13- خطر يقترب

73.3K 1.5K 32
                                    

بقيت غائبة عن الوعي بين أحضانه بينما هو لأول مرة أخذ يلعن كونه يعمل في هدا العمل، يتمنا، فقط يتمنا لو كان له غير ماض، لو لم تكن تلك عائلته، لو لم تتبنه تلك العائلة، لو لم يتم تعذيبه بتلك الطريقة الوحشية عندما كان صغيرا، لو بقيت له ذرة إنسانية فقط، بقي يتأملها بينما يده تلاعب رقبتها التي لاتزال علاماته مطبوعة عليها، لا يدري ما سبب حبه الغريب لرقبتها، هل يعقل أن يكون مصاص دماء على قولها؟ بقي يضحك داخليا على أفكاره، يبدو أن الغباء معدي، وأعظم دليل أنه اكتسب قليلا من غباء تلك الحمقاء التي لم تستفق حتى الآن، مرت حوالي نصف الساعة لتبدأ بفتح عيونها بتثاقل لترى نظراته القلقة تتفحصها ليسألها:" هل أنت بخير؟" ليتراءى لها الموقف المخيف الذي مرا به لتبدأ بالبكاء والكلام بطريقة هستيرية:" لق.. لقد كان.. يحمل سلاحا.. كان يرغب في قتلنا.." بقيت تتكلم بينما ترتجف ليشد عليها في حضنه أكثر وهو يمسح على ظهرها بيديه ويطبع قبلات على جبينها هامسا:" لن يؤذيك أحد خاصة وأنت معي.. اهدئي صغيرتي.. كل شيء على ما يرام" هدأت بين ذراعيه تزامنا مع دخول بعض الممرضات لتشد على عناقه أكثر بينما رمقهم سام بإحدى نظراته القاتلة ما جعلهم يخرجن بسرعة، يبدو أن الوضع أصبح خطيرا، بطريقة جدية، ما الذي يفعله تيم في إيطاليا، أيعقل أنه مع المافيا الإيطالية، أيعقل أن يعلم أحدهم بأمر صغيرته، هذه ستشكل كارثة، ولن يطول الأمر حتى تسمع عائلتها بالأمر ما يعني أنهم سيحاولون استعادتها وهذا آخر ما يرغب فيه، فعائلتها ذات نفوذ يضاهي نفوذه تقريبا، وكذلك هو لا يرغب أن تعود صغيرته إلى ذلك المكان، نظرت نحوه بعيون دامعة لتقول بصوت حزين :" هل يمكننا أن نعود للبيت؟" نظر لها بضياع ليقول:" سنسأل الطبيب ثم سنرى إن كان سيصرح لنا بأمر خروجك ثم سنعود إلى الفندق"
-"لا أريد العودة إلى الفندق، أريد الذهاب إلى بيتنا" برغم موقفهما إلا أنه شعر بالسعادة لأنها قالت بيتنا وضعها على وسادتها ليقبل جبينها بعدما نظر إلى الساعة على هاتفه :" صغيرتي، إنها تقارب منتصف الليل، ما رأيك أن ننام الليلة هنا وفي الغد نذهب إلى بيتنا؟" هزت رأسها موافقة فهو يعلم أن صغيرته تكره المستشفيات ليكمل :" الآن سأذهب لأرى الطبيب ثم أعود إليك، لن أتأخر" أنهى كلامه بابتسامته الفاتنة التي لا تظهر إلا قربها، ليخرج من الغرفة بينما يكلم أحد رجاله :" أريدك أن تشدد الحراسة على مشفاي .. لا يهمني قم بما أمرتك وبيدك حتى الصباح كي تبحث لي عن منزل وتؤمنه من كل النواحي، وأيضا إلى طاقم كامل من الخدم والممرضات .. نعم أحتاج أن يكون كل شيء جاهزا في الصباح" أغلق الخط ليلتفت نحو الرجل الضخم الذي كان واقفا قرب الباب :" لا تسمح لأي كائن أن يدخل من هنا، وإن كان أحد الأطباء تتصل بي فورا" أومأ له الحارس ليتوجه نحو مكتب الطبيبة التي شخصت حالة هانا ليفاجأ بتيم يقف موجها سلاحه نحوها وهو يقول:" ستسممينها، ولا يهمني كيف يتم الأمر، كل ما يهم أن تموت" ليفاجأ برصاصة تخترق كتفه المكسور جعلته يهوي مفترشا الأرض يتلوى من الألم بينما تنفست تلك الطبيبة الصعداء ليسألها متجاهلا فعلته:" متى ستتمكن من الخروج من هنا؟" لتجيبه وهي مرتجفة من هذا الذي يتكلم بطريقة عادية وكأنه لم يطلق النار على أحدهم منذ ثواني:" في الحقيقة يبدو أنها عانت من انهيار عصبي جراء صدمة تلقتها، من الأحسن أن تبقى في ضيافتنا لأيام" لينظر نحوها بشك مردفا بنبرة مخيفة:" أم أنك تريدين تنفيذ ما أمرك به السافل هنا؟" انفرجت عينيها لتقول ببكاء خوفا من أن تنتهي بطريقة مأساوية:" لا، إني أقسم لك، أنا لن أفكر حتى في الأمر"
-"إذن غدا صباحا ستوقعين أوراق خروجها" هرب الكلام من الممرضة جراء الصدمتين اللتين تعرضت لهما في هذه الساعة لتهوي على ركبتيها بعدما خرج وأغلق الباب، بقي يمشي في الرواق متجاهلا نظرات الممرضات المعجبة وطرقهن السخيفة لإغوائه ليتنهد بضجر وهو يكلم الحارسين اللذين كلفهما بحراسة تيم إذ لم يكن هناك أي رد، ما زاد في شكوكه حول تيم، ليلحظ عددا من الحراس قرب غرفة صغيرته، توجه نحوهم ليتكلم الحارس الذي كلفه بحراسة غرفتها :" سيدي، لقد وصل الرجال الذين طلبتهم وتم تأمين المداخل والمخارج كلها، وأيضا حضرت سيارات للدعم في حالة أردت المغادرة، بينما مازلنا نبحث عن منزل لكن اطمئن سيكون جاهزا صباحا مرفقا بكل ما طلبت" ليقول :" اذهب واحمل تيم المرمي في غرفة الطبيبة عالجه وشدد الحراسة عليه" اكتفى بالإيماء له موافقا ليدخل عند صغيرته التي وجدها مختبئة تحت الغطاء بشكل لطيف، اتجه نحوها بهدوء كل لا يفزعها ليسحب عنها الغطاء ببطء كي تقابله عيناها المحمرة جراء الدموع تلومه لأنه تركها، مسح دموعها ثم طبع قبلة رقيقة على شفتيها وأخذ يمسح على شعرها لتقول لائمة:" لماذا تأخرت وأنت تعلم أني أخاف البقاء وحيدة؟" أبعد الغطاء قليلا لينظم لها تحت السرير وهو يحملها كي تصير فوقه، فالسرير لن يحمل كليهما، عدل وضعيتها ليجعلها تتوسد صدره بينما يداه تداعب خصلات شعرها ليقول مبررا:" آسف حلوتي، لن أكرر الأمر" لم تجيبه لتشد على عناقه محاولة النوم، فهي صارت لا تجد الأمان إلا في حضوره هو، غريب هذا التناقض، لا تريده قريبا منها وفي نفس الوقت لا تريده أن يبتعد، تكرهه لكنها تغار عليه، هي لا تكذب، هي فعلا تحاول أن تحبه، فقط مازالت تحتاج لمزيد من الوقت كي تستوعب كل هذا الحب، تتذكر عندما قال لها :" إني أحبك بطريقتي، احبك كما لم يحبك أحد، أحبك كما لم يحب أحد أحدا من قبل، بطريقة لن يحب بها أحد أحدا من بعدنا، ستكون طريقتنا المميزة وسرنا الصغير" لم تستطع التعليق على كلامه ذلك اليوم، ولم تستطع تكذيبه لشدة ثمالته، فالثمل لا يكذب، ليضع رأسه في عنقها مقبلا إياه :" إني أثمل بك انت" ويهوي نائما بين أحضانها كرضيع وجد أمه بعد غياب، بقيت في حضنه تشتم عطره الرجالي المميز المخلوط برائحته هو، يبدو أن الغباء ليس الشيء الوحيد المعدي، فالجنون كذلك، وهاهي تأخذ البعض من جنونه ليصيبها الضحك جراء تفكرها الأحمق ليقول :" ما الذي يضحكك؟" نظرت إلى ملامحه لتقول بصوت ناعس:" لما أنت مميز هكذا؟" تفاجأ من سؤالها ليبتسم بخفة وهو لا يدر بما يجيبها ليحتضنها أكثر:" وعطرك أيضا مميز"
-"ااه من هذه الصغيرة يبدو أنها تبحث عن المشاكل الحلوة" هذا ما كان يدور بعقله لينطقه بصوت مسموع صدمها لتتوقف عن الكلام وتزرع رأسها بصدره كي تنام، ابتسم لتصرف صغيرته البريء ليشد عناقها باحثا عن قسط من الراحة
*

حل الصباح ليستيقظ سام باكرا كعادته مستمتعا بذاك الثقل الموضوع فوقه الذي يمده بدفء يغلف روحه، أبعدها عن جسده برفق ليضعها فوق السرير ويخرج كي يتفقد الأوضاع، نظر إلى رجاله الواقفين أمام الباب محملين بأسلحتهم الثقيلة، فإيطاليا ليست مكانا للعب، ليتكلم بعدما وجه نظره إلى باري (واحد من أقدم رجاله الذين يثق بهم):" هل جهز ما أمرتكم به؟"
-"بالتأكيد سيد سام، وقمنا بنقل ثيابكما من الفندق إلى المنزل الجديد وأرسلت لك عنوانه برسالة نصية"
-"أرسل أحدا ليحضر لنا ثيابا جديدة" أومأ له ليتصل بإحدى الخادمات:" جهزي ثيابا للسيد والسيدة فاليميتش وأرسليها مع السائق" أغلق الخط تزامنا مع توجه سام نحو مكتب الطبيبة ليأخذ من عندها تصريح الخروج، عاد إلى صغيرته بعدما دفع تكاليف المستشفى ليجدها لم تستيقظ بعد، اقترب منها ليهزها برفق محاولا ايقاظها، فتحت عينيها بتثاقل لينادي على إحدى الممرضات كي تنزع إبرة المصل عن يدها بينما ذهب ليستلم الثياب التي أحضرها سائقه، عاد إليها ليساعدها على الاغتسال وتغيير ثيابها ثم ذهب ليفعل المثل تحت أنظارها التي لم تفارقه، تنظر بإعجاب لجسده المشدود المزين بتلك العضلات السمراء التي لا تزيده إلا فتنة، استدار نحوها ليحملها بين ذراعيه، استشعر ضعفها من استسلامها، فما شهدته خلال هذا اليوم ليس بقليل، خرج وهو محاط بكل أولئك الحراس ما أثار استغرابها، فهو لم يعهد أن يقترب من حراسه بهذا الشكل لتزيد صدمتها عندما لمحت أسطول السيارات المصطف أمام المشفى ليفتح له سائقه الباب، لم تستطع منع فضولها من أن تسأل :" لما كل هؤلاء؟"
-"لأن هناك ما قد يهدد حياة صغيرتي وهذا ما لن أسمح بحدوثه" اقتربت منه أكثر بينما بدء هاتفه يرن، ضحك من تصرف فضوليته ليجب عنه بعدما وجد أن المتصل هو دانيال، وضع يده على فمها كي لا تهمس ببنت شفة ما أثار استغرابها، فعندما يكون كريس المتصل يسمح لها بالكلام بطريقة عادية :" نعم داني، ماذا تريد؟"
-"نحن في إيطاليا في منزلك، لن نتركك وحدك بعدما حدث" لاحظت تجهم وجهه بعدما قاله ليقول :" جيد، اتصل بميرا وأخبرها أن تكون بمنزلي في أسرع فرصة ممكنة" ليفصل الخط مباشرة بعدما قاله لتنظر له باستغراب وتقول بضيق لم تحاول حتى إخفاءه :" من هي ميرا؟" نظر إليها مبتسما من غيرتها اللطيفة ليقول :" صديقة جديدة لك" ابتسمت بفرحة جراء هذا الكلام، فهي أخيرا ستحتك ببشر غير سام، لاحظ ابتسامتها لتشتعل الغيرة داخل قلبه، أيعقل أنها سعيدة لمقابلة شخص غيره، تجهم وجهه ليحمل هاتفه ويرسل رسالة لكريس :" إني آت، أبعد داني عن المدخل" ليرد كريس :"عذرا لقد حاولت منعه من القدوم لكنه أصر"
-"لا بأس، احرص فقط أن لا يراها"
-"حاضر" أحس كريس بوصول سام لينظر نحو داني قائلا :" اذهب لتفقد الحراس من الجهة الشرقية وأنا سآخذ الجهة الشمالية" أومأ له مستغربا إذ لم يمر وقت طويل منذ أن تفقدا الحراس، ما جعل الكثير من الشكوك تحوم برأسه، فهو لم ير تلك الفتاة التي مع سام منذ أن أتت، لم يستغرب بداية لأنه يعلم بأمر غيرته المجنونة لكن الوضع أصبح مريبا، فلا يعقل أنه لم يلمح حتى طيفها، وكأن سام يحرص على أن لا يفعل ذلك..
------------------
پارت جديد.. اعطوني توقعاتكم حول داني وهانا؟ هل هي مصادفة أم فعلا تخطيط من سام؟ وبرأيكم من هو تيم وميرا؟ وطبعا لاتنسو تصوتو على الحلقة لو حبيتوها وكمان تتابعوني لو حبيتو الرواية

عشيقة الديابلو/ Diablo's Lover 🔞 (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن