إبقي بجانبي

2.5K 76 35
                                    

كم يكون عقلك صعب عندما يضغط على قلبك بأفكاره أكثر وكأنه لم يكتفي بكل ذلك الألم والحزن الذين يعتصرونك
كان عقل عمر يدمر ما تبقى لديه من قوة ويذكره بأبيه وأمه الذي رحلوا ووجد نفسه شاب في عمر السابعة عشر يبني نفسه بمفرده ثم حينما وجد شخص يفهمه ويحبه كما هو رفضت زوجة عمه الذي كان يعتبرها بمثابة أمه زواجهم بسبب المال وعندما أخرج جده من حياته للأبد تفاجئ به يخرج أمامه الآن وفي يوم كانت باسونيس تحلق في السماء... شعر عمر بالإختناق وحاول تفريغ عقله ولكن عبث عقله لم يكن أكتفى بهذا القدر وأخذ يفكر ماذا سيحدث إذا نجحت ناريمان في أخراج دفنه من حياته بما أنها قالت أن زواجهم لن يتم... عند هذه اللحظة شد عمر من عناق دفنه وأخذ يقبل رأسها كأنه يطمئن قلبه أن الحياة ليست سيئة حبيبته هُنا في حضنه وبخير عمله بخير لا داعي للقلق.. ولكنه فشل
-  أنا مشوش جداً دفنتي.. عقلي لا يعمل
- تحدث.... أخرج ما بداخلك
- أنا غاضب جداً ...غاضب من الجميع لا أعرف لما أتي إلى دكان المعلم.. ولا أستطيع إخراج الأمر من تفكيري
- حبيبي ربما لم يكن يعلم
- لا.. لقد قال جئنا لحل الخصام ..أكره رؤيته
- حبي أنسى الأمر... مضى
أمسك عمر يدها وقبلها ووضعها على قلبه
- أقسم لكِ أنكِ أنتِ الوحيدة التي تهتم لأمره الآن.. الوحيدة التى تريحه ولا تألمه ..ينبض بجانبكِ فقط
- بل أنا من أشعر بالفخر لأنه ينبض لي ..بأنني ملكة عرشه
أتجه نحوها حتى أصبح يفصل بينهم إنشات قليلة جداً وأبتسم ...قبلته على خده وإبتسمت
- هل تعلم أن إبتسامتك ساحرة؟! .... أحبها
- هي فقط؟!
مسحت على ذقنه
- أعشق ذقنك أيضاً جميلة لا تتغير أبدا
ثم أتجهت إلىِ فمه وقبلته
- أعشق كل تفصيلة بك حقاً.. أنك مثالي في كل شيء
- أنا مثالي.. إذا كنت مثالي ماذا عنكِ
- لا لا أنت لم ترى ديفو المتسكعة
- حبيبتي مفتعلة المشاكل إذن ؟!
- وكثيراً
- أتشوق لرؤية هذا الجانب منكِ
- لا أرجوك لا أريد الخروج من هذه الصورة
عاد عمر إلى حضنها ومرر يده على شعرها وإبتسم بخبث
- هل تعلمين التفصيلات التي أعشقها إذن ؟!
أصاب عمر ونجح في إثارة فضول حبيبته
- أخبرني
- هل تملكين الكثير من الوقت للسماع
- نعم أنا معك
- نطقك بأسمي ...عندما تعرفت عليك في أول يوم لنا بالعمل كنت أريد سماعه منك كل ثانيه تقريباً 
مرر يده على شعرها وقال
- هذا الجميل المشتعل سيفقدني عقلي رائحته وملمسه لا أستطيع الأبتعاد عنه
ثم إبتعد وقبلها بلطف عدة قبل
- أنا أدمنك أريد البقاء في حضنك للأبد
عاد عمر إلى حضنها وقال
- ماذا سيحدث لو أعيش هنا للأبد ؟! ..أعدكِ أنني سأكون بخير دائماً
- سيكون جميلاً حقاً  لن نشتاق.. لن نحزن
وكالعادة كانت هناك نهاية للعالم الوردي هذا ولكن هذا المرة توركان جدة دفنه
- إبنتي نحن عائدون
لماذا عدتم باكراً؟!
- سيلين قالت أنها لا تحتاج المساعدة بعد الزفاف
- متى ستصلون؟!
- بعد ساعة ونصف تقريباً 
- حسناً بالسلامة جدتي
أنهت دفنه المُكالمة ونظرت إلى عمر بحزن
- سأذهب الآن
- لا تذهبين مازلت أحتاجكِ
- ياا عمر لا تصعب الأمور عليّ.. أريد أن إبقى هُنا ولكن...
- هل تريدين البقاء؟!
- بالطبع
-  لنفعل شيئاً إذن
- لا أعلم مثل ماذا برأيك
أمسك عمر بخصلات شعرها وقال
- متي سيعودون
- ساعة ونصف
- حسناً يمكنكِ قضاء ساعة أخرى معي
- نعم ولكن إذا تأخرت
- أنتِ لن تذهبي... لا أريد التفكير في أي شيء حدث ..أريد الراحة و أنتِ من تريحني
ذهبوا وجلسوا على الأريكة
- هل تودين سماع شيء
- صوتك أريد سماعك. أقرأ لي شيء
نهض أميرها وأتجه نحو المكتبة وبدأ في البحث وأثناء بحثه رأت دفنه مكان شاغر في أحدي الرفوف رغم أنه يوجد بجانبه كتب
- لماذا هذا المكان فارغ ؟!
- هذا الكتاب لم أستطع العثور عليه بأي شكل 
- ما أسمه إذن؟
- الكتاب الأسود أنه لكتاب تركي أسمه اروهان
- هل تعرف عن ماذا يحكي ؟
- قصة حب ولكن بها طابع خيالي قليلاً
- أتشوق كثيراً لقرأته
- وأنا أيضاً لقد حصل اروهان على نوبل بسببه
ولكن توركان رفضت أنفرادهم مرة ثانية وكررت إتصالها
- إبنتي هيا نحن وصلنا إين أنتي؟؟
- أنا ...يعني..  نعم أتجول على الساحل
إبتسم عمر بخبث وفور أن أغلقت
- تتجولين على الساحل إذن دفنه هانم
- ياااا عمر ماذا أفعل ؟! هذا ما جاء في عقلي
ثم أكملت
- هيا حبيبي إلى اللقاء
وقف عمر أمام الباب مانعاً أميرته من الهرب
- إلى اين؟!
- منزلي!!
- لا يمكنكِ الذهاب
إبتسمت دفنه وأقتربت قليلاً منه وقبلته
- أذهب الآن؟!
- لا
- هل أنت جاد؟!
- جداً
- جدتي ستغضب مني
- وماذا عني أنا؟!!
- أعدك سأعوضك عن هذا
أقترب منها وضمها بقوة إليه
- سأشتاق إليكِ
- وأنا أيضاً حبي
..............
عادت دفنه إلى منزلها وهي تتمنى أن تصمت جدتها ولا تبدأ في توبيخها وضعت المفتاح في الباب ودخلت إلى غرفة المعيشة لم تجد أحداً أبتسمت وصعدت إلى غرفة النوم الخاصة بجدتها لتجدها نائمة بهدوء إبتسمت مجدداً ورحلت من الغرفة وحين أدارت نفسها وجدت نيهان مستيقظة وواقفة أمامها لتصرخ بصوت منخفض
- لقد أفزعتني نيهان
- أين كنتي؟!
- على الساحل
- حقاً  هل تعتقدين أنني سأصدق هذا
- اووف حسناً دعينا ندخل غرفتي أولا
دخلت دفنه غرفتها وفوراً جلست نيهان بجانبها تتنظرها أن تتحدث وعندما لم تفعل
- سأذهب إلى الخالة توركان وأيقظها حتي تتحدثينَ على الأغلب
- حسناً حسناً سأتحدث دعيها تنام
وبدأت دفنه في سرد كل أحداث اليوم إلى نيهان وفور انتهاء الحديث تحدثت نيهان بصدمة
- هل رحلتي ؟!
- نيهان روحي بالطبع أنا هنا إذن أنا رحلت
- هل أنت غيبة ؟!
- لا... لما تسألين ؟!
- هل تركت حبيبكِ حقاً
- وماذا كنت أفعل نيهان؟! تعلمين عناد جدتي
- لماذا صنعوا الهواتف المحمولة يا ترى؟!
- لكي نتصل بالأخرين
- إذن كنتي تتصلين بي وأنا أتدبر أمرك
- توقفي نيهان لا أريد الشعور بالندم الآن
- يمكنكِ العودة إليه
- كيف؟!
- أهربي إليه
- وماذا عن جدتي؟!
- عندما تسأل عليك غداً سأقول أنكِ نمتي هنا ولكنكِ ذهبتي إلى ايما في الصباح
- وماذا إذا سألت ايما
- سأتفق مع ايما حتى لا نخطئ في الأمر
- أنتِ ملكة نيهان أنتِ روحي
- اف حسناً أنا سأستغل هذا فيما بعد لا تأملي
- تتقاذرين فوراً.. هيا أنا ذاهبة إلى اللقاء
- إلى اللقاء.... سأعرف كل التفاصيل منك غداً
...........
ذهبت دفنه إلى أحد المكتبات التي أخبرتها عنها ايما سابقاً وتحدثت
- المعذرة من الأمين هنا؟!
أجاب رجل يبدو عليه العمر بهدوء
- أنا ....كيف أساعدك؟!
- أريد الكتاب الأسود  للكاتب اروهان باموق
- موجود ولكنه غالي الثمن قليلاً
إبتسمت دفنه بسعادة لقد وجدت الكتاب حقاً
- لا يهم أعطني إياه
ناول الرجل الكتاب إلى دفنه

كيف أساعدك؟! - أريد الكتاب الأسود  للكاتب اروهان باموق- موجود ولكنه غالي الثمن قليلاً إبتسمت دفنه بسعادة لقد وجدت الكتاب حقاً - لا يهم أعطني إياه ناول الرجل الكتاب إلى دفنه

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

وأكمل بهدوء
- 200 ليرة من فضلك
أعطت دفنه المال للرجل بهدوء وخرجت  بإبتسامة منتصرة
- هل أنت كافي لتحسين مزاجه يا ترى؟! .. حسناً أتمنى هذا
ثم ذهبت متجهة نحو منزل حبيبها
..............
كان عمر يحتسي القهوة بهدوء ....نعم هدأته دفنه كثيراً عن حالته في الصباح... بعد ثواني أنتبه إلى جرس الباب نهض عمر متعجباً أن الوقت متأخر قليلاً على أن يزوره أحد ولكنه إبتسم فور فتحه للباب
- دفنه
- ماذا فعل عشقك بي؟! أنها المرة الأولى التي أتبع نيهان بها وأهرب
- تهربين !!!
ذهبت إليه وطوقت رقبته
- نعم ليتدبروا أمري.. الليلة سأبقى بجانبك
أمسك عمر بخصلة من شعرها
- دفنه الهاربة
ثم عانقها وهمس
- دائماً ...كوني بجانبي ... دائماً
- أنا هنا سأكون هنا لن أذهب إلا إذا أردت أنت
ثم أبتسمت ومسحت على ذقنه
- هناك أمر آخر أيضاً
- ماذا ؟!
- مفاجأة
- مفاجأة!!  هيا لنرى
سحبت دفنه عمر إلى المكتبة وقفت أمام المكان الشاغر
- ما رأيك أن نضع كتاب هنا؟!
- سأضع ولكن أنا مازالت أبحث عنه
أخرجت دفنه علبة من حقيبتها
- لست جيدة في أمور المفاجأت ولكن هذا لك
أمسك عمر العلبة من يدها وفتحها بهدوء حتى وجد الكتاب إبتسم إبتسامة عريضة وأمسك الكتاب رفعه أمام عينه كأنه يتأكد من صحة نظره ثم نظر إلى دفنه نظرة تغني عن مئات كلمات الحب وهمس
- أنتِ أشتريته ؟!
- وهل أنت من سوف يصنع المفاجأت دائماً؟!
- ولكن متي  لقد تحدّثنا منذ ساعتان فقط؟!
- لقد أشتريته قبل قليل قبل أن أعود إليك
وضع عمر الكتاب على الطاولة وعانق دفنته بقوة
- أنت جميلة جداً...  أنا أحبكِ كثيراً
بقى الحال كما هو عليه لدقائق قبل أن يقطع عمر الهدوء
- أميرتي هل ننام ؟!
- نعم هيا بنا
صعد عمر وأستلقى على السرير وأستلقت دفنه بحضنه وبعد ثواني تحدث بهدوء
- أنا محظوظ جداً هل تعلمين؟!
- لماذا؟!
- بكِ.. لو لم تكوني هنا في الصباح لدمرت كل شيء من غضبي لم أكن أري أمامي سوى غضبي منه.. عناقك هذا كان مريحاً جداً أغمض عيناي ولا أشعر بشيء سوى أنني أحبكِ وأنني بخير... يدكِ حين تمرريها على ذقني.... كنت أعتقد حين أغضب أنني أريد البقاء بمفردي ولكن بعد أن تعرفت عليكي علمت أنني أريد البقاء معكِ أنتِ دائماً
قبل جبينها قبلة طويلة ثم أكمل وهو مبتسم
- كما أنني أقسم أن لا يوجد أحدٌ سيهتم بالبحث عن شيء بعد ساعتان فقط من الحديث عنه
أبعدت دفنه رأسها قليلاً حتى تتمكن من النظر في عيناه
- أنت تستحق ..بل تستحق أكثر بكثير من هذا
مررت يديها على كتفه وهمست في أذنه بمرح
- هل أخبرك سراً..... تبدو جميلاً وأنت غاضب
رفعت رأسها لتكمل بهدوء وهي مبتسمة
ولكن لا تغضب
مرر يده على شعرها الأحمر ثم وضع رأسها على صدره
- أحبكِ دفنتي أكثر مما تتخلين

....................

أميري  العاشق.  Where stories live. Discover now