35- اللعنة.. اللعنة وفقط

41.2K 1K 26
                                    

*وقفت آية بقربها جاك يحتضن خصرها خوفا أن تقع، خلفهما أسامة ينظرون لذلك القصر بتفحص تام، ليس لديهم أي فكرة عما سيجري هناك في الداخل.. خاصة وقد فقدوا كل الأدلة التي تثبت كلامهم، لكن الحياة مخاطرة، "وسام هو الشيطان" هكذا كانت عقولهم تجيبهم كلما فكروا بالأمر.. بقوا يتأملون وجه آية باحثين عن أية ذرة للتراجع لكن اللعنة.. كل ما يرونه هو ذلك الإصرار الممتزج بالموت.. الموت.. ربما هذا ما سيكون مصيرهم بعد أول كلمة يلقونها هناك.. سحبت آية نفسا عميقا.. يدل على استعدادها لفعل كل ما برأسها، هي ستتكلم ولو كان هذا آخر أمر ستفعله بحياتها.. لم يبقى لها ما تخسره على كل حال، لذا فلتجرب حظها لعلها تربح هذه المرة.. توجهوا بخطى واثقة نحو الباب
-"لا تراجع بعد الآن، مهما كانت النتيجة" قال أسامة بعد أن أمسك يد آية وأخذ يضغط عليها يحاول تشجيعها لتومئ موافقة،
-"واعلمي أني سأبقى بجانبك هناك، مهما حدث" قال جاك وهو يحتويها بنظراته يحاول تحسيسها ببعض الأمان، وقفوا أمام الحرس ليعطيهم جاك بطاقته، بقوا ينظرون إليهم ثم سمحوا له بالدخول بعد أن علموا أنه أحد أصدقاء الديابلو.. مشوا على طول ذلك الممر الطويل ليصلو أخيرا إلى المدخل الأمامي للقصر، لم يتبق الكثير.. والأمر ليس مخيفا أبدا، هم فقط يتجهون نحو موتهم بأقدامهم ولا سلاح لهم غير مسدس جاك.. أمر بسيط جدا.. دخلوا بهدوء جاعلين جميع الجالسين متفاجئين
-"أين سام؟"..
*لم يدري كيف غط في النوم بين ذراعي صغيرته، هو فقط يشعر بالأمان.. ذلك الشعور الذي طالما بحث عنه، ليقاطع سكينته تلك طرق الباب والصوت المنبعث من خلفه: "سيد سام، أرجو أني لا أزعجك لكن هناك فتاة تدعى آية يرافقها شابان تبحث عنك" قالت إحدى الخادمات من خلف الباب بعدما أمرتها آية لتنفرج أسارير هانا
-" سامي.. إن آية هنا، سأذهب لألقي التحية، لقد اشتقت إليها كثيرا.. يمكنني ذلك صحيح؟ أعدك سأكون فتاة جيدة" قالت كلامها دفعة واحدة وهي تقفز فرحة غافلة عن ملامح سام التي تجهمت.. "ما الذي يفعلونه هنا بحق الجحيم؟ ما اللعنة التي ستحل بهم الآن؟ أليست مشاكله كافية بالنسبة لهذا العالم؟ لما تخلق له هذه الحياة مشاكل جديدة كل مرة؟" هذا ما كان يدور برأسه ليسحب هانا نحوه بشدة
-" ستبقين هنا.. ولن تبارحي مكانك أبدا" قال بملامح غاضبة وهو يشد على يدها دون وعي لتغرورق عيونها دموعا، ترك يدها وقبلها من شفتيها ومسح دموعها ليوليها ظهره خارجا من باب الغرفة، أخذت دموعها مجرى على خدها لكن ليس اليوم، لن تكون تلك الفتاة الجيدة المطيعة، لا تدري لما لكنها متأكدة أن الأمر يخصها وبشدة، لتجد قدميها تقودانها خلفه ببطء شديد وتردد.. هي فقط ستتبعه دون أن تدري لما..
*وكأن العالم اتفق أن يصب بمصائبه كلها في ذلك اليوم، لينتهي الأمر بدلوف ليندا المنزل تزامنا مع نزول سام من الدرج،
-"هذا ما كان ينقصني" تمتم سام بين شفتيه، وما أكد له شكوكه هي تلك النظرات المتبادلة بين آية وليندا، لا.. لا يمكن أن يحدث ذلك الآن، ليس وصغيرته ما تزال منهارة، وجه نظره نحو ماريانو الذي ينظر نحوه بشماتة، يبدو أنه نجح في تخطيطه هذه المرة.. أمسكه من يده التي تؤلمه، صغيرته،
-"ما الذي تفعلينه هنا بحق الجحيم؟" قال سام ببروده المعتاد موجها كلامه نحو ليندا متجاهلا الجميع، "واللعنة كم من المصائب ستحل بنا؟" هذا ما كان يدور برأس كل الجالسين في تلك الصالة الذين وجدوا أنفسهم في هذه الدوامة دون تخطيط منهم أو حتى علم مسبق..
-"ماذا سام؟ ألم أعد تلك المرأة التي اهتمت بك وانت صغير وهي بمثابة أمك؟ الآن تشتم أمامي؟" قالت ليندا متظاهرة بالاستغراب   بينما ترفع أحد حاجبيها لتكمل:" على كل.. أتيت لأرى ابنتي" قالت كلامها مستفزة لتقتل آخر ذرة سيطرة في عقل سام ليمسكها من عنقها بعنف
-"ليست لديك أية ابنة" قال هادرا بينما يشد بقوة على عنقها يحاول اقتلاعه من مكانه
-"ماذا سام؟ هل أنت خائف من حقيقة أن هانا ابنتي؟ لا تقلق سأتأكد من أمر معرفتها بنفسي" قالت بتقطع بينما أنفاسها تسلب منها بهدوء
-"واللعنة كيف يمكنك أن تكوني باردة لهذه الدرجة؟ لقد حطمتي حياة ابنتك..." قالت آية بينما دموعا اتخذت وجنتيها وديانا "وحياة أمي كذلك"
استغرب سام جراء كلامها، واللعنة ما الذي فاته؟ ما جعله يفلت عنق ليندا لتقع أرضا بقوة وتضع يدها على عنقها محاولة استرجاع أنفاسها المسلوبة بينما سام يرمقها بنظرات قاتلة ليقول بنبرة مخيفة كالجليد جعلت الرعب يدب في أوصال الجميع: "من والدتك آية؟"
لتجيبه صادمة الجميع: "كلارا، كلارا هي والدتي"
صدمة أخرى تلقتها هانا الواقفة أعلى الدرج والتي لم يكن أحد منتبها لها لتهوي مغشيا عليها بينما تلقتها الدرجات واحدة تلو الأخرى وكل منها تصدمها بقوة أكبر حتى اكتسحت الزرقة جسدها بأكمله لتلفت انتباه الجميع خاصة سام الذي هرع إليها بأقدام ترتجف، واللعنة كم أن الحياة مصرة على تحطيمها وكأنها ارتكبت جرما في حقها، احتضنها بقوة وكأنها ستتلاشى إن ابتعد عنها وقد غرس رأسها عنقه بقوة
-"لا هانا، أنت لن تفعليها، أنت لن تتركيني، لا يجب أن تتركيني" قال سام والارتجاف واضح في نبرته وقد اجتمعت بعض الدموع في عينيه ليفيقه من وضعه ذلك امساك جاك لكتفه، نظر نحوه وكأنه يخبره أنه ليس وقت الانهيار، أعاد بصره لهانا التي أخذ كل من أنفها وشفتيها تنزفان ليحملها بين ذراعيه
-" جاك حضر السيارة" قال سام بنبرة آمرة ليومئ له جاك وينطلق قبله، ضغط عليها بين ذراعيه وكأنه يحاول احتواءها، أن يأخذ كل ألمها، ركب في السيارة وهي ما تزال في حضنه تغوص في ذلك العالم الذي لم تعرف أهو حقيقة أم خيال، كل من سام ووالدتها، أقصد كلارا، يمدان لها يديهما، وكأنهما يخيرانها بينهما، نبرة سام تلك، وكأنها لم تسمعها من قبل، كانت أحن نبرة قد تكلم بها، تلك النظرة الدافئة على عينيه تترجاها أن تختاره، ومن الجهة الأخرى، كلارا التي ربتها، التي كانت لها ملجأ عندما رفضتها كل الملاجئ، هي مشتاقة إليها على كل حال، نظرت لملامح سام التي تجهمت وهي تنظر إليها متجهة لكلارا بخطاها المتثاقلة، ولم تخفى عليها عيناه التي صارت دامعة، واللعنة هو الديابلو، لما يبكي؟ هو رجلها الصامد الذي لا ينهار إلا في حضنها، لما انهار أمام والدتها إذن؟ ما هذا المكان الذي هم فيه أصلا، هذا ما كانت تفكر فيه وقد لفح رجاؤه لها أذنيها، لتبدئ كلارا بالتلاشي وعلى وجهها أجمل ابتسامة قد رأتها يوما، وأخذت تلوح لها، ولم يبق غيرها هي وسام، كالعادة، أمسك يديها وطبع تلك القبلة الناعمة على جبينها وفجأة تلاشى كل ما حولهما، لتفتح عينيها بتثاقل وقد أزعجتها كل تلك الأضواء، جالت ببصرها على المكان لتشعر بنوع من الرحة وهي ترى سام مستلقيا قربها متشبثا بيدها وكأنها ملاذه
*بعد تلك القنبلة التي ألقتها، حملت نفسها مع ماريانو مستعدة للخروج، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، وها هم رجال سام يمسكانهما جارينهما خلفهما بكل قوة، أيعقل أنهما نسيا أنهما كانا يحاولان العبث مع الديابلو؟
--------------
صوري.. والله آسفة كثير عن التأخر.. حقكم عليا.. وراح احاول انزل اسرع.. والآن خبروني شو رأيكم بالأحداث للآن؟؟ وشو رأيكم بالمفاجآت يلي عم تصير لحد الوقت؟ولو عندكم توقعات او تعليقات حطولي تحت بالكومنتس❤❤
وكمان بليز حبايبي صوتو على الحلقة لو حبيتوها ومنشن لأصحابكم لحتى يقرو الرواية🌹

عشيقة الديابلو/ Diablo's Lover 🔞 (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن