الأميرة الإبيليكيجية

2.1K 47 23
                                    


إنتظار أميرة صغيرة تجمع جزء من روحك و جزء من روح حبيبتك.. نسخة مصغرة من أجمل إنسانة في حياتك شيء جميل للغاية
إنتظار أميرة جديدة ستنضم لمملكة العائلة
إنتظار أميرة ستنضم لمملكة إبيليكيجي

كان يمشي شاه السمر في غابة يهيمن عليها السواد تتأرجح أشجارها بفعل الرياح العاتية التي كادت تقتلع الأشجار من مكانها من قوتها و صفير الليل يُصم الأذان و لكن كان صوت مألوف بالنسبة للسينيور جعله يهرع تجاهه
كان هذا الصوت هو صوت أمه الملقاة على الأرض تتأوه و تحتضر
رؤيتها بهذا الشكل خلقت الدموع في عينيه الجميلتين و أمسك وجهها بين كفيه متسائلاً بألم
- أمي.. لما أنتِ هُنا ؟ و ماذا يؤلمكِ ؟
رفعت أمينة رأسها ترمق أميرها الصغيرة بنظرات لوم و حزن و تكلمت بصوت متقطع
- أنا ذاهبة...و أخبـ.. أخبرتك ألا تتركها تتأذى
لقد فات الآوان يا أميري الصغير.. لـ..لقد أنتصر عدوك عليك
قالت أمينة ما قالته و أغلقت عينيها معلنة الرحيل و أقتحم جسدها البرودة الشديدة
أحتضن جسدها البارد بجسده الدافىء يحاول تدفئة جسدها
يحاول جعلها تستمد قوتها من روحه...تحيا على نبضات قلبه المكسور
- لا يا أمي، لن تتركاني، لن أتحمل خسارة أخرى
- Ömeeer
" عمممر"
سمع صراخ و بكاء معروف تماماً بالنسبة لمسامعه.. إنه صراخ حبيبته... دفنته
هم الرجل بالنهوض و بدأ يجري كالمجنون تجاه مصدر الصور و ما أن أقترب تجلى أمامه ذاك المنزل الخشبي المتهدم و دفنة جالسة في الأرض مغمضة العينين يسيل الدماء من فمها
أسرع الشاب حركته ليركض إليها و يعيدها إليه لو لم تلتف تلك الأغصان الجافة حول قدمه و يسقط جاثياً على ركبتيه
بدأت الأغصان تضغط على قدميه أكثر تسحق قواه.. تجعل هذا الرجل الرياضي طفلاً ضعيفاً عاجزاً لا يستطيع الوقوف
يحدق بحبيته بيأس.. شعور بالعجز يجتاح جميع خلايا جسده.. يراها أمامه على بعد عدة أمتار قليلة و لا يستطيع الوصول إليها
و حتى تكتمل حالة الدمار التي هو فيها رأها تفتح عينيها بوهن شديد و همست إليه بلوم
- لقد خذلتني، كنت تعلم أن هذا سيحدث و مع ذلك لم تستطع حمايتي
لم تنتظر تبريره.. لم تنتظر أي شيء آخر
فقط أغلقت عينيها و أرتجفت بشدة..تلك الرجفة التي أعلنت خروج روحها الطاهرة النقية من جسدها
بقى الرجل يحدق في جثمان الأميرة عدة ثواني يحاول إستيعاب أنها رحلت عن عالمه و تركته وحيداً.. للمرة الثانية يخسر أعز ما يملك.. للمرة الثانية يعود إلى وحدته الموحشة مجدداً و لكن هذه المرة سيذهب إلى وحدته ذهاب بلا عودة....ذهاب بلا رجعة
حينما أستفاق السينيور من صدمته المفجعة
صرخ بأسمها بكل عجز ألم حزن و ندم
- دفنة....

كانت البرتقالة مستلقية على الفراش بجانب زوجها تعبث بهاتفها بملل شديد فهي لا تشعر بالنعاس بتاتاً فبعد أن قضت نصف يومها نائمة كالدجاجة لم يبقى في عينيها ذرة نعاس على عكس زوجها المسكين الذي كان يغط في نوم عميق بعد يوم عمل طويل في الشركة و ساعات عمل أطول في غرفة مكتبه و لكن شيء ما أثار إنتباهها و هو صوت تنفس زوجها السريع و كأنه يركض في سباق الماراثون و على أرض وعرة و ليس نائم على سريره في منزله
تركت الهاتف من يدها على الطاولة الصغيرة الموجودة بجانب السرير و أدارت جسدها لترى حبيبها عن كثب
حبات العرق متناثرة فوق رأسه
حاجبيه معقودان بغضب... أو حزن
أهدابه تستدل الستار عن نهر دموع في عينيه
أنفاسه سريعة جداً و يلتقطها بصعوبة بالغة كمن يختنق و رئتيه تجابهة العالم لبقائه حياً
كانت الفتاة ترمقه بنظرات حزن عميق و هي ترفع يدها البيضاء تجاه كتفه لتهزه كمحاولة منها لإيقاظه و لكنها توقفت حين سمعت همهمات تخرج من بين شفتيه
- لن تتركاني.. لن أخسرها.. أنا لم أخذلك
قرنت ذات الشعر الأحمر حاجبيها بعدم فهم و رفعت يدها لتسافر من جانبها و تهبط على صدره ثم همست بصوت عالي نسبياً
- عمر استيقظ...، عمر أنت ترى كابوساً...
إزدادت أنفاسه سرعة لثواني معدودة و أستيقظ بعدها صارخاً
- دفنة...
دبت رعشة قوية في عروق دفنة إرتجفت على أثرها بسبب صراخه الفجائي بأسمها
أما الشاب فثبت عينيه المرتعبتان على الفراغ يحاول إستيعاب أن هذا لم يكن إلا كابوساً مزعجاً و أستفاق منه
شعر بيديها البيضاء يمسكان بكتفيه من الخلف و تدلكهما بحنان
- تمام إهدأ، تمام مضى، أنا هنا، لا يوجد شيء
أغمض عينيه بألم كبير يشعر بأنه كالجندي الخارج من الحرب مهزوماً بجسد مليئاً بالجروح الدامية يتألم مع كل حركة يقوم بها
رفع يده يضعها على قلبه المنقبض يحاول طمأنته و بالرغم من أن جزء منه كان سعيداً أن ما عاشه لم يكن سوى كابوساً مزعجاً و أنتهى إلا أن الجزء الأكبر داخله كان مذعوراً
و هو يتذكر كلمات أمه بأن عدوه إنتصر عليه و تأنيب دفنة له بأنه خذلها
و هل هذا يعني أنه سيخسرها..؟ هل هذا يعني أن ذاك الملعون سيأخذ دفنته منه..؟
و أن كان هذا حاله عند رؤيته لكابوساً مروعاً
فكيف سيكون حاله إذاً فقدها حقاً ؟
سيحل الظلام و البؤس و الشقاء على عالمه بل سيموت حتماً...سينتهي شيء يدعى عمر
- دفنة
رمى بجسده مرة أخرى على الفراش بإنهزام
و رفع مقلتيه ذات النظرة العاجزة يحدق بعيونها الحانية و القلقة.. يتتبع يدها التي تلامس كل إنش في وجهه حتى وصلت إلى عينيه فتكلمت بنبرة ظهر عليها أنها متحشرجة تخرج بين طيات البكاء الدفين بين كلماتها
- لا تنظر إليّ هكذا، عيناك يخفون أسراراً عني
أسراراً تؤلمك..تؤلمك كثيراً..ماذا يحدث لك ؟
أغمض عينيه المرهقتان و أستلقى على جانبه ليصبح مقابلاً لحمرائه و بعدها تكلم بتعب
- لا تهتمي...دعينا ننام أرجوكِ
رفعت يدها البيضاء تربت على وجنته بحنان و إبتسامة رقيقة مرسومة فوق شفتيها فرفع الشاب ذراعه يلصق جسدها بصدره لم يترك بينهما عدة إنشات حتى
- ليتني أستطيع وضعك داخلي حتى لا تبتعدي عني أبداً..ليتني أستطيع أن أكون ذاك النبض النابع من قلبك حتى لا نفترق أبداً
نقوست شفتيها الحمراء بشكل إبتسامة عريضة فرحة بكلام السينيور
- أنا داخلك بالفعل..أليس أنت من قال ذلك ؟
أبتسم الشاب الأسمر بهدوء عندما فهم أنها تحاول كسر حاجز الحزن الذي يخيم عليه
و في الحقيقة هو أيضاً أراد ذلك فتكلم مبتسماً و هو يحتضنها لصدره بأقصى طاقته
- Evet...Dedim...Sen Benim İçimsin..
Sen benim herşeyimsin..!
" نعم...قلت...أنتِ داخلي..أنتِ كل شيء بالنسبة لي..! "
هدأت أنفاس الرجل و إنغلقت عينيه السوداء رويداً رويداً حتى غط في النوم مرة أخرى
و لكن البرتقالة لم تغفو.. لن تستطع أن تغفو
عقلها مازال مشغول بحبيبها.. ماذا رأى في حلمه لترى تلك النظرة في عينيه ؟ لما يقول دائماً أنه يريد تخبأتها ؟ ممن ؟ لماذا كان يقول أنه لن يخسرها ؟ لماذا يظن أنه سيخسرها من الأساس ؟
تنهدت دفنة بيأس فعقلها المسكين مكتظ بالأسئلة ولا يوجد جواب واحد متاح و من الواضح أن الإجابات المنتظرة لن تكون سارة
مرت نصف ساعة أخرى على هذا الحال لم يتغير سوى وضعية نوم السينيور ليستلقى على ظهره و يده تتشبث بخصرها أما هي أكتفت بالتحديق به دون أن يرمش لها جفن
و للاسف عادت وتيرة أنفاسه تتسارع و يأخذ نفسه بإختناق و لم يعرف لسانه سوى أسمها
و لم تمر على حالته المزرية تلك دقيقة و أنتفض صارخاً بأسمها كالمجنون
- أرجوكِ دفنة أسمعيني...دفنة
خبأت ذات العيون البُنية الألم و الحزن الموجودان في عينيها الجميلتين و رفعت يديها لتحط على كتفه و ذراعه
- أنا هنا يا روحي، أنا هنا، لم أذهب إلى أي مكان، هذا مجرد كابوس..إهدأ...هيا للنوم
تأفف الرجل الأسمر من عقله الذي لا ينوي رحمته أبداً حتى عندما يهرب من أفكاره إلى النوم يجد نفسه محاطاً بالكوابيس الشنيعة
كم تمنى أن يغمض عينيه و يحتضن زوجته و يغط في النوم بكل أريحية و سلام و لكن حتى ساعات النوم لا يطولها بسبب عقله
- هيا تعال لأجعلك تنام...!
أغمض عينيه و عاد للنوم معطياً ظهره لدفنته كابحاً سيلان دموع مقلتيه و أخرج تنهيدة ألم طويلة من حلقه عندما شعر بيدها تحتضنه بقوة و شفتيها يتخذان من كتفه مسكناً لهما
و عندما بقيا على هذا الحال فترة من الزمن زار عقل بياض الثلج بعض الكلمات من أحدى الأغاني المفضلة لكلاهماً فتغنت فوراً بها
- Uyurken izliyorum, en sevdiğim halini
Saçların dağınık, yüzünde yastık izi
Bir pazar kahvaltısı gibi
Küçük oyunlarının, büyük savaşlarının
Arasında olduğu kadar bir aşktı bizimkisi
Bir pazar gecesi uykusu gibi
Ne yaparsam olmuyor
Olmuyor eskisi gibi
Güldürmüyor, ağlatmıyor
Kimse senin gibi
Ne yaparsam olmuyor
Olmuyor eskisi gibi
Güldürmüyor, ağlatmıyor
Kimse senin gibi
Uyurken izliyorum, en sevdiğim halini
Saçların dağınık, yüzünde yastık izi
Bir pazar kahvaltısı gibi
Küçük oyunlarının, büyük savaşlarının
Arasında olduğu kadar bir aşktı bizimkisi
Bir pazar gecesi uykusu gibi
Ne yaparsam olmuyor
Olmuyor eskisi gibi
Güldürmüyor, ağlatmıyor
Kimse senin gibi
حرمت الحمراء أذن حبيبها من صوتها العذب و توقفت عن الغناء و رفعت يدها برفق شديد لتحركه جاعلة إياها يستلقى على ظهره من أجل أن ترتاح في حضنه و فوق صدره
و لكنها تفاجأت بما هو ليس ساراً البتة عندما لاحظت رموشه المبتلة و دموعه المتلألئة فوق وجنتيه السمراء
دقيقة، دقيقة، هل كان يبكي ؟؟
ياإلهي السينيور يبكي..!!
هذا ينذر بكارثة مميتة بالتأكيد
أرست رأسها فوق صدره و رفع يدها تمسح دموعه تشعر أنها هي من ستبكي حقاً هذه المرة
- ماذا يحدث لك يا عمري..؟ ماذا يحدث لك ؟
........................................................................

أميري  العاشق.  Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt