مرض الروح

2.2K 60 51
                                    

الجسد و الروح متلازمان لا يمكن أن ينتهك الألم الروح حتى يفتتها أرباً و لا ينال الجسد النصيب بل لا يمرض الجسد من الأساس إلا مرضت الروح حتى تهشمت تماماً

أضاءت الشمس السماء التركية الصافية لتلقي الضوء على جراح الروح التي زادت عن تحملها لتظهر على جسد الزوج النائم على الأريكة و يكاد الغطاء أن يلتحم مع جسده من شدة ضغطه عليه و تغطية كل إنش منه
تململ عمر في أثناء نومه بألم و هو يحرر عينيه المتعبة لتطل على العالم و توضح كم الألم الذي يكمن داخل ذلك الجسد و كان الجزء الأكثر سوءاً حينما حاول النهوض ليشعر كأنه يحمل أطنان من الحديد على كاهله
- آه
رفع أحدى يديه و أرسها على جبينه ليدرك فوراً كم هو يحترق
تأفف عمر بألم و إستدار بكامل جسده ملتقطاً الهاتف ليعلم كم الساعة الآن رغم يقينه المسبق بعدم قدرته على الذهاب إلى العمل
- اووه أنها التاسعة صباحاً
لم يكن السينيور محب للنوم أو للكسل أبداً بالإضافة إلى حبه الكبير لممارسة الرياضة في الصباح الباكر و لكن بالرغم من كل هذا لم يفعل شيئاً سوى الأستلقاء مجدداً على الأريكة و إعادة الرحمة لعينيه المحتجة على أستقياظه و تشتاق إلى الأنغلاق مرة أخرى و معاودة النوم 
كانت عينيه على وشك الغرق في النوم حينما أقتحم جسده الغثيان الشديد و لهذا نهض و هو يجبر عيونه النصف نائمة أن تبقى مفتوحة أنزل كلا قدميه لتلامس الأرضية و فور وقوفه أخذ جسمه يترنح حتى وشك على السقوط و لكنه تمكن بأعجوبة الذهاب إلى المطبخ و شرع في إغراق وجهه بالماء عله يستفيق
رفع الزوج رأسه السوداء و حدق على وجهه المتعب بل المحطم و عينيه الزائغة و وجهه الأحمر المتعرق بغزارة في المرآة لهذا أعاد فتح صنبور المياة و بلل وجهه بالكامل في محاولة لتخفيض حرارة جسده و لكنها كانت محاولة فاشلة بالطبع فكيف له أن يدواي جسده و روحه تنزف حتى أنهارت ؟
إزدادت حدة الترنح لدرجة عدم قدرة قدميه على حمله و لأنه لا يريد الأنبطاح أرضاً توجه إلى الحديقة و ألقى بجسده على الكرسي
- أتمنى أن تكون مستمتعاً بما يحدث لي سيد هولوصي
في الداخل كانت أنف الأميرة قد حرمت من رائحة زوجها العطرة و لهذا أيقظتها لتبحث عن مخدراتها و تعيدها إليها حتى تنعم بنومها تحركت البندقيتان خاصة البرتقالية تبحث عن زوج أسمر وسيم حد الجنون في الأرجاء حتى ألتقطت البندقيتان هذا الجسد الأسمر الجالس في الحديقة
أزاحت الغطاء عن قدميها و بدأت تمشي على أطراف أصابعها و تبتسم بشقاوة حتى أصبحت ورائه و أمتدت كلتا يديها تغلق عينيه
- بمن تفكر سيد عمر ؟ هل هناك من سرق عقلك ؟
أبتسم بألم خفيف جاهد لإخفائه حتى لا تذعر
- أفكر بزوجتي الجميلة هل رأيتها ؟ دعيها تأتي لقد أشتقتُ إلى الغرق في بحور عينيها البندقية و ملامسة جلدها الناعم و أشتمام رائحتها الياسمينية
حررت عينيه من سجن يديها لتطل على الحديقة مجدداً  و أنحنت تقبل وجنته
أمتدت يده السمراء تمسك يدها الناعمة البيضاء التي كانت تغلق عيونه الفحمية و وضع قبلة طويلة عليها و كأنه يخبرها كم هو متألم و متعب و يطالبها بمداويته

أميري  العاشق.  Where stories live. Discover now