن من أجلي أنا تراجعي دفنه
نهضت إيما وعانقت دفنه
- لا تجعلي كبريائك يدمر من يحبكِ
...............
بعد رحيل إيما خرجت دفنه وطرقت باب عمر وفتحته
- عمر أحتاجك حبيبي
نهض عمر من كرسيه وتوجه إليها
- أميرتي ما بكِ؟!
- أميرتك متعبة جداً 
ولم تكمل كلامها ولكنها عانقته بشدة وتنهدت
- ذهبت إلى إيما وطلبت منها مصالحتنا ...لما تلاحقني ؟! ...لما تحاول تدميري بوجودها وبعدمه ؟!...تعبت من المحاربة حقاً عمر تعبت
ضمها أكثر وكلامها يدور بعقله هل يخبرها أن أمها جائت إليه صباحاً وطلبت الطلب ذاته ويزيد جرحها نزيفاً أم يصمت ويكذب لأول مرة في حياته ولكن صوت شهقاتها العالي أعاده إلى الواقع أبعد وجهها من حضنه ونظر إليها
- لا تبكي يا أميرتي.... أرجوكِ
- متعبة جداً يا عمر لدرجة لا توصف ...لما الحياة مرهقة هكذا.. عانيت كثيراً في الماضي ولكنني تعرفت عليك وأحببتك وأصبحت مصممة في باسونيس ...قلت نعم الحياة إبتسمت لك أخيراً يا إبنتي تحبين رجل مثالي تحلقين من السعادة الآن وتحققين حلمكِ... ولكن لا ....رفضت السيدة ناريمان زواجنا وعارضته بشدة وسرقت أحدى تصميماتي وأعطتها إلى ترامبا ولكن مرت وقلت أن لا يوجد شيء يقف في وجه سعادتي الآن... ولكن تظهر أمي بعد كل هذه السنوات وتسعى وراء تصالحنا ....متعب
سحب عمر دفنه وإجلسها على الأريكة بجانبه ولكنها زحفت إلى حضنه صمت عمر ثواني وقرر أخبارها ولو بجزء
- ولما لا تقولين أن القدر إبتسم مجدداً لكِ ؟!
- لم أفهم
- ربما تكون تريد التصالح معك حقاً
- لا تفعل أنت أيضاً أرجوك
- حبيبتي أنها جاءت إليّ صباحاً
- ماذا؟!!!!
- طلبت مني أن أجعلكما تتصالحان ولكني رفضت وكانت تحدثت معكِ قبلها بيوم تقريباً  ثم ذهبت إلى إيما يعني أنها تسعى جاهدة كي تتصالحان وإذا حدث ستكون إبتسامة القدر حقاً مصممة كبيرة وعاشقة وتملكين عائلة دافئة ومحبة وليس لديكِ ماضي يؤلم قلبكِ الصغير هذا
- عمر أنا لا أريدها في حياتي ابداً
- ولكن لا تنكرين أن الذي قلته صحيح
- في الحقيقة....... نعم صحيح
- حسناً إذاً أنتِ قوية ستتحدين الماضي وتهزميه أيضاً ولن يستطيع أن ينزل دموعك من بعد الآن.
إبتسمت دفنه ووضعت يدها على قلبه
- أحبك كثيراً عمر
................
عادت دفنه إلى منزلها ليلا ومازال كلام عمر يتكرر بعقلها حتى  دخلت المنزل ووجدت توركان جالسة وكأنها تنتظرها
- جدتي هل كنت تنتظريني؟!
- نعم إبنتي أجلسي كي نتحدث قليلاً
وفور أنا جلست دفنه تحدثت توركان
- إبنتي الصغيرة أنني أصبحت في سنوات عمري الأخيرة الآن وأريد رؤية عائلتنا بأكملها معاً مجدداً
- جدتي أنا لم أفهم اي شيء.. وعقلي متعب
- أقصد أن تتنازلي عن غرورك وتصالحين أمك
- وأنتِ أيضاً جدتي وأنتِ أيضاً
- من أجل كل من تحبينهم دفنه.... الجميع يخطئ لا يوجد أحداً معصوم من الخطأ وهذه هي أمك جاءت نادمة وتبكي أليس هذا كافياً
- جدتي أنا متعبة حقاً
- لا تهربي ...كلامي صحيح ولكن كبريائك يمعنك من تصديقه او حتي من سماعه... أنت تحبين عمر صحيح
- بالطبع نعم
- وهل سوف تتركينه إذا أخطأ
- بالطبع سوف أسمع أسبابه أولاً
- ولما لا تسمعين أسباب أمك؟!
- لأن لا يوجد لديها سبب.. هل تعتقدين أن الزواج سبب حقاً
- لقد كانت شابة جميلة ولا تريد ترك الفرصة
- ولهذا تركت أولادها صحيح ؟!
- لا تكونين قاسية
- أنا لست كذلك ....ولكن هذا الواقع
- هل سترفضين إذا طلبت منكِ مسامحتها بقدر حب عمر بقلبك إذاً
إبتسمت دفنه بحب على ذكر أسمه فقط
- أريد أنام جدتي...... ليلة سعيدة
- ليلة سعيدة يا إبنتي العنيدة
صعدت دفنه إلى غرفتها وأغمضت عينيها وداخلها يتحدث
- سأسأمح من أجل أنت فقط حبيبي
ثم بدأت بالبحث عن الفندق الذي تمكث فيه تولين حتي وجدته إبتسمت ثم ذهبت إلى أحلامها
.................
في صباح اليوم التالي وبالتحديد في فندق Aşk prensesi حيث تقيم تولين أستيقظت وهي تحاول بث الأمل داخلها نهضت من سريرها بكسل تناولت كوب ماء وشربت رشفة واحدة وسمعت طرق أحدهم على باب الغرفة نهضت وفتحت ودمعت عينيها فور رؤيتها
- إبنتي كم أشتقتُ إليكِ
وضمتها إليها بحب وشوق ولكن ثواني وفصلت دفنه العناق ببرود
- هل يمكننا التحدث بالداخل قليلاً
- بالطبع تفضلي
دخلت دفنه وجلست على أحدى الكراسي
- علمت أنكِ ذهبتي إلى عمر وإيما كي يتتدخلوا
- نعم .....كنت أحاول بكل الطرق حل المشكلة
- وجدتي أيضاً......
- حبي أنا لم أحب أحد بقدركم مهما كان... من الأفضل نسيان الماضي والعيش
- نسيان دموعي التي كانت لا تجف... ونسيان شعوري الدائم بالعجز لأنني غير قادرة على إعالة عائلتيّ... نسيان حلمي الذي تحطم ولولا وجود عمر بحياتي الآن كان دام شعوري بالعجز دائماً وأبداً
- لقد علمت أخطائي وجئت لإصلاحها
ولكن دفنه أكملت ببرود
- وفي الحقيقة كلامه إيضاً من جاء بي إلى هنا... فأنا أريد أن أعيش حياتي معه دون ماضي يؤلم داخلي ....وكما أنني سأصبح أم في المستقبل ولا أريد أن يبتعد عني أولادي
- هذا يعني أنكِ....
أكملت دفنه ببرود
تصالحنا
ورغم أن كلمات دفنه كانت قليلة وكانت بالنسبة لها تصالح صوري كي تهزم ذكريات الماضي المؤلمة ولكنها كانت كافية حتى تنهض تولين وتعانقها بقوة
- أحبكِ كثيراً إبنتي.. أشتقتُ إليكِ حد الموت
ربت دفنه على ظهر تولين بهدوء وحب وبعد مدة طويلة أبتعدت تولين
- أنا أشكر عمر كثيراً لولاه لما كنت عانقتك مهما فعلت
أكتفت دفنه بإبتسامة هادئة ولكن تولين كانت على العكس تماما فكان يزين محياها إبتسامة عريضة وهمست
- أريد منكِ شيء
- ماذا ؟!
- قوليها .... أريد سماعكِ تقولينها
تكلمت دفنه بعد تردد
- أمي
وكانت هذه الكلمة كإشارة لكي تعود تولين إلى حضنها مجدداً وتتنهد براحة وسعادة
بعدها بثواني إبتعدت دفنه
- يجب أن أذهب إلى العمل الآن ... إلى اللقاء
تابعتها تولين حتى خرجت وأغلقت الباب وإبتسمت وبدأت تهمس
- سأفقد الوعي من السعادة الآن... شكراً لك عمر شكراً جزيلاً لك
...............
وعند خروج دفنه كانت مازالت تملك الوقت فقررت الذهاب إلى عمر إلى مكانها الصحيح
وبعد قليل سمع عمر طرق الباب مما جعله ينهض ويتجه إليه ويفنحه ليجد أميرته مبتسمة
- مرحباً حبيبتي... ما هذه المفاجأة الجميلة؟!
عانقته دفنه بحب وأخذت تقترب من أذنه
- لقد هزمته..... هزمته حبيبي..وأخيراً أنتهى
- من؟!!!
- الماضي...... لقد تصالحنا
إبتعد عمر قليلاً وهو ينظر لها بدهشة
- حقاً!!!!  متى؟!!
- نعم تصالحنا هذا الصباح.. لم يعد هناك ماضي يؤلم قلبي الآن
إبتسم عمر بفخر ومسح على وجنتيها
- حبيبتي القوية
- بفضلك حبي بفضلك كلامك البارحة أنا أنتصرت على الماضي المؤلم الآن
................


أميري  العاشق.  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن