العسل المسموم

1.8K 63 60
                                    

أنتهت المقابلة بأن يتم الخطبة بعد شهر من الآن سلم نجمي على توركان ودفنه و ودعهم ورحل ثم ذهب عمر إلى توركان وأقترب من أذنها وهمس
- هل يمكنني أخذ دفنه إلى مكان الليلة؟!
- ولكن لا تتأخروا كثيراً
- لا تخافي هي معي
- حسناً يمكنكم الذهاب
إبتسم عمر وقبل رأسها ثم توجه إلى دفنه
- اين تريدين الذهاب؟!
- لا أعلم إذا كانت ستوافق جدتي
- نعم لا تقلقي طلبت إذنها ووافقت
عند سماع هذه الجملة تحدثت بحماس
- أحد أماكنك الخاصة ....ارجوك
أطال عمر الصمت ثم إبتسم
- سنذهب صباحاً إلى هناك المكان ليلا يكون مظلماً
- حسناً سنتجول قليلاً
-  إلى اين؟!
- بلا هدى
- حسنا حبيبتي المتسكعة
إبتسمت دفنه بمرح
- التسكع في الحي جميل..... سيعجبك الأمر
- لا يهم .....فأنا يعجبني اي شيء معك
خرج الثنائي يتجولون في شوراع اسطنبول  وعمر يضم دفنه إليه كأنه يخشى أختفائها عنه وبعد فترة قصيرة من الصمت سمع صوت حبيبته
- هل تعلم أنا يوجد لي شبيه ستراه عيناك قريباً جداً
- لا أعتقد أنه يوجد لكِ شبيه  ابداً
وبعد قليل مروا من جانب بعض الأشجار وفور أن رأتها دفنه أسرعت نحوها وأخذت تتفحص الورق وتهمس
- Defne Ağaçlar
لاحظ عمر ابتعادها عنه ووقوفها بجانب الشجرة لفترة مما جعله يتقدم نحوها متعجباً
- حبيبتي لما توقفتِ؟!  ما بها هذه الشجرة؟!
- أنها شجرة الدفنه لقد تسميت على أسمها
حاوط عمر كتفيها  وإبتسم
- غابة حور وشجر الدفنه... كم هذا جميل
- ماذا ؟! .....لم أفهم
- سأريكِ المكان غداً....هيا الآن
...............
في صباح اليوم التالي وبعد ذهاب دفنه إلى العمل طرق أحدهم باب منزل توركان.. نزلت من الطابق العلوي وفتحت الباب
- السيدة توركان جدة دفنه؟!
- نعم أنا ولكن من أنتِ؟!
- ناريمان إبيليجيكي زوجة عم عمر
- حسناً تفضلي بالدخول سيدتي
دخلت توركان وجلست بتفاخر
- أريد الحديث معكِ بأمر بما أننا أكبر أفراد العائلة
- أسمعكِ
- أنا لا أرى أن زواج عمر ودفنه أمر جيّد ابداً
- لما؟! 
-  السيد عمر  كان لديه علاقات عاطفية من قبل عكس إبنتكِ تماماً ....وهذا قد لا يناسبكم
- في الحقيقة علاقاته ماضي...كما أنه أمر يخص دفنه فقط وهي ليست صغيرة
- وهل تقبلين أن يكون زوج إبنتكِ الوحيدة له علاقات عاطفية سابقة؟!
- في الحقيقة لا .....ولكن هذا الأمر بينهم
- ولكنكِ يمكنكِ التأثير في رأي دفنه
- لا أعتقد هذا.... أن الخطبة بعد شهر من الآن
- ماذااا ؟! الخطبة بعد شهر
- نعم هل هناك مشكلة ما؟!
شعرت ناريمان أنه سيتم كشف غضبها ولهذا استجمعت نفسها
- لا لا لا شيء .... ابداً
ثم نهضت خارجة من المنزل وفور خروجها أجرت إتصالاً هاتفياً
- مرحباً إذا كنتِ تريدين استمرارك في باسونيس أستمعي إليّ جيداً
- أسمعكِ
طلبت ناريمان طلبها من السيدة وأغلقت الخط وأغلقت عيونها
- لنرى كيف ستتزوجينه إيتها الحقيرة
.............
دخلت دفنه إلى العمل وتوجهت إلى مكتبها مباشراً حتى تنهي أعمالها الكثيفة والمملة هذه
وبعد نصف ساعة سمعت صوت طرق الباب
- تفضل بالدخول
دخلت زينب ومعها كوب قهوة
- لم تتناولين قهوة الصباح وتعملين كالنحلة بالطبع تعبت
إبتسمت دفنه بإمتنان
- في وقتها المناسب حقاً..... شكراً لكِ زينب
- لا عليكِ..... عملاً موفقاً
عادت دفنه إلى عملها بعد أن تناولت القليل من الكوب ولكن قطع تركيزها صوت باب مكتب عمر وهو يفتح ويدخل حبيبها مكتبه إبتسمت بحب وعادت إلى عملها ولكن قطع تركيزها ألماً يفتك برئتيها
- ماذا حدث يا إبنتي ؟! .....لا أستطيع التنفس  ...سأبلغ عمر حتى يأتي
حاولت الوصول إلى الهاتف ولكن أنقطع أنفاسها وسقطت مغشياً عليها.
.............
في منزل ناريمان كانت جالسة بهدوء كالطير البريئ تتخيل أن أموال عمر تعود إلى المجتمع الراقي وتستحوذ عليهم مجدداً وماذا ستفعل بكل هذه الثروة الطائلة
- سأحصل على المزيد والمزيد من المال وربما أشتري بعض السيارات والسائقين
ثم تذكرت أن نجمي غاضب جداً منها
- وأتصالح مع نجمي بعد ذلك.... ومن يعلم ربما أعده أنني لن أتدخل في حياة الأخرين مجدداً... .وأطلب منهم أن نأخذ قصر السيد هولوصي
قطع أفكارها صوت دخول كوراي صارغين
- نورو عصفورتي الصغيرة كيف حالكِ
- كوريش تعال تعال يوجد أخبار
- حقاً.... وأنا أيضاً لدي أخبار
سرد الثنائي كل الأحداث التي مروا بها وبالطبع تباهى كوراي بنفسه كثيراً قبل أن تقطع ناريمان حديثه
- ستنتهي قريباً جداً قصة الحقيرة دفنه
- حقاً......كيف؟!
سأخبرك بكل شيء فيما بعد
..................
في باسونيس رفع عمر رأسه أخيراً وسافرت عيونه إلى مكتب حبيبته ولكنه لم يجدها مما جعل قلبه ينقبض وخرج من مكتبه متوجهاً إليها وفتح الباب
- حبيبت.....
ولكنه تفاجئ بها نائمة على الأرض مغشياً عليها أسرع إليها وحملها في حضنه وشعر ببرودة جسدها
- حبيبتي.... .دفنه..... ماذا حدث لكِ؟؟!
حملها وتوجه إلى أقرب مستشفى  دخل عمر  وبدأ يطالب باي طبيب حتى جاء أحد الأطباء وأخذها منه وأسرع إلى غرفة العناية
جلس عمر على أحد الكراسي بجانب الغرفة خائف على دفنه ولا يعلم ماذا أصابها؟!  ومن فعل هذا ؟!  أغمض عينيه ولم يشعر بنفسه سوى ودموعه تنهمر متعبة من الأختباء ومن الحياة التي تعارض سعادته بكل الطرق وبعد قليل خرج الطبيب وفور أن رأه عمر نهض إليه مسرعاً
- ما بها؟؟! ...هل هي بخير؟!..ماذا حدث لها؟!
- اهدئ اهدئ سيدي هي بخير الآن ولكنها كانت مصابة باختناق شديد لحسن الحظ أنك جئت بها إلى هنا ولم تتأخر
- هل يمكنني الدخول إليها ؟!
- بالطبع ولكنها نائمة الآن
دخل عمر الغرفة لأميرته النائمة على سرير المستشفى بتعب ورغم أحتلال التعب ملامحها إلا أنها مازلت ملاك صغير بوجهها الأبيض المتعب وشعرها الأحمر المشتعل المفروش على الوسادة بجانبها أقترب عمر منها وأنحنى مقبلاً جبينها ووجنتيها
- حبيبتي ماذا حدث لكِ؟!  ...تعبك يحرقني.... أفيقي أرجوكي يا حبي
نزلت دمعة خائنة من عيونه ولكن دفنه ضغطت على يده وفتحت عيونها بتعب
- حبيبي...... عمر
ضم عمر دفنه إلى صدره بقوة ومسح على شعرها وحاوط ظهرها بيده
- خفت عليكِ كثيراً كدت أموت ...خفت أن أخسرك.... لا تتركيني هكذا ابداً
ضغطت دفنه على ظهر عمر
- أنا بخير لا تخاف
- من فعل هذا بكِ؟!
- لا أعلم لقد تناولت كوب قهوة فقط
- كوب قهوة !!! من أعطاكِ إياه؟!
- زينب
- زينب إذن!! ......حسناً حبي تعال كي ترتاحي
خرجت دفنه وهي تستند على عمر بعد أن تأكد الدكتور من سلامتها وسمح لها بالخروج
أخذها عمر إلى سيارته
- عمر أنا يجب أن أعود للمنزل
- لا ستبقي عندي حتى تكونين بخير
- أنا بخير عمر لا تخاف
- حسناً بخير....هل يمكن أن تبقي معي قليلاً؟
- حسناً حسناً هيا
..............
في مكتب زينب كانت قد بدأت تشعر بالخوف والندم لما تفعل بزميلتها هكذا أن دفنه لا تستحق منها هذا وبالطبع عمر لم يسمح لها بالبقاء بالعمل بعد فعلتها هذه شعرت زينب أن كل شيء يتدمر من يدها ولهذا قررت زينب أن تبلغ عمر بكل شيء عل هذا يكون كافي حتى يغفر لها ما حدث وتبقى في عملها ولهذا السبب أمسكت هاتفها تتصل بعمر ولكنه لا يجيب مما زاد الخوف في قلبها وقررت أن تتصل بدفنه وتعتذر منها هي ولكنها وجدت هاتف دفنه أيضاً مغلق
- لقد علموا بأمري إذاً........ يا ليت السيدة ناريمان بحثت عن اي شخص آخر غيري
.................
وصل عمر ودفنه إلى المنزل وفتح عمر الباب
- تفضلي بالدخول
وفور أن دخلت المنزل أدارها إليه وعانقها بقوة وحب يمحي من ذاكرته خوفه عليها في الصباح ولكنها إبتسمت بتعجب
- ما بك؟!
- لا شيء.... متعب قليلاً...لا تفكرين بشيء
- ماذا بك حبي؟!
- لا تهتمي..... عانقيني فقط
شدت من عناقه أكثر حتى سمعته يتحدث
- لما يفعل الجميع هذا بي؟!....لقد تعبت حقاً علمت دفنه أنه يقصد زينب و ناريمان ....مررت يدها بين خصلات شعره بحب وهمست بأذنه
- لا أعتقد أن زينب كانت تريد إيذائي  ...لا تهتم أرجوك......مضى
- لا أعلم لما الجميع يحاول تدميري هكذا
- صدقني زينب بالطبع لم تريد أن تفعل هذا
- لا أعلم..... عقلي متعب أتحمل اي شيء سوى أن أتعرض لخسارتكِ
- لن نفترق أبداً
- لن نفترق أبداً يا حبيبتي
..................

أميري  العاشق.  Where stories live. Discover now