أميري العاشق.

الزيارة المشؤومة

البعض يعتقد أن رؤية الغربان تحلق في السماء ينذر بشيء سيء و لكن إذا كان الأمر هو رؤية أسوأ شخص على قلبك هذا الشخص الذي يملك مفتاح جراحك و يعلم كيف يحرقك فأن الأمر ينذر بكارثة

أسندلت خيوط الشمس الذهبية منيرة العاصمة الإيطالية المكتظة بالسكان معلنة إبتداء النشاط و العمل و نهاية سكون الليل
تسللت بعض الخيوط إلى غرفة نوم بياض الثلج ذات الشعر الناري و شرعت في إزعاج هدوء عالمها الخاص حتى إستسلمت و أطلت بندقيتها على العالم و لأن أنفها كانت تفتقر إلى رائحة حبيبها المسكرة نهضت جالسة على الفراش و بدأت عينيها عملية البحث عنه

دامت عملية البحث ثواني قليله حتى رصدت عينيها أمير قلبها غارق في التحديق في المدينة والمباني كأنه يأخذ أكبر قدر مُمكن من التأمل كمخزون حين يشتاق أو كوداع أليم لمكان باغض لتركه

تركت الفتاة الفراش و توجهت إلى الشرفة حيث يقف الأمير و أرست يدها على كتفه و كلما أقتربت وضحت نظراته المشتاقة أكثر
- عمر..
- روحي..
- هل أنت بخير ؟
- بخير..بخير أعتقد ذلك
أراحت رأسها على كتفه و حاوطها بيده
- سأشتاق إليها كثيراً
ضغط على كتفها قليلاً و تنهد
- و أنا أيضاً...لم أكن كاره لرحيلي منها كاليوم
- ألا يمكننا البقاء قليلاً بعد إذاً ؟!
- لا، يجب علينا العودة..العرض بعد ثلاثة أيام
زفرت الزوجة أنفاسها بحنق بسبب أختيارهم هذا العالم تحديداً ليطلبوا مجموعة أضافية
- أختاره العام المناسب تماماً و الله برافو
نحرت شفتيه إبتسامته الهادئة المعتادة
- العمل ينادينا.. ماذا نفعل ؟
حركت الحمراء رأسها بقلة حيلة و هي تعاود الرجوع إلى الغرفة
- سأجهز الحقائب حتى لا نخسر وقت
- حسنا و سأنزل أنا لإعداد الفطور