الأتفاق الفاشل

2.1K 66 81
                                    

أخذ عمر دفنه إلى بيت الجبل وعند وصوله توجه بنظره إلى حبيبته ووجدها نائمة مسح على وجنتيها
- حبيبتي... ملاكي النائم
خرج عمر من السيارة وفتح باب السيارة الآخر وحمل دفنه بين ذراعيه وأتجه بها داخل المنزل وصعد الدرج متجهاً إلى غرفة النوم وضعها على سريره شعرت دفنه به وفتحت عيونها المليئة بالدموع  مسح عيونها بإبهامه
- نامي الآن ولا تفكرين بأي شيء
ولكن دفنه تشبث به كالطفل الذي يتشبث بأمه والخوف أحتل عيونها وصوتها
- هل ستتركيني؟! 
- لا تخافي أنا سأعود إلى الشركة لساعة حتى أنهي بعض الأوراق وسأعود... إرتاحي الآن
- لا عمر أرجوك... لا تذهب ...أبقى معي
- حبيبتي سأكون معكِ..... ساعة فقط وسأعود
- لا سأتجهز ونذهب معاً
- لا يمكن حبيبتي أنتِ يجب أن ترتاحي
- أطمئن بجانبك و أكون أقوى بكثير
تأكد أن حديثه لم يجدي نفعاً مع هذه العنيدة
- حسناً هيا تجهزي
نهضت دفنه وأسرعت نحوه و قبلته برقة
- ثواني وسأكون جاهزة
إبتسم وتابعها وهي تدخل إلى غرفة تغيير الملابس وأطال النظر حتى أختفت وهمس
- لا أعلم لما الحياة مولعة بعذابنا هكذا... نحن أقوياء سوياً و سنتحمل معاً إلى النهاية حبي
دخلت دفنه غرفة الملابس وهمست
- ماذا سأرتدي لا يوجد أي ملابس لي هنا
وبعد بحث طويل وجدت دفنه أحدى فساتينها

 نحن أقوياء سوياً و سنتحمل معاً إلى النهاية حبيدخلت دفنه غرفة الملابس وهمست - ماذا سأرتدي لا يوجد أي ملابس لي هناوبعد بحث طويل وجدت دفنه أحدى فساتينها

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

- هذا جميل جداً ....رقيق  ولكن من اين جاء؟!
أرتدت دفنه الفستان وذهبت إلى عمر
- حبي ما رأيك؟!
التفت إليها وإبتسم بخبث
- رائعة يا أميرتي
- كيف جاء إلى هنا ؟!
- أشتريته بعد تعارفنا...كنت أشعر أنكِ ستحتاجينه
أنهى جملته وغمز بعينه
ظهرت حمرة الخجل على وجه دفنه وهمست
- حبيبي شكراً لك.... هيا لنذهب
- هيا يا أميرتي القوية
...............
وصل عمر ودفنه إلى الشركة ودفنه طوال الطريق لم تترك يد عمر كأنها تبحث عن الأمان والراحة بقربه عند وصول دفنه إلى الغرف الخاصة بمكتبها ومكتبه حاولت ترك يده ولكنه هو من تشبث بها هذه المرة
- إلى اين؟!
- إلى مكتبي؟!
أجلبي كل الأعمال التي لديكِ وتعالي إليّ
كانت بالفكرة السديدة بالنسبة إلى دفنه فهي لم تكن تريد تركه ولو لثواني من الأساس
- حسناً ليكن هكذا برأيي أيضاً
دخلت دفنه مكتبها وأنتظرها عمر على الباب تفحصت المكتب بهدوء وتنهدت براحة عندما تأكدت من عدم وجود تولين بمكتبها
- لقد رحلت وأتمنى أن تكون للأبد
أخذ عمر يمشي حتى ألتصق بظهرها ومرر يديه على كتفيها
- لا تهتمي لأمرها أنتِ قوية جداً بمفردكِ ولكن إذا كنت تريدين التحدث وحل الأمر.....
- لا أريد التحدث معها او عنها أنا حتى لا أريد تذكرها ابداً
أخذ عمر يمرر يديه على كتفيها مجدداً وهي أغلقت عيونها وأوقفت عقلها عن التفكير قليلاً وهي تستمتع بملمس يديه الناعم والدافئ
أخرجها من شرودها همساً تعشق صاحبه
- أري أن أحدهم قد أعجبه الأمر
لم تكن تريده أن يبتعد ولهذا همست بتخدر
- مريح...
قبل عمر رأسها وضم ظهرها إلى صدره أكثر
- يجب أن ننهي العمل صحيح ؟!
أنتبهت دفنه من أنها لم تجلب أوراقها ولهذا إبتعدت عن عمر قليلاً متوجة نحو مكتبها جلبت الورق من على الطاولة
- هيا بنا حتى لا ندمر الشركة بحبنا هذا
....................
في المقهى القريب من باسونيس كانت تولين جالسة تحتسي الشاي وشاردة الذهن
- إذاً دفنه مازالت غاضبة مني ولا يمكنني الحديث معها ولكنها محقة أنا من تركتهم ورحلت ولكنها هي من ترفض محاولاتي كي أجمع العائلة مجدداً الآن... لن أستسلم دفنه... أنا من أخطئ في البداية وأنا من سيصلح الأمر
عادت تولين إلى شرودها مجدداً تتذكر كل شيء منذ قرائتها للمقال ثم مقابلة دفنه وكيف أصبحت مصممة تركية كبيرة ومشهورة
ولكن أثناء شرودها هذا أنتبهت إلى أنها قرأت في المقال أن دفنه وعمر يخططون للزواج قريباً.. كما أنها وجدت رسمة لعمر أثناء فحصها لمكتب دفنه مما جعلها تهمس بداخلها
- تحبينه كثيراً ديفو تحبينه حقاً
وعند تكرار هذه الجملة بعقلها لمعت عينيها فرحاً
- نعم هو نعم..... عمر هو الحل
تركت تولين مبلغ مالي على الطاولة ثم نهضت وذهبت إلى باسونيس ودخلت إلى داريا
- مرحباً هل يمكنني مقابلة السيد عمر؟!
- هل هناك موعد سابق؟!
- في الحقيقة لا
- لا يمكن أنه يعمل سأبلغه عندما ينتهي
- لا من فضلكِ أنه أمر هام جداً لا يمكن تأجيله
- حسناً سأتصل به ولكن ما أسمك؟!
- تولين... تولين توبال
رفعت داريا سماعة الهاتف وطلبت رقم مكتب عمر وبعد بثواني قليلة بدأ الرنين بمكتبه رفع عمر رأسه من على الأوراق بملل
- هل يمكنني توظيف أحد يجيب على إتصالات داريا السخيفة هذه بدلاً مني ؟!
سحب عمر الهاتف ووضعه بين أذنه وكتفه وعاد إلى عمله
- مرحباً داريا ماذا هناك ؟!
- هناك سيدة تريد مقابلتك بشكل عاجل
شك عمر أنها تولين ولكنه قرر السؤال
- من؟!
- سيدة تدعى تولين توبال
توترت ملامحه قليلاً ولكنه نجح في إخفائها قبل ملاحظة دفنه للأمر
- لا أريد مقابلتها.... أنا أعمل لست أملك وقت
أغلق عمر الخط وتنهد عائداً إلى عمله
- حبيبي هل تلقيت خبراً سيئاً ؟!
وكانت جملتها هذه كافية لكي يبعد عمر رأسه عن الأوراق
- لا لم تسألين ؟!
- تنهدت بتعب وملامحك ليست مرتاحة
- لا لا أنه العمل فقط.... كثيف للغاية
- لقد أنتهيت يمكنني مساعدتك
وقبل أن تسمع رده سحبت أحدى الكراسي ووضعتها بجانبه وبدأت تمعن النظر في الأوراق والتصاميم... أما عمر فقد سرقته رائحتها مجدداً كما تفعل كلما أقتربت منه وبدأ يستنشق رائحتها ويتأمل عيونها العسلية ويعبث بشعرها ولكنها لم تكن تشعر به لأنها تحمست وبدأت تنجز باقي الأعمال بتركيز ومهارة فائقة وعند انتهائها من العمل أدارت وجهها إلى عمر
- لقد نجحت
ولكنه لم يجيب بل كان يتأمل كل تفصيلة بأميرته ويبتسم بحب كان مغيب تماماً عن الواقع كان يحيا في عالم خاص به لا يوجد به سواهم
نظراته وتأملاته أحرقت دفنه خجلاً
- لا تنظر إليّ هكذا.... أنا أحترق خجلاً
مسح وجنتيها بإبهامه وإبتسم
- أحبك كثيراً
ثم طبع قبلة طويلة على جبينها
.................
وبعد أن أخبرت داريا تولين بأنها لا يمكنها التحدث مع عمر الآن تركت باسونيس متوجة إلى منزل أمها عسى أن يرق قلب سردار على الاقل ويساعدها فيما بعد على أصلاح الوضع بينها وبين دفنه طرقت تولين الباب مرتين وفتحت توركان الباب وفور أن رأتها تولين شرعت في البكاء ندماً وشوقاً
- أمي أشتقتُ إليكِ حد الموت أمي
ربت توركان بحنان على ظهر تولين وهي تحاول منع دموعها من النزول بعد عناق طويل جداً دخلت تولين المنزل وجلست على الأريكة
- قابلت دفنه أمي
- تغيرت كثيراً اليس كذلك ؟!
- نعم...أصبحت جميلة وقوية وشخصية واثقة
- كيف مر اللقاء؟!
فرت دمعة من عين تولين مسحتها وأجابت
- جرحها مازال حي وينزف.. مازلت غاضبة مني كثيراً تتهمني بأني السبب في تركها للتصميم بالماضي.... طريقة كلامها توضح كم الألم الذي تشعر به تجاهي يا أمي
عانقت توركان وأخذت تبكي بقوة علها تتحسن ولكن طرق إحداهما على الباب جعلها تترك توركان وتحاول جمع شتات نفسها تركتها توركان وذهبت لكي تفتح الباب.. فتحت الباب ونظرت بدهشة
- سردار !!!! بني عدت باكراً
- نعم لقد أنتهى مخزون البقلاوة الموجود في المحل وجئت لكي أستريح قليلاً حتى تطبخ نيهان واحداً آخر
دخل سردار المنزل وتوجه إلى الأريكة ولكنه أصيب بالدهشة عندما وجدها جالسة هنا بعد كل هذه السنوات وفور أن رأته تولين نهضت مسرعة كي تعانقه ولكنه إبتعد عنها
- ماذا بني ألم تشتاق إليّ ؟!
- مرحباً هل تغيبين كل هذه السنوات وتعودين هكذا ؟!... لم أشتاق ؟!!  لا بالطبع لم أفعل... أنا كرهت نفسي بسببكِ
- بسببي أنا!!!!!
- نعم بسببكِ... كنت أري أختي تعمل منذ الصباح  حتى نعيش وأنا عاجز عن مساعدتها... كنت وحيداً تماماً ليس هناك أم. جميع أصدقائي يسافرون مع عائلتهم وأنا لست أملك ام ترفض سفري حتى.. كنت أري نفسي عاجزاً وضعيفاً لأنكِ لستِ هنا بجانبي هل ترين أن كل هذا ليس بسببكِ؟!
حاولت توركان إيقاف هذا النقاش
- سردار تأدب هذا يكفي
أدار ظهره لهم متجهاً إلى الباب لكي يرحل
- إلى اللقاء
......................
في المساء نهضت تولين وودعت أمها
- هيا سأذهب أنا
- ستذهبين إلى اين؟!!  هذا هو منزلكِ
- لا من الأفضل أن أرحل حتى يهدأوا
جمعت تولين أغراضها وذهبت وهي تخرج من المنزل لاحظت سيارة سوداء تقف بالقرب من منزل أمها وابنائها وحين أمعنت النظر تأكدت أنها دفنه مما جعلها تبعد قليلاً عن المنزل ...أما في السيارة أمسك عمر يد دفنه وقبلها
- أشكركِ على المساعدة لولاك لما عدت إلى المنزل قبل صباح الغد
- هذا أمر بسيط جداً يا روحي  أمام أفعالك
- هل تريدين أن نقضي المساء معاً إذاً؟!
- أريد بشدة حبي ولكن لن أتحمل عقاب جدتي ابداً اليوم
- حسناً حبيبتي اللقاء
نزلت دفنه من سيارة عمر وفتحت باب منزلها دون أن تلاحظ وجود تولين وبعد أن أغلقته أصدرت تولين تنهيدة
- سيد عمر أنت الحل حتى ولو تطلب الأمر مالاً سأفعل
ثم توجهت إلى الفندق الصغير الذي تقيم به وصعدت إلى غرفتها كي تنام وهي تقرر الأتفاق مع عمر غداً
...............
في الصباح أستيقظ عمر ومارس رياضته ولكن أثناء تحضيره للفطور طرق أحدهم الباب ترك عمر الطعام وغسل يده ثم فتح الباب ليجد سيدة ذات شعر أحمر وعيون بندقية تشبه حبيبته ولكنها أكبر في السن

- مرحباً سيد عمر أنا تولين توبال والدة دفنهتأكد عمر من شكوكه الآن إذاً هي تحاول جاهدة في الوصول إليه - كيف يمكنني مساعدتكِ؟! - هل يمكننا التحدث بالداخل؟! أبتعد عمر قليلاً وأشار إلى أحد الكراسي- تفضلي بالجلوسجلست والدة دفنه ونظرت له برجاء- أريد منك...

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

- مرحباً سيد عمر أنا تولين توبال والدة دفنه
تأكد عمر من شكوكه الآن إذاً هي تحاول جاهدة في الوصول إليه
- كيف يمكنني مساعدتكِ؟!
- هل يمكننا التحدث بالداخل؟!
أبتعد عمر قليلاً وأشار إلى أحد الكراسي
- تفضلي بالجلوس
جلست والدة دفنه ونظرت له برجاء
- أريد منكِ طلباً مقابل اي مبلغ تريده
- هل قال لكِ أحد أنني أقدم خدمات مقابل المال؟!  ما هو طلبكِ ؟!
- دفنه إبنتي لا تريد رؤية وجهي
- وما شأني أنا ؟!
- أنت حبيبها يمكنك التأثير عليها
- سيدتي أنا لا أعرف أمركِ أنتِ ودفنه جيداً ولكنها عندما شعرت بعودتكِ كانت تختنق بين يدي من الغضب وعندما تحدثي معها خرجت باكية و كانت خائفة من أن أتركها وهذا يعني أنكِ تتعبين حبيبتي ولا يوجد شخصٌ عاقل سيقف في، صف من يحزن حبيبته  كما أنني أكره جداً أن يأتي أحد ويعرض عليّ مال مقابل شيء ..وأنا لدي مسألة تشبه مسألتكم ولم تتدخل دفنه بها ...لما أتدخل أنا؟؟!
- أنا لم أفعل شيئاً سيئاً فقط أردت الزواج
- ولهذا السبب تركتها تعاني وحدها وترى حلمها وهو يتدمر ولولا أنها صاحبة إرادة عظيمة وثقة بنفسها لما أصبحت مصممة الآن
- يا عمر أسمعني من فضلك
- سيدة تولين عرضك تم رفضه ولا تعيدي المحاولة مجدداً
نهض عمر ذاهباً نحو الباب حتى يذهب إلى الشركة مما جعل تولين تنهض هي أيضاً وتهمس بداخلها
- لما الجميع لا يفهمني؟!  حتى إبنتي.. جاهدي بقي القليل من المحاولات
...............
عمر هيبلغ دفنه بعرض أمها ولالا؟!
تولين هتلجأ لمين المرة ديه؟!

أميري  العاشق.  Where stories live. Discover now