1- أُرِيدُ أَنْ أَبْتَعِدْ

243K 3K 172
                                    

في ليلة عاصفة وكأنما هي حياتها.. شعرت ان النهاية قد حانت.. لم تكن ترغب بالموت لكن الموت رغبت بها بشدة.. لطالما انقذتها منها صفعات الحياة لكن الحياة قد يأست منها.. وكيف لاتفعل وهي طالما عاشت في احضان الموت.. اجل.. فهي قد ماتت عدة مرات وكل ميتة لها اكثر ايلاما من التي قبلها.. لتتجسد آخر ميتة لها في رجل.. تبا.. كيف اقول عنه رجل.. انما شيطان في صيغة بشرية قضى على آخر بذرة حياة فيها .. هي تحاول الموت.. لن تكون ميتتها الاولى على كل حال لكنها ترغبها الاخيرة.. قد اشتاقت الموت حد الموت كي تنجو من الحياة.. دائما ماكان يتراءى لها عالمها بلون احمر قاتم شبيه بلون الحروب.. وترى في الصمت آلاف الجثث تصرخ.. وترى في السكينة الخطر يتربص.. وترى في الحياة الموت بصمته.. هي لا تثق في الحياة قدر ثقتها في الموت.. فهي تعلم انه سيأتيها بموعد ليشاطرها قصيدة ويرحل قبل ان  ينهيها.. لاتعلم سبب عبثه بها.. لما لا يأخذها للمرة الاخيرة؟ اتراه عشق تعذيبها حد التلاعب بها؟ ام تراه يمقتها لدرجة انه لا يمكنه الاقتراب منها اكثر من دقائق؟.. لابأس في ستجبرة على اخذها.. بدأت تقترب من الحافة رويدا رويدا.. نظرت الى اسفلها.. الموج يرتطم بالصخور فيفتتها ابتسمت ابتسامة الم.. وأخيرا ستذهب اليه.. ستحتضنه.. هذه المرة لن يهرب منها.. فإن لم يأخذها الغرق اليه فالموج كفيل بذلك .. وماإن كادت تخطو خطواها الاخيرة الى مثواها حتى تصفعها الحياة بقوة اعادتها الى فكرها.. غريبة هي.. لاتثق في الحياة لكن الحياة لم تخذلها على عكس الموت.. اتراه هذا هو سبب كره الموت لها ؟ ايظن انها خانته مع الحياة ؟ ترى ان اقسمت له سيصدقها ؟ جلست وتركت قدماها على الحافة وغرقت في دواماتها اللامحدودة من اللامنطق اللامتناهي.. تذكر قوله لها : "اصمتي .. دعي لاوعينا يقودنا، دعينا من المنطق والافكار فكل ماهو منطقي ممل".. رجل يتفنن في مداعبة قلبها بكلماته كمداعبة جسدها بلمساته.. خبير بالنساء كخبرته بالادب.. طالمة عشقت الكتب على الرجال فكيف ستفعل مع رجل يحولها الى كتاب يقرؤه لها.. تكتشف ذاتها معه وكأنما هي ليست هي التي عهدتها..  رجل يعرفها اكثر مما تعرف نفسها.. ينتشلها من القاع الى السماء ليعيد رميها اليه ويلتقطها قبل ارتطامها.. كرهها له الممزوج بالحب واللهفة لدرجة تجعله مميزة في عينيها.. لا فعلا .. هو مميز بكل مافيه.. كيف لا وهو  في ثانية يجعلها ترغب في قتله وفي الثانية التي بعدها يجعلها مستعدة لخسارة حياتها من اجله.. رجل غير كل الرجال.. رجل يشتهي مداعبة قلبها اكثر من مداعبة جسدها.. يحتضنها دون ان يحتضنها .. ويمارس سلطته عليها حتى دون ان يحاول.. يعرف كيف يجعلها تمارس غضبها ويجعلها تستمتع بغضبه.. ذلك الرجل السادي الممزوج بالمازوشية يحسسها بضعفه وقوته في نفس الوقت.. ايعقل ان ينتهي ما كان بينهما بهذه الطريقة ؟ ولما هي تفكر فيه ؟ اليست هي من اختارت الرحيل؟ الم يترجاهة الا تتركه ؟ لاطالما كانت عنيدة.. كانت كما الحية.. تتذكر كيف انه كلما رآها تحمل كتابا يقول مداعبا ومغازلا:" يبدو ان حيتي تزداد سما" ويختمها بضحكة خفيفة لتقذفه بصرخاتها مرفقة بضربات خفيفة :" ويحك من يغازل فتاة هكذا" يمسك يديها بيد ويضمها باليد الثانية وهو يضحك: "الم اقل لك ان المنطق ممل .. فأنا ادع لاوعيي يقودني معك" لاتدري ايقصد انها لا وعيه ام انه لا يعي مايفعله بها.. ماسبب استخدامه الكثير لهذه الكلمة ؟ تدرك انه يستعملها معها وحدها.. وهي كذلك موقنة ان ماأحدثته في حياته لا يمكن ان يكون قد أحدثه غيرها.. تعلم انه لاتوجد غيرها قد أثرت فيه بقدر مافعلت هي.. فهو لاطالما اخبرها :" احبك لأنك تقدسين ماأقدسه، مقدساتك ليست أقل من مقدساتي قداسة، لذلك اني أقدسك" تتذكر كم ضحكت يومها فهي لم تفهم كلمة مما قاله.. رد على ضحكها بابتسامة ساخرة وقال:" لن تعي ما أعني حتى تتخلي عن وعيك" تبا لهذا الرجل.. هل هو أديب؟ ايعقل أن خبرته بالادب فاقت خبرته بالنساء؟ .. تتوق ان تغوص في لاوعيه من مجرد بضع كلمات يقولها هامسا في أذنها .. دائما ماتضحك وتلاعبه قائلة :" لم اتوقع في حياتي ان احب رجلا يناديني حية، ترى ماسيكون شعورك لو ناديتك سحليتي؟" ضحك بقوة حتى امتلأت العرفة بصوته وقال:" ان كنت ترغبين بالموت فافعليها" لطالما امتازت علاقتهما بالغرابة .. معظمها تهديدات من طرفه بالقتل ان خالفت اوامره وباقيها محاولاته في اغاضتها .. تراه يتألم كما تفعل هي؟ ام هي لم تكن سوى علاقة عابرة كالتي سبقتها والتي ستليها؟ لم تحس بالوقت وهو يمر ولا بالطقس وهو يشتد .. بقيت لساعات على تلك الحافة بهدوء عكس تضارب الافكار التي بداخلها ..
ذرفت دمعة واحدة أخيرة .. واحدة فقط لاغير.. لتسقط جزءا كبيرا من حياتها .. واحدة لاغير وأقسمت بعدها أنها ستتغير.. ستكون كما عهدت نفسها .. هي لن تحرم نفسها من دموعها لكنها نذرت نفسها أنها لن تذرف أكثر من واحدة .. ومع كل دمعة ستفقد جزءا منها حتى تنتهي وتنهيه معها .. فهي لن تستسلم بتلك السهولة .. هو ملكها .. لها هي فقط .. فإن لم يصلحه القرب فالبعد كفيل بذلك .. إن كان القرب قد جعله يمنح وعودا كاذبة فالبعد سيجبره على الوفاء بها .. قامت من مكانها وقد خف المطر .. لتنظر إلى إنعكاسها في بركة ماء كانت خلفها .. تبا .. ليلة واحدة غيرتها .. ليس للأسوأ فهي لم ترى نفسها اكثر جاذبية مما كانت آنذاك .. برغم كحلها الساقط من عينيها ورغم احمر شفاهها الذي تبعثر على وجهها .. وحتى بشعرها المبلول والمبعثر وثيابها الملتصقة بجسمها .. كانت قطرات الماء المنسابة على ساقيهة تجعلانها أجمل ..برغم رموشها التي بلها الدمع اكثر من المطر ويداها التي زينهما الطين إلا أنها بدت اكثر إغراء .. أكثر بكثير مما عهدت نفسها .. ابتسمت ساخرة من القدر .. وهكذا اكتملت .. اكتملت لوحة إغرائها وجاذبيتها نظرت الى نفسها لآخر مرة ورفعت رأسها وأقسمت انها ستجعله يندم ..ستجعله يتوسلها كي تغفر له .. ستقتله ثم ستعود لحبه ..لحضنه .. كما يريد كلاهما.. فأن كان القرب قد جعله يقطع وعودا لايفي بها فالبعد كفيل بذلك..
---------------
هي أول رواية باكتبا.. رأيكم بالپارت؟
وبتمنا تصوتو على الپارت لو حبيتوه💝
وكمان تابعوني.. دعمكم يحفزني لتقديم الأفضل

عشيقة الديابلو/ Diablo's Lover 🔞 (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن