شمس الأمل

1.7K 54 85
                                    

بعد كل ليل يأتي نهار... بعد كل ظلام يأتي النور.... بعد كل جحيم خلاف يأتي نعيم الصلح ...بعد كل يأس يأتي الأمل.... وبعد كل شر يأتي الخير

أعلنت سماء إسطنبول إنسحاب الليل وألالامه وبداية يوم جديد سعيد على قلوب عشاق أنهكها الفراق.... فتح عمر عينيه الجميلتين التى تلمع من السعادة وهو يشم رائحة الياسمين الخاصة بأميرته وهمس
- ااه لا تعلمين ابداً كم أرهقني الفراق وكم كنت أتمنى رؤيتكِ وأحتضانك
مرر يديه على خصلات شعرها ولاحظ إبتسامتها أثناء نومها فأبتسم بدوره بحب وبعدها بثواني فتحت عينيها وزادت إبتسامتها أتساعاً عندما لاحظ رأسها الموضوعة على صدره مررت يدها على صدره قبل أن تسمعه يتحدث
- صباح الخير حبيبتي الجميلة
رفعت رأسها وتأملت وجهه المرتاح وإبتسامته الجذابة
- لم أكن أعلم أنك مستيقظ.... صباح الخير
- لماذا كنتِ تبتسمين أثناء نومكِ؟!
أنزلت رأسها وهي تعبث بملاسه
- لا شيء
رفع ذقنها حتى يجعلها تقابل وجهه
- هل كنت تحلمين؟!
- نعم..... حلم جميل مجدداً
- وماذا كان؟! 
- حلمت بك مجدداً..... كنت أرى عرسنا
- بقى القليل وستكونين أجمل عروس في العالم
وضعت رأسها إلى صدره مرة أخرى
- أشتاق إلى هذا جداً.... صبري نفذ حقا
ضع عمر يديه على شعرها وإبتسم بهدوء
- هيا حبيبتي الفطور لدي اليوم
- حقاً... المفضل لدي... أنهض
نزلت دفنه إلى المطبخ وهو خلفها وبدأ يعد الفطور متحدثاً بغرور مصطنع
- كوني جاهزة لروية كيف يكون الطهي
تعالت ضحكاتها على غروره وأومئت
- حسناً  سيادة الشيف إبيليجيكي
أقتربت أكثر وبدأت تتابعه وهو يعمل وإبتسمت
- حسناً أعترف... أنت طاهي بارع... رائحته شهية
إبتسم على أعترافها وأكمل عمله بصمت وعند أنتهائه رفع رأسه ورأى أميرته تتأمل عينيه وكأنها تحفظ تفاصيلها زادت إبتسامته قبل أن يتسائل بخبث
- ما بها عيناي؟!
- أحب لونها الأسود كالليل هذا جداً
ضمها إلى صدره وهو يعبث بشعرها
- أنا أعشق كل شيء بكِ... كل شيء حقاً. إبتعدت قليلاً وهي تبتسم
- ألن نأكل؟!... أنا جائعة كما أن رائحة الطعام شهية
سحب عمر أحد الكراسي وأجلسها ولكن قبل أن يجلس قرع أحدهم الجرس
- حبيبتي سأري الطارق وأعود
- حسناً لا تطيل لأنني سأنتظرك
نحرت شفتيه إبتسامة عريضة
- أنتِ جائعة بحق
أبتسمت بخجل و أومئت.. خرج عمر متوجهاً إلى الباب الذي لم يتوقف جرسه عن الرنين
فتح الباب وأعلن الملل السيطرة عليه
- كوراي
- فتحت متأخراً.. هل كنت تقبل الفتاة الجافة.. في الحقيقة لا أعلم لما تحبها يا حياتي... أن رياح إسطنبول ستحطم جسدها إذا أقتربت منها... فهي لا تملك جسد عمر أنها تشبه الهيكل العظمي
زفر عمر أنفاسه بحنق
- أدخل كوراي وأغلق فمك وإلا سوف أكسره
دخل المنزل بتباهي وفور أقترابه من المطبخ
- رائحة شهية..فطور من يد إبيليجيكي.. رائع
أسرع كوراي إلى المطبخ وفور رؤية الفطور
- أنا جائع.. وبالطبع كوراي صارغين لا يمكن أن يبقى جائعاً... لذا أنا سأكل هذا الطعام
أمتدت كلتا يديه وأمسكت بالأطباق...فتحت دفنه فمها بدهشة
- هذا فطورنا سيد كوراي
- أصمتي يا خبيثة.... أنا كوراي صارغين أجمل وأعظم مصور في تركيا والعالم أنا أملك جسد مثالي وبشرة كالأطفال هل يمكن أن أبقى جائعاً ؟!
زفر عمر أنفاسه بغضب
- حسناً كوراي تناول الفطور..ولكن لما جئت؟!
وضع نصف الطعام في فمه وبدأ يحاول إبتلاعه وعندما تمكن أخيراً من هذا أجاب
- صور الأصدار في الخارج..رائعة بالطبع فأنا..
- حسناً حسناً كوراي... هيا حبيبتي
خرج عمر وبدأ يتفحص الصور وصعدت دفنه تبدل ملابسها وبعد دقائق سمع صوت دفنه وهي تنزل السلم
- لقد تناول الإفطار بأكمله... تناول فطوري
وجدت إبتسامة هادئة طريقها نحو شفتيه
- لا يهم حبيبتي سنأكل الفطور في باسونيس
- لقد كان من صنعك
- حسناً نأكل الغداء معاً عند عودتنا للمنزل
- و جدتي .....لقد تجاوزت الحد تماماً
- سنجد حلاً ما.... لا تقلقي
خرج كوراي وهو يمسح فمه بالمناديل
- لقد كان جميل..سلمت يداك عموش..ما رأيك
- جيد كوراي.... هيا نحن سنذهب
................
كان دينيز يجلس على أحدى طاولات المقهى يحتسى القهوة بهدوء عندما سمع صوت أنثوي يناديه
- مرحباً دينيز
رفع رأسه وإبتسم ساخراً
- سيدة إيز.... مرحباً
- أسمعني دينيز أنا أريد مساعدتك
كاد أن ينفجر من الغضب ولكن طرأت على رأسه فكرة جعلت عيونه تلمع بخبث
- بالطبع حبيبتي
- أريد منك تكرار محاولة قتل دفنه
- بالطبع .....ولكن كيف؟!
- السيدة ناريمان تكرهها بشدة ستساعدنا
- حسناً  ولما جئت إليّ؟!
- ستدعوها السيدة ناريمان إلى منزلها وستعطيها عصير مسمم ولكنه لن يقتلها فقط سوف يصيبها بالدوار وأثناء خروجها ستصدمها بسيارتك وينتهي الأمر
- زادت إبتسامته أتساعاً
- خطة ذكية جداً... أتفقنا
وفور أن خرجت إيز من المقهى أمسك دينيز الهاتف
- سيد عمر أريد رؤيتك الآن
- حسناً أنا في باسونيس... تعال
- الأمر ليس متعلق بالعمل... بل بحياة حبيبتك
دب الرعب في أوصاله ويسمع أن أميرته في خطر
- أين تريد أن نتقابل؟!
- أنا في مقهي Kahvenin büyüsü أنتظرك
- قادم
بعد عشر دقائق فقط كان عمر أمام دينيز ويرسم ملامح الهدوء والبرود ببراعة
- أسمعك سيد ترامبا
- لا يهم أن تسمعني ...أسمع هذا
أخرج هاتفه وقام بتشغيل التسجيل وهو يبتسم ببرود... سمع عمر التسجيل وهو يحترق من الغضب من إيز وناريمان ولكنه تمكن بأعجوبة من رسم الهدوء وهمس
- شكراً جزيلاً دينيز
- لا تشكرني..ونحن لسنا أصدقاء..فقط دمرها
خرج عمر من المقهى بعد أن أخذ التسجيل ذاهباً إلى قسم الشرطة
.................
دخل عمر إلى القسم وفور رؤية الضابط
- مرحباً أدعى عمر أحمد إبيليجيكي
- مرحباً سيد عمر...كيف يمكنني مساعدتك؟!
- أريد تقديم بلاغ ضد السيدة إيز مراد يوسين
- السبب ؟!
- هذا
أخرج عمر هاتفه وقام بتشغيل المسجل.. سمع الضابط المسجل وفور انتهائه قال
- سأخذ هذا المسجل وسنبدأ التحقيقات
أومئ عمر بهدوء وخرج متوجهاً إلى نجمي
ذهب إلى المنزل وهو يتنفس بقوة من الغضب طرق الباب بقوة مرتين حتى فتح نجمي الباب
- عمر بنى تفضل بالدخول
دخل عمر ولكنه لم يجلس مما جعل نجمي يتسائل
- لما لم تجلس؟!
أدار ظهره وصرخ غاضباً
- عائلتي تحاول قتل حبيبتي.. ألا يوجد شرف في هذا العالم؟!.. منذ متى وأنتم تفهمون الحياة هكذا؟!... هل تعتقد أن كل شيء مُباح لها؟!... لقد تعبت من محاولاتها لقتلها... أنا أصبحت لا أملك عائلة الآن... تعبت كثيراً.. لما لا تتركنا نعيش حياتنا؟!
كلام عمر أثار تعجب نجمي وتسائل أكثر
- ماذا حدث؟!  تكلم بني
- ناريمان تحاول قتل دفنه
- ماذا؟؟!
- حاولت سمها من قبل ووضعت لها السم في القهوة عن طريق زينب ولكنها لم تنجح وكنت أنوي إخبارك ولكن دفنه طلبت مني العفو عنها ولكن يكفي.... أنها الآن تحاول تكرار فعلتها وأعطائها عصير مسمم حتى تصيبها بالدوار وتقتلها إيز
خرج عمر قبل حتى أن يسمع حديث نجمي ولكنه توقف عند باب المنزل
- عمي دعها ترحل من حياتي حتى لا أبعدها عني بطريقتي
خرج عمر تاركاً خلفه بركاناً على وشك الإنفجار.. خرج عمر وأخيراً إلى الجانب السعيد في حياته حبيبته وعمله
................
عاد عمر إلى باسونيس  ولاحظ إبتسامة كبيرة على وجه الموظفين وإبتسامة دافئة تعانق شفتي سنان هذا المشهد جعله يتسائل
- ماذا هُناك يا رفاق
ذهب سنان وعانق عمر بقوة
- باسونيس لأول مرة الأولى في العالم من حيث المبيعات والأرباح... بفضلك
ربت على ظهره ونحرت شفتيه إبتسامة هادئة - بفضلكم جميعاً... لم أكن لأحقق ذلك بمفردي
أبتعد عن سنان بهدوء و إبتسم للموظفين
- أشكركم جميعاً على جهودكم.لنعد للعمل الآن
عاد الموظفون إلى أماكنهم قبل أن يعود نظره إلى مكتب دفنه ولكن سنان أفاق شروده بنظراته الخبيثة
- عصافير الحب يشتاقون.. لقد خرجت ثلاث مرات لكي تبحث عنك
- حسناً أنا ذاهب إليها
دخل عمر المكتب ولكن أميرته كانت تعمل ولم تلاحظ دخوله... أقترب منها وقبل وجنتيها هامساً
- أحدهم أشتاق إليَّ
نهضت دفنه وأقتربت منه
- أشتقت أليك كثيراً... لم أراك منذ الصباح
- أنشغل بأشياء سخيفة جداً منذ الصباح
- ماذا حدث؟!.. أنت بخير أليس كذلك؟!
- أنا بخير... لا نخافي
- كيف يمكنني مساعدتك؟!
كوني بجانبي فقط رؤيتكِ تشعرني بتحسن
- أنا هنا.... دائماً
وأكملت كلامها مبتسمة بسعادة
-  كما أن باسونيس في القمة الآن
أبتسم بسعادة وهو يضمها إلى قلبه
- مازالت لا أصدق
- بفضلك حبيبي... تستحق الوصول إلى القمة
..............
أكمل الثنائي يومهم بهدوء حتى أنتهى عمر من أعماله أخيراً رفع رأسه عند طرق أحدهم الباب
- تفضل بالدخول
دخلت إيز وهي تبتسم بإنكسار
- حبيبي
زفر أنفاسه بحنق ونهض خارجاً من المكتب ولكن يدها تمسكت به
- أسمعني عمر.... من فضلك
جلس على الأريكة بهدوء
- ماذا هُناك؟!
جلست على ركبتيها أمامه
- أنا أحبك كثيراً... أحتاجك في حياتي... أحتاج رؤيتك... رؤية حبيبي وليس عمر... أحتاج مساعدتك في مشاكلي... شركتي تتدمر لقد بلغت الديون هذا العام ثلاثين مليون ليرة
عند هذه الجملة أبتسم بسخرية
- أنت لا تحتاجين عمر... تحتاجين ماله حتى ينقذ شركتك.. تحتاجين ماله حتى تحافظين على مكانتك الأجتماعية
مررت إيز  يديها على شفتيه
-- أشتقت إلى عمر الخاص بي جداً
- ولكنني لم أشتاق إلى أي شخصية سابقة... انا لم أعرف حباً حقيقياً سوى ما أعيشه الآن.. ما عشته معكِ ماضي من الظلم أن يسمى حباً نهض متوجهاً إلى الباب وفتحه
- و أنتِ من أنهيته  
أقتربت منه كثيراً وأعطته تذكرة سفر
- هذه إلى ميلانو سأرحل الآن وسأنتظرك
خرجت إيز وألقى عمر التذكرة في القمامة
.......
جمع نجمي أغراضه من المنزل وترك ورقة على الطاولة
- ناريمان لا أنكر أنني أحبكِ كثيراً ولكنني لا يُمكنني العيش هكذا في داخل الألعاب والخدع دائماً لقد نسيتِ كل شيء و حاولتِ قتل دفنه مرتين ولهذا سأرحل ويجب عليكِ الأختيار أما أن أرحل دائماً او تنهي مشاكلكِ مع دفنه وتأتي إليّ بنفسها وتخبرني بذلك.. يجب عليكِ الأختيار أما وداعاً أو إلى اللقاء
وخرج تاركاً المنزل ...بعد ساعة من رحيله عادت إلى المنزل وفور أن قرأت رسالته ألقت بالحقيبة في الأرض وجلست تبكي بقوة
- يمكنني تحمل اي شيء سوى رحيلك... اي شيء سوى أن تغضب وتتركني ...أي شيء حتى لو كان هذا زواجهم يكفي أن تبقى معي
مسحت دموعها ونهضت إلى باسونيس وهي تدعو ربها أن لا ترفض دفنه الصلح لكي يعود نجمي لها .....دخلت إلى باسونيس وفوراً إلى مكتب دفنه طرقت الباب حتى سمعتها تجيب
- تفضل بالدخول
دخلت ناريمان هامسة بضعف
- إبنتي
رفعت دفنه رأسها وأبتسمت بسخرية
- مرحباً ....محاولة قتل أم أهانة
- محاولة أعتذار
أنهت الجملة ودموعها تنساب من عينيها. الدهشة أصابت دفنه للحظات قبل أن تتحدث
- حقاً !!! ولما هذا التغير المفاجئ يا ترى؟!
- أنا أخسر أغلى شيء لديّ الآن بسبب كبريائي ونظرتي الضيقة للأمور... ربما ما أقوله متأخراً جداً ولكنني آسفة جداً على كل شيء قمت به او قلته
..أتمنى لكم السعادة وأتمنى أن تسامحيني عما حدث وأعدكِ... أعدكِ لن أفعل شيء سيء
أنهالت دموعها بغزارة شديدة وهي تكمل
- أرجوكِ لقد تركني وذهب ولن يعود سوى عندما تسامحيني... أرجوكِ دفنه
إبتسمت بضعف وعانقت ناريمان بحب
- حسناً أنتهى... أصبح ماضي الآن
- هذا يعني أنكِ...
- نعم سامحتك سيدة ناريمان.. جميعُنا نخطئ
عانقتها بقوة وهي تهمس
- أعدكِ سنكون أصدقاء جيدين جداً بعد الآن
- آمل ذلك.... آمل ذلك
- أبلغيه أننا تصالحنا.... أرجوكِ
أومئت دفنه بإبتسامة
- سأفعل
..................
أغلق عمر أوراقه وحاسوبه بعد أنتهائه من العمل وتوجه إلى مكتب دفنه فتحه ببطئ ودخل إليها كاد أن يتحدث ولكنه لاحظ شرودها فى خاتم الزواج الذي ترتديه والإبتسامة تنير وجهها أقترب أكثر وأمسك بيدها مقبلها
- أقترب جداً حبيبتي... جداً
- أشعر بالفخر أن هذا الخاتم في يدي أنا
- أنا محظوظ جداً لأنني سأتزوج من أجمل بنت في الدنيا
عانقته بقوة واضعة رأسها على كتفه وهو يمرر يده على شعرها وهمست
- لقد تصالحت مع السيدة ناريمان
- ماذا؟؟!
- جاءت باكية وطلبت المسامحة لقد تركها نجمي بسبب أفعالها... يكفي هذا لها
تنهد براحة وهو يضمها أكثر
- أنتهى دفنه وأخيراً أنتهى..... أنتهت هذه المعاناة أخيراً
.............

أميري  العاشق.  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن